اللهم صل وسلم على نبينا محمد

هناك خيط تشابه بين تسليع جسد المرأة وعمليات التجميل وكل ما يتعلق بها، وبين الاهتمام ببناء العضلات للرجل حاليا والمبالغة في ذلك، وإن كان الأمر ملاحظاً أكثر عند المرأة، في تسليعها.

ولنتأمل معاً فيه، فالتمحور والتمركز حول الجسد من آفات عصرنا، ولكل جنس قدر معين منه، وتغلب الأنثى الرجل في هذا بلا شك، لخصائص معينة واختلافات كثيرة.
لكن الأمر لا يختلف كثيراً حينما نراقب هذا التمركز الذي لم يكن موجوداً من قبل في بناء هذا الجسد الرجولي، والحرص على تضخيمه، بطريقة لم يسبق وجودها، وبل وحين نقارن بين رجل عاش قبل عدة قرون لوجدناه أقوى من رجل في هذا الزمن بتلك العضلات الضخمة، فالأمر ليس متمحوراً حول بناء قوة جسدية فقط، هناك رياضات أخرى تبني قوة لا شكلاً، بل توحي بصحته وطبيعته وقوته الحاضرة.

يبدو أن التركيز على تشكيل جسد أقوى للرجل شكلاً ومظهراً أتى بعد فترة وبدايات ظهور موجة حقوق المرأة وكأنها ردة فعل تعبيرية عن الذات :) -إن صح الربط-
عموما النوادي وجلسات التجميل والإعلانات تتكسب على معاني فارغة، حشت بها الأدمغة وصدقتها العواطف.

دائما ما يكون قبلَ التَّمكين..مرحلة إعداد!

إنَّما نحنُ أيَّام .. لو أضعناها وكانت كاللؤلؤِ البَددِ، فمن يعيدُ نظمها وجمعها لنا؟
علَّنا لا ننسَ هذا ..

لا أتركُ أيَّ فرصة أستطيع فيها قراءة المجتمع والتغيرات الحاصلة فيه والملاحظات عليه إلا وانتهزها، ولا ألاقي فرصة تأمل إلا واستغلها وأتمسَّك بها، وما أكثرها، ما أكثرها ..

كلُ نجاة من وقوعُ يتبعه لطف خفي من الله وكل عودة من خطاء الواجهة، يتبعها دعوات الوالدين.

لا يرقى المسلم في مدارج النضج بنوعيه -العقلي والعاطفي- إلّا عند إدراك حاجتهِ الماسّة إلى الحكمة، ومتى وفِّقَ لها استراح لبّه، وأدارَ فكره وشعوره على وجه المنفعة المحضة أو المتغلّبة.