- لا خيرَ في هذا الصباح استيقضتُ منهكاً انظرُ لوسادَتي التي شَهدت حَرب أمسٍ إحتَضَنتُها بقلةِ حيلةٍ فأنا وهيَ نعلمُ كم هوَ صعبٌ أَن تحملَ راساً كرأسي.. زفرتُ ما تَبقى من تلكَ الهمومِ مُحدقاً بأَطرافِ أَصابعي التي تُحاول الإشتباكَ مع ما يطمئِنها كل ما يخنُقني هي أَضلعي التي يَجثمُ فَوقها شَيطاني القديم، قَضى تِلك الليلة يشعلُ الخرائبَ كُلما أَخمدتُها، يبتسمُ بغلٍ أَثناء تَخبُطي يَتلو عليَ خَسائري شامتاً، لكلِ انسانٍ هنالك نِقاطٌ اساسيةٌ يقيسُ من خلالها حَياته وانا أشعرُ بفقدانِ كُل تلكَ النقاط، وكأني بتُ أستَجدي الحياةَ ولكنها مُصرة في ان تُميتَني!،..

خَمسون حُزناً قمتُ بِدَفنهم فَمن انت لتنبش الثرى،
_

وتِلك الحفرةُ التي حَاذرتُ أن أقعَ فيها لسنواتٍ أرَتني نَفسي حَالما وقعتُ فيها ، صَرختُ فتَجاهلتني الجُموع كَأني غارقٌ دَاخلي فَقط، لَم يُجد الصراخُ.. بَقيتُ عالقاً طيلةَ الوقتِ الذي كُنت اتوقعُ فيهِ من العالمِ شيئاً... الأَنانية قُبحٌ وقفَ شامتاً أمامي، قاومتُ خيبةَ الاملِ...وحَاولتُ النُهوض وقعتُ مرةً وتأذيتُ في مرةٍ حتى خرجتُ منها تاركاً حُسنَ النيةِ تِجاهَ العالمِ خَلفي.
.

كالخيلِ الهائجِ تلكَ الدُنيا تَشدُ لِجامَها فَترميك تُمهلك تُفتنك ثم.. تُميتك حَياً ومَا لها إلا أن تَقولَ لكَ جارِني..
.

الشيءُ الأكْثرَ إزعاجًا في الحَياة، هو أنْ الشخصْ الصادق يَخسر دائمًا في صِراعِ الكَلماتْ، بينما الشَخصْ الكاذِبْ يُمكنهُ أنْ يَقول أي شيء.

تُشعرني تِلك الأُمور البَسيطةُ بالدِفء "لَوحتي البَيضاء بعدَ أَن زَينتها عَيناك وفُرشاتي المُببله بالأَلوانِ التِي خَطتها".

مِنْ أي فِردوسٍ أتتْ عَيناكِ وبأي كَوثرٍ يَرتَويْ جِفناكِ هَلْ كُنْتِ خُلقًا مِنْ مَحاسِنِ أُمةٍ أمْ كُنْتِ حُسنًا ما لهُ أشْباهُ؟
-

كَالبدرِ أَنتِ سُبحانَ مَن خَلقڪ
رَقيقةٌ كَالندى مُتوهجةٌ مُبهجٍة
يامن سكنتَني حتى ظننتكَ أَجْمَعِيْ
‏وظننتُني بَعْضًا يُمـثّلُ أَجْمَعَكْ
‏فكأنّ روحكَ حيَّةٌ في أضلعي
‏وكأنّ أنْفاسِي تُحرّكُ أضْلُعكْ
‏فإذا رآكَ النّاسُ تَمْشِي واحدًا
‏حيّوْك فَرْدًا ثُمّ حيّوْني معكْ
-

"غدًا سَتكون انتَ الناجي
وَ البحرُ بِكبرهُ هو غَريقَكْ
العالمُ بأَجمعهُ سَيكونُ نَصيبك
و البلاد النافيه لن تُعيقَك
غدًا سَتشرق كشمسٍ سَاطعةٍ
تَشعُ بِنيرانَ حَريقَكْ."
_