أسجنًا ؟! وقيدًا ؟! واشتياقًا ؟! وغُربةً ؟!
وبُعدَ حبيبٍ ؟! إنَّ ذا لعظيمُ . . !

( الحماسة )

هل من رفيقٍ لقلبي، يرفعُ الألمَ؟ ** أم أنّني خُلقْتُ وحيدًا وسطَ ذا العدمِ؟

أمضي كطيفٍ، وفي عينيَّ أسئلةٌ ** يحكي غموضُ الدُجى عن سرِّها العَدَمِ.

ما للنجومِ تُطيلُ الصمتَ في أفقٍ ** كأنها شهدتْ موتي ولم تَحُمِ؟

لما أشتد العشقُ بمجنون ليلى وبدأ يهذي قيل لوالده: لو أخرجت قيسًا أيامَ الموسم وأمرته بأن يتعلق بأستار الكعبة ويقول:
اللهم أرحني من حُب ليلى، لعل الله يريحه من ذلك، ففعل.

فلما طاف بالبيت أمره بذلك، فقال قيس:
اللهم زدني حبًا إلى حبها، وأرني وجهها في خير وعافية، فضربه أبوه، فأنشأ يقول:

ذكرتُكِ والحجيجُ لهم ضجيجُ
بمكة، والقلوبُ لها وَجيبُ

فقلتُ ونحن في بلدٍ حرامٍ
به لله أخلِصتِ القلوبُ:

أتوب إليك يا رحمنُ ممَا
عَمِلتُ فقد تظاهَرَتِ الذنوبُ

فأمَّا مِن هوىٰ ليلىٰ وتَركي
زيارتها فإني لا أتوبُ

وكيف وعندها قلبي رَهينٌ
أتوب إليك منها أو أنِيبُ؟

فريدريش هولدرلين:
"أيتها الشفاه التي لا تنطق، كيف يلتقي صمتك مع صخب الروح؟
في فمك، يندمجُ البشري مع الإلهي،
تنسابُ الكلمة كالماء فوق الحجارة، حاملةً معها ثقل الوجود."
خورخي لويس بورخيس:
"في شفتيكِ أقرأ متاهةً بلا مخرج،
كأنهما خريطةٌ للعالم بأسره.
فمكِ يختصرُ كل اللغات، كل الحضارات،
لكنه ينطقُ بلغةٍ واحدة: لغة النسيان."
يانييس نن:
"الفمُ هو الهاوية التي نلقي فيها أحلامنا.
قبلةٌ واحدةٌ، كأنها خيطٌ يشدنا نحو اللانهاية.
كل كلمةٍ تنبعُ من الفمِ تصبحُ حكايةً،
وكل صمتٍ فيه، قصيدةٌ غير مكتملة."
بول كافيس:
"يا فمًا يلتهمُ الكون، كيفَ تسكنُ فيه العاصفة؟
الكلمات التي تخرجُ منك كالنار،
تحرقُ الزمنَ وتتركُ الرمادَ على أرواحنا.
أنت بدايةُ الرحلة ونهايتها."
راينر ماريا ريلكه:
"شفاهكِ جدارٌ بين الزمنِ والخلود،
كل كلمةٍ تنسابُ منها تُشبهُ لحنًا يخترقُ الفراغ.
الفمُ، هذا الكيان الغامض،
يحملُ سرَّ الحياةِ والموتِ في آنٍ معًا."

أنّا أخماتوفا (بتأويل روحها):
"فمكِ لا ينطقُ فقط، بل يخلقُ العوالم.
كل قبلةٍ هي بدايةُ قصيدةٍ تُكتبُ في العدم.
والشِّفاه، تلك الحافةُ بين الحقيقةِ والحلم."
روبرتو خواروث:
"هناك فمٌ يسكنُ في أعماقِ الليل،
وحين ينطق، يهتزُ الكون.
الصمتُ الذي يسبقُ الكلمات
هو أكثر حقيقيةً من الكلمات نفسها."

والنَّاسُ كالأشجَارِ هذي يُجْتَنَى
مِنْها الثِّمارُ، وذِي وَقُودُ النَّارِ

أَخَذتِ قَلبي هَكَذا عَنوَةً
ثُمَّ شَدَدتيهِ بِأَشطانِك
اللَهَ في قَتلِ فَتىً مُسلِمٍ
ما نَقَضَ العَهدَ وَما خانِك
حَرَمتِني مِنكِ دُنوٌّ فَيا
وَيلِيَ ما لي وَلِحِرمانِك
يا جَنَّةَ الفِردَوسِ جودي فَقَد
طابَت ثَناياكِ وَأَردانِك
وَاللَهِ لَولا أَن أَخافَ الرَدى
لَقُلتُ لَبَّيكِ وَسُبحانِك

ابو العتاهية

اللهم بِكَ لا عَنكَ، اللهم لا فَهْمَ إلّا فيكَ.

حكمة
ليس بيني وبينكَ حِجاب.

المحبّة
تقديمُ حَبيبِكَ على نفسِكَ.

التصوّف
وهو علمٌ يُظهِرُ الغائب.

ما أقربَكَ يا مرآةَ القلبِ،
نطقتكَ ما نطقتْ سواكَ.

روح الاستقامة
روحُ القُربِ،
فيكَ.

أحيِني بعشقكَ،
اجمعني من شتاتي،
معك الحقّ،
أنتَ الحقّ يا حضرةَ النور،
الأشياءُ كلُّها لذّتُكَ النوريّة.

أنتَ مادةُ وجودي، فلو انقطعتَ انهدمَ وجودي.
مثل السالكِ ذاهبٌ إليكَ،
مثل العارفِ ذاهبٌ إليكَ.

ثمن
ثمنُ التصوّفِ تسليمٌ كلّيٌّ في كلِّك.

علم
أثبتَ فيَّ، لا انفصالَ عنّي.
أنتَ الأولُ، لا حُكمَ قبلنا،
أنتَ الأولُ، لا حُكمَ بعدنا.
نعلَمُ ما لا نعلم،
باليد.

وجودُكَ حضرةٌ تُلهِب،
نظرتُكَ روحٌ.
أنرتَ باطني بإشراقِكَ،
بانَ وجهي واتّصلَ بي جسدُكَ.
أعطاني فيكَ رتبةً تُذاقُ ولا تُقال.
سرى حُبُّكَ في جميع أجزائي فطلبتُكَ.
ذقتُ موتي، فأينَ لقاؤُكَ؟

م.م.س

‏وعرفتُ أنَّ الأشياء، دومًا، مُهدًّدةُ بالغياب وأنني، ذات يومٍ، كنتُ هنا، في هذا المكان حيث لن أكون، أبدًا، مرةً أخرى
— سركون بولص.