يا شيخ لو سمحت ابتليت بمس عشق وذهبت لمشايخ رقاة ثقة وأكدوا ذلك، وزوجي وأهلي مش مراعيين ظروفي ومش مقدرين اللي بيحصلي وبيدايقوني بكلامهم وانا بقالي سنتين بعاني، مشكلتى اني تعبت ومش قادرة أستحمل وطلبت الطلاق، مع أني مش عايزة أنفذ للعدو رغبته؟

ج / مفيش حاجة اسمها (مس عشق)، هذا كذب ودجل وتخريف ..

|[ عن الجن والمرض النفسي وأشياء ]|
-------------------------------------------
ْ
إيذاء الجن للإنس وتلبسهم بهم أمرٌ ثابتٌ شرعًا، متفقٌ عليه بين أهل السنة والجماعة.
ْ
الغالب – والأصل - فيما يحسبه الناس مسًّا جنيًّا أنه أوهامٌ واضطرابات نفسية، تختلف في شدتها ودرجتها في كل إنسانٍ بحسبه، والاضطرابات النفسية عمومًا زائر مقيم عند أكثر الناس، خاصة في مجتمعتنا هذا ..
فدي مش جريمة أو عار ..
ْ
* تأكد يا صديقي أن نفسك شديدة التعقيد بشكلٍ لا تتخيله، وأن لديها كمًا كبيرًا من الحيل الدفاعية شديدة التأثير التي تدفعك إلى الهروب من الحقائق والمشاكل والضغوط، وصناعة عالمك الخاص – المريح لها – بكل مكوّناته البصرية والسمعية والوجدانية، مثل حيل التبرير والعقلنة (Rationalization)، أو الجسدنة (Somatization)، وغيرها ..

[عارف كويس موضوع الحاجات اللي بتكتم نَفَسك عند النوم،
والشخص الغريب اللي بتصحى تلاقيه ممدد على أريكتك المفضلة،
والأصوات التي تتوعدك أو تتغزّل فيك،
والآلام الرهيبة أو الراحة الغريبة التي تشعر بها عند قراءة القرآن وسماع الرقية،
والأمراض الغريبة اللي ظهرت فجأة وحيّرت الأطباء،
وافتقادك للقدرة على الصلاة وقول الأذكار ..
عارف كل ده وتعاملت معه ومش هيغير في الكلام حاجة :) ]

أظن أن الجن نفسه يشاهد بعض الممارسات الواقعية – بالإضافة إلى تمثيليات ريهام سعيد – وهو يضحك حتى الثمالة مكررًا: ميصحش كده !
ْ
شماعة الجن والاستسلام لدور الضحية .. طريقان لتيه طويل جدًا يصعب الخلاص منه ومعالجته، فانتبه ..
ْ
إذا أخبرك شخصٌ ما- تراه شيخًا عالمًا – أنك ممسوس أو لبسك الجن العاشق أو الجن الجاحد أو أيًا ما كان = فهذا الكلام لا قيمة له أبدًا، حتى لو كان هذا الشخص حافظًا للقرآن، وإمامًا وخطيبًا، وراقيًا شرعيًا، وخبيرًا في فنون الكابالا والسحر الأسود، وقادرًا على إنهاء (عديّة) يس في نفس واحد ..

حتى إذا أخبرك أنه سيرقيك ويعالجك مجانًا لوجه الله !

ليس لأنه من المستحيل أن تُمسّ أو لأنه نصاب أو لأشياء من هذا القبيل، ولكن لأن ببساطة 90% ممن تعدهم مشايخ مش مشايخ أصلًا، ولأن الـ 10% المشايخ 90% منهم ليس عنده الأهلية النفسية للتعامل مع حقل يتقاطع فيه الشرع مع علم النفس أو الطب النفسي، ولأن الغالب في مجتمعنا – والملتحون والقرّاء جزءٌ منه – الخرافات والأوهام والتعلق القلبي الزائد بمسائل الجنّ والمسّ ..
ْ
وردك من القرآن والذكر والدعاء .. أنت في حاجة إلى هذه الأشياء في كل وقت وحين ..
هذه هي أنفاس القلب ودماء الروح ..
سواء كنت ممسوسًا أو لم تكن فهذا هو شفاؤك ..
ْ
الأطباء النفسيون ليسوا على درجة واحدة من المهارة والفَهْم، لكنهم – في الأصل – يفهمون أكثر من 98% ممن يلقون عليك النصائح استنادًا إلى (الفَتْي) والجهل لا أكثر ..
ْ
* ليس هناك أي علاقة تنافسية بين القرآن والرقى الشرعية وبين الطب النفسي لنجعلهما متضادين أو نضعهما في مقارنة ترجيحية ..

الشرع الذي جعل القرآن والذكر شفاءً للأمراض الحسية والمعنوية، هو الذي ندب الإنسان للدواء والعلاج ..

بل العلم نفسه هو ضربٌ من ضروب العلاجات التي ندب إليها الشرع عمومًا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: [إنما شفاء العي السؤال] ..

لذا نجد من أهم آليات العلاج النفسي هو العلاج المعرفي السلوكي Cognitive behavioral therapy ..

فبالتالي .. العلاج بذاته لا علاقة له بضعف الإيمان أو قوته، ولكن مرجع ذلك لما يحتف بأي علاج من أعمال قلبية ..
ْ
بالمناسبة .. لا تتعاط أي أدوية نفسية بُناءً على النصائح الشعبية أو التوجيهات الجوجلية، وبلاش جو (ده دوا كحة ممتاز كتبه أعظم دكتور في العالم لابني من 17 سنة وبيعالج كل حاجة وهو أحسن من أي وصفات طبية تاني) .. لا داعي للرد على هذا الهراء بلا شك ..
ْ
إذا قررت الذهاب للطبيب النفسي – وده قرار كويس عمومًا – فاجتهد في البحث عن الطبيب المناسب، لأن الطب النفسي – كغيره من المجالات – ملئ بالغثاء والأسماء الرنّانة التي لا قيمة لها في الحقيقة ..

وعمومًا .. إذا كنت تعاني من اضطرابات عصابية (مثل القلق والاكتئاب والوسواس)، خاصة إذا كان ذلك بدرجة غير عنيفة، ثم وجدت الطبيب يجلس معك في كل جلسة بضع دقائق ثم يُلقي إليك بروشتة مدججة بالدواء أو لا يقدم لك أي علاج معرفي سلوكي = فانفد بجلدك ..