وَآخِرُ عَهدي مِن بُثَينَةَ نَظرَةٌ
عَلى مَوقِفٍ كادَت مِنَ البَينِ تَقتُلُ
أَما اِشتَقتَ يا إِنسانُ حينَ هَجَرتَني
وَقَد كِدتُ مِن شَوقي إِلَيكَ أَطيرُ
أَراجِعَةٌ أَيّامُنا مِثلَ عَهدِها
وَأَنتَ عَلَيها إِن أَرَدتَ قَديرُ
- البحتري
قَصَبٌ هياكلنا
وعروشنا قَصَبُ
في كُلَّ مئذَنَةٍ
حاوٍ , ومغتصبُ
يدعو لأندلس
إنّ حُوصرتْ حَلَبُ
أفرُّ من وجَعي دومًا إلى وجَعي
والصمتُ يدفنُ في أحشائهِ جزَعي
وأعبرُ الدهرَ يا أمَّاهُ مبتسمًا
والضيقُ يقهرُ آفاقي ومتَّسعي
وفي دمي ألمُ الدنيا بأجمعها
كأنها وُلدت يا حسرتاهُ معي
لمن أبوحُ ومن يهتمُّ يا قدَري
مادامَ لم يبقَ لي خلٌ سوى وجعي
وَمُعَذِّبِي حُلْوُ الشَّمَائِلِ أَهْيَفٌ،
قَدْ جمعتْ كلُّ المَحَاسِنِ فِيهِ.
فكأنهُ فِي الحُسْنِ صُورَةُ يوسفٍ،
وكأنني فِي الحُزنِ مِثْلُ أبيهِ.
- ابن الفارض
لا يَمتَطي المَجدَ مَن لَم يَركَبِ الخَطَرا
وَلا يَنالُ العُلى مَن قَدَّمَ الحَذَرا
وَمَن أَرادَ العُلى عَفواً بِلا تَعَبٍ
قَضى وَلَم يَقضِ مِن إِدراكِها وَطَرا
لا بُدَّ لِلشَهدِ مِن نَحلٍ يُمَنِّعُهُ
لا يَجتَني النَفعَ مَن لَم يَعمَلِ الضَرَرا
لا يُبلَغُ السُؤلُ إِلّا بَعدَ مُؤلَمَةٍ
وَلا يَتِمُّ المُنى إِلّا لِمَن صَبَرا
- صفي الدين الحلي
**نَاءٍ عن الأهلِ صِفْرُ الكفِّ منفردٌ
كالسيفِ عُرِّيَ متناهُ من الخَللِ
فلا صديقَ إليه مشتكَى حزَنِي
ولا أنيسَ إليه منتَهى جذلي
طالَ اغترابيَ حتى حنَّ راحلتي
ورحُلها وقرَى العَسَّالةِ الذُّبلِ**
حسبي بنابليونَ أن
أخشى مَصير جُنودهنّه
إني وإن سامرتهنَّ
وغَمَزتُ من أُملودهنّ
فلرُبَّما ليلٍ سهرتُ
مؤرَّقا لبريدهنّه
وأَحسنُ مِنك لَم ترى قَطُ عَيني
وأَجمَلُ مِنك لم تَلِد النسَاءُ
خُلقتَ مُبرأً مِن كُل عَيبٍ
كأنَك خُلِقتَ كما تشاءُ.
قنواتنا العلمية والادبية وحتى الخيالية ،تشرفونا بانضمامكم لها ...