I miss those days

فالعينُ حنّت أنْ تراكَ أمامَها
والروحُ من بعدِ الفراقِ عليلةٌ
والقلبُ في جبرِ اللقاءِ مُؤمّل
‏طالَ الغيابُ وما لوصلِكَ حيلةٌ
‏فمتىٰ بربّكَ بالسعادةِ تُقبلُ؟

ما غَابَ عني وَكل النَّاسِ غائبةٌ
‏من يَسكُنِ القلبَ يبقى دائمًا فيهِ
‏واللهِ واللهِ رغم البعدِ أذكرُهُ
‏في كُلِّ شَيءٍ وفي نَفسي أفديهِ
‏وأسألُ اللهَ أن بالوصلِ يجمُعنا
‏لا بالبعَاد نُجَازىٰ ثم أشكيهِ
‏ولستُ أشكي بهِ عيبًا ومنقَصة
‏بل أشتكي الشَّوقَ في صدري أخبيهِ

أنت العليمُ بما في القلبِ من وجعٍ
و أنتَ الرحيمُ بضعفٍ لستُ أقواهُ.

عَيناهُ ذاتَ السَحر المبينِ
  شوقي لكَ شوقًا مضيئِ
روحي تُنادي بصوتِها العالي
أينَ الحبيبُ واينَ النجمُ المعينِ
شخصٌ بعيدٌ وشخصٌ قريبِ

وكيفَ أنساهُ والذكرى تُؤرّقُني
‏وطيفُهُ في وُجوهِ الناسِ ألقَاهُ
‏أنسى الحياة وأنسى كُل مافيهَا
‏منَ المباهِجِ لكنْ لستُ أَنساهُ

لا عَاشَ قلبي إِذْ نوى ينساها
إِنِّي حَبِيبٌ صَادِقٌ أهواها
واشتَاقها في كل يومٍ إنَّني
يزدادُ حبي كلما ألقاها
وفي وَجهِهَا الْحُسنِ أَجمَلُ آيَةٍ
يغري عيونُ الناظِرِينَ بهاها
تَزدَادُ حُسْنًا لا مَثِيلَ لِحُسنِهَا
محبوبتي سُبحانَ مَن سَوَّاهَا.

‏هل يعلمُ المحبوبُ أنّ قلوبنا
‏تهفو إليه و تستلذُّ رُؤاهُ
‏و بأنّنا في شوقِنا و ودادِنا
‏نتصنّعُ الأسباب كي نلقاهُ

‌يا دار جئتك والأحباب قد رحلوا
فلا جليس و لا صوت و لا مقل
أمشي وأسأل والجدران تسمعني
وهل يجيب إذا ناديته الطلل
يا راحلين وفي عيني منزلهم
لا لن تغيبوا إلى أن يحضر الأجل
مواسم السعد جفت بعد غيبتهم
فهل تعيش قلوب هدها الوجل
يا من رحلتم ولم ترحل مودتكم!

مضى قلبي إليكَ ، بغير أمري
‏ويأبَى أن يبيتَ هنا بصــدري

‏ففيهِ هواكَ ، إن تهواهُ يرضَى
‏بأن يأتيكَ يمشي ، فوقَ جمرِ

‏سألتكَ  بالذّي  أعطاك  وجهاً
‏يـفوق بحسنهِ  إشـراق بـــدرِ

‏ترفّق  بالفؤادِ  وكـن  رقيـقـاً
‏وددّتُ بأنني ، أعطيك عمري