دز قناتك هنا و نرقيها الف عضو بدون مقابل :
@z_e_1_x

I am sharing 'Noor-Book.com المختصر المفيد في جداول التجويد الشيخ أحمد الطويل 3 (1)' with you

??
من كلاب فرنسا الصليبية: رفاعة الطهطاوي إمام البعثة المصرية إلى فرنسا وواعظها الذي أصبح بين عشية وضحاها بوقًا من أبواق التغريب! كيف تحول الأزهري إلى داعية للتغريب ؟!

وُلد رفاعة رافع الطهطاوي في 15 أكتوبر 1801م، بمدينة طهطا إحدى مدن محافظة سوهاج بصعيد مصر، فحفظ في صغره القرآن الكريم و المتون ، ثم  سافر إلى القاهرة، ليلتحق وهو في السادسة عشرة من عمره بالأزهر عام 1817م، حيث درس  الحديث والفقه والتفسير والنحو والصرف.. وغير ذلك.

وبعد تلك السنوات التي قضاها رفاعة الطهطاوي في طلب العلم، ودراسة الشريعة، ذهب إلى فرنسا إماما للبعثة التي أرسلها محمد علي والي مصر -اخزاه الله حالف الصليبيين ودمر عُرى الإسلام- لينقل من الحضارة الغربية الغثّ منها قبل السمين، فخرج في الأصل إمامًا للصلاة والوعظ مع البعثة، ولكنها كانت نقطة التحول وبداية مرحلة من جهوده المناهضة للشريعة.

وما إن تحركت السفينة التي تحمل أعضاء البعثة حتى بدأ الطهطاوي في تعلم الفرنسية في جدية ظاهرة، وقد لقي  عناية ظاهرة من العالم الفرنسي جومار الذي عهد إليه محمد علي بالإشراف العلمي على البعثة، ومن المستشرق الفرنسي الكبير دي ساسي، واصيب بإعجابه الهائل بزيف الحضارة الغربية ، وعن هذا يخبرنا الأستاذ سالم مبارك في كتابه "اللغة العربية" فيقول: ذكيًّا نعم، نابهًا بين أقرانه نعم، محبًّا للعلم نعم، ولكنه مع ذلك في الخامسة والعشرين من العمر... غريرًا، طري العود، جاء من أقصى الصعيد حيث حياته البؤس والضنك إلى قلب باريس بحدائقها وميادينها ومباهجها.
حيث يصف في كتابه "تخليص الإبريز في تلخيص باريز" حال المراقص في باريس، ولا أدري ما حاجة الواعظ والإمام فضلاً عن غيره من المسلمين في دخول مثل تلك الأماكن ، ثم يسهب في وصف نوع الرقصات وشكلها؛ وكعادة دعاة التغريب والانحلال تحت مسمى التنوير والحداثة، ينفثون سمومهم من أجل تحرير المرأة ليس من الظلم الذي يدعونه، ولكن من كل حياء إسلامي رفيع؛ ولذا فقد نالت المرأة من كتاباته الكثير، فقد عاد الطهطاوي من فرنسا ليقول بملء فيه: "إن السفور والاختلاط ليس داعيًا إلى الفساد"، ويُبرر لدعوته ذلك بالاقتداء بالفرنسيين حتى في إنشاء المسارح والمراقص، وضمَّن ذلك كتابين: "تلخيص الإبريز في تلخيص باريز"، وكتاب "المرشد الأمين".

رائد الإصلاح والتنوير كما يطلق عليه مؤيدوه (كذبا وزورا)، كان الثغرة الأولى التي نفذ منها الغربيون إلى عالمنا الإسلامي، فكما يقول المستشرق "جب": (كانت المصادر الأولى التي أخذ الفكر الأوربي يشع منها هي المدار المهنية التي أنشأها محمد علي، والبعثات العلمية التي أرسلها إلى أوربا، ويذكر أن منها مدرسة الألسن التي كان يشرف عليها العالم "الفذُّ" رفاعة الطهطاوي، وهو تلميذ جومار ألبار).

انزوى رفاعة الطهطاوي في آخر حياته عن الساحة، وترك مكان الصدارة الذي ظل يشغله طيلة خمسين سنة يترجم علوم وأفكار أوربا والقوانين الوضعية ويرأس تحرير جريدة "الوقائع المصرية"، ويكتب المقالات ويؤلف الكتب ويقنن الأفكار، حتى وافته المنية في 1ربيع الآخرعام 1289هـ/1873م بعد أن قام بالدور الأول في طمس معالم الحضارة الإسلامية وتحويلها لمسخ من الحضارة الغربية.