=لما تجي بتفهمي .. وبالله عليك ما تتأخري.

_تمام .. مسافة الطريق بس

قفلت منه مستغربة ومبسوطة .. يوسف من نوع الشباب العاوز ياخد راحته أيوة أنا عارفة طبعو .. بس كفاية ساب كل البنات الحواليه ديل وجاني.

وصلت الكافيه واتصلت عليه .. كُنا بنتكلم عادي ونتونس في كم حاجة لحدي ما ركز في عيوني بثبات أو بيدعي الثبات .. مرة مرة أعاين ليه وعيوني فيها ألف سؤال .. ونظراتي كلها استغراب وهو ولا على باله .. أخيراً قال بصوت عميق:

_ما عاوز الشي الحأقوله ده يأثر على علاقتنا ك أصحاب وزملاء في نفس الجامعة.

=ما فهمت !!

_إنتي ملاحظة أخر فترة مشاكلنا كانت كتيرة كيف وحتى تواصلنا قليل .. هو ده ما مبرر طبعًا بس أنا بجد كنت جايط وللان جايط ومُشتت بس واثق من الخطوة دي.

=في شنو يا يوسف ممكن تتكلم عديل!؟

_خلينا ننفصل يا أسرار .. العلاقة دي حاليًا ما منها فايدة.

="بصوت باكي" .. أفضل ليك براك .. ما تقرر عني يا حيوان.

_"مسح وشه" .. ما بقرر عنك .. نحنا وصلنا هنا سوا ما تنسي رجاءًا.

="علت صوتا" .. ياخي بكرهك وبكره اللحظه الحبيتك فيها .. إنت هههه إنت بس قول لقيت واحده غيري .. بس ما تتحجج بحجة فاضية.

_أنا ما بتحجج ولا لقيت وحدة غيرك بس حاسبت نفسي ووصلت لقرار أنا ما جاهز حاليًا ولا بعد كم سنة .. وما عايز نستهلك مشاعرنا وتحصل بينا مشاكل ونخسر بعض .. أسرار أنا شاريك وعايزك لقدام .. ممكن تتفهمي موقفي؟

=وأنا الضمني شنو ياخي .. عايزني أعيش في عذاب إنتظار؟

_مافي أي ضمانات حتى لو واصلنا .. في كل الاحوال نحن بنغامر فليه ما ننتظر لما ربنا يسهلا؟

=أسكت يااااخي .. ده نفاق وكذب وجُبن منك بس.

_أسرار ما تنفعلي .. أنا ما سايبك ساي .. أنا سايب قلبي معاك .. ومن ترك شيئًا لله حاشا لله أن يضيعه .. أفهمي يا بت الناس أنا ما عايز غيرك بس دي ما الطريقة الصح .. ما عندي طريقة لأي خطوة رسمية حاليًا .. وما ضامن الأيام داسة لينا شنو .. عشان كده ده أحسن قرار .. حتزعلي يومين تلاتة وتتعودي على غيابي .. بعدين نحن يومي في وش بعض حيفرق معاك بي شنو إذا بقيت حبيبك ولا ود جيرانكم .. في ناس عملوا الخطوة دي وهم ما بشوفوا بعض أصلًا وبجاهدوا.

=وإنت عايز تجرب فيني أي قصة وخلاص؟ لقيت نفسك فاضي قلت تحبني وتعترف لي .. وفجأة بين يوم وليلة إكتشفت إنك ما قدر الحب طيب من البداية ليه ما مسكت نفسك؟

_غايتو تندمي الزول على إنو بحاول .. قومي نتزفت نحب بعض ونطلع وننزل سوا وتنكدي علي عيشتي ويوم ازعل وأصل الحد وأفصلك ما يبقى ليك حار كويس؟

=يوسف إنت جادي؟؟

_جادي يا أسرار .. ما ساهل علي أتخلى عنك بس أنا بجاهد وبحاول ما تبقي إنتِ والشيطان ضددي.

=كويس ما حقيف في طريقك بس خليك عارف أنا ما منتظراك.

_ما خايف واثق في ربنا .. لو إنتِ نصيبي ما حتفوتي لغيري.

=طيب قوم يا مولانا الذي غشانا .. قدمني ك اخ وود جيران في الله.

_"ضحك" .. أنا أتغشيت فيك والله قايلاك صنديدة أكتر من كده.

فضلنا نتجاكر لحدي ما وصلنا المواصلات .. هو ركب شماعة وأنا قعدت سرحانة بالشباك بفكر في كلامه القاله ده .. ما عارفة إذا حأقدر أقيف معاه في القرار ده ولا لأ بس أنا ما عايزة أخسره ما عشان هو حبيب رائع بس عشان هم لو ربنا يسر حيكونوا نسابة إيناس وهي ونسابتا أشيلهم في عيوني وما بهون علي أخسر أي زول فيهم .. حتى لو كان الحيوان المزعلني ده.

____
"أحداث متقاطعة"

_بتحبها؟

="بخلعة قفل الجزلان اللي فيهو صورتا" .. عايزة حاجة؟

_عايزة إجابة على سؤالي.

=لو حتجيبي ليها سيرة ما حجاوب.

_إعتبره سرنا الاول.

=بحبها .. بحبها بطريقة عمري ما إتوقعت أحب بيها زول .. أنا ما كنت مؤمن بالحب أصلًا بس هي الخلتني أشوفو في عيونا .. وأحسه في كلاما .. عندها جملة حلوة كاتباها في البايو بتاعا بتقول:
"لا أحد يمكنه أن يكون انا مهما جلس على مقعدي"
فحقيقي أنا أمنت إنو مافي زول حيعرف يكون زيها .. أو ياخد مكانا في قلبي .♡"

#يُتبع.

#على_الهامش:

"وغِيَابُك هو انتظاري))

#نُوودين_بِت_مِن_حُب
#ننس_تمدين

خلصنا أكل وجهزنا عدة الشاي .. جبت الكيك قطعته وجهزنا أي شي .. ماما قعدت تعمله لينا ونحن بقينا نتونس .. سألت مفاز:
_مالك مع روڤي؟

=ما تسأليها هي.

_عايزة أسمع منك إنتِ.

=قالت لي أنا بطفل على حياتا .. ففصلت نفسي منها.

_كيف يعني فصلتي نفسك ما فاهمة؟

=عديل كده يا بتنا الفصل الواحد ده .. ما حصل فصلتي ولا فصلوك ؟

_"ضحكت بوجع" .. ما إنتبهت إنو اسمو فصل تصدقي؟

وريف: أنا أسفة يا مفاز .. يمكن إسلوبي ما كان ظريف ما قصدت أستبعدك من تفاصيلي .. وأحسسك بي كده .. بس كنت مضغوطة الأيام الفاتت .. حصلت حاجات كتيرة سيئة وضيفي ليهم ضغط الإمتحانات.

مفاز: يا زولة ما حنك .. حصل خير.

نود: ده كلام زول لسة زعلان .. هي إعتذرت منك وصراحة لو دي أنا كان فصلت شوفيها لطيفة وحلوة كيف عليك الله.

مفاز: "ضحكت" .. نود إنتِ مشاعرك دي في السهلة والله .. بس عمومًا عشان خاطرك ممكن أمشيها المرة دي .. بس بالله عليكم ما تعيشوا لي دور الأخوات الكبار الملائكة الناصحات ده لأنو ما جاي معاكم.

وريف: قصدك شنو يعني .. نحن ما قدر المقام؟

نود: أسأليها تاني عليك الله .. مفاز إنتِ متين كبرتي؟لحدي قريب ده نحن كنا بنحميك أسكتي عليك الله.

_"ضحكت" .. عملتوا لي كيك وحنستوني أقعد عشان تذلوني مش؟

فضلنا نتونس ونتجاكر .. كنا محتاجين نقعد القعدة دي والله .. لأنو طولنا شديد من بعض .. كل واحدة جارية في حياتا وما بنتلاقى إلا زمن الوجبة .. إتونسنا كتير وحكينا لبعض أسرار كتيرة .. وأهم شي إتصافينا .. ماما كانت مرة مرة تشاركنا وما مركزة معانا خالص .. بعد مسافة قالت:

_بالمناسبة عمر أخوي جا هو وبناته ومفروض نمشي نسلم عليهن .. ولين إتصلت قبيل قالت يوم الجمعة ما فيكن وحدة تتحجج عاملة الكرامة في بيت جدكن.

=إن شاءالله.

_إنتِ حتفضي متين من شغلك عشان نمشي؟

=إنتوا ما تتقيدوا بي أمشوا وأنا لو لقيت طريقة بلحقكم من الشغل.

_إنتِ قولي عديل ما بتدوري المشية بس.

=أنا نعست ماشة أصلي العشا وأنوم.

قمت ومزاجي إتعكر من السيرة دي .. أنا ما عارفة ليه في ناس بنبقى مضطرين نتعامل معاهم حتى لو ما عايزين كده.

____
"بـ لسان عزيز"

رجعت البيت أخدت لي دش ولقيت يوسف منتظرني .. قعدت قدامه بهدؤ وإنتظرته يتكلم قال بصوت هادئ ما إتوقعته:

_عزيز أنا أسف.

=على شنو يا يوسف؟

_على كل حاجة .. تصرفاتي الغلط .. وصوتي العليتو عليك.

=متأكد يا زول؟

_"إكتفى بهزة راس".

=هووي ما تخوفني كده عليك .. في شنو؟

_والله مافي حاجة بس قعدت مع نفسي وحاسبتها شوية ولقيت إني غلطة عليك وحبيت أعتذر.

=وياسين؟

_ياسين إعتذرت ليه قبيل.

=إذا كده خلصانة يا عم.

_أنا ححاول أكون إنسان كويس وما أتعبك معاي.

=ربنا يعينك .. مبسوط منك والله.

_إن شاءالله تاني ما حتزعل مني.

إنتهى الحديث على كده .. كنت محتار من التغيير المفاجئ ده بس اكيد في زول غيرو .. أنا قضيت سنين بحاول أعدل إسلوبه بس كويس الجات منو .. حسيت هم وإنزاح .. يوسف مهما بدرت منو تصرفات حمقاء .. في النهاية هو راجل وعندو كلمة .. وأنا متأكد إنو حيكون قدر وعدو.

غيرت ملابسي وطلعت أشوف لي شغل تاني غير الورشة .. لأنو قعدتي ساي كده ما من صالحي .. اول ما مشيت ناحية الظلط شايف معتصم وصلاح .. دمي فار طبعًا بس مسكت نفسي .. طوالي صلاح نده لي:

_يا عبد العزيز.

كنت مليان منو فل .. بس مع ذلك إتمالكت أعصابي ومشيت ناحيتهم وسلمت :
_السلام عليكم.

معتصم: وعليكم السلام.

صلاح: شنو متغابي فينا العرفة كده؟

_والله ياخ جات كده بس.

معتصم: عامل شنو في حياتك بالله؟

_مستور الحمدلله.

صلاح: ههههه كلنا ما براك.

معتصم: لسة إنت مع شغل الورشة؟

_النسى قديمه تاه.

صلاح: هههههههههه والله إنت بقيت تقول درر.

_أستئذن أنا وراي شغل ضيعت زمن كتير.

ما عارف السبب الخلاهو يناديني شنو .. أو بالأصح الخلاهو يلاقي معتصم في الحلة شنو؟

مشيت وحاولت أتجاهل كل الأسئلة البتدور في راسي دي لأني ما لاقي ليها إجابة أصلًا.
____
"بـ لسان أسرار"

من فترة كنت بقول لننا نفسي مُعتصم يرجع ويقعد معانا زي زمان مع إنهم الشحمة والنار .. بس وجود أخ معاكم في البيت شي يطمن .. لما كنت في الثانوي هو كان بوصلني المدرسة وبيرجعني آخر اليوم .. ما كان لطييف شديد لكن عندو جوانب حلوة تُحتسب ليهو .. زي إنو كريم وبنفذ لي كل طلباتي.

صحيت من الصباح على أساس عندي محاضرة بس صحبتي إتصلت علي وقالت إتلغت .. نضفت البيت بمزاج وبخرته وعملت ليهم الفطور وبعدين لبست وجيت طالعة كلمت أمي إني ما حاتأخر .. صراحة كنت عاوزة أمشي ألاقي صحباتي بس لقيت مكالمات من يوسف رجعت ليهو:

_يوسف.

=يا هلا .. برة البيت إنتي؟

_أيوة كنت ماشة على الجامعة .. خير بتسأل ليه !؟

=إنتي البتتكلمي كده ليه !؟

_ما إنت ليك فترة متغير وعامل حركات .. وأسي متصل ولا كأنه في حاجة.

=ممكن تجي في الكافيه البنتلاقى فيه .. الموضوع ضروري.

_ليه في شنو !!؟

ما متذكرة أخر مرة غيرنا فيها حاجة متين .. حاسة الحياة بتاخدني مني .. سنين بتمر بسرعة غريبة .. بتذكر قبل فترة بسيطة كنت إنسانة مليانة حماس وشغف .. إنسانة شغوفة ومهوسة بالحياة .. مغرمة بـ الدفاتر والأقلام الملونة .. الورق الأصفر .. والجوابات الأزرق بـ أحمر .. مخصصة مساحة كبيرة من تربيزة المذاكرة للروايات والكُتب والفواصل .. دولابي مليان ستيكرات .. شي فراشات .. قلوب حمراء .. أيادي متشابكة .. نبض .. وحرفين إفتكرت إنهم بكملوا بعض.
ب فجأة كل شي إتغيير .. كأنو شخص واقف بأمان على سجادة ويجي حد يسحبا من تحته ويرميه .. حياتي إتقلبت فجأة زي ما يكون في حد دفرني .. أنا في سنة من السنوات حاسة إني كبرت عشرة سنين مرة واحدة .. حاجات كتيرة إتغيرت .. لو كان جا زول قال لي حيحصل كده وأنا حأعيش كل ده .. كنت مستحيل أصدق .. ولا في أسوأ كوابيسي ما حصل إتخيلت إنو ده كله يحصل معاي.

وعيت من شرودي على صوت ماما وهي بتقول:
_نود ما أكلتي ليك حاجة من جيتي مالك؟

=ما جعانة يا ماما .. إنتٌ قاعدة تعملي شنو ومفاز الليلة عندهم معسكر صح؟

_دايرة أشوف كلام الغدا ده .. أي الليلة بتقيل في المدرسة.

=خليه أنا بعمله .. طولت ما دخلت المطبخ حاسة نفسي نسيت الناس بطبخوا كيف.

_سمح تلقي اللحمة والخضار في التلاجة .. أنا أقوم أمشي على بُثينة دي أحمدل ليها سلامة ولدا.

=طيب سلمي عليهم لما أصلهم.

ماما مشت خلتني في المطبخ .. ساعتين عشان أجهز غدا بسيط .. إكتشفت إنو حياة النسوان صعبااا .. كيف ماما قادرة تصحى من بدري تعمل لينا شاي وتجهز لمفاز فطورا لأنو عندها "Celiac Disease" تحسس من الجلوتين "حساسية القمح" .. فبتخبز ليها عيش خاص وأكل خاص .. على مدار حياتا ده روتينا الطبيعي ونحن ما حاسين .. بعد خلصت قلت أعمل كيك نشرب بيه شاي المغرب .. فتشت الدرج البتخت فيه حاجات مفاز لقيت في دقيق لوز وكم مكون خاص بالكيك .. نادرًا ما تعمل كيك في البيت مع إنو روحا ونفسا الطالع ..بس بتطلب جاهز وما قاعدين ناكل معاها .. بصراحة طعمو ما مستساغ .. بس حبيت أكسر القاعدة ونشاركا مرة اللايف ستايل بتاعا .. خبزت كيكة ومسكت تلفوني بتصفح لحدي ما أطلعا من الفرن.

ماما جات وسألتني:
_أخواتك ما جوا لسة؟

=لسة بس ده زمنهم تلاقيهم قريبات.

_عملتي الغدا؟

=أيوة وكيكة كمان.

_الليلة جماعتك نزلو ولا شنو؟

="ضحكت" .. الزول ما يعبركم يعني؟

_مُخير الله في خلقو.

ماما إنسانة لطيفة لأبعد حد .. بتحب تكاوي أي زول .. لماحة وبتنتبه لأصغر التفاصيل .. ساعات بكون خايفاها تكشفني .. عشان كده بضبط نفسي قداما قدر الإمكان .. لا بزعل شديد لا بفرح شديد .. عشان ما تشتغلني.

لسة ما قعدنا الباب دق .. مشيت فتحته لقيتهم وريف ومفاز شكلهم إتلاقوا في الشارع وجوا سوا .. باين عليهم التعب.

مفاز: نود غريبة الليلة جيتي بدري؟

وريف: كويسة إنتِ يا بت؟

=كويسة كويسة خشوا مالكم إتأخرتوا كده؟

وريف: كان عندي إمتحان لاب جاب أخلاقي العينة بتاعتي باظت في نص الإمتحان وحصل موقف ما ظريف.

مفاز: "ساكتة".

نود: كرر عليا وعملتي شنو؟ ان شاءالله إمتحنتي؟ حصل ليك شنو؟

وريف: إطمني مشكلة وإتحلت .. خليني أروق شوية ونتكلم.

لاحظت إنو مفاز ساكتة وما علقت ما من عوايدا .. بس الزمن ما مناسب خليتهم دخلوا بعد مسافة إتلمينا في الغدا .. مفاز قالت ما جعانة أمي شاكلتا:

_كيف تقولي ما دايرة تاكلي .. دايرة تمرضي وتعذبيني؟

=ماما والله ما جعانة إتغديت في المدرسة .. الصباح إنتِ عملتي لي سندوتشات زايدة ولا نسيتي؟

_وما تقولي كده شنو ما دايرة دي زي التقول زعلانة.

وريف: هي أساسًا زعلانة مني من أمس وبتتجاهلني .. بس تعالي أقعدي أكلي أنا ذاتي قايمة.

=إنتوا متخلفات ولا شنو .. ما لقيتو إلا تتشاكلو زمن الأكل .. إتزرعوا هنا وأكلو .. وكدي أشوف وحدة ما تاكل بعد تعبي ده.

وريف: بالله إنتِ الليلة طبختي أنا أقول الملح زايد ليه؟

مفاز: أنا والله عندي إمتحانات وما ناقصة أرقد مستشفى ما باكل حاجة طابخاها إنتِ عشان أنا ما قنعانة من روحي.

=ماما شايفة قلتدب بناتك .. أنا متأكدة إني بت أبوكم لأنو ما ممكن المعاملة دي.

"كلهم ضحكوا" ..

وريف: بهظر والله الأكل طاعم ومظبوط تسلم يدك.

مفاز: شبعانة بس بجاملك عشان ما تعملي دراما ما ناقصين نحن.

سنية: الله يرضى عليكن يا بنات ما تتناقرن زمن الأكل والله أبوكم كان يموت وما يشوف زول حردان الأكل.

="بحزن" .. ربنا يرحمه ويغفر ليه.

أكلنا من سُكات مفاز قامت اول وحدة وقالت:
_تعبانة موت .. ماشة أنوم لو جيتوا تنوموا صحوني أقرا.

=إنتظري يا مفاز عاملة كيكة للشاي إشربي وأمشي نومي.

_متين قاعدة أكل معاكم كيكم ده .. أنا فترانة ياخ من أمس ما نايمة كويس ما تتموضعوا بي

=طيب لو قلت ليك عملت كيك مخصوص عشانك.

_كأنك الليلة حاباني شديد .. أنا إتوترت في شنو؟

=يا زفتة يعني قصدك أنا من زمان ما بحبك؟

_لالا ما مطمنة ليك في إنْ في الموضوع ده.

القهر والعجز لما يكونوا قُصاد حلم إنكم تكونوا سوا ده أكبر ظرف سيء ممكن إتنين يمروا به .. اللي بهونوا التمسك والثقة .. وأنا ثقتي في عزيز ألف وفاهمة هو بقول كده ليه .. عشان هو بجد يُعتمد عليه ومُتأكدة حيعمل المستحيل عشان يكون معاي وما يخليني أكون لغيرو مهما حصل.

__
"بـ لسان يوسف"

طلعت من البيت عشان أرجع لـ أسرار لأنها لقت مكالمتي ورجعت لي .. ماشي بلا هدف وبتكلم معاها:

=حبيبي.

_حبيبك السافهاهو.

=معليش كنا مضيوفين.

_أبقى ضيف عشان تهتمي بي ولا كيف؟

=قصدك أنا ما قاعدة أهتم بيك يا يوسف؟

_أنا قلت كده؟

=أيوة.

_خلاص كنت بحاول أنكد عليك بس شكلها محاولة فاشلة.

="ضحكت" .. عشان ده دوري أنا ما حتعرف ليه.

_تفوزي مافي أشطر منك فيه.

=ماشاءالله شكلك مجرب كتير.

_"ضحك" .. ليه محسساني إني زير نساء؟

=يعني إنتَ ما كده؟

_عيب حبيبك يا بت.

أثناء ونستي مع أسرار شايف مفاز جاية بشارعي إختصرت الونسة وإتحججت قفلت منها وسلمت عليها:

_على وين؟

=البيت .. جبت لي إندومي أذاكر بيه.

_دي مذاكرة ولا مشروع تسمين؟

=لو الإندومي بسمن أنا كان بتقابل؟

_ما تمشي الدكان بالليل تاني يا مفاز.

=يعني إنتَ وكريم حكايتكم شنو؟

_بالنسبة؟

=لدور الأخوان الكبار اللي متقمصينه ده!

_ما بعرف كريم بس عن نفسي شايف إني أخوك الكبير ومفروض تسمعي كلامي القلته ده لأني جادي فيه.

="سكتت مسافة وهي بتعاين ليه" .. جادي في إنك شايفني أختك الصغيرة؟

_أيوة وفي عدم مشيك الدكان بالليل برضه.

=أممممم تمام ومش لما أكون عايزة حاجة من الدكان المفروض أخوي يمشي لي؟

_"إتوتر" .. ما مشكلة وريني عايزة شنو وأنا بجيب ليك.

=في أي وقت؟

_في أي وقت يا مفاز.

=ما شايف إنه ما منطقي أزعجك كده؟

_ما علينا عايز أقول ليك حاجة بس إعتبريه سر بينا.

=قول سرك في بير.

_أنا وأسرار إرتبطنا.

=يعني بالجد الكلام ده؟

_عارفة من وين؟

=عيونك فاضحاك.

_ما حتعلقي طيب؟

=ذوقك حلو شديد إختيار موفق.

حاولت أفسر نظراتا بس كانت ملامحا غير مقرؤة وما فهمت شي من رد فعلها .. هل هو برود ولا عتاب مخفي .. أنا عارف إنو مفاز أكتر وحدة قريبة مني وبينا ذكريات وتفاصيل كتيرة بس ما حصل وعدتها بي شي .. وحتى مشاعري تجاها ما كانت أكتر من صداقة وخوة .. حتزعل يومين تلاتة وحتتفهم .. برغم قساوة الموضوع بس كان لازم أخطي الخطوة دي.

وصلنا وقالت لي تصبح على خير ودخلت.
إتذكرت إني قفلت من أسرار وقلت ليها برجع ليك رجعت ليها:

_عارفك بتحضري المسلسل ما عايز أشغلك إتصلت أقول ليك حاجة بس.

=قول يا قلبي في شنو؟

_موضوع مفاز ده إتحسم وأنا وضحت ليها إرتباطنا لو سألتك قولي ليها بكل فخر:
"هذا مجده الاول والأخير لأن امرأة مثلي أحبته"

___
"في مكان آخر"

_إتفضل أقعد.

="قعد وفضل مستني"

_أنا ناديتك هن على إنفراد لأنو في موضوع حساس عايز أتكلم معاك فيه.

=خير إن شاءالله.

_اول أمس فقدت مبلغ كبير والكلام ده حصل بعد كل الشغالين مشوا إنت أخر واحد طلعت .. عم حسين جا قفل بعدك قال لي فضلت براك لوقت متأخر صح؟

=إنت بتشك فيني يا معلم؟

_ما شك بس الموضوع محتاج قعدة أنا جبتك هنا أسمع منك.

=عايز تسمع شنو أنا لي كم سنة شغال معاك؟

_ما هو عشان العشرة دي أنا ما عملت شوشرة وقلت أتكلم معاك على إنفراد.

=كم المبلغ الإتفقد.

_2 مليار .. أنا خاتيها في الخزنة لأني عايز أوردا للإسبيرات الطلبناها وكنت متفق مع سيد المحل يجيب الفاتورة ويجيني وإتأخر .. ولما قالوا ولدي عيان إتلخمت وطلعت على أساس مخلي وراي زول ثقة ومافي زول غيرك عندو مفتاح المكتب .. وكنت حأرجع قبل الساعة 9 وأخدا بما إنو الزول المتفق معاهو ما جا .. بس إتأخرت في المستشفى .. حتى إني إتصلت ليك كم مكالمة أوصيك للمكتب وتخت عينك عليو بس ما رديت .. ولما جيت بعد رجعت الولد من المستشفى لقيت حسين بقفل وراك .. ودخلت المكتب ما لقيت شي في الخزنة .. فتشت ما لقيت سألت قالوا لي إنت الكنت قاعد والناس الإشتغلوا الليلة هم ناسك عشان كده أنا بسألك هسي.

=قصدك بتتهمني؟

#يُتبع.

"‏لا بد أن يكون لدى المرء شيء واحد على الأقل ..
متأكد منه يتكئ عليه كلما هزت الشكوك قلبه.))

‏#نُودين_بِت_مِن_حُب.
#ننس_تمدين.

عزيز إستنى كريم وأنا داخلة بيتنا وبودع في نُود غمز لي.

دخلت البيت لقيت أبوي ومعاهُ عمو أحمد وصلاح قاعدين في الحوش وآخر ونسة .. سلمت عليهم وقبل أتحرك وقفني صوتهُ..

_لا بتجي علينا ولا بتقولي عندي عمي أسأل عليهُ .. والله يا إيناس بقيتي كعبة عديل .. أخير أسرار منك بتسأل.

=والله يا صلاح جري الشغل وما بكون فاضية أصلًا .. حتى ناس البيت ديل بشتاق ليهم عديل كده .. وبعدين عمو أحمد ما بيزعل مني.

_يا زولة ربنا يعينك بس أبقي طلي علينا .. عمك أحمد بس البهمك ولا شنو "وبقى يضحك بإستفزاز"

=إن شاء الله.

دخلت جوه لقيت أمه .. سلمت عليها وقعدت جنب ماما إطمنت عليها ولحقت أسرار في المطبخ.

_كده ناوليني صينية الشاي دي.

=الواحد يدوب داخل راعي إني تعبانة.

_لا معليش عروس انتي عشان نراعي ليك .. هييي بمناسبة العِرس ليهم ساعة جايبين في سيرتك.

_"إتوترت" سيرتي مع منو وفي شنو !؟

=يا بت عاملة رايحه .. ما إنتي عارفة من زمااان عمو أحمد عاوزك لصلاح وصلاح ذاتو يموت بس توافقي بيهو.

_وأنا قفلت السيرة دي من سنتين وما حابة أفتحها خالص يا أسرار .. الذكرهم بي شنو تاني؟

=مُعتصم هو في غيرو !! صلاح صحبه وأكيد بيكون رجع طلبك منو وهو عشمو فهمتي.

_ياخي نفسي أفهم مضايقاهم في شنو لما عاوزني أعرس بالسرعة دي.

=بري كده زحي لي أودي الشاي ده وأجيك.

أول ما طلعت تلفونها إتصل .. كان يوسف ما حبيت أرد لأنها غالباً ما بتحب زول يرد على تلفونا .. صمتهُ ومشيت غرفتنا.
غيرت ملابسي وطلعت أخدت لي خشم خشمين مع مرت عمي وناس البيت .. في الوقت ده عزيز كان بيتصل وأنا أصلا ما ركزت مع تلفوني .. لما طلعوا من عندنا ورجعت رتبت الحوش وأديته كنسة بعدها شلت تلفوني .. لقيت قريب خمسة مكالمات من عزيز .. جات أسرار لخمتني بالونسة وما رجعت ليهو.

بعد المغرب كده أمي عملت رز بلبن وقالت أودي لحبوبة وروضة وناس خالتو فاطمه لأنو بتحب الرز .. لبست توبي وطلعتٓ .. باب حبوبة طبيعي فاتح لانو خيلان كريم بيكونوا قاعدين مع الشباب في الصالون وغالباً ونستهم بتخلص اخر الليل .. ونسوانهم بكونوا في الحوش التاني مع حبوبة .. مشيت بهناك سلمت على حبوبة وعلى روضة والبقية.

_والله يا نوسة مشتاقيين.

=كتير والله يا روضة .. كيف الأخبار!؟

_تمااااام والله .. تعالي إشربي معانا القهوة.

=لالا بري بتساهر بي .. ماشة أودي الكورة دي لخالتو فاطمة وجارية البيت أنوم .. مُرهقة إرهاق.

_يا حليلك ما إنتي مع الشغل .. نود كيف بالله!؟

=كويييسة بنجيك بكرة بعد الشغل .. عندنا ليك شمار خطير.

_عارفاني ما بقدر أستنى لبكرة أقعدي جنبي هنا وأحكي لي.

=لالا تستني بس .. هييي يلا يا جماعة تصبحوا عافية.

مرقتٓ وسط تحانيس روضة إني أكلمها بالشمار .. مشيت بيت ناس عزيز حتى يدووب إتذكرت إنو ما رجعت ليهو .. دقيت الباب فتح لي يوسف.

_الزولة الكعبة.

=إنت بذات ما تتكلم خااالص .. أخر مرة جيتنا متين !؟

_عليك الله ! ما يومي نحنا في وش بعض شنو اللوم .. لكن إنتي تتلامي طوالي لأنك بتنا ومرت أخونا.

=ليييه النسب ده علي أنا بس ولا شنو !؟

_"بقى يتفصل" .. قصدِك شنو يلا !؟

=زح من وشي .. خالتو فاطمة قاعدة صح؟

_أي بتلقيها في العريشة.

إتجاوزتو ودخلت قبل أصل العريشة صادفت عزيز طالع من الصالة ووشو ما بتفسر .. كان بس واقف قدامي وبِحمر لي

=والله نسيت أرجع ليك وإتلخمت بمية حاجة.

_مثلاً !!

=عزيز بجد نسيت .. حقك علي.

_تمام.

=ما زعلان صح !؟

_زعلان .. بس كده خليني ألحق شغلي ونتفاهم بليل أو بكرة.

وقفت قدامه وهو مُتحرك على الباب.

=لالالا بكرة شنو وبليل شنو .. ما حأخليك تمشي وأنت زعلان مني .. معقولة يا عزيز تزعل مني عشان ما رديت بس .. بقيت زعول ياخي.

_صلاح كان عندكم بيعمل في شنو .. لو كان جاي براهو معليش لكن هو والأسرة الكريمة ..خير !؟ مالهم تاني !؟

"كان بِلمح للحصل من سنتين"

=كانت زيارة عادية والله العظيم .. وبعدين أنا حسمت القصة دي من زمان وهم تاني ما جربوا يفتحوا الموضوع.

_أمممممم .. إيناس أنا والله العظيم من شدة ما قافلة معاي لمن ما شايف قدامي .. لو علي أسي دي أمشي لأبوك وأطلب يدك بس إنتي ما قليلة عشان أخدك برخصة ولا زولة هينة عشان ما يتقيم ليك وزن .. بس الظروف ملعون أبوها ياخي.

="دمعتٓ" حبيبي

_حقِك علي .. أقسم بالله عارف انو زيارتهم دي ما عادية وأكيد رجعوا فتحوا ليك برنامج عرس من ود عمك العارض ده .. بس صدقي عارض أنا ده والله ما هو .. يا إيناس لو أنا باقي ليك سبب و

="قفلت ليهو خشمه بيدي" أوعك .. أوعك تقولها وأنا مُستحيل لو أموت أكون غير ليك يا عزيز .. ما تضايقني وتنفسن بي ساي.

_"زح يدي ومسكها مسافة وهو مُنزل رأسه".. حقك علي يا بت الناس .. مُخليك بتسمعي الما بسوى من أهلك وأخوك .. بس هانت ربك كريم وإن شاء الله تتسهل.

="فكيت يدي منو وحاولت أضحكو" .. إنت أستحليتها ولا شنو ماسكني كده .. أمشي على شغلك يلا.

_"إبتسم ببرود" .. تمام.

_"عزيز قاطعني" .. نون الجماعة دي شنو إنتوا ما حتبطلوا تنكتوا ورا المواضيع سوا .. أخر مرة نسيتو هببتوا شنو ولا أذكركم؟

="ضحكت" .. والله يا عزيز كريم ما ليه دخل .. الموضوع كله إنو بالصدفة ونحن بنفتش في الإرشيف بتاع الجريدة لفتت نظري جريدة قديمة من حوالي 17 سنة .. فيها عناوين مُلفتة أخدتها معاي وإتصفحتها .. لقيت فيها موضوع مثير للإهتمام بتكلم عن .. بيت نائي في حي من أحياء أمدرمان القديمة إتعرف بـ اسم "بيت المساكين" البيت ده الناس بقت تتكلم عنه كتير وحتى بقى معلم بارز في الوصف .. وفيه تجمعات لفئة معينة من الناس "أطفال الشوارع" .. من بعد المغرب بتجمعوا فيه وظهرت مرة منقبة بتوزع ليهم وجبات وملابس .. وحتى فتحت ليهم البيت وبتدخلهم فيه ينوموا والصباح بتفرقوا أخر اليوم بتلموا فيه.
مافي زول عارف شي عن المرة دي .. هي منو وجات من وين .. ونسبة لإنو البيت في حتة بعيدة الناس ما مهتمة بيه شديد .. والظاهر إنه ما كانوا مفتكرين فيهو ناس أصلًا لأن المرة دي عايشة براها ومافي زول بعرفا أو حصل شافا ما بتطلع كتير .. في صحفي من مقرنا ده ذاته كتب عن القصة بس ما ختما بشي مفيد .. كل القاله إنه حيفضل سر البيت ده خفي كده شكله .. فبس كنت بقول لكريم نبحث ورا الموضوع ونشوفه.

_الجريدة معاك؟

="مديتا ليه".

هو وننا جروا كراسيهم جنب بعض وقروها بتركيز وإهتمام .. اول شي عمله بعد خلص طلع تلفونه صور المقال وعدد الجريدة وقال:

_لقينا الموضوع خلاص بطلوا تفكير .. نود وكريم طلعت شماراتكم دي منها فايدة وحلال عديل كده.

="ضحكت" .. شُفتوا كنتوا ظالميننا.

_"ننا قالت" .. بس يا عزيز ده سر وما معروف حصل فيه شنو وحتى لو نحن حنفتش ورا القصة عايزين وقت وناس تساعدنا والمسابقة مقيدة بزمن.

=أنا فكرت كده برضه بس خطرت في بالي فكرة تانية .. نحن حنشارك في المسابقة بفكرة إجتماعية جات في بالي بعد قريت الموضوع المثير للإهتمام ده .. حنخفي قصة بيت المساكين دي جوة الموضوع .. الفكرة الأساسية الحنشارك بيها حتكون عن "دار العجزة والأطفال" حنكتب عن الموضوع ده لأنه مهمش شديد وما في زول بفكر فيه .. كلهم عايزين مواضيع رهيبة وخارقة .. ومن هنا حننطلق ونبحث عن قصة البيت البخص أطفال الشوارع وندخله في القصة ويكون ده كرتنا الرابح قلتو شنو؟

أنا وكريم بحماس قلنا "yes " .. ننا قالت:

= خلاص ديل إتحمسوا معناها روح الشمار الجواهم ما بترقد بسلام لو ما عرفوا السر ده .. فموافقة أعيش أيام من السهر والأوڤرثينغ الما بيخلص بسبب السر ده.

ضحكنا وعزيز إتكلم بجدية :

_شباب الموضوع ما إنه نفوز بالمسابقة .. دي مسؤولية نحن حنتكلم عن موضوع حساس مافي زول بتكلم فيه بصراحة .. فخليكم عارفين إنه حنواجه مشاكل كتيرة من كل النواحي جاهزين؟

=قلنا الجملة المعتادة .. جاهزين كابتن.

حقيقي بحس عزيز مديرنا رغم إنه ما في زول نصبه علينا مدير .. ونحن هنا بنشتغل في أقسام مختلفة أنا وننا في قسم الإعداد وهم في قسم الإخراج والنشر .. بس عزيز عنده خبرة أكتر مننا وبتحمل مسؤولية أخطاءنا وبنقذنا دايمًا .. عشان كده كلامه بمشي علينا كلنا بدون إعتراض.

رجع يكمل _ خلاص أنا حأرسل الفكرة للمدير عشان يسجلا .. ولحدي ما الناس تبدا في الموضوع نود وكريم فتشوا ورا الصحفي الكتب العدد ده .. أمشوا السجل أعرفو عنه معلومات ولو عايش نلاقيه عديل وش لوش .. لو ربنا إتولاه كمان نشوف طريقة تانية .. بس في اللحظة دي أدعوا يطلع حي يُرزق.

أنا وننا حنمشي نعمل إجراءات التصريح عشان ما تواجهنا مشاكل دخول بعدين .. حشوف تلاتة دُور نركز موضوعنا عليهم .. نتلاقى الساعة 2 نشوف البِقى شنو أوكيه؟

____
"بـ لسان ننا"

بعد ما مشينا جبنا تصريح لدخول الدار .. لاقينا نود وكريم وعرفنا إنه الصحفي عايش وأخدوا عنوانه قالوا بكرة حيمشوا يلاقوا .. الساعة 5 مساء طلعنا عشان نمشي البيت كريم وعزيز ماشين ورانا وأنا كعادتي المُستحيل أخليها ببقى شابكه يديني مع يدين نود .. هي حركة إتعودت أعملها معاها من أيام المدرسة وبقت عادة .. زي إني بتكل راسي على كتفها كل ما نقعد .. وزي إني بهمس في أضانها حتى لو الموضوع ما خطير .. نود هي الحاجة الوحيدة الحتفضل ثابتة وما حتتغير مهما حصل تغيرات من حولنا .. لما وصلنا الحلة .. كريم وقفوه شباب الحلة تقريباً عندهم برنامج النضافة الأسبوعي وشكله الأسبوع ده على كريم واخوانه وعزيز واخوانه .. اما عزيز فِضل ماشي جنبنا وكل ما عيوني تجي في عيونه ألاقيه بعاين لي .. ملامح وشي إتغيرت لما لمحت عربية صلاح قدام باب بيتنا .. نود همست لي :

_ود عمك الكريه عندكم .. نفسي أبلعه بس ما برتاح ليهو خالص.

=تصدقي ولا حتى أنا .. أمس كان بتكلم معاي.

_كذابة .. لسة في حركاته الهبلة دي حتى بعد ما غيرتي رقمك !؟

=شكلهُ مُعتصم أداهُ رقمي .. عموماً هو حيكون جاي مع أهله إحساس طولو مننا وكذا .. لما نشوف الزيارة دي أخرتها شنو.

_إن شاء الله صِلة رحم بس.

= "ضِحكتٓ ..".

#داري "9"

"بـ لسان نود"

صحيت الصباح متأخرة ك العادة .. لقيت sms من ننا قالت لي إنها هي وعزيز حيطلعوا بدري عشان يتموا بقية الشغل أمس اليوم ما تم ليهم .. أما كريم ما إتكلمت معاه تاني فما عارفة طلع ولا لأ .. إتصلت عليه قال لي ما طلع حينتظرني .. جهزت وطلعت لقيتو مُستني في المظلة مشيت عليه:

=هاي.

_عليك الله؟

=بقول ليك هاي تقول لي عليك الله هسي شنو العليك الله في الموضوع؟

_يعني متأخرة أصلًا وجاية تتقدلي وكمان مبسوطة ومروقة وبطقي في لبان؟

="طلعت اللبانة جدعتها" .. إن شاءالله تكون مبسوط كده؟

_أرح أرح.

ركبنا وطول الطريق بتجاهلني طلعت الجريدة الأمس لقيتا وبقيت مشغولة بيها لاحظت ليو كل شوية يعاين لي لما وترني سألتو:

=مالك يا ولدنا؟

_مافي شي.

=دي شنو حركات البنات دي؟

_"ضحك" .. طيب زعلان.

=من منو؟

_تفتكري حيكون منو؟

=أنا بعرف ليك ناسك البزعلوك.

_ناسي؟

=أيوة.

_البزعلوني؟

=يب.

_أنا كريم الزمراوي في ناس غيرك قاعدين يزعلوني؟

=دا شرف عظيم لي أستاذ كريم الزمراوي.

_مُتخلفة.

=طيب زعلتك في شنو؟

_لو مهتمة براك عرفتي.

=كدي خليني من شغل الهرمونات دي عندي ليك قصة حكااااااية.

_متين حتبطلي تشاركيني شماراتك دي؟

=إلى أن يأخذني الله.

_شكله الموضوع ده مطول.

="ضحكت" .. ياخ المهم شوف العدد دا من 17 سنة تم إصداره .. وفيهو قصة مثيرة للإهتمام أقراها ونتفاهم.

شال الجريدة وبصوت عالي قرا العنوان:
"بيت المساكين" .. ما هو سره ومن وراء القصة؟

أخد مسافة وهو بقرا فيها بإهتمام شديد فضلت أعاين ليه .. كريم عنده شخصيات متعددة ألطف وحدة فيهم لما يكون مهتم ومركز وجادي وهادي كده لأنه نادرًا ما يكون في المود ده .. حدج حواجبه وهو بقول:

_كيف يعني السر الذي سيدفن مع صاحب القصة؟

="بزعل" .. صحفيين زمان ديل ما عارفة كانوا بحللوا قروشهم دي كيف.

_دي الجريدة الأمس؟

=ياها أمس ما كان عندي موضوع فـ إتصفحتها ولفتت نظري القصة لما قريتا لقيت نهايتا مجهولة وما بتصدق أنا الليل كلو بعمل سيرش عنها وما لقيت شي كده يخزي العين.

_أهاااا يعني سهرانة بتسيرشي على قصة من 17 سنة حصلت والناس الحضروها والكتبوها ماتوا بس ما بتردي على مسجاتي.

="ضحكت" .. ما تقول إنك زعلان عشان كده بدل شغل الهرمونات العملته لي ده.

_ما علينا .. ما يكون بتفكري في البفكر فيه.

=إكزاتلي يا كريم روح الصحفية المغامرة الجواي ما حتسيبني لو ما عرفتَ الحاصل.

_نود نحن ورانا موضوع أهم المدير كلفنا نجهز موضوع المسابقة ده ما وقت المغامرة.

=عايزة أختم السنة بحاجة حلوة .. عايزة أضيف المرح والمتعة لحياتي.

_خلي الموضوع ده بعد نشوف حنعمل شنو في موضوع المسابقة اول.

=يعني إنتَ معاي إنه موضوع مثير للإهتمام وما بتفوّت؟

_للأسف هديتي فيني وبقيت بحب أحفر ورا الحاجات المدفونة زيك كده.

="ضحكت" .. حمااااس حماااااس للقصة والله.

وصلنا ومشينا الكافيه رُكنا المعين .. كالعادة ننا وعزيز مدنقرين في بعض وبتكلموا بهمس وكأنه الدنيا ما فيها غيرهم .. مشينا ناحيتهم وكريم إتنحنح:

_صباح الخير يا طيور الحب.

="ننا ردت بزعل" .. اسمها عصافير يا كريم ما ممكن معاك.

="عزيز رد" .. جاي متأخر وبتتظارف كمان؟

_أنا براي المتأخر عينك للفيل تطعن في ضله.

=نود دي أصلًا هي بتتأخر من يوم عرفناها إنتَ المؤخرك شنو؟

إتدخلتا بينهم .. شباب خلو الجو يكون صباح الخير ممكن .. عشان الإنسان حصيلة يومه كلها في الصباح.

قعدنا في أماكنا أنا جنب ننا وكريم قصادي جنب عزيز .. صبحنا لبعض وطلبنا قهوة وبدا عزيز يتكلم:

_دي قائمة المواضيع الرائجة اللي شاركوا بيها خلال 5 سنوات مضت .. المرة الفاتت نحن شاركنا بـ موضوع تاريخي وصادفنا الحظ إنه المنطقة الكتبنا عنها مثيرة للإهتمام والناس سامعة عنها قصص كتيرة .. فما عايز موضوع المرة دي يكون أقل لازم نجتهد ما هدفنا الفوز بقدر ما إنه اسم الجريدة يتعرف بموضوع مهم والناس تتابعه بكل إهتمام حد عنده فكرة أو أي ملاحظة؟

عاينت لكريم عايزة منه تأييد للفكرة الفي بالي .. ننا قالت:

_أنا شايفة نستبعد الأفكار دي كلها ونشوف حاجة خارج الصندوق .. الناس كلها تفكيرا بكون في سفر ومواضيع خارقة .. نحن نعمل العكس نفتش حوالينا ما نمشي بعيد .. المرة الفاتت الجريدة إتكفلوا بمصاريف السفر وعملوا تغطية شاملة للبرنامج .. ومن حسن حظنا فزنا رغم المنافسة الشديدة فلو كان خسرنا حتكون خسارة كبيرة بسبب التكاليف دي .. وهسي الزمن ما في صالحنا وعزيز مضغوط عكس المرة الفاتت .. وكمان ما تنسوا الجوطة الحصلت والصعوبات الواجهناها عشان أهلنا يوافقوا بموضوع السفر ده.

="عزيز رد" .. بالضبط ده العايز أقوله حاجة بسيطة والأناقة في البساطة متأكد حنلقى موضوع مهم الناس ما منتبهة ليه.

_"كريم عاين لي وقال" .. أعتقد نود عندها حاجة عايزة تقولا ليكم.

شجعني أحكي ليهم عن موضوع "بيت المساكين".

="ننا علقت" .. مالك خجلانة ما تقولي.

ما خجل بس كنا شايفين إنه ده ما وقته و..

قفلت منه وبقيت مُستنيه يرسل لي أرقام ناس بيتهم .. رسل لي رقم عم أدم وإيناس .. إتصلت على عم أدم ما بِرد طوالي إتصلت في رقم إيناس .. ردت علي بعد مسافة.

_آلو

=يا بتنا كيف الأخبار والأمور؟

_منو معاي؟

=معاك صلاح ود عمك أحمد.

_أهلين يا صلاح كيف أخباركم؟

=كويسين والله الحمد لله وين مختفين كده يا زولة

_جري بس والله.

=الحاج والحجة ديل كانوا عاوزين يجوا عليكم .. مش بكرة مُقيلين في البيت!؟

_ناس البيت موجودين أيوة.

=وإنتي !؟

_أنا حأكون في الشغل.

=خلاص بنجي عليكم المساء إن شاء الله.

_تمام .. متضطرة أقفل.

=خير تصبحي على خير.

قفلت الخط وأنا إبتسمت لانو دي كانت أول خطوة حأخطيها عشان أفاتح إيناس في موضوعي معاها للمرة المليون والمرة دي حتوافق.

__

"بـ لسان ننا"

أثناء مُكالمتي مع صلاح عزيز كان بيتصل .. أول ما قفلت تاني إتصل

_مشغولة وين إنتي يا زولة !؟

=بتكلم مع ود عمي.

_ود عمك منو كمان!؟

=صلاح يا عزيز.

_صاحب مُعتصم صح !؟

=أي ياهو.

_ومالو متصل عليك ما عندو رقم زول غيرك؟

=قالوا جايننا بكرة شكلو الأرقام ضاعت منو .. المهم إنت متصل ليه!؟

_مُحتاج إذن عشان أتصل ولا شنو!؟

=عزيز مالك روق شوية.

_رايق أنا .. ما نايمة مالك للآن بكرة ورانا شُغل أمشي نومي.

=والله !؟ يعني مُتصل عشان تقول كده بس !

_عكرتي لي مزاجي بسيرة ود أهلك ده.

=أكذب عليك يعني .. الله.

_ياريتك كذبتي.

=كده روق أسي الموضوع ما خطير.

_تمام.

سكتنا مسافة بعدها رجع إتكلم

_أسمعي.

=سامعاك.

_نومي عشان ما ترهقي روحك.

=تمام نتلاقى الصباح.

_أسمعي تاني.

=أها يا عزيز.

_بحبك.

=من قلبك !؟

_من جوة.

"في كُلّّ مرَّة
إستحضَرتُ فيها حصيلة عُمري من الأيَّامِ الحلوةِ و المَسرَّات
كان وجهُه
يعتلي القائمة ♡))

#يُتبع.

#نُودين_بِت_مِن_حُب.
#ننس_تمدين.

=ما تكرروها عشان ما أزعل منكم أنا زعلي كعب.

_لما تزعلي بتعملي شنو؟

=حاسب أنا ح أغير اسمك لعزيز وأشيل القلوب منه.

_مين علمك القساوة دي كلها؟

="ضحكت" .. أحكي لي عملتا شنو؟

_جبت المواد كلها ودفعت أخر قسط للشاشة الحنشاهد فيها أفلامك المفضلة.

=هاك قلبي.

_معاي من زمان.

=طب والله حلال عليك.

_"ضحك" .. أها الشغل حصل فيه شنو؟

=يداب نود سلمتني المواضيع لحدي الساعة 8 بالكتير كده بظبطهم وبرسلهم ليك في الإيميل.

_خلاص لوقتها أكون خلصت حاجاتي دي وعملت لي قهوة بمزاج وأساهر فيهم والصباح بدري إن شاءالله نحسم الموضوع ده.

=طيب أقوم لشغلي.

قفلت منو وجبت اللابتوب بديت أسجل الداتا العندي ما قمت إلا للصلاة .. بعد صلاة العشا بالضبط خلصتا أخيرًا .. رسلتهم لعزيز ورسلت ليو sms نبهتو عشان ما ينسى.

مشيت عملتا كريمي ورقدتا شوية من تعب القعدة دي.

___

"بـ لسان كريم"

بعد المغرب كده التيمان جوو من الرٌحلة المشوها مع يوسف وعدد من شباب الحِلة .. طبعاً ما كلموني بيها إلا لما إتصلت أشوفهم وين .. كده كده ما كنت ح أمشي عشان موضوع العناوين بس شغلتها ليهم.
شوية ويوسف جانا سلم على ناس البيت وقعد معانا في الصالون بقى يحكي لي عن الرحلة والمكان والبرامج العملوها

_والله فاتتك بس يا صحبي.

=ما حنك الأيام الجاية كتيرة نشيل لينا خروف مانع ونمشي.

_إنتو مع شغلتكم دي ما بتفضوا عشان تطلعوا وبتاع .. الطلعه دي خلوها لينا نحنا العطالة ديل ولا شنو يا علوب !؟

علي رد_ يا زول عطالة وين .. بتكلم مع وريف قبل شوية قالت في تيست مع دكتور يحيى.

_ديشااااك ياخ والله الدكتور ده عارض ومادته ذاتها كتيرة وكيف كيف.

=بتتجازف .. ماشي أجيب منها الشيت حق المادة.

_إستنى نطلع سوا ومنو أصورو وأمشي أقرا لي حرف حرفيين.

="وقف" .. لا إستنى يا يوسف .. عاوزك في موضوع ضروري.

_خير يا زولي!

=أرح نشرب قهوة عند خالة زينب عشان ناخد راحتنا.

_قدام.

علي طلع ومشى على بيت ناس وريف ونحنا مشينا سلمنا على الخالة زينب واطمنا عليها وقعدنا.

_حبابكم حبابكم .. يوسف طلبو معروف بس إنت يا ولدي طوووولت ما جيت علي بجاي.

=والله يا خالة جري بس الواحد بجي زول نوووم .. أعملي لي قهوة هبهان تقيل سكر خفيف وكتر خيرك.

_سمح يا ولدي .. يوسف قوم إشرب موية ومد لود محمد معاك.

=كويس يا خالتو زينب.

يوسف جاب جك الموية والكباية وقعد .. إتونسنا وفتحنا مواضيع كتيرة لحدي ما جبت ليهو سيرة مفاز.

_إنتو يخوانا كان جنيتو قولوا جنينا .. مفاز دي زي نتالي ياخ .. إنت وأسرار تشككوا الواحد في نفسه.

=وأسرار دخلها شنو في القصة دي !؟

سكت شوية كده وبعدين بدأ يحكي لي

_أنا أجيبها ليك نضيفة يا صحبي .. أسرار دي زولتي ودايرها عديل كده بس الأمور تظبط.

=بغض النظر عن المستقبل .. يا يوسف الإرتباط ما لِعب وطلعة ونزلة وبحبك وبتاع .. الإرتباط ده وعد أنت بتقطعو على نفسك قبل تقطعو للبت البتحبها .. يعني حركاتك الزمان بتعملها وتشغيلاتك وبتاع دي مفروض تمحيها تماماً .. ويكون عندك مسؤولية إتجاه علاقتك بأسرار وتحترم إنها حبيبتك .. وزي ما إنت بتقول في المستقبل القريب حيكون في بينكم تفاصيل أكتر وقداسة برضو .. فما ينفع إنت تكون مُرتبط بيها ومُصاحب بنات وعايش الدنيا وعامل فيها مُفتح .. ماف زول مانعك من إنك تصاحب مفاز .. ويا سيدي كلنا عارفين علاقتك مع مفاز وباقي بنات عم محمد الله يرحمه عاملة كيف .. بس كمان إنت راعي لأنك أسي وضعك مُختلف.

_والله أسرار إتكلمت معاي في الموضوع ده وحاولتٓ أفهمها إنو مفاز دي زولة صحبتي وفردتي وزي اختي بس ما أكتر لكن ياها غيرة بنات.

=الموضوع ده لو ما حسمتو إنت مافي زول بحسمو وحتدخل نفسك في شِبك وتعمل فتن بين البنات ديل .. عديل كده تتكلم مع مفاز يا زولة حاصل كيت وكيت وكيت وأسرار دي حبيبتي وإنتي في مقام نتالي وروان وبعزك زيهم واااحد .. وخت أسرار في الواطه دي وفهمها إنو إنت بتحبها هي لا مفاز لا غيرها ممكن تكون سبب في خراب علاقتكم .. بكده تكون هدأت الوضع وكسبتهم الإتنين.

_كلامك ده ممكن يتعمل لما أكون بتكلم مع إتنين عاقلات .. لو مفاز شافعة وحساسة أسرار حساسة أكتر منها وممكن تفصلني.

=والله حباب الفصل يا يوسف.

_عاين ليه مخلوع.

=ما تعاين لي كده .. علاقة بتدخلك في قصص وبتخلق مواضيع وفتن دي أختاها عديييل كده وريح راسك .. وإتذكر البنات ديل كان اسرار كان مفاز زي أخواتنا الما بترضاها لنتالي ما ترضاها ليهم .. فهمتني يا يوسف !؟

_فهمت يا كريم.

___

"على الجانب الآخر"

والله يا مُعتصم قلت أمشي عليهم الجماعة ديل بس الشغل زي ما عارف .. أي والله إدارة الشركات دي حاجة صعبة خلاص وعمك بقى ما بالحيل هههه ..والله ما عندي ليهم رقم كل مرة بغير التلفون عشان كده .. خلاص رسلوا لي بتصل عليهم وإن شاء الله بمشي عليهم .. الله يكرمك يا أخوي.