كي نتأسّى بالسّيّدة زينب (عليها السّلام)، و ندرك مفهوم السّتر، علينا إدراك أنّ توبيخها ليزيد لعنه الله كان بِسبب جعلِه وجوهَ بناتِ رسول الله (صلّى الله عليه و آله) عرضةً لنظر النّاس الأجانب، قالت له:
"وَ أَبْدَيْتَ وُجُوهَهُنَّ"،
أي أظهرَ وجوههنّ للنّاس،
"وَ يَتَصَفَّحُ وُجُوهَهُنَّ الْقَرِيبُ وَ الْبَعِيدُ".

إنّ بعضنا يعملُ بالعكس، فيعجبها أن يتصفّح الأجنبيّ وجهها، و يعجبه أن يُبرز وجهَ زوجته و زينتها أمام الأجانب..

فأين نحن من زينب (عليها السّلام)؟!
نبكي عليها ولا نتأسّى بها؟!

-المربّي الغيور سماحة الشّيخ حسين كوراني رحمه الله

. . يا هشام : إنّ الزرع ينبت في السهل ، ولا ينبت في الصفا ، فكذلك الحكمة تعمر في قلب المتواضع ، ولا تعمر في قلب المتكبّر الجبّار ، لأنّ الله جعل التواضع آلة العقل ، وجعل التكبّر من آله الجهل ، ألم تعلم أنّ من شمخ إلى السقف برأسه شجّه ، ومن خفض رأسه استظلّ…

. . يا هشام : إيّاك والكبر ، فإنّه لا يدخل الجنّة من كان في قلبه مثقال حبّة من كبر ، الكبر رداء الله ، فمن نازعه رداءه أكبّه الله في النار على وجهه

إنَّهُم يُقاتلون مشروعًا
إلهيًّا لا إنتهاء له.

-

من أصبح لا يهتم بأمور المسلمين فليس منهم، ومن سمع رجلا ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم.

- النبي الأعظم (ص)

بُني الإسلام على مبدأ التّعاون والتّكافل عن طريق الإنفاق والمساعدة ورعاية مصالح المحتاجين بعيداً عن المنة وذلّ السؤال وهذا ما علّمنا رسول الله صلى الله عليه وآله.

" من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له ، ومن كان له فضل زادٍ فليعد به على من لا زاد له"

وقال صلى الله عليه وآله : أيما مسلم كسا مسلماً ثوبا على عري كساه الله من خضر الجنة ، وأيما مسلم أطعم مسلماً على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة ، وأيما مسلم سقى مسلماً على ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم .

وفي هذا الوقت أن المسلمين وهم في جور وظلم فهم في أشد الحاجة للتعاون والتكافل

قال الرسول الأعظم أيما أهل عرصة اصبح فيهم أمرؤ جائعاً فقد برئت منهم ذمة الله.

- قيلَ لبَشَّارِ بنِ بُردٍ: أَخْبِرْنا يا أَبا مُعاذٍ عَن أَجْوَدِ بَيْتٍ لِلْعَرَبِ؛ فَقال: إِنَّ تَفْضيلَ بَيْتٍ عَلى أشْعارِ العَرَب لَشَديد، ولكِنْ أَحْسَنَ كُلَّ الإِحسانِ، وأَوْجَزَ وَأَعْجَزَ لَبيدٌ، فِي قَولِهِ:

"وَاِكذِبِ النَّفسَ إِذا حَدَّثتَها
إِنَّ صِدقَ النَفسِ يُزري بِالأَمَل"

- يَقول: إِذا هَمَمْتَ بِأَمْرٍ، فَلَا تُفَكّرْ فِي عاقِبَتِهِ، وَلَا تَتَصَوَّرْ الخَيْبَة؛ بَل حَدِّثْ نَفْسَكَ بِالنَّجاح، وَإِن كُنتَ كاذِبًا؛ فَإِنَّك إِذا صَدَّقتَ نَفْسَكَ، وَفَكَّرتَ فِي الإِخْفَاقِ الّذي هُوَ أَغْلَبُ الأَحْوال، أَزْرَيْتَ بِأَمَلِكَ، وَلَمْ تَركبْ سَفَرًا، وَلَمْ تُلَابِسْ أَمْرًا، وَإِذا اسْتَشْعَرتَ خَوْفَ الخَطَرِ بِالنَّفْسِ وَالمالِ، لَمْ تُصِب غَرَضًا، أي لَا تُحدّثُ نَفسَك بِأَنّك لَا تَظفَر، فَإِن ذَلِك يُثَبّطَك.

- البهتان، الكتاب * (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا)
(ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا)
الإسراء: 36، النور: 12 - 15، الحجرات: 12.

- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من بهت مؤمنا أو مؤمنة أو قال فيه ما ليس فيه أقامه الله تعالى يوم القيامة على تل من نار حتى يخرج مما قاله فيه .

- الإمام الصادق (عليه السلام): من باهت مؤمنا أو مؤمنة بما ليس فيهما حبسه الله عز وجل يوم القيامة في طينة خبال، حتى يخرج مما قال، قلت [ابن أبي يعفور]: وما طينة خبال؟ قال:
صديد يخرج من فروج المومسات يعني الزواني .

- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من قال في امرئ مسلم ما ليس فيه ليؤذيه حبسه الله في ردغة الخبال يوم القيامة، حتى يقضي بين الناس .

- الإمام علي (عليه السلام): لا قحة كالبهت .

- الإمام زين العابدين (عليه السلام): من رمى الناس بما فيهم رموه بما ليس فيه.

- الإمام الصادق (عليه السلام) - ناقلا عن حكيم -:
البهتان على البرئ أثقل من الجبال الراسيات .

- الإمام علي (عليه السلام): البهتان على البرئ أعظم من السماء

- ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج ١ - الصفحة ٣١٤

سيبقى حسنُ صُنعك حين تَفنى
ويُدفنُ حُسنُ وجهك في الترابِ .