ترى تبييض سجون سوريا بعين، وقصف الخيام في غزّة بالأخرى،
ومع ذلك تَفرح ويعتصر قلبك المًا، وكلّما انقبض قلبك المًا لحال غزّتنا تذكّرت ان من يتحرّر اليوم عاش سنوات الظلم بألمها وقهرها واليوم يسجد فرحًا وشكرًا فتتأمل وتبتسم لأجل اخيك وانتظارًا لدورك، فاللهمّ استخدمنا وتمّم لنا❤️‍?

والنفس تكلف بالدنيا وقد علمت..ان السلامة فيها ترك ما فيها
فلا الإقامة تنجي النفس من تلف..ولا الفرار من الاحداث ينجيها

النفسية هي مُحرِك الإنسان الرئيسي..

"فاللهُم إنّا نعوذ بك من الهم والحزن."

أول مشاهد لأطفال تحت الردم، لأشلاء وقصف أبرياء رأيتها أول ما رأيت كانت مشاهد بُثّت من سوريا الحبيبة، اذكرها جيدًا واذكر كثيرًا من وجوه الأطفال حينها، كانت تخاطبني وانا في نفس سنّهم، عرَفت آلامهم قبل معرفة الام شعبي، فكيف لا نفرح لاندحار الظالم وتقهقره؟ كيف لا تُثلج صدورنا بمشاهد التكبير والتهليل في مراكز التعذيب؟
اللهمّ تمّم ❤️‍?

اللهم شامنا، بغزّتها وادلبها..❤️‍?

كيفَ يمرُّ الإنسان على أواخر سورة الزمر دون ان يتوقف، ان تذرف عيناه خشية من هذا الموقف ورجاء بان يكون ممن تلقي عليهم الملائكة السلام، ورغبة في اختتام مشقّات الحياة بالحمد لله ربّ العالمين ❤️‍?. {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ * وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ * وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ * وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ * قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ * وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ * وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ * وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}

طوال الفترة السابقة تمنّيت لو أنني طائرٌ في رحابه، لو انّ لي جناحين اخترق بهما حواجزًا قيّدتني عن الوصول اليه، كُنت أجلس ارقب ذهبيّة قبته وعُلوّ سوره واقول يا ليتني..
فكان الجبرُ لقلبي، بعد انقضاء الابعاد القسري عُدت لباحاته وانني مع اول خطوة قد مُسح على قلبي وكأنّ القلب قد ارتوى بعد الظمأ..
رُغم انّ الروح تعلم ما في البُعد من تهذيب وقُرب من الله إلا انّ فراق المُحبّ يشقّ عليها، فترجوا اللقاء مع الحمد على الفراق، رضا وتسليمًا بما كتب،
بعد اكثر من شهرين من الابعاد، وليس الاول من نوعه، أقول..
انّ الابعادات التعسفية الإدارية التي تطال كُلّ من تعلّقت روحه بالمسجد الأقصى وارتاده وأكثر نحوه الخطى لهو مشروع تفريغ مُمنهج يسعون من خلاله لإخلاء المسجد الأقصى من كلّ معلمٍ اسلاميّ، وأقول معلمًا فقد بات المُسلم في مسجده مَعلمًا يُوثّق ونادرةً يتهافت السيّاح من شتى البقاع والأديان لتأريخها،
بينما تُنتهك حرمة مسجدنا من كُلّ من هبّ ودبّ من الأجناس يُمنع المسلمون من اداء صلواتهم في مسجدهم بل ويُبعدون عنه بالشهور والسنوات..
لا أعلم إلى متى سيستمرّ الصمت الإسلامي المُخجل هذا ولكن، على ابواب الأقصى يوميًا تُمنع فتياتكم من الدخول للمسجد الأقصى بحجج ك:
"الضابط امر بعدم ادخالك"
"انت بتعملي مشاكل جوا"
"انت بتيجي كثير عالاقصى"
"انت بتقعدي بباب الرحمة"
وكأنّ هذه الدولة قد أعطت تأشيرة لكلّ مسلم فيها يُلزمه بالصلاة مرة في الشهر في المسجد الأقصى اوقات العشيّة لا في الصباح، مُغمضًا عينيه عن الانتهاكات والتجاوزات، مُجِلّا لقوات الاذلال على الابواب مُستسلمًا لتعسّفية اجراءاتهم، فان اعترض كان من نصيبه الابعاد والاعتداء والحرمان.
اعلموا انّ كُلّ امر ابعاد يصدر في حقّ اي مُصلٍ في المسجد الأقصى ستتحمل نتائجه الامة الإسلامية جمعاء، فوالله ما أبعدوا مسلمًا إلا لعلمهم انه يسدّ ثغرًا، يملؤ نقصًا ويمنع انتهاكًا..
وانّ صمتكم المُخزي وتعاملكم كمن اعتاد على هذا الأمر لهو المُشرّع الاول لتماديهم.
بعد كل هذا الابعاد عُدت إلى الابواب وعُدت إلى منعي من الدخول ولست وحدي! بل باتَ نظام "مزاج الشرطي على الابواب" هو المُتحكّم، وبات القرار يرجع إلى حالته النفسية ومدى رغبته في إدخالك،
لستُ ادري ما الذي تنتظرون ولكنّنا والله لن نبرح حتى نبلغ وان بقي الجسد وحده خلف هذا السور، اما الروح فانها والله ما فارقت روحها يومًا، أبعَدونا ونسوا انّ الروح بين القباب لم تبرَح.

٢٢ جمادى الأولى|يومَ أن رُدّت الروح إلى روحها.❤️‍?

استثمروا في الأطفال،
مع انتهاء اذان الفجر بدأت أردّد "اللهمّ ربّ هذه الدعوة التّامة.."
وسألت نفسي كيف حفظت هذا الدُعاء؟ لم اجلس واردّده عن ورقة ولم يُعلّمني اياه أحد بقصد ككثير من الأمور، كانت احدى قنوات الأطفال في طفولتي توقف برامجها وقت الاذان فيؤذن المؤذن فيها ثمّ يدعوا هذا الدُعاء، يوميًا حتى رسخ في ذهني..
لأردده اليوم قائلة "اللهم ارحم من كان سببًا في حفظي اياه"
لذا أقول استثمروا في الأطفال، ولا تبخسوا قليلًا تُعلّموهم إيّاه سيُثمر ولو بعد حين ان شاء الله،
صلاحُ أمّتنا بصلاح أبنائها فاحرصوا على اتقان صناعتهم ❤️‍?

واجعَل اللهمّ من هذا العُمر جوابًا يرضيك عنّا يوم أن نُسأل فيما أفنيناه ❤️‍?