- أغلب البشر لا يستطيعون التمييز بين الشخص الانطوائي، وبين الشخص الذي يتهرب من سخافتهم و.. اضغط للمزيد:?

أرِيحَني عَلى صَدْرك
لأَنِي مُتعَبه مِثلُك
دَع إسْمي وعُنْوانِي ومَاذا كُنت
سِنين العٌمر تخنُقَها دُروب الصمَت
وجِئتُ إِلَيْك لَا أَدْرِي لِمَاذا جِئت
فَخلْف البَاب أَمْطَار تُطَارِدْني
شِتَاء قَاتِم الأنْفَاس يَخْنِقُني
وأَقْدَام بِلَون اللّيل تَسْحَقني
ولَيسَ لَدّي أحبَابْ ،
ولاَ بيتْ ليَؤْويِني مِنْ الطَوفَان
وجِئتٌ إِليكْ تَحْمِلَني
رِياَح الشّك.. للإِيمّان
فَهلْ أَرْتاحُ بَعضَ الوَقتْ فِي عيّنيّك
أمْ أَمْضِي مَع الأَحزَان
وَهلْ فِي النّاس مَن يَعْطِي
بِلا ثَمنْ.. بِلا دِينْ.. بلا مِيزَانْ ؟.

رفعت خشمي يوم خشمك رفعته وبتموت تحتي ما بعد جيت تحتك وترا الغلط مني وانا اللي صنعته لاني مدحتك .. ليتني ما مدحتك .

يَا أنَايَا حررّني منّك ، فَ لا أنتَ ليِ ولا أنا لَك ، أنتْ لتلْك الذِكْريَات ، لتلّك الأوهَام ، أنتْ لها وستبقَى لهَا ، وروحَك يسكنَها حٌب الماضِي ، ولا مجَال ليِ ، رغْم أننّي لا أرىّ بكَ ماَ يبْعدَني عنّك ، إلا أننّي سأكٌون غبِيه لوْ بقيتٌ لكَ ، مَالي آرى يدَاك ترتَجِفَان ، ودقاتْ قلبَك تكَادٌ تختَرق مسْمعي ، هَل هُو ينبُض حبً بيِ ، أو عشْق و هِيام بِها ، هَل هُو الحَنين لها ، أم أنّها أثَار وجُودي ب ذكرَياتِك .

- ذِمَام مزاجِي .

تِك تِك تِك تِك، خطُوات وحشٌ يتحرّكُ بكُل راحَةٍ دَاخِلي يُطلَق عليهِ المزَاجِيّ السودَاوِي، لا أعلمُ كيفَ أعبّر لكُم عنهُ، فمُنذُ تِلك الحُقبةِ مِن الزَمنِ وعلَى إمتِدَادِ تِلك السِنِين، كُنت فِي بدَاية عامٍ جَدِيد ظننتهُ سيكوُن اخر احزانِي لعَامِ قَد فَات، دخلتُ غُرفتِي ووضعتُ رأسِي علي وسَادتِي لأنَام فأجد أن قَد خُلق شيءٌ فِي داخِلي جعلنِي اتقلب علي الفرَاشِ بِدونُ سبب يُذكَر إلا لجلبِ النَومِ لكي أستيقظ لمحاربة يومٍ جدِيد لا أعلمُ خفَاياهُ، فتحتُ تِلكَ المُذكره سحبت الاوراق واحِده تِلوا الاخرَى لقرَاءة مَا فِيهَا أبحثُ عَن مَا كتبتُه لِيصفنِي، خَاصة تِلك النصُوص التّي يطغَى عليهَا طابِعِي الوجدَانِي بِشكلِه الألِيم،
نصُوص قَد كَانت علَى تفَاهَاتِ حُبٍ سَاذج، أهمّية الاصدِقَاء، التغنّي بالعَائِلة، الإنتصَارَات الورقِية لَا الواقِعِية التّي عِشتُهَا وأحدَاثُهَا المُزيفه لَم تكُن تستهوِينِي إطلَاقًا، إن مِثل هَذِه النصُوص يظهَرُ مُحتَواهَا مِن عُنوانُهَا، ولِذلك فقَد كانت تَمر امَام عينِي مرُور الكِرامِ دُون أن اتوَقفّ عِندَها، إذ كَيف يُمكِنُ لهذِه الاشيَاء الهَائِله التّي لم أجِد لهَا نصّا أو عنوَانًا يصُف مَا أنَا عليهِ، كيفَ لمِثل هذِه الاشيَاء أن تَترُك أثرًا فِي نفسِي وكنتُ عَاجِزًتا عَن الشعُور بِهَا او بالانتِمَاء إلي يومِي هذَا، بالطَبعِ لَم أكُن فِي ذَاك الوقتِ قَادِرًتا علَي وصفِ هذَا الشعُور كمَا أصِفُه لكُم الأن، إلا أنني كُنت أشعُر بِه بِقوة تكفِينِي لتصدُيقه والجَزم بِحقِيقَتِه، غيرَ أنّنِي وبِسببِ طِباعِي وعِنَادِي وإنطِوائِيتِي ومُطالبةِ نفسِي بَشرحٍ مُفصّل قبل قبُول هَذِه الفِكرة تصدُر مِن وِجدَانِي كأنه أمرٌ عسكَرِيٌ وإضَافة إلي عَدمِ قبُول هذِ الفِكره وعدم رغبتِي فِي تصدِيقهَا، فَقد قَال لِي احدٌ ذَات مرّة بِصراحة اسلوُبك وتفكِيرُك المُتواصِل لا تُعجِبنِي وغيرِ مُناسِبه لفتاه فِي مُقتَبَلِه العُمر مِثلَكِ حَاولي الخرُوج مِن مَا أنتِ فِيه لعَلّكِ تعيشي الرَاحة التّي يتضِح مِن هَذا السَواد المُترَاكِم تحتَ عينَاك أنكَ تفقدِهَا، اعطيتُه عدَم اللامُبَالاة حِينَها ولِكن عِند الجلُوس هُنَا على شَاطِئ البَحرِ بينِي وبَين نفسِي أنّ كَلامهُ قد وقَع ثقِيلَا عَلى نفسِي كَقبضَة مُلاكِم عَلى وجهِي، كنتُ فِي الرَابِعة عشّر مِن عُمرُي حِينَها ومنذُ ذَلِك الوقتُ وأنَا اشعُر بأن العَالمَ كُلّه يُعامِلُنِي عَلى هذَا الاسَاس !!….
وعَلاوة علَى كُل هذَا فَقد كُنتُ ميّالةً وشدِيده التأثّر بِشكلٍ لا يُمكِن تصدِيقُه بِمَا هُوا صادِقٌ بالنّسبَةِ لِي، قَد جذَبتنِي الكثِيرُ مِن النصُوص دُون معرِفة أصحَابُهَا بِذَلِك، كذَاك الغرِيبُ الذِي رمَى دهرَه بِسهمِ الشّتمِ ولا يعَلم أنّ الدهر مِن ربّه فكَواهُ بالسهمِ فِي قلبِه ليكويِه، وأخر المّ بِه دَاء كَان يخَال فِيه شفائهِ، ، وتعِيسه لَم ستَطع أن تحيَا وتتأقلم معَ ألم الفِراق، ويتِيمة الحَظّ الذِي ترثِي نفسها بَاكِيتا تُكَاثِرها الدمُوع بَعد غيِاب مَن كَانت تظُنّهَ سندُ لهُا مُتمَاسِكه بِهَ حتى نسَية عزّة نفسِها حِينَ إستعَاة بالكَلِمَات والدُموع فظلّة مخذِوله ،
كنتُ أقرَا هذَا النَوع مِن الأدب فِي كُل يومٍ بعدَ دخُولي لِهذَا العَالم الذّي لا تجِد فِيه الا قِلةّ صادُقه مِن الكَثِير، ومُن بعدِهَا أقرَاُ مذكراتِي حتّى أجنِي مِنهَا كآبة وأوزِّعُهَا عَلى بَاقِي ساعَاتِ يومِي المُقبِلة، وبعدَ كُل ذَلِك الذِي لَم يكُن كَافِيا، كبرتُ وكَبُر معِي ذَاك اللعِين ولازَمنِي مُنذ سحبتُ الكُتُب لأقرَأ علَي مدَار السِنِين بِلَا إنقِطَاعٍ حتّ فَصلتنِي عَن الوَاقِع تَمَامًا وجعَلتنِي غيرُ مُحتَملةٍ بأي شكلٍ مِن أشكَالي حتّ ورِثتُ الأرق والسوَاد بِمَا يكفِي لأقوم بتَوزِيعِه علَى حيَاة النَاظِرِين لنصُوصِي جمِيعًا .

أغادركَ بذات الهُدوء الذي جئتك بـه ، دون
كَلِـمـات مُبتَذلة أو عِتاب لا معنى لَـهُ ..
لَن يضرُني هُجرانُك يا وهمًا أتى ثُم اختفى تَرجوا الرحيلَ وتقولُ قَد نسيتني
خبيثٌ أنتَ مُتلون الطِباع تأخذُ مِن الحديث القليل وتقولُ قَد جَرحتني
اُعلمُكَ على النسيان ثم هَجرتني انتَ إن اتيتَ ورجوتَ عودتي
حتمًا سَتشكوا مِن الذُل ومِن قهرِك ستبكي لا مَفر مِن قسوتي
عش بعيدًا عني فأنَني ارجوا عودتك لأغرُسَ طَعنتي .

- إِحْتِجاء الضجِيجِ .

- نَائِمه علَى سرِيرِي أحتَضِن الوِسَادة لَا أفعَلُ أي مجهُودٍ يُذكَر، ولكِنِ شدِيدة الإزدِحَامِ بالأفكَارِ والذِكْريَاتِ اللعِينَة الكَاذِبه بِتفَاصِيلِهَا، لقَد حَمَّ قلبِي وعَقلِي بِمعَارِكٍ لا نِهَاية لهَا رُغمَ الإِحْتِجَاء الشَدِيد الذّي يكَاد يبتَلِعُنِي، تَغيّرَت نَبرَةُ صَوتِي إثرَ تَدافُع الدّمُوع المسجُونَه دَاخِل بُؤبُؤ عينَاي فأخَذتُ نَفسًا عَمِيقًا وتَوقّفتُ عَن الكَلامِ، صِرتُ أرتَجِفُ مِن فرطِ الغَضَبِ وَلم أستَطِع أن أظْفِر حقّي، إبتَلعتُ الشَتائِم التّي كَم وَدَدْتُ أن أُطْلِقَها، ولِكنْ رُغمَ عَجزِي جَعلتّنِي قَويه هَكذّا، لَم أعُد أسعَى لِشيءٍ بَعدَ الأنْ، لآ أسعَى سِوى للأشيَاء التّي قَد تجلِب لِي بَعضًا مِن الطّمَأنِينَةِ وأختَارُ أن أمضِي بِصمتِ تَامٍ مِن كُل تِلكَ الأمُور التّي جَعَلتْ رُوحِي تَلهثُ عَبثًا عَلى الدّوامِ، فَبردًا وسَلامًا عَليكَ يا قلبِي مِن ذَلكِ الإحْتِجَاء ومِن تِلكَ الذّكرَياتِ التّي تَمرُّ بِك ومِن تِلكَ الصَدمَاتِ التّي رَمت بِك فِي مُستنقَعِ الخُذلانِ بِلا رَحمةٍ تُذكَر، بَردًا وسَلامًا وجَبرًا حتّ نُصبِح شيئًا لَم يكُن، لَا تعلَمُون كَم بِدَاخِلي جُرُوحًا عمِيقَة، لا تَعلَمُون كَم هُوا مُؤلِم أن تَملِك وجَعًا ولا تَستَطِيعُ مُداوَاتَهُ، جرحُ بِعُمق بِئرِ ريَان، يأكُلنِي الأرَق وأنَا أبحَثُ عَن شخصٍ أستَطِيع الإتّصَال بِه فِي سَاعَاتٍ مُتأخّرِة مِن الليلِ لأصِف لَهُ طَعمَ الحَياةِ عِندَما يكُون الإنسَان حزِينًا وحِيدًا، فَلا أجِد !!
أصبَحتُ كَرِسَالةٍ قَدِيمَةٍ مُزّقّت قَبلَ أنْ تُقرَأ، فقَد فَقدتُ الكَثِير مِن الأشيَاء التِي ضَننتُ أنّهَا ستدُوم إلي الأبَدِ هَه مَخذُوله أصبَحتُ فَعِشتُ أشيَاء كَثِيرَة لَم يَكُن مِن المُفتَرضِ أن اعِيشَها وأنا فِي مُقتَبلِ العُمرِ ولَكنّنِي قَاومتُ وبَقِيتُ وصَمدْتُ حتّى أدرَكتُ أنّ الحَياةَ لا تَاتِي دَائِمًا كَمَا أرِيدُ، فلَا تَظنّوا أنّنِي حَزِينٌه وكَئِيبٌه لَا وألفُ لَا فَقد أصبَحتُ أسوَا بِكَثِير مِن ذَلِكَ، أصَابَنِي البُرُود، ضجِيجِي يُسبّبُ لِي الدُموع ولكِن لَيسَ البُكَاء فَقط مَا أُرِيد بَل هُنَاك صُراخُ مَكْنُون يَخنُق حُنجَرتِي، والصُدَاعُ يكَادُ يُفجّر رأسِي، وأنَا هُنا أُقتَل بِهُدوءٍ ولَا أحدٌ يَعلَمُ مَا يحدُث لِي قَطعًا،
فلَا كَلمَات عَلى مقَاسُ ألمِي،
ولا رَاحةُ مِن إحْتِجَاء الضَجِيجِ،
وغَالِبًا لستُ شَخصًا مُناسِبًا لِأحد، فَرُغمَ الإبتسَامه التّي أملِكُهَا، أخفِي ورَائهَا صُرَاخ طِفلٍ مُتَالّمٌ، لعَلّ هَذِه الايّام تَخجَل مِنّا قَلِيلًا وتُعطِينَا مَا نَودّه وَلو لِمرّة وَاحدة قَبل الرّحِيل .

- ضَرِيرُ الفُؤادِ .

لَا أحَد يَعلمُ أنْك تَختَنِق بِالحَدِيث مُحَاوِلًا شَرحَ مَا يجُول فِي بَالِك كَيفَ أنّ مَا تُظهِرُه مِن رفَاهِيةٍ وضَحِك ولَهوٍ يَظهَرُ عَكسَ تِلكَ الهشَاشَة وذَاك الضّعفُ الذّي يَعتَرِيكَ، لَا يَعلمُون كَم هُوا مُؤلِمٌ لِلنَفس مَا تُعَانِيه عِندَ البقَاء وحِيدًا ويُحَاوِطُك السكُون الهدُوء، فَتبدُو كَما أنتَ تَنتَابُكَ لحظَات قَد عِشتَهَا بِكَامل الفَرح والسرُور والبَهجَةٍ عكسَ مَا أنتَ فِيه الأنَ، قَد تَظَاهرتَ أنّه لَن يتَغَيّر شيئًا مِن ذَلِك وأنك تَتَظَاهَر بِاللامُبَالاة بَينَمَا أنتَ تُبَالِي أكثَر مِن اللأزِم وتحتَاجُ إلي كَتفٍ تَتَكئ عَليهِ وتَرفُضُه خَوفًا مِن أن يكُون قَاتِلًا، فألافضَل لَك أن تجعَل فُؤادَك ضَرِيرًا، فَالأفضَل أن تعِيش حَالاتٍ مُضطَرِبه ومُتَقلّبِه أفضَل مِن أن لَا تعِيشَ أبدًا، إبتَسِم وَسط الضغُوطَات التّي تَلتَفُ حَولَك أفضَلُ مِن أن لَا تَبتَسِم أبدًا، عِش وحِيدَا أفضَل مِن كَثرةِ النِفَاق الذّي سَيُحاوِطُك بِقُربِهُم، لَا تَكتَرِث لأهمّيتِك عِند أحَدِهم فأنت لَن تكُون إلا ضِمَادًا مُؤقتًا لجُروحٍ لَم تُغلَق، جِد نَفسَك فَالعَالَمُ لَن يكتَرِث إلا لِحَاجَتِه فَقط، فالحُب الذّي إنكسَر والوَحدَةُ التّي تَأكُل الرُوح نُشاهِدُهَا مِن نَوافِذنَا لأنفُسِنَا وكثِيرُ غَيرُنَا، رَمِّم نَفسَك جَيدًا،
لَا تَقتَرِب، لَا تَثِق، لَا تَكتَرِث،
لَا تجعَل الإقترَاب مِنكَ سهلًا، وفُقدَانُك أسهَل،
فَنفسُكَ وحُبّهَا، وجَوارِحُكَ ومَاحَولُهَا،
أثْمَنُ بِكثِيرٍ مِنَ الجَمِيع .

- زَائِغه بِلَا طَرِيق .

- مرحَبًا مُلهِمي إشتَقتُ إلي أنينِ اموَاجِك، لَم أَقْبِل عَليكَ مُنذُ مُدّةٍ طَوِيله !!
أتَعلَمُ جَيدًا أنّنِي تَائهه لَا أجِد الطَرِيق!!
شعُور أنّنِي وحِيدٌه رُغمَ الكَثِيرُ مِن حَولِي، شعُور الحُزن الذّي يُمزّق قَلبِي كُل يَومٍ واليَأسُ الذّي إمتَلكَ رُوحِي، أودّ النَجَاة كُل يَومٍ ولا أجِد يَدًا تُنقِذُنِي، رَغبَاتِي المُستَمِرّة فِي الرّكضِ بِلا تَوقّف، أن ينتَهِي اليَومُ قَبل بِدَايتِه حَتّى!!
كُل شَيءٍ بِجِوَارِي يُذكّرُنِي بِذَاتِ الشّخصِ، كُل مَرّة أنقُر عَلى زِرّ تشغِيل المُوسِيقَي أتَذَكّرُه، فِي كُل مَرةٍ أقْرَا عَن تُرَاهَات الحُب أتَذَكّرُه، فِي كُل مَرةٍ كُنتُ فِيهَا وَحِيدهً أتَذَكّرُه، فَكَيفَ لِي بِنسْيَانِه وكُل هَذَا يَحدُث مَعِي، فَسَقفُ غُرفَتِي وجُدرَانُهَا وزَوايَاهَا شَاهِدُون عَلى إنهِمَار تِلكَ الدّمُوع إنِهِمَارًا سَخّيًا فِي كُل لَيلَةٍ، أتَسَائل هَل مِن ذَنبٍ إرْتَكَبتُه لِأعَاقَب عَليه، كُنت أستَيقِظُ بِشعُور عَالقُ فِي حَنجَرتِي ثُمّ أتَذكّرُ بِأنّهَا كَومَةُ دمُوعٍ عَالِقَه مُتَبقّيه مِن لَيلَةِ الأمسِ أتَحَسّسُ قَلبِي إذَا بِه مِليء بِالجُرُوحِ، أتَمتِمُ لِرُوحِي لَعلّهَا تَألفُ صَوتِي لَكِن أتَذكّرُ أنّنِي سأغَادِرُهَا أيضًا يَومًا مَا فَأقطَعُ الصّوت مُسرِعًا حَتّى لَا تألفَ شيئًا مِن جَدِيدٍ، أتَامّل البَاب لَعَلّ مُعجِزَة تَحدُث وتَخرُجُ مِنهُ ذِراعَانِ لِإحتِظَانِي وَلكِن أتَذَكّرُ أنّ العَالمَ لَا يُرِيدُ مُواسَاتِي لَقَد تَعِبتُ مِن تَعَبِي، أثْقَلت كَاهِلِي ألفَاظُ الوَداعِ مَا أنْ ابدَأ فِي حُبِّ الحَياةِ إلّا وصَفعَنِي الوَاقِع المَرِيرُ بِمُغَادَرةِ شَخصٍ عَزِيزٍ مِن حَياتِي، وكَانّ المَسافَات تَسْتَلِذّ بِعجزِي فَتسْرِقُ كُل شيءٍ أحِبّهُ مِنِّي، كُلمَا رَاودَنِي شعُورٌ بأنّ جِراحَ الفِرَاق الأخِير بَدأ يتَعافَى إلّا وإنفَتَقَ جُرحٌ أخَر بِودَاعٍ مَرِيرٍ، أعتَقِدُ أنّه مُرهِق هَذَا الأمر والأكثَرُ إرهَاقًا أن تُقَدّم كُل مَا تَستَطِيعْ مِن وَسَطِ قَلبُكَ ويَعود مِن ثُمّ قَلبُكَ فَارِغًا عِندَ المَساءِ، أنْ تُعطِي وأنتَ تَظُنّ أنّ البذُور التّي غَرستَها سَتُخرِج وردًا ولَكِنّهَا لَا تَنبُت مِنَ الآساسِ، أنّ تَبتَهِل لِلأمطَارِ لِتَروِي جَدَب شعُورك ثُمّ تَستَيقِظُ حَامِلًا المَظلّة ولكِنّهَا لَا تُمطِر، " حتّىٰ يَضمُر قَلبُك مِن وَسع الرّجَاء فِي حِينِ شَحّ العَطَاء"
لَا بَأسَ فِي كُل ذَلِك فَأنتُم لَا تَعلَمُون مَعنَى أن تَكُون شَخصٌ يتَجاوزُ كُل مَا حَاولَهُ وهَوُا صَامِتٌ، يتَجاوزُ، يتَجاوزُ بِكُل هُدوءٍ حتَى تَعتَقِدُون انّه لَم يتَعَثّر يَومًا، وَرُغمَ ذَلِكَ تَمنّيتُ قَلبًا يتَحَمّل مَزاجِيتِي المُفرِطه وتَقلبَاتِي المُفاجِأه ويتَحمّل تَعلّقِي بِأبسَطِ التَفاصِيل الصغِيرةُ التّي تُؤلِمُنِي بِمَراَكٍ، والتّي تَأخُذ مَكَانًا فِي قَلبِي، أن أجِدَ قَلبًا يَشعُر بِحُزنِي وَيجعَلُه قَضِيتَه الأولى، يهَتَمُ بِي، يَعلَمُ جَيدًا أنّنِي لَستُ بِخَيرٍ ابدًا حَتّى وَلو أخبَرتُه عَكسَ ذَلِكَ، ولَكِن هَيهَات، هه لَا تَقلَقُوا فهَذِه مُجَرّد رُضوضٍ فِي المَشاعِر، وكَسرُ فِي الخَاطِر، وبَعضُ الخُدوشِ فِي الذّاكِره،
الى اللقَاء عَزِيزِي أعتَقِدُ أنّنِي شَرِدتُ كَثِيرًا مَع أصوَات المَوجِ وهدُوء المَكانِ وسكُون اللّيل نلتَقِي يَا صُندُوقَ أسرَارِي ' عٌبَاب ' .

- أَمَد جَلِيّ .

عُدتُ ولَكِن بِحُزنٍ، وأرقٍ، وتفكِيرٍ، وإنتظَارُ قَد أكَل خلَايَا جسَدِي الهَزِيل، عُدتُ وأهلًا مُجَدّدًا،
فِي أحَدِ تِلكَ الايّامِ العِجَاف قَد وضَعتُ حداً لِحكَايتُنَا؛ جَعلتُك فِي ودَاعةِ الرحمٰنِ، وأنَا إلي مَا جلبتُه لِنَفسِي، ليسَ مِن العَدلِ أن أحِبُّك وحدِي وأن أجبِرُك علَي مَا لمَ تَتعَود عَلي فِعله، دعِنِي أقُول كَلامِي الأخَير كَحبِيبه قَد ذهَبت ومَضت وتلآشت معَ الريَاح، دعنِي أودعُك كمَا إلتَقَيتُك، ودّعنِي كمَا التقَيتَنِي، كأي قلبٍ كُنت فَلا تظنّ بِي أنّنِي قَد كُنت خبيثًه أو تسلّيتُ بِك وبمشَاعِرك، فلَا استطِيعُ نُكرَان فَضلك تِجَاهِي عِندَما إحتَويتَني مِن ظُلمَات الحيَاة، فَقد إنتَظرتُ كَثِيرًا ولكِن كمَا تعلم إنّ الإنتِظَار مِن أبشَعِ مَا يُمكِن أن يحدُثَ لقلبٍ فِي العَالم، والأبشَع إختِيَارُ النِهايَات التِي لَن تكُون خيارًا الإ فِي ضرُورةِ الحَال، فهِي أمرُ محتُوم ولكِن نحنُ مَن يؤجّلهَا، لَن أنكُر أن قُربَك كَان سعَادةً لِقلبِي، ولكِن قَد طَال الإرتِقَاب وقَد إضمَحللتُ وتأكلتُ وصدِئتُ ولَم أعد كمَا أنَا فالإنسِحَاب وإنهَاء مَا قَد بدَأتُه، سيكُون الأمر فِي مُنتهّى الصعُوبه ولكِن البُكَاء حِيلة الأقويَاء، حينَ لَا أرغبُ فِي الإقترَابُ مُجدّدًا، فَقد مَنعتُ قلبِي مِن الإشتِياق، سأحَاول تصدِيق ذَلِك وبأنّنِي غيرُ مهتمه، سَيُجبِرُنِي قلبِي علي الحَنِين، وسيُخبِرُنِي بِتلكَ الليَالِي والمُحادثَات ومَا كَان بين المحادثه والاخرى دهرًا مِن الزَمنِ، وبين اللهفة واللهفة سيكون التحسّر والأشتِياق، سيَسأل ويستَفسِر ويُعَاتِب، فلَن يغِيب ويُطْنِبْ في غيَابِه، وسَيُخبِرُنِي بالرسَائل المُتقَاطِعة تُذَكِّرُنِي بِعشقِ لتفَاصِيل حرُوفِهَا، لَن يبقَي أي منطِقٍ يتقبّل مَا يفعَلهُ هذَا اللئِيم بِي وبِنفسِي، أخبرنِي الكَثِير أنّه لَا بُد مِن النسيَان، لمصلحَةِ نفسِي فأنَا قد مَارستُ عليهَا الكُتمّان والحَسرة علَي اشيَاءٍ ليسَ لهَا أي دخلٍ فِيهَا، أخلُو بحَالي علي شاطئ البحرِ وأقول : أنك لَو لَم تغِيب عَنّي وإهتَممتَ لأمرِي لمَا تَركتُ لِلعذَاب مجَالاً، لَم أجد للغِياب مُبرّرًا أدافِع بِه عنكَ بِه أمَامِي، سأظلُ مائِله لِلسكُوت والكُتمَانِ والإلتَجَاء لمكَان أمنٍ أحاوِل فِيه النِسيَان ووضعِ الحدُود، ولن أيأس مِن ذَلِك حتّ الإنتِصَار .