بائسة ..! تظهر في بياض عينيها بعد البكاء خيوط حمراء رفيعة كأنها أوتار كمّان يعزف بها رجل مسن أمام كنيسة قديمة في يوم الأحد من كل أسبوع ليجمع المال ويجلب به طعاماً لزوجته العاقر ، أما نظراتها ففيها حزن كحزن لحن ناي يعزف به شاب في العشرين من عمره سلبت منه الحياة…

"لم نرَ الله جهارًا، ولم نبصره عيانًا، لكننا استشعرنا به سبحانه عند الدعاء.. وفي خلقه الدقيق، وفي أمره العجيب، وفي إعداد الأسباب، وفي توفيق العباد، في سكينة الوحشة، وفي أمَنَة الروعة، وفي أثناء الغمَة، وفي شدائد النازلات، ووقائع المصيبات، إنّا نستشعر وجود…

‏مُصاب بمراعاةِ مشاعر الآخرين و يؤذيني الفهم الخاطىء للأمور ، أكره أن أفقد شخص دون أن يسمع القصة كاملة ، أشعر و كأنني مؤكل بحراسة مشاعر أهل الأرض جميعهم ..??!

" يصلُ المرء لمرحلة يرفضُ فيها التبرير ، ومن شدة تعبهِ يستريحُ في خطيئةٍ ليست له " .. ?!

‏كبرتُ نَتيجة سُوء تفَاهم كُل ما أردتهُ في تِلك الليلةِ أن تَنمو قَامتي قليلًا كي أستَطِيع أن أرَى ماذا وَضع أبي فوقَ الخِزانة ??‍♂️?

‏"نحن نُضيف المعنى ونخلقه، ونبجّله، ونزيّن به الأشياء، والمواقف.. نحب أن نعطي الأشياء معانيها المُتخيّلة والمُحبّبة.. ثمّ نعود في أوقاتٍ كثيرة لنسلب من الأشياء كل معانيها، ونعيد مكانها كل الاستفهاماتِ القديمة."??

يارب ، أنا العائد إليك دومًا ، وأنت المعتاد على عودتي ، الغنيُّ عنها ، مؤمنٌ بِك وأحبك ، ولوّ لم تكُن أفعالي بها من الحُبِّ شيئًا ، إلا أنني أُحبك ، وعزّتك وربوبيّتك أُحبك ، أعنّي عليَّ فإني عدوي، وأمنن عليَّ بلطفك في كل خطوة ، وارزقني نور البصيرة ، ‏ووفقني…

لم أغلق الأبواب كلها .. تركتُ لكِ بابًا مواربًا دائمًا ليس استجداءً للفرص أو رغبةً بالوصل أو ترددًا بالرحيل لكن حتى ونحنُ لا شيء " أنا أعرف معنى أن تقسو عليك لياليك ولا تجدني "??

تعثرتُ في هذه الأغنية مرةً أخرى، لا اعرفُ كيف التقيتها ولا كيفَ تمّعنتُ في كلماتها ، كل الذي اعرفه أنّها كانت بمثابةِ ماء الليمون الذي يُسكب على الجرحِ حديث العهد .
ادمنتُها جدًّا وكانت صديقةِ الليالي الكئيبة التي كنتُ اقضيها مع ذكرياتي الكارثيّة ، ثُمّ أنّها مع مرور الوقت اصبحَت روتينًا يوميًا لا يُمكنني أن اتخطّاه ، كانت برفقتي دائمًا ، في العمل ، في الأرق ، في النوم وفي السهر .
كنتُ كلّما اسمعُها اعودُ الى نقطة البداية ، و اذكرُ بداية التلاقي ، وقول كلمة احبّك الاولى ، و من ثُمّ العناق الأول فالقبلةُ الأولى ، اغنية عبارة عن خمسةِ دقائق ، لكنّها كانت كفيلةً أن تُحيي كُلّ اللحظات المقتولة في داخلي ، هل ثمّة إنسانٌ يستمتعُ في عذابه ؟ نعم ، انا الذي اتلذذُ بآلامي و اترنّمُ على صرخاتها?