-

قَال الإمَام ابنُ رجَب رحِمه اللّٰه:

«غدًا توفَّى النُّفوس مَا كسَبت، ويحصُد الزارِعُون مَا زرعُوا؛ إن أحسَنوا أحسَنُوا لأنفُسهِم، وإن أسَاؤُوا فبِئسَ مَا صَنعُوا!».

- لَطائف المَعارف لابنِ رَجب الحَنبلي

-

قالَ عُمر بنُ الخطَّاب رَضي اللّٰه عَنه:

«اعتَزِل مَا يُؤذِيكَ، وعَليكَ بِالخَليلِ الصَّالِحِ وقلَّمَا تَجِدُهُ».
- شُعب الإيمَان

-

قَالَ رَسولُ اللّٰه ﷺ:

«إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا ﷲ تَعَالَى لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيل ﷲ، مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْن كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ».

- رَوَاهُ البُخاريّ

-
قال الإمامُ شيخُ الإسلامِ ابنُ قيِّمِ الجوزيَّةِ رحِمه اللّٰه:

**«وَمن عِلاجِها (أي المصِيبة): أن يعلمَ أنَّه لولا مِحَنُ الدُّنيا ومصائبُها لَأصابَ العبدَ من أدواءِ الكِبرِ والعُجبِ والفَرعَنةِ وقَسوةِ القلبِ ما هو سببُ هلاكِه عاجِلًا وآجِلًا، فمن رحمةِ أرحمِ الرَّاحِمينَ أن يتفقَّدَه في الأحيانِ بأنواعٍ من أدويةِ المصائبِ، تكونُ حميَّةً له من هذه الأدواءِ، وحِفظًا لصِحَّةِ عُبودِيَّتِه، واستِفراغًا للموادِّ الفاسدةِ الرَّديئةِ المُهلِكةِ منه، فسُبحانَ مَن يرحمُ ببلائِه، ويبتلي بنَعمائِه، كما قيل:

قد يُنعِمُ بالبلوى وإن عَظُمَتْ
ويبتلي اللهُ بعضَ القومِ بالنِّعَمِ

فلولا أنَّه سُبحانه يُداوي عِبادَه بأدويةِو المِحَنِ والابتِلاءِ؛ لَطَغَوْا وبَغَوْا وعَتَوْا، واللهُ سُبحانه إذا أراد بعبدٍ خيرًا سقاهُ دواءً من الابتلاءِ والامتِحانِ على قَدْرِ حالِه يستفرغُ به من الأدواءِ المُهلِكةِ، حتَّى إذا هَذَّبَهُ ونقَّاهُ وصفَّاهُ؛ أهَّلَهُ لأشرفِ مراتبِ الدُّنيا، وهي عُبودِيَّتُه، وأرفعِ ثوابِ الآخرةِ، وهو رُؤيتُه وقُربُه».**
- زادُ المعادِ

-

﴿اللهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ﴾

مِن لُطفِ اللّٰه بِعبدِه أَن يَبتَليه بِبعضِ المَصائِب، فُيوفِّقه للقِيامِ بوَظيفَة الصَّبرِ فِيها فَيُنيلُه دَرجَاتٍ عَاليَة لَا يُدرِكها بِعمَله، وَقد يُشدِّد عَليه الاِبتلاَء بِذلك، كَما فُعل بأيُّوب عَليه السَّلام، ويُوجِد فِي قَلبِه حَلاوة رُوح الرَّجاء وَتأمِيل الرَّحمة، وكَشف الضُّر فيَخف ألمَه وتَنشط نَفسُه.. ولِهذا مِن لُطفِ اللّٰه بالمُؤمِنينَ أَن جَعل فِي قلُوبِهم احتِسَاب الأَجر فَخفَّت مَصائبَهم، وَهان مَا يلقُون مِن المَشاق فِي حُصولِ مَرضاتِه..

- المَواهِب الرَّبانِية للسَّعدِي

-

قَال ابنُ تيميَّة رحِمه اللّٰه:

«زَلَّت أقدَام كثيرٍ مِن السَّالكِين لأنَّهم عَبدُوا اللّٰه علىٰ مُرادِهم مِنه، ففَنوا بمُرادِهم عَن مُرَاد الحَق عزَّ وجلَّ؛ ولَو عبَدوا اللّٰه علىٰ مُرادِه مِنهُم لَم ينَلهُم شيءٌ مِن ذلك».

- مَجمُوع الفَتاوىٰ

-

- لا إله إلا ﷲ
«هِي أكثَر الأذكَار وجودًا، وأيسَرها حصُولاً، فإنَّ أحرُفها كلُّها جَوفيَّة لَيس فِيها حَرف شَفويٌّ، فيُمكِن لقائِلها أَن يقُولهَا مِن غَير فَتح فمِّه، وهُو أسلَم وأبعَد عَن الرِّياء، وفِي كَونها جَوفيَّة إشَارةٌ أيضًا إلىٰ أنَّها تخرُج مِن القلب، وأحرُفها كلُّها مهمَلة فتنبِّئ بِالتجرُّد عَن كلِّ مَعبودٍ سِوىٰ ﷲ».
- حَاشية كِتاب التوحِيد

-

قَال تعَالىٰ: ﴿يَا أَيُّهَا الإْنسَانُ إِنَّك كَادِح إِلَى رَبِْكَ كَدْحًا فَمُلاَقِيه﴾ [الإنشِقَاق]

أَي إنَّك سَاعٍ إلىٰ اللّٰه، وعَاملٌ بأوَامِره ونَواهِيه، ومُتقرِّبٌ إلَيه إمَّا بالخَير وإمَّا بالشَّر، ثمَّ تُلَاقِي اللّٰه يَوم القِيامَة فلاَ تُعدَم مِنه جَزاء بالفَضلِ أَو العَدلِ.

بالفَضل إِن كنتَ سَعيدًا، وبِالعُقوبَة العَادِلة إِن كُنتَ شَقيًا..!

- تَفسِير السَّعدِي

-

ﻋَﻦْ ﺍﻟْﺤَﺴَﻦَ ﺍﻟْﺒَﺼْﺮِﻱِّ ﻛَﺎﻥَ ﻳَﻘُﻮﻝُ:

«ﺇِﻥَّ ﻟﻠَّﻪِ ﻋِﺒَﺎﺩًﺍ ﻛَﻤَﻦْ ﺭَﺃَﻯ ﺃَﻫْﻞَ ﺍﻟْﺠَﻨَّﺔِ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺠَﻨَّﺔِ ﻭَﻫُﻢْ ﻣُﺨَﻠَّﺪُﻭﻥَ، ﻭَﻛَﻤَﻦْ ﺭَﺃَﻯ ﺃَﻫْﻞَ ﺍﻟﻨَّﺎﺭِ ﻓِﻲ ﺍﻟﻨَّﺎﺭِ ﻣُﻌَﺬَّﺑُﻮﻥَ، ﻗُﻠُﻮﺑُﻬُﻢْ ﻣَﺤْﺰُﻭﻧَﺔٌ، ﻭَﺷُﺮُﻭﺭُﻫُﻢْ ﻣَﺄْﻣُﻮﻧَﺔٌ، ﻭَﺣَﻮَﺍﺋِﺠُﻬُﻢْ ﻋِﻨْﺪَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻣَﻘْﻀِﻴَّﺔٌ، ﻭَﺃَﻧْﻔُﺴُﻬُﻢْ ﻋَﻦِ ﺍﻟﺪُّﻧْﻴَﺎ ﻋَﻔِﻴﻔَﺔٌ، ﺻَﺒَﺮُﻭﺍ ﺃَﻳَّﺎﻣًﺎ ﻗِﺼَﺎﺭًﺍ، ﻟِﻌُﻘْﺒَﻰ ﺭَﺍﺣَﺔٍ ﻃَﻮِﻳﻠَﺔٍ، ﺃَﻣَّﺎ ﺍﻟﻠَّﻴْﻞُ ﻓَﺼَﺎﻓَّﺔٌ ﺃَﻗْﺪَﺍﻣُﻬُﻢْ، ﺗَﺴِﻴﻞُ ﺩُﻣُﻮﻋُﻬُﻢْ ﻋَﻠَﻰ ﺧُﺪُﻭﺩِﻫِﻢْ، ﻳَﺠْﺄَﺭُﻭﻥَ ﺇِﻟَﻰ ﺭَﺑِّﻬِﻢْ، ﺭَﺑَّﻨَﺎ ﺭَﺑَّﻨَﺎ، ﻭَﺃَﻣَّﺎ ﺍﻟﻨَّﻬَﺎﺭُ ﻓَﺤُﻠَﻤَﺎﺀُ ﻋُﻠَﻤَﺎﺀُ ﺑَﺮَﺭَﺓٌ ﺃَﺗْﻘِﻴَﺎﺀُ، ﻛَﺄَﻧَّﻬُﻢُ ﺍﻟْﻘِﺪَﺍﺡُ ﻳَﻨْﻈُﺮُ ﺇِﻟَﻴْﻬِﻢُ ﺍﻟﻨَّﺎﻇِﺮُ، ﻓَﻴَﺤْﺴَﺒُﻬُﻢْ ﻣَﺮْﺿَﻰ، ﻭَﻣَﺎ ﺑِﺎﻟْﻘَﻮْﻡِ ﻣِﻦْ ﻣَﺮَﺽٍ، ﻭَﻳَﻘُﻮﻝُ: ﻗَﺪْ ﺧَﻠَﻄُﻮﺍ، ﻭَﻗَﺪْ ﺧَﺎﻟَﻂَ ﺍﻟْﻘَﻮْﻡَ ﺃَﻣْﺮٌ ﻋَﻈِﻴﻢٌ».
- ﺍﻟﻔَﻮﺍﺋﺪ ﻭﺍﻟﺰُّهد ﻭﺍﻟﺮَّﻗﺎﺋِﻖ ﻭﺍلمرﺍثِي ﻟﻠﺨُﻠﺪِﻱ

-

قَال الإمَام ابنُ رجَب رحِمه اللّٰه:

«فأمَّا رِقَّةِ القُلوب فتَنشأ عَن الذِّكر، فإنَّ ذِكر اللّٰه يُوجِب خشُوع القَلب وصَلاحِه ورِقَّته ويَذهبُ بالغَفلةِ عَنه».

- لطَائِف المَعارِف