لماذا تتابعُني؟ وما الذي استَفَدْتَهُ من مُتابَعَتِك لي؟ :)

.
شعورٌ ثقيلٌ أن يكونَ في نفسكَ الكثيرُ الكثيرُ لقَولِه، ولكنّكَ تَلوذُ بالصَّمتِ فقط مُؤْثِرًا إيّاه.
.

.
كثرةُ التّفكيرِ واستعراضُ الاحتِمالاتِ وتوقُّع المآلاتِ مُرهِقةٌ للنّفس، مشغِلةٌ للذّهن، وهي إن طالتْ أضحتْ مُجلِبةً لسُقمِ البدَنِ وعطبِ الفِكر، فلا بُدّ من التّوقُّفِ ومقاومةِ الاستغراقِ في ضروب هاته الأفكار، وليَكُن بعدها ما يكون، فهذا أهونُ من الاستمرارِ في هذه الدّوّامة، فالانتظار والتّرقُب أشدُّ من المصيرِ المخوفِ نفسِه.

يقولُ البُحتُريُّ وهو يُشخّصُ ذلك:

لَـعَمرُكَ ما المكروهُ إلّا ارتِـقابُـهُ
وأبـرَحُ مـمّـا حَــلَّ ما يُـتَـوَقَّــعُ
.

.
طُوبى لكَ إن اتّصل حبلك بحبل كَليمك، وتوطّدتْ علاقتُك به، فتدانتْ أسبابكما، واتّحدتْ أغراضكما، فما بِتَّ تجد أدنى غضاضة في بسْط مكنون فؤادك إليه، ولا تُلفي أقلّ حرجٍ عند عرضِ المُعتمِل في نفسِكَ عليه، بل ربما تحاشيت في لحظاتٍ مصارحةَ نفسك وصِدْقَك إيّاها، ولكنك لا تجد شيئًا من ذلك معه.
.

.
مشاعرُ السّأم والتّبرّم تعتري كلّ امرئٍ في لحظة ما، تضيق به وعليه نفسُه وقتئذٍ، ويرغبُ عن منادمة النّاس ومجالستهم، وليس ينتشلُه من جُبِّ الكدَر هذا، ويجلو عنه هاته القتامةَ إلا رفيق لا يتحوّلُ عنه، ولا يتغيّرُ عليه، وهذا عزيزٌ في بني البشر؛ فلا ينقذه هَهُنا سوى كتاب أو فِلم، أو طبيعةٌ بِكر!
.

.
أؤمنُ إيمانًا عميقًا بأنّ النّوائبَ مُختَبرات للأنفُس، وبأنّ الشّدائد مُظهرةٌ معادنَ الرّجال.
واجهتُ اليوم مشكلة عويصة، كان سيلحَقُنا إثرها كبيرُ ضرر؛ لولا رجُلٌ شهمٌ نبيل، تعاونَ معنا حتى حُلّتِ المشكلة.
كان بإمكانه التّجاهُل، ولكن مروءته أبتْ عليه، ولكلّ نفْسٍ حظّ تحرزُه من المروءة، وبه تتفاضَلُ أقدارُ النّاس.
.

.
‏ما ألفيتُ دواءً لكثيرٍ من أدواء النّفوس، وعلل القلوب، كالعفويّة والتّلقائيّة والبساطة، صاحبها خالي البال، مرتاح الفكر، متخفّف من أعباء زائدة تنوء بصاحبها.
المتكلِّف والمتصنّع قد يُرى بثوب زاهٍ، عليه مخايل الجمال، ولكنّه ليس سوى جمال مصطنع مكشوف، قبيح في نفس صاحبه، ويوشك أن يتعرّى منه!
.

.
في أحايين كثيرة يكفيك من السّعادة أن ترى مَن تحبّ مسرورًا جذلًا، ولا تبغي وراء ذلك شيئًا.
.

.
روي عن أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام أنه قال:
"من أخذه الله بمعصيته في الدّنيا؛ فاللهُ أكرم من أن يعيدها عليه في الآخرة، ومن عفا عنه في الدّنيا؛ فاللهُ أكرم من أن يأخذه بها في الآخرة".

فيُقال إنّ هذا أحسنُ حديثٍ روي في الإسلام!
.

.
التّعبيرُ الإنسانيُّ المباشرُ جارحٌ جدّا، والحقيقةُ المباشرةُ فجَّة، والمجازُ هو سبيلُ الحقيقةِ المؤَدَّبة، والحياءُ في اللُّغةِ هو أعلى مراتبِ الأدب.
.