"صدري مناجمُ فحم في حرائقها
فكيف أكتب نصًا يُثلج الصدرِ ؟"

فلو لم يُطاردك ريحٌ ورعدٌ
‏وبرْقٌ لما صِرت غيث المطرْ
‏ولو لم يُحاصرك جيشُ الظلامِ
‏لما كنت نجمًا يُرى أو قمَر.

لا يُغريك هذا النور لاتَقترب
نارٌ أنا فيِ موطنٍ رثٍ خَرِب

أتحسبُ الناس كالأبواب تطرقُها
أتحسبُ الفتحَ سهلًا بعدماَ انغَلقُوا؟

الكَونُ عَيناكِ لا شّمسٌ ولا قَمرُ
وَالرَوضُ خَدَّاكِ لَا غُصنٌ ولَا ثَمرُ

وأنتِ فِي دَوحَهِ الأحَلامِ أغنِيهُ
يَشدُو بِهَا الحُب، لَا نَايٌ ولَا وَترُ .

وأغِيبُ .. لكنِّيْ أَمُدُّ حِبَالِيْ
‏خَوفاً عَلَيكَ ورَغبةً لِوَصَالِي
‏نَحْنُ انتَهَينَا مُذْ وَضَعْنَا نُقْطَةً
‏بَعْضُ النُّقَاطِ تَكُونُ للإِكْمَالِ
‏زُرنِيْ إِذَا بَلَغَ اشْتِيَاقُكَ حَدَّهُ
‏أَوْ دَعْ خَيَالَكَ كَيْ يَزُورَ خَيَالِيْ

‏"والآن .. ياكل الذين أحبّهم"

هجرتك حتّى قيل لا يعرف الهوى
‏وزرتك حتّى قيل ليس له صبرُ

‏فيا حبّذا الأحياء ما دمت فيهم
‏ويا حبّذا الأموات ما ضمّك القبرُ!

‏_أبو صخر الهذلي