••

لا تَعِش وأنت تُفكر فيمَ حل عليك من مصائب طوال الوقت! هنالك نِعم ظاهرة، وأمامها عطايا مخبوءة، عَدّد منها ما استطعت واحمد الله عليها، فكفى بالمرء شَراً نسيان النِعم وكثرة التشكّي من النِّقَم.

#بقلم: سلمىٰ أيمن 📚🌿

••

أنت لست حُراً في نفسك ولست حُراً فيما تُقدم ما دام الذي تُقدمه يعود بالسلب والضرر على المجتمع، فيشيع الفتنة ويُروج للفاحشـة، أو يُسهل استساغة المنكر ✋

ومن ذلك: المحتويات التافهة أو الماجنة التي تُقدم على وسائل ومواقع التواصل! فما أكثر ما رَوَّجت لفاحشة وأشاعت من فتنة
وما أخبث تبريرهم عند الاعتراض بقولهم "نحن نعرض قضايا المجتمع وننشر الوعي" ❔

أيُّ وعيّ في صناعة محتوى تمثيلي يحمل عنواناً بـ "اكتشَف خيانة زوجته أو أخته" "رجع بعد سفر ليجد زوجته كذا" "هربت من الجامعة مع .." "اختبئت كي لا يعرف حقيقتها" "وجد صورة أخته في بيت صديقه" وما يُشابهها من عناوين ماجنة ومحتويات منكرة!! 🔥

والطامة أنّ صُنّاعها صغيرات في السن، ذو لِباس لا يليق بفتاة مؤمنة أين الرقابة المنزلية قبل أن تكون هنالك رقابة خارجية، بل كيف تستوعب عقولهم الصغيرة عِظم هذا الكلام! أين عِفتها كي تقبل أن تقوم بدور الخائنة التي تذهب خفية لبيت فلان وفلان!

تلك الفئة لابد أن يُطبّق عليها حَد التعزير، فما أكثر مقاطعهم التي غَزت مواقع التواصل، وما أكثر الفئات التي صارت تتابعهم وتقتدي بهم في لباسهم وأساليب حياتهم!

تلك المتابعة تسلب من قلوب الشباب اليقظة وإنكار المنكر، فلا يَرون خَطباً في متابعة هؤلاء المشاهير، والأنكى أنه ربما توجد هيئات خَفية هي التي تُساند أصحاب تلك المحتويات! 🤍
فالعجب أن يظهر الناس فُرادى في صناعة محتوى ماجن، كلٌ منهم في بلد ومحافظة مستقلة ثم بعد فترة يبدأ يدخل معـه أصحاب المحتويات الأخرى من أقصى المحافظات وشرقها! ثم بلوغ عدد مشاهداتهم بالملايين! 🖥
ما ذلك إلّا دال على وجود هيئات خفية تُساند أصحاب الضلال وتنسق لهم، وتكتب لهم ما يقومون به ✅

الأمر ليس بسهل أو هَينٍ أبداً، بل عاقبته وخيمة على جيل ناشيء صغير، لازال يتعلم أساليب الحيـاة
- ما ذنبه أن يتعرف أو يستمع إلى مصطلح "الخيانة والغش والسفر والخروج" مِن أُناس هم في مثل أعمارهم!
- ما ذنبه أن يرى لباس هذا وذاك، وهذه وتلك! فيتعاد المنظر والمشهد ويألف الفكرة!

إن كان الجيل وهو في هذا العمر الصغير -الذي من المفترض أن يكون عُمر البرآءة، وتعلم الأساسيات- قد عَرف تلك الأمور التي لا توجد إلّا في بلاد الكُفر، والمناطق المُنحلة، فماذا ننتظر من هذا
فماذا ننتظر من هذا بعد كِبر سنه واشتداد أزره! ثم ما غرض تلك الهيئات والجهات الداعمة لهم؟! ✔

لَفت انتباهي للأسف متابعة بعض الفتيات صغيرات السن لتلك المحتويات، فرأيت البعض وهي تُشارك مقاطعاً منها على صفحاتها! مع أنهن ذو تربية سليمة فيما نحسب وحُب للدين وطريق الصواب، فلمّا تكلمت مع بعضهن ناصحة قالت لي إحداهن "بقضي وقتي وبسلي نفسي"
والثانية تقول: "عادي بدل الأفلام وأحسن منها!" ✋

كيف بديل الأفلام والمشهد فيه شاب وفتاة يقمن بالتمثيل! هذا يعرض فكرة خبيثة، وتلك مثله والفتاة ذو لبس سيء لا يليق بمؤمنة
- فكيف تطلق نظرك لمثل هذه المشاهد التي تخرم مروءتك، وتنقص دينك ورجولتك، وكيف تطلقين نظرك لشاب أجنبي عنـك
- بل من أخبرك أن النظر للمتبرجة حلال إذا ما عُرِضت بتلك الهيئة! وذلك السفور

✉️ اعتيادك النظر للمنكر أو سماعه يزينه لك، وقد لا ترى به بأساً مع مررو الوقت، بل ولربما تنحرف به أفكارك.

#حتى_لاتكون_فتنة

••

كان الصّنعاني رحمه الله إذا طيّبه أحدٌ صلّىٰ على النبي ﷺ، فسُئل: هل في ذلك سنة واردة؟ فأنشد:

«يقولون عند الطِّيب تذكرُ أحمدَ
فهل عندكم من سنّةٍ فيه تُؤثر؟

فقلتُ لهم: لا إنّما الطّيبُ أحمدُ
فأذكرُهُ والشّيءُ بالشّيء يُذكَرُ!»

☁️

••

كلما حسبت وظننت نفسي أنني أقوي جائتني المواقف التي تهدم تلك الظنون، لأعلم وأوقن بمدى احتياجي وافتقاري إلى ربي، الذي يعلمني دون ترجمة، ويدري بحجاتي دون شكوى

نعم، نحن عابرون فيها، ومنها نخرج، وإليه نرجع 💭

•• "كان إذا ذَكرَ الأجر، استَعذَب لأجله وفيه الألم"

💭

-

اللهم واحقن دماء أمة الإسلام، فقد اشتد المصاب وعَظُمت الخُطوب، نوقن وأيقَنا أن لا ملجأ لنا إلاك ولا ناصر لنا سواك، فاجعل اللهم ما يلي هذا الوَهن عَزمٌ وقوة وتَمكين، واجعل لنا الغَلبة والقوة من بعد ضعف وقِلة حيلة.

💔

لا تتوقفوا عند تطبيق الدرس!
بل اجتهدوا في تطبيق نماذج مشابهه، لينمو إبداعكم

••

قال محمد بن المنكدر: ‏"كابدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت".

‏صفوة الصفوة ٢/ ١٤١. ??

••

قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله: "من لم يعرف ثواب الأعمال ثقلت عليه في جميع الأحوال"

الجامع لتفسير ابن رجب ٢/١٥٨ ??

••

لستُ أدري بأي وجه سنلقى الله، وأي إجابة ستشفع لنـا عنده! أنقول لم يصلنا خبرهم .. كلا فقد وصَلنا، أنقول ما استطعنـا .. كلا فقد أعطانا الله القدرة، قرأتُ تعليقات سخيفة لا داعي لها بمثل هذا التوقيت! فليس بمستقيمٍ من يُعيّرهم ويبدأ بذكر محاسنـه أمام مُصابهم، وعلى غرار ذلك أسوق مواقف حصلت معي:

- أعرف امرأة كانت لا تتوانى عن ذِكر السوريين بالسوء ونعتهم بأنهم "ملئوا البلد" على حد قولها، وتتضجر من وجودهم، وكأننـا نسينا مبدأ المؤاخاة بين المُهاجرين والأنصـار، وكنت أسمع حديثها فأغتاظ غيظاً شديداً، ولا أقوى على الرد عليها لِكِبَر سنّها، حتى سئمتُ قولها يوماً فقلت لها: "كلُّ البلاد هكذا، فحتى أبناء بلدنا متواجدون في بلاد أخرى فما المشكلة؟!"
وكان غرضي التلميح على أبناءها، فثلاثتهم تبارك الله في بلاد خليجية مختلفة! وكانت هي في صِباها بنفس الأمـر، مستقرة في دولة أخرى؛ لكنها بدلاً من أن تتعظ وتتذكر أخذتها العزّة وسألتني قصدك أبنائي؟! كيف تقولين على أبنائي كذا وكذا ? طيب يا حجّة رحمك الله هذه بتلك

هذا النموذج للأسف مُتكرر وأبغضـه جداً، ولا أرى في أصحابـه لُحمة التآخي وموادة المؤمن!

- أذكر لمّا كُنا في الجامعة كان عدد الوافدين كُثر، من بلادٍ شتّىٰ، إندونيسيا، ماليزا، دار السلام، بروناي، تركيـا، سوريا، كذاختستان، طاجيكستان، روسيـا، الصومال، اليمن، ليبيا، القدس، وغيـرهم الكثيـر
وكنت ألحَظ انطواءهم وسكوتهم على حقهم! فإذا أتوا مبكراً جلسوا في آخر القاعة خشية أن يسمعوا كلمة (أنتِ وافدة ارجعي) وإذا استعصى عليهم فَهم مسألة لم ينطقوا، خشيـة أن يسمعوا ما لا يُحمد عُقباه! وصراحة كان هذا الأمر يؤذي بَعضنـا، فلهم مثل ما لنا من الحقوق، ولا عِبرة بالقِلّة التي تتذمر

وفي أحد الأيـام أتت صديقتي السوريـة لتسلم عليّ حيث كُنت في أول القاعة، فسلمتُ عليها بحرارة كعادة أغلبنـا وتحدثنـا طويلاً ثم أجلستُها بجانبي، كعادتي مع أي صديـقة إذا أتت وتحدثت معي، فإذا بطالبة تأتي وتصرخ بها، وتقول لها "أنت قاعدة أُدام ليـه مش كفايـة سابين بلدكم وزاحمين الدنيـا علينا هنـا!!"
فردت عليها صديقتي: "بَحمِد الله أنو ماني فهمانةِ عليك شي ما بعرف شو عبتقولي" لترد عليها الطالبة: "ولمّا أنت مش فاهمة جاية هنـا ليه!"
كل هذا حدث في غضون ثواني، بل أقل من دقيقة، أثار الموقف عصبيتي جداً جداً، تعجبت أصلاً كيف يخرج مثل هذا الكلام، وكيف يطرأ مثل ذلك التفكيـر على بعضنـا! كانت تلك الطالبة التي تَفوّهت بهذا الكلام من شُعبَة أخرى وقد كانت العادة أن نجتمع في بعض المواد لأن دكتور المادة واحد، والمادة مشتـركة ..
قلت لها: "لو سمحتِ وأنتِ ما الذي أتى بك إلى مدرّجنا، لو شئنا لقُلنا لك مثلما قلتي وأشد .." وصراحة لم أسكت، فمثل ذلك التصرف لا يعجبني البتّة وأَعُدُّه تطاولاً خاصة أنه زاد عن حده وكان فيـه تضييع لحق الوافدات ..

بعد انتهاء المحاضرة عَزمنا وبعض الصديقات على الحديث صراحـة أمام المدرج ومع بعض الدكاترة بإجمال المواقف دون أن نُسميّ أحداً، فقط تَصل الفكـرة: أن كلنا طالبات، ولا حق لأحد فينـا بامتلاك مقعد أمامي، وهذه مقعد خلفي، وهذه لها حق السؤال وتلك لا!
الفكرة شيء، من وقت هذا الموقف وأي فتـاة من خارج مصر حدث لها موقف كانت تأتي لي وبعض الصديقات وتشكوا لنـا مما حدث معها ?♥️

حتى قيل لي مرّة أراكِ تنصرين الوافدات علينـا، وما هي نُصرة ولا شيء، هو دين، وتلك حقوق، وهذا كلامٌ يخرج يَقتل صاحبه قبل أن يقتل سامعه
بل وجودهم معنـا مِنّةٌ من الله علينـا، وأيّ عاقل يرفض أجراً، وثواباً بالإحسان إليهم؟!!!

مرّت الأيام والسنون على تَخرُّجنـا ولازال بيننا وبين ما أَسمَوهُم "الوافدات" أطيب حديث، وأجمل تعامل، حتى بعدما ذهبوا إلى بلادهم

لا أحب التفرقـة، والنبذ واللمز، ومثل تلك الأمور لاتروق لي أبداً، بل أنتقص من كل من يَنعتهم "اذهبوا إلى بلادكم!" ولنـا في الأنصار خير أسوة، ولنـا في المهاجرين أسوة كذلك ?
طبعاً تلك نماذج قليلة، لا تؤثر على الكَثرة، والمقصد أن نَنهِي تلك القِلّة، ونُجرأ الكثرة على عدم قبول مثل ذلك ..

#ذكريات_سالفة