كنا قد تطرقنا قبل قرابة السنة لمسألة انخفاض معدل الولادات تحت مستوى التجديد و علاقته بالمستوى الدراسي للنساء حيث يصل إلى 1,64طفل لكل امرأة بالنسبة لفئة النساء الحاصلات على تمدرس ثانوي و أعلى. و هي إحصائيات راجعة لسنة 2018 و صادرة عن وزارة الصحة بالمغرب. يتطرق التقرير كذلك بنوع من الإيجابية لمسألة إسهام وسائل منع الحمل في خفض ذلك المعدل حيث ينظر لموانع الحمل كوسيلة إيجابية مع أن التقرير يتطرق لانخفاض معدل الولادات عند كل امرأة فيقع في نوع من التناقض.

التقرير عبارة عن تنزيل مباشر لتعليمات مؤسسة راند، و يخلط بين نوع من الإيجابية و الفرح بتحفيز النساء على سلوك نفس النهج و في نفس الوقت يشعرك بنوع التفاجؤ من النتائج التي يؤدي إليها سلوك هذه الوسائل من تضخيم لمركزية التمدرس و الحث على استعمال موانع الحمل بشكل مفرط و الحديث عن المساواة و غيرها.

الإتجاه الذي تسير فيه الدول المسلمة اليوم واضح وضوح الشمس في يوم جميل. اتجاه نحو الانهيار.

الغربي و إن دنا و طاح و فسدت قيمه فمع ذلك ينال من الدنيا متاعها ثم تنقلب آخرته جحيما، أما أنت يا من تحذو حذو الغربي  فمآلاتك أسوء و أفظع، فلا أنت حافظت على آخرتك سعيت لنيل نعيم الآخرة و لا أنت نلت فضل الدنيا، فتعيش مطبلا لأنظمة الزبالة و تعيش في الزبالة ثم مآلك إن أنت بقيت على نهج الغربي معروف.

لا أذكرك بهذا الكلام لتزهد في الدنيا و تركن للوراء، بل لتربط دنياك بآخرتك و حاضرك بمستقبلك و تجعل سعيك مرهونا بصلاح آخرتك. فلا عاقل سيقول لك اعتزل بل اضرب في الأرض واحمل فأسك و شق الأصنام و اضرب بمطرقتك تكسر أغلال أنظمة الزبالة و اسع للقوة ولا تجعل الضعف فضيلة. اجعل قوتك محتكمة للحق واشحذ نفسك مؤطرا إياها بالحق. تغذ نفسيا و بدنيا واملأ بطنك باعتدال و قف مستويا ولا تركن للوراء .. اطلب رزقك من الله و تحرك ولا تقعد عند بؤر الفساد فتتلاشى تلاشي الضوء بمحاذاة الثقوب السوداء. عش رجلا و مت رجلا و در مع الحق أينما دار، قف شامخا.

أخي المؤمن، أخي الفلاح، أخي الرجل.

اعلم جيدا أنه لطالما كان التفسير الوحيد لتلك المنشغلات بالحسابات الرجالية وما ينشرونه و التعليق دوريا عليه سواء في حسابات أو مجموعات خاصة أو قنوات عامة أن الفراغ يقتلهن لكن الأمر يختلف بالنسبة للمتزوجات و اللاتي لايزلن منشغلات بإبداء الآراء في مواضيع رجالية و رمي تعليقات حول السياسة أو أمور الحياة المتعلقة بالفضاء العام أو القفز من حساب رجالي لآخر للتعليق و إبداء الرأي و حشر أنوفهن وسط مجامع رجالية أكانت طيبة أم سيئة فإن ذلك يعني شيئا وحيدا أن مفهوم الرجل غائب عنها في البيت و لكي نكسر الصنم فإن معظمهن sexually repressed لا ينلن القدر الكافي من الجنس. قلة الرجولة المحيطة بهن إضافة لسوء الخلق المتجذر فيهن.

الإناث السويات لهن عبادات و أشغال يومية شخصية و بيوت تنتظر التهيئة و رجال يتسيدونهن وغالبا أطفال. فلا حياؤهن يسمح لهن بالمهاترات الرقمية ولاوقت لهن في الأصل لتضييعه مع الغرباء. فقط اللواتي يعانين من العصاب و قليلات الحياء و العفة ومن لا رجل يشكمها من ستجدهن يقذفن بآرائهن يمينا و شمالا في كل المواضيع و بأنفسهن عند كل حساب شخصي و بوقتهن للتعليق على مسائل لا تخصهن.

و قد أجمع العلاماء رحمهم الله على أن الفجر يجب أداؤها بعد تبين الفجر الصادق، و أنها إذا وقعت قبل الفجر الصادق، فليست بصحيحة ولا معتبرة، و على المكلف قضاؤها. ص 10 - كتاب شرح زاد المستقنع الشنقيطي التفريغ - وقت صلاة الفجر

الحمد لله و الشكر لله على نعمة الصحة.
الحمد لله و الشكر له على نعمة الجسد المعافى.
الحمد لله حمدا كثيرا على نعمة الصبر.
الحمد لله و الشكر لله على الإبتلاء.
الحمد له و الشكر له على المرض تذكيرا بضعف المرء أمام خالقه.
الحمد لله على فرص تكفير الذنوب.
التهاب اللوزتين وحده إن اشتد كثيرا يكاد المرء يجن من الألم المنتشر عبر الحلق و الفك وصولا إلى الأذنين.

تخيل الآن عذابا أبديا لمن ضرب في وجود خالقه. عذابا مستمرا لا نهائيا.

هذه دنيا قد تتوفر فيها مخففات الألم و المرض فيها عارض سيتتهي لكن الآخرة إن أنت انتهى بك الأمر في ما لا تحمد عقباه فمن أين لك بمخففات الألم و كيف تستمر على طريق الضلال و أنت تعلم في قرارة نفسك أن الطريق تلك ستلقي بك في لهيب لا ينتهي و ألم لا يختفي.

يشقى الرجل في نحت نفسه محاولا إبعادها عن كل ما يأتي بهلاكها و تطعيمها بكل ما يسمو بها و يغنيها، يجاهد نفسه لتعلم دينه و الرقي بأخلاقه ويرمي إلى نحت جسده سعيا للقوة ويجتهد في الكسب وتطوير مهاراته لتوفير قوت طيب. كل ذلك يتطلب عناءا ليس من السهل تحمله و جهدا كبيرا. كما لا يتأتى بالراحة بل كثير منه بالتعب و حتى الألم. يتعايش الرجل مع ثقل الوجود و أنه في هذه الدنيا ليشقى و قلما تجد هذا الأركتايب من الرجال يشتكي من ثقل الحياة. بل يخفف على نفسه بنعم الله من الشهوات المباحة كالزواج و المال و البنين و غيرها.

لكن الأمر ليس بالسهل، فالمخففات قد لا تتوفر أو قد تصير هي نفسها ثقلا فوق أثقال أخرى. هناك من يشقى و يمدح في نحت نفسه عبر تعب و ألم و كسور ثم لا ينال حتى الهناء في بيته أو السند اللازم فيصير الأمر بالنسبة له كألم فوق ألم. الابتلاء جد وارد و الصبر ضروري و لا أحدثك هنا عن الصبر على قلة الاحترام أو الأذى بعدم الدفع تجاه التخلص منه فما يرضى بهذا النوع الأذى إلا الأذلّون الراضون بالإهانة،

الرجال الفحول الذين قد يبتلون من هذه الناحية سرعان ما يتجاوزون الأمر بالدعاء و عدم الرضى بالذل و التصرف بذكاء و الضرب بيد من حديد على كل ما يهدد رجولتهم. كسر السلاسل المكبلة أمر يسعون فيه جاهدا. و لتنظر نفسك لمن تنتمي لمحطمي الأصنام إن هي وضعت في طريقهم أو للراضين بالوضع المذل.

سبق و أن تطرقنا منذ سنوات لتوجه النساء العربيات مستقبلا بكثرة نحو تبني نهج Trad-women الغربيات. نساء يرجعن للتقليدانية الشكلية بنوع من الرومانسية الموضوعة على الماضي لكن دون تبني القيم التقليدانية بمجملها فيقتصرن على الشكل فقط مع الإبقاء على ترسبات حداثية…

"لا تسارعي يا اختي في لبس الحجاب الكامل ولا تتركي عملك بما فيه من مفاسد فإن ذلك قد يكون عليك وابلا"

بالله عليك كيف علمت أن صاحبة هذا الكلام طويلبة علم غير قارة في بيتها!

ميزانك اليوم بين مؤمنة مُسلّمة لأمر الله بعد أن نزلت آية الحجاب فأجابت وأطاعت واحتجبت. هذا في وقت لم يكن الإسلام قد وصل ما وصل من قوة كبرى ولم تكتمل الرسالة بعد، في وقت كانت الأوامر تنزل على نبيه فيأمر بها رعيته فيطيعون.

وبين طويلبات علم ينصحن المؤمنات بعدم الإقدام على استكمال الحجاب الشرعي بحجة "خطر مستقبلي ممكن" من أهاليهن فاسدي الفطرة، وهن في ديار إسلام ينشأن في وسط مسلم. ولو قلنا في ذا الوسط ما قلنا ووصفنا فيه ما وصفنا من ترسبات فاسدة و بدعيات وتقاليد عفنة، لكن النشأة تظل في إطار متشبع بالبديهيات الأولى للتوحيد. لا وسطا يحيط به المشركون في بدايات تاريخ الإسلام وسط قوم لم ينشأوا على التوحيد.

فشتان بين صحابية أطاعت ربها في تلك الظروف وأسلمت لله وبين من تنصح نساء المسلمين بالتريث قبل الإقدام عبادة عظيمة وإقلاع عن المعصية.

ويكأن سلوك طريق الحق فرض فيه أن يكون سهلا على بساط حريري ترفع الريح الخفيفة راكبه، لا أن الطريق وعرة مليئة بالمطبات والألغام ومن يقذفك بالطوب من حيث لا تدري.

ومن يخذلون نساء المؤمنين عن مجاهدة النفس بمواجهة من يمنعونهن من طاعة الله والصبر على الأذى بحجة أنه قد يسوء حالهن، هم أنفسهم الذين يخذلون الرجال ويحذرونهم من ترك أعمال الذل وسط المنظومة الحديثة واستكمال الطريق المهينة تحت أرجل الأنذال بحجة أنه قد يلقي بنفسه للتهلكة.

لحياة بدراهم قليلة مع جبل من العز لأشرف من دراهم أكثر بقليل - ليس حتى الغنى - مع جبل من الإهانة والعار والرضى بتسيد الأسافل.

شتان بين اتخاذ الخطوات بحذر وتروّ مع الإقبال على الطاعات والنأي بالنفس عن الذل والمهانة وبين التخذيل. و المرء يعلم أن النفس إن لم تشحذ وتحفز باستمرار تتكاسل وقد تنطفئ فيها الشعلة المراد بها التغيير نحو الأحق، فتطبع مع واقعها الفاسد وتتهاون حتى تتماثل مع من كانوا يضيقون عليها. لأنها لم تكابر وتقاوم وتستمر بعد أن استمعت لسفيه(ة) ما وبقيت على معصية أو في ذل مخافة "خطر مستقبلي ممكن".