أنتَ تفهم أيضًا أن يديّ قاصرة

وكتفي بَعيد
ورأسك لا يصل
والأرض لا تطوى

ولا أملك إلا الدعاء

وأني أحبك

"كلُّ النساء اللواتي عرفتهن
خرجن إليّ من رداء المجاز
إلا أنتِ خرجتْ من ضلع المعنى.."

قد كان مني الوجدُ غبَّ تذكُّرٍ
إن كان منك الصدُّ غبَّ تناسي

تجري دموعي حيث دمعك جامدٌ
ويرق قلبي حيث قلبك قاسي!

- البحتري

**"لا تحزني..
إن صارت الدنيا حطامًا حولنا
فالصبح سوف يجيء من هذا الحطام."

| فاروق جويدة**

على الطريق مرةً أخرى، بعد غياب.. أحاول أن أذكِّر نفسي بما أحب، أحاول استرجاع ما كنت عليه، قبل أن أفقد بعضه واستبدله بكذبات التجارب،
أستدعي الكلمات، تتردد إلى ذهني كلمات محمود درويش: "أرى ما أريدُ من الناس:
رغبتهم في الحنين،
إلى أيّ شيء.."
وأعود إلى الوراء، حين كنت أرى حقًا، لا رؤية من يملك عينين بل رؤية من يحمل في قلبه ما يُحب ويتّخد من هذا دليلًا في طريقه، فيمشي حيثُ يريد، ويهجر ما يفسد عليه بهجته،
"يرى ما يُريد"، كان يعلم أن رغبته فقط لم تكن لتمكنه من الرؤية.
أيّ شيء هذا الذي استبدلته؟
روح الرغبات، فإن فُقدت روح الأشياء، فهل تحيا بعدها إلا كذكرى لا تبعث سوى الأسى، وما هو أقسى: الأمل الكاذب، وأعزّ رفاقه: الانتظار.

"يدرّب الانتظار فيك على المكوث، يكسرُ القدمَ الباقية، ويخلّصك من أيّ أمل ممكن، وأن تفتح نوافذ صدرك لرياح لم تعفّر أحدًا قبلك.."

أركض خلفَ أشياءٍ ليست لي،
ساعيًا في الوجهة الخاطئة،
وهناك خلف حاجز الانتظار أحمل ما أحب، تنتظر مني أن أكسر حاجز الانتظار، وأعللها بالأمل الكاذب، سيحين الوقت.
أستدعي الكلمات مرةً أخرى،

تكبر أحلامي يا أبتي،
والطفلة تأبى أن تكبر.

بصدق مشاعر الطفولة، وحماس أحلام الكبار أرتاح لما اخترت التعلل به، سيحين الوقت، فالمعنى يكمن في الحركة، والمعنى روح الإرادة.

‏"نمشي دروب العمر ونقول:
ما زال في العمر درب..
ما حجب نوره الياس.."

"أدعو دعاء المضطر، لأنني صرت أفلت الأمور من يدي وأتركها بين يديه في منتهى كل أمر، لأنني أدركت في مراتٍ عديدة أنني لا أقدر على التدبير وحدي، حتمًا سينقص شيء ما، أو سيتعثر شيء ما في منتصف الطريق، صارت الحياة كلها لدي عثرة كبيرة أحتاج أن يمهّد الله لي مروري فوقها بسلام. أدعو دعاء المضطر لأنه يبقى السبيل الوحيد الذي تنقطع دونه كل السبل، دائمًا.
أغلب مخاوفي التي التهمت روحي مرارًا وتكرارًا، وتغذّت على عينيّ فمنعتني من النوم، ولاحقتني خفية في أضغاث أحلامي حتى كادت أنفاسي تنقطع، لم تتحقق! إلا أنني لا أكف عن الخوف، دائمًا أختلق مخاوف جديدة لنفسي لتتقاسم معي وجباتي التي لا أنهيها، وأحاديثي غير المكتملة، وصمتي الطويل، وساعات نومي المضطربة، وخطواتي التي صرت أمشيها وحدي مطرقة إلى الأسفل، دائما أفعلها مجددًا ولا أتعلم أبدًا، أخاف كثيرًا إلى حد الجنون، ولا يتبقى في جعبتي سوى يقين أعود إليه وأحتمي خلفه، أهدئ من روعي وأحدث السماء سرًا، سأخاف مجددًا وسأبكي كالأطفال الصغار في المرة القادمة، أعلم، وبعد مرور الأمر بسلام سألوم نفسي على كل هذه الطاقة المُهدرة في هلع غير مُبرر، سيُضاف إلى رصيدي من رحمة الله موقفٌ آخر يذكرني أنها تتغمدنا جميعًا وتسعنا وإن كنا لا نستحق.
كل هذا الخذلان الذي لا نتحدث عنه، وكل هذه المخاوف الدفينة، والأفكار التي تبتلعنا في ثقبها الأسود، والبكاء الذي يكاد يوقف القلب أحيانًا، ما كنا لنصمد أمامها جميعًا لولا لطفك الخفي يا رب، سبحانك.."

"حُرٌّ ومذهَبُ كلّ حرٍّ مذهَبي.."

الحُزنُ في قلبِه، أحزانٌ في قلبي.

- الرافعي.

"وَلا وَصلَ إِلّا بِالخَيالِ الَّذي يَسري.."

نحتاج كلّ جراحنا
كي نغسل القهر المعتّقَ في الوريدْ.

أحتاج وجهكِ كي أرى ظلّي
وأعرف أنّ شمساً ما هنا.. وهناك غربُ.

إنّ الوصول إلى الجهات
بغير حدّ الحبِّ.. صعبُ.

فامشي إليَّ- عليَّ
صوتكِ وجهةٌ.. وأنا غريبْ،
وأنا قميص الحزنِ.. فاتّضحي
ليسقط عن غد الأطفال ذئبُ.

لنحبَّ ما دمنا نعيشْ..
ونعيش ما دمنا نحبُّ.

❤️