كلمة (عبادي) في القرآن لها وقع خاص في قلوب العباد، فعندما يناديك أحدهم باسمك ليقول لك شيئًا ستعطيه جُل انتباهك وتركيزك، ألا فاستشعروا بهذه الآيات أن الله -سبحانه جل فيه علاه- محدثكم:

▫️﴿إِنَّهُ كانَ فَريقٌ مِن عِبادي يَقولونَ رَبَّنا آمَنّا فَاغفِر لَنا وَارحَمنا وَأَنتَ خَيرُ الرّاحِمينَ﴾

▫️﴿وَقُل لِعِبادي يَقولُوا الَّتي هِيَ أَحسَنُ إِنَّ الشَّيطانَ يَنزَغُ بَينَهُم إِنَّ الشَّيطانَ كانَ لِلإِنسانِ عَدُوًّا مُبينًا﴾

▫️﴿وَإِذا سَأَلَكَ عِبادي عَنّي فَإِنّي قَريبٌ أُجيبُ دَعوَةَ الدّاعِ إِذا دَعانِ فَليَستَجيبوا لي وَليُؤمِنوا بي لَعَلَّهُم يَرشُدونَ﴾

▫️﴿قُل لِعِبادِيَ الَّذينَ آمَنوا يُقيمُوا الصَّلاةَ وَيُنفِقوا مِمّا رَزَقناهُم سِرًّا وَعَلانِيَةً مِن قَبلِ أَن يَأتِيَ يَومٌ لا بَيعٌ فيهِ وَلا خِلالٌ﴾

▫️﴿نَبِّئ عِبادي أَنّي أَنَا الغَفورُ الرَّحيمُ ۝ وَأَنَّ عَذابي هُوَ العَذابُ الأَليمُ﴾

▫️﴿قُل يا عِبادِيَ الَّذينَ أَسرَفوا عَلى أَنفُسِهِم لا تَقنَطوا مِن رَحمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغفِرُ الذُّنوبَ جَميعًا إِنَّهُ هُوَ الغَفورُ الرَّحيمُ﴾

▫️﴿إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُم أُمَّةً واحِدَةً وَأَنا رَبُّكُم فَاعبُدونِ﴾

[ حرمة الغيبة وخطرها على الفرد والمجتمع ]

◀️ما هي الغيبة (تعريفها):

الغيبة هي ذكر الإنسان أخاه بما يكره في غيبته، سواء أكان ذلك في خلقه أو خلقه أو أفعاله أو أي شيء يخصه.

وقد جاء في الحديث الشريف: « أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ذكرك أخاك بما يكره. قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهتَّه » [رواه مسلم].

◀️خطر الغيبة وأضرارها:
▫️إثم عظيم: الغيبة تعدّ من الكبائر التي تُفسد الحسنات وتزيد من السيئات. قال الله تعالى: {وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ} [الحجرات: ١٢].

▫️تدمير العلاقات: الغيبة تزرع الكراهية والبغضاء بين الناس، وتُفسد العلاقات الاجتماعية، مما يضعف تماسك المجتمع.

▫️ضياع الحسنات: ورد عن رسول الله ﷺ أنه قال: « من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرض أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم » [رواه البخاري].

▫️ضعف الإيمان: الغيبة تعكس ضعف التقوى والإيمان في قلب الإنسان، فهي سلوك ينافي مكارم الأخلاق التي أمر الإسلام بها.

◀️علاج الغيبة:

▫️التوبة والاستغفار: التوبة النصوح مع الاستغفار من الله عز وجل، والاعتراف بخطأ الغيبة.

▫️رد الحقوق: إذا أمكن، يجب طلب السماح ممن تم اغتيابهم.

▫️تذكر عاقبتها: تذكير النفس بآثار الغيبة السلبية والإثم العظيم المترتب عليها.

▫️مراقبة الله: تعزيز الشعور بمراقبة الله سبحانه وتعالى في كل قول وفعل.

◀️نصيحة ختامية:

قال رسول الله ﷺ: « من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت » [متفق عليه]، لذلك فلنجعل ألسنتنا عامرة بذكر الله والكلام الطيب، ولنتجنب كل ما يُغضب الله ويؤذي الآخرين.

اللهم اجعلنا من الذين يحفظون ألسنتهم عن الزلل، واغفر لنا زلاتنا إنك أنت الغفور الرحيم.

[ الأذكار والأدعية ]

طالب العلم إذا خاض غمار طلب العلم والدعوة بدون أوراد فقد خاض معركة بدون سلاح.

من أعظم ما ينبغي أن يهتم به طالب العلم ويلزم نفسه = الأوراد من الأذكار والدعاء.

فهذه الأوراد غذاؤه في طريق العلم الوعر، وسلاحه الذي يحارب من يسعى إلى إعاقته عن طريقه.

نُذكِّركم بأنَّ يومَ غدٍ هو يومُ الإثنين، يومٌ كانَ يصومهُ خيرُ البشرِ ﷺ، صُمْ وذكِّر أخاكَ تؤجَر.

عن سعيد بن جبير رحمه الله في قوله: ﴿ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ ﴾ يعني: الجهاد، قتال المشركين، ﴿ وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾، ويجعل الله عاقبته فتحًا وغنيمة وشهادة. الحمدلله الذي منَّ علينا برؤية الفتح والتكبيرات تُرفع في دمشق. ﴿ وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ…

نُذكِّركم بأنَّ يومَ غدٍ هو يومُ الإثنين، يومٌ كانَ يصومهُ خيرُ البشرِ ﷺ، صُمْ وذكِّر أخاكَ تؤجَر.