﴿قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ﴾

‏أَنَسِيت؟
‏اللّٰـه الذي انتشلك من أوجاعك في المرة الأولى، وخلّصك من مصائبك التي مضت، وهمومك التي تولت، هو القادر سبحانه أن يخلصك منها في كل مرة.

﴿وَعِندَهُ مَفاتِحُ الغَيبِ لا يَعلَمُها إِلّا هُوَ وَيَعلَمُ ما فِى البَرِّ وَالبَحرِ وَما تَسقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلّا يَعلَمُها وَلا حَبَّةٍ فى ظُلُمٰتِ الأَرضِ وَلا رَطبٍ وَلا يابِسٍ إِلّا فى كِتٰبٍ مُبينٍ﴾

[الأنعام: ٥٩]

﴿وَأَنذِر بِهِ الَّذينَ يَخافونَ أَن يُحشَروا إِلى رَبِّهِم لَيسَ لَهُم مِن دونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفيعٌ لَعَلَّهُم يَتَّقونَ﴾
[الأنعام: ٥١]

وخوِّف - أيها الرسول - بهذا القرآن الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم يوم القيامة، ليس لهم ولي غير اللّٰـه يجلب لهم النفع، ولا شفيع يكشف عنهم الضر، لعلهم يتقون اللّٰـه بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، فهؤلاء هم الذين ينتفعون بالقرآن.

يكشف النقشبندي عما في القلب حين يبتهل قائلًا:
قصدتُكَ مِن كُلِّ الجهاتِ مُناديًا
أجِرني مِن القيدِ الذي شَدَّ مِعصمي
أعِدني لنفسِي، كم تغربتُ حائرًا..

أعِدني لنفسِي..

يا ربّ

قد يكون لديك طفل عمره ست سنوات "أو أكبر" مُخرِّب بمعنى الكلمة، أسهل حاجة عنده إنه يرمي لعبته من شُرفة المنزل أو يكتب على الجدارن أو يقوم بأي فعل مشاكس، ومن كثرة ما يقوم به تصبحين في حالة عصبية يُرثى لها، حيث تصرخين أو تضربين ثم تقومين بالطبطة أو الاحتضان!،…

قد يكون لديك طفل عمره ست سنوات "أو أكبر" مُخرِّب بمعنى الكلمة، أسهل حاجة عنده إنه يرمي لعبته من شُرفة المنزل أو يكتب على الجدارن أو يقوم بأي فعل مشاكس، ومن كثرة ما يقوم به تصبحين في حالة عصبية يُرثى لها، حيث تصرخين أو تضربين ثم تقومين بالطبطة أو الاحتضان!، ووالده لا يقوم بأي شيء في ذلك إلا بملاومتك على فعل طفلك، وكذلك الملاومة على ضربك وصُراخك، حتى تشعرين أن طاقتك تُستنفذ وأعصابك تُفقَد خصوصاً وأن لديك أولاد آخرين، فما العمل حينها؟!

الإجابة: الأولاد في هذا السن لابد من أن نحمّلهم نتيجة تصرفاتهم بطريقة تناسب عقولهم، فهو يدرك أنه ارتكب خطئاً، ولذا لابد أن يدرك أن هناك عقاب لهذا الخطأ.

أتدركون أين المشكلة؟ إنها تكمُن في طريقة تعاملنا مع الأخطاء إما بالتدليل " عيل صُغيّر وغلط هندبحه يعني!" " ما كل العيال بيغلطوا"

فننشىء لأنفسنا مسارات الحب الدفين "المُفسِد" داخل قلوبنا تجاه فلذات أكبادنا، ونستخدم فيه أسلوب عدم الضغط عليهم لأننا نعتبر أن أي ضغط هو إيذاء لهم.

ومن هنا ينشأ التدليل والذى يتبعه أن يصبح الطفل منطلقاً داخل البيت وخارجه ليقوم بغزواته ومعاركه وهو يدرك أن أهله سيقولون له: "عيب كده متعملش كده تاني!"

وبمجرد أن يبتسم لهم أو يمثّل عليهم أنه قد استجاب لهم ينتهى الموقف عند هذه اللحظة لدي الجميع، لينطلق نفس الطفل ويُكمل غزواته ومعاركه!

وهناك من يختار الطريق الآخر وهو التوبيخ والضرب والصُّراخ، رغم أن صاحب هذا الاختيار لا يُحب ذلك ولكنه يرى أن التدليل مفسدة كبري وأن الصُّراخ
نوع من التنبيه للطفل حتى يفهم أنه قام بارتكاب الخطأ أو الكارثة!

ومن يفعل ذلك يُدرك في قرارة نفسه أنه متعجِّل أو عاجز عن القيام بالتوجيه أو بأخذ القرار المناسب لذلك!

إذاً ما هو القرار المناسب؟!
القرار المناسب هو العقوبة المناسبة، طالما يُدرك الطفل أنه قام بالخطأ.
وبناء عليه فيتم التعامل معه إما بإصلاح الخطأ كتنظيف الجدار أو الخشب من الشخبطة التي قام بها، أو بخصم ثمن اللعبة المكسورة من مصروفه خلال الأسبوع أو الشهر بخصم مبلغ يومي منه.

ولماذا تم التعامل مع الطفل بهذا الأسلوب؟
اختيار هذا الأسلوب في العقاب مناسب، لأننا نريد تعليم الطفل الآتي:

أولاُ: أن هذا التصرّف خاطىء.

ثانياُ: أن المخطيء لابد له من عقاب يناسب خطئه.

ثالثاً: أن من أفسد شيء فليس على غيره أن يتحمل عنه إصلاحه "كأن يُقال للأخ الأكبر نظّف ما فعله أخوك" بل لن يحترم ملكية الغير، فعندما يلعب بالألوان على مكتب الأخ الأكبر أو يقطع ورقه من كتابه ثم يُطالب الأخ الأكبر إنه يتسامح ويقوم بتنظيف المكتب ونقول له أمام الطفل "معلش دا عيل صغير مش فاهم حاجة" فهنا ينتبه الطفل "الذكي والواعي لتصرفنا" أن ملكية الغير مستباحة طالما لا يوجد عقاب!

رابعاً: أن يفرّق الطفل بين التصرّف الصحيح والخاطىء "فعندما يتم السكوت وتمرير هذا الخطأ دون عقاب فبعض الأطفال لا يُدرك أن هذا السلوك معيب، ولو أدرك ولم يُعاقب فسيرتكب ذلك مرة أخرى.

خامساً: أن يدرك الطفل أن التخلّص من هذا السلوك هو الوسيلة الوحيدة لإيقاف العقوبة.

قد تتسائل الأمهات: أننا قد جربنا كثيراً من العقوبات ولا تأتي إلا بنتيجة عكسية فما السبب؟! وما هو الحل؟!

في الحقيقة يُشترط في العقوبة أن تكون مناسبة، لا هي قاهرة لنفسيته "ارفع ايدك نصف ساعة ووجهك للحائط" "أو الضرب المبرح"
ولا هي وهمية كمن تمنعه عن اللعب لمدة خمس دقائق كعقوبة له عن كسر لعبته متعمداً!!

والأمر الثاني "وهو لب الموضوع كله" أن معظم الأمهات وكذلك الأباء نفسهم قصير للغاية، والمشكلة الأساسية أنهم لا يصممون على إنفاذ العقوبة ولا عن متابعتها!

فلنتخيل أن نفس الطفل بعد يومين ظل يبكى بلا انقطاع لأنه يريد مصروفه كاملاً، فاحتمال رضوخ الأم "بدعوى الحنية لهذا البكاء" كبيراً، او تدخل الأب في ذلك بقوله "سامحيه وهو لن يفعل ذلك مرة أخرى"
أو أن يصمم الأب على إكمال العقوبة فتتدخل الأم وتقول له: "علشان خاطري يا فلان نعديها المرة دي وهو مش هيعملها تاني!"
وبالتالي نعطي الفرصة للطفل بأن يستغل "بذكاء" البكاء في مواقف مماثلة للتخلّص من آثار أفعاله السيئة!
ويظن الأبوان أو أحدهما أنهما بهذا التصرف الحكيم أن ابنهما أو بنتهما لن تعود لهذا السلوك مرة أخرى!

يعني إيه؟
يعني وبوضوح ليس العيب في الطفل ولا في شقاوته أو تكرار سلوكه السيء، وإنما في عدم التصميم على العقوبة والمتابعة في تنفيذها وعدم اللجوء مطلقاً إلى إفشال ذلك إلا إذا كانت العقوبة غير مناسبة أو أن الولد لديه اختلال نفسي ويحتاج إلى معاملة خاصة وهذا لن يكون إلا بقرار من المتخصص في هذا الشأن وليس لمجرد ظن الأب أو الأم أن الطفل لديه حالة نفسية مستعصية!

لماذا الإصرار على هذا العقاب؟

ألوذُ بكَ من الدنيا ومن نفسِي ومن النَّاس تولَّني..
ولا تردنِي خائبًا .'(

الحملة السيئة على الشيخ محمد الغليظ لكونه قال ما يرضى ربه ونخوته في كون الرجل يجب ان يحافظ على امرأته من الظهور على وسائل التواصل، هي كل حملة تطلق على من يتحدث بمثل هذا الحديث، قديما وحديثا.
ومما يوهم به الشيطان القلوب، أن طالما كان الزوجان يتدثران بملابس مهندمة شرعية فلا بأس!
لا بأس ببعض المزاح والضحكات والحركات، طالما هم يزاحمون الباطل ببعض الحق في أحاديثهم!
وقد جاء الشرع صدا منيعا ليمنع المرأة من حب الظهور وتضغط على ما جبلت عليه وتركن إلى خدرها الهاديء وسط الفِتَن الجارفة.
وكم رأينا بدايات لفتيات تملكها حب الظهور حتى باتت بلوجر عالمية في ارتداء (النقاب)!!
وكم رأينا من كوارث حدثت بفعل نفس السبب!
والواحدة إذا فطنت أن في الامتناع عن الظهور حفاظا على قلبها، اطمأنت واستكانت لما فيه الخير والصلاح لها!

- إسلام منصور.

مدى تقصيرك في عبادتك بينعكس على حالتك النفسية..
سبحان اللّٰه لو قصّر الإنسان في عبادته يرافقه ضيق وحزن حتى يرجع إلى الطريق")

﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾

يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله أي: في الدنيا؛
فلا طمأنينة له، ولا انشراح لصدره!

- لصاحبه.

لن تبتلى إلا في أشد ما يتعلق به قلبك، وأضعف ما تتحمل جهاد نفسك فيه، وأكثر ما تتمنى الحصول عليه في الدنيا؛ ليستخلصك الله له.

‏قال ابن حجر -رحمه الله-:

‏الله يجعل لأوليائه عند ابتلائهم مخارج، وإنما يتأخر ذلك عن بعضهم في بعض الأوقات؛ تهذيبًا وزيادة لهم في الثواب."

-فتح الباري (٤٨٣/٦).