سريع العطب يا ربّ العالمين
سأستدين أعصابا من فولاذ كي أحيط بهذا الزفت اليومي
سأمشي في حفلةٍ من تعتيم
حنجرتي صاحية وروحي تُعاند
يا حرف السين س س سأمدّ روحي إليك
سأعاند سأعاند كي لا أفقد ما تبقّى من أوهام

من كتاب "مسألة موت وحياة"

" بما أننا لا نملك إلا هذه الحياة فاستمتع بكل جزء من هذه الظاهرة المدهشة التي تُسمى الوعي و لا تُغرق نفسك في لجة الندم على مافعلت ذات يوم "

"الحزن هو الثمن الذي ندفعه لقاء شجاعتنا كي نُحِب الآخرين"

"سألتني إحدى مريضاتي سؤالاً جريئاً: كيف تتدبر أمرك وأنت في الثمانين من عمرك، وتشعر بأن النهاية تزداد قرباً؟
فأجبتها: تتبادر إلى ذهني إحدى ملاحظات شوبنهاور الذي يقارن فيها شغف الحُب بالشمس الساطعة التي تُعمي البصر. فعندما يخفت نورها في السنوات الأخيرة فإنّنا نرى السماء الرائعة المليئة بالنجوم التي حجبتها الشمس"

"لا تترك للموت سوى قلعة محترِقة". (زوربا)

"إن وجودنا ليس سوى صدع قصير من الضوء بين أبدين من الظلام" . (نابوكوف)

"كنت ذاهباً بهدوء إلى النهاية.. أنا متأكد من أن آخر نبضة في قلبي ستُكتب في الصفحة الأخيرة من عملي، وأن الموت لن يأخذ إلّا رجلاً ميتاً " …(سارتر)

لو أن العصافير قويَّة
بما فيه الكفاية
لفكّر الحطَّاب كثيراً
وحسب ألف حسابٍ
قبل قطع الشجرة.

عُيونُ المَها بَينَ الرُصافَةِ وَالجِسرِ

جَلَبنَ الهَوى مِن حَيثُ أَدري وَلا أَدري

أَعَدنَ لِيَ الشَوقَ القَديمَ وَلَم أَكُن

سَلَوتُ وَلكِن زِدنَ جَمراً عَلى جَمرِ

علي بن الجهم

أقطع مسافاتٍ شاسعةً لكي أبتعد
ما دامت الجَمرةُ في فمي
لا حاجةَ للقُربِ

هل أنا واحد؟
اثنان، ثلاثة ..
….
فَراغاتٌ بين أصابعِك؟

قرويٌّ لدرجةِ أني أعرف حُلْمَ العصافير
يحلم بنهديكِ
في مواسمِ القمحِ

شربتُ
كلَّ المحيطاتِ
شربتُ كلَّ الأنهارِ
شربتُ كلَّ البحيراتِ
حلمتُ بالماءِ كلِّه
لم أرتوِ إلا قطرةً
من مائِكِ جعلتني أبدياً

الوردةُ
لا تخرجُ من الأرضِ
الوردةُ
تنفجرُ على الأرضِ

ماذا سأقولُ للشعرِ بدونكِ؟
وكيف للغرامِ أن يأخذني؟
ويقدمني لإلهٍ جديدٍ

أيها النهرُ
لستُ منك
أيتها الحياةُ
لا أنتمي إليكِ
أيها الموتُ
الوردةُ أكبرُ منك!

لا تُشعلي شمعةً هذه الليلةَ
حُزني يكفي!

تمضينَ تمضينَ
تمضينَ
مثل أغنيةٍ تُسافِر
تُسافِرُ للمجهولِ

البحرُ لا يتحركُ
الموجةُ تأتي
العمقُ يأتي
البحرُ لا يتحركُ
السفينةُ تأتي
البحرُ لا يتحركُ
من يُسدِلُ ستارةَ هذا المسرحِ
الذي لا ينتهي؟
---
في كلِّ جُزءٍ من جسدي إله
يُقيمون طقوسهم
يُضحُّون بأجزائي
في أرضهم
في سمائهم
لم أكُ يومًا أمشي بإرادتي
هذه الخطوةُ لربِّ المشي
لم أعشق، فينوسُ غنَّت في صدري
لم أكنْ يا إلهي سكرانًا يومًا
لكنهم احتفلوا في جسدي
يردِّدون في صدري
كلماتٍ لا أفقهها:
“أنا الموتُ، آكلُ الطعام الإلهيَّ وأشربُ الدمَ”
فلِمَن أُمنَحُ جسدي
ولِمَن أُمنَحُ خلاصي
وموتي؟
كأنك يا موت تستعبد الإلهة التي تسعى للحياة!
-
المعنى في الفوضى
اعتنق نيراني
أعيد تشكيل نفسي
إنني جسد يشتهي الحياة فوق الحياة
المعنى في الفناء
لن أكتب التاريخ بدمي
سأكتبه بدموعي
تذوقوا طمعي
تذقوا دموعي
كأضيحة لا صوت لها
اغرق في ظلال خديعتكم!

في يدي قصيدة تنظر إليك

يا كل الأسماء
من يعلمني كتابة قصيدة
قبل أن تنتهي يدي
قبل أن تأكل الحروف يدي؟

م م س

الغراب في رأسي والجثة في العراء

لا أحد رعى حزني…سوى امرأةٍ لم أرها.

لقد جئت إليك بعد أن
غاض النبع في داخلي؟
وانتشر الصدأ في دمي..
فدعيني أقترب من المطر
الذي في أصابعكِ،
لتعود الرطوبة إلى الحجر
اليابس في فمي…

القصائد التي تولد في عينيك كل لحظة
هي الشعر الوحيد الذي يطربني….

آه…
إن الورد لا ينبت في الجحيم.
ولكني أحبكِ..

حسين مردان

أنتِ أجمل من العالم لأنّكِ تبتسمين..
تحت جفوني تحتلّين الحاضر تكتشفين لي نوراً
ويمشي مصيري بين نظراتكِ
مشي الغيوم حول القمر..

الحاج

كلُّ العباد أنا
إلى أبي العلاء المعري

هذا الجسد الذي هو آثار كائن كنته
استراح مني ذات يوم
كما تستريح عكاز من صاحبها
إذ لا ينفع- الذي كنته- عكاز
ولا ينفع الذي أكونه اليوم
لأن أمشي على التراب

إنني أطير يا أبا العلاء
محضَ رسمٍ هو
تشكيلة بشرية تحاول أن تطير
مترهبة من لحظة قاسية
هي مصير كل الكائنات
جحيمٌ تصطلي الروح من الداخل
هذا الجسدُ
بركانُ اضطراب وأسى
سوف ينفجر ذات يومٍ
وخائفٌ أنا يا أبا العلاء،
ما كانَ هابيلُ أولَ من مات،
بل الغراب،
حتى الغراب ما كان أول الغربان
مشدود العينين أمشي- يُكَبِّلُني هلعي-ومن وراء النقاب
أرى الحمامة تبكي
لو أن لي عينين تزيلان هذه السحب الكثيفة
لو أن لي خنجراً يخترق هذا السواد الخبيث

خفيفة هذه الآثار
أخفُّ من النسمة على رفات العباد
كُلُّ العباد أنا يا أبا العلاء
والوطء، كل الوطء
ما أنا
إلا
سواه..

صالح رحيم