أخشى أن اعتاد الأيام دونك.. أن تحضرني لحظة سعيدة أو فكرة دون أن أفكر أن أشاركك إياها، أن أنسى أنكَ كنت في يومٍ ما -جُزءًا مني- .

تمر الأيام و يمضي العمر.. بشقائه و مُره و راحته و مسرّاته و أنا لا أملك في ذاكرتي إلا لحظة حنونة و دافئة، تلك التي كان وجودك بها بمثابة مواساة لي.. خارجي هادئ و داخلي يعج بالفوضى، كأنني أضعت شيئًا مني في ليلةٍ ما و عشت بقية حياتي أتوق إلى الحصول عليه، لما يكُن لأي أحد أن يلمح عيناي الذابلاتين، و لا روحي المُهترئة سِواك.. لم يكُن لأحدهم أن يكون حاجزًا صلبًا بيني و بين المتاعب كما فعلت أنت، اعتقدت طويلاً بأنني امرأة صلبة، أظهر دائمًا بمظهرٍ بارد يعكس ما أعايشه لكن سرعان ما تُعيدني كل المواقف إلى فكرة واحدة و هي أن ذلك الشعور لن يتكرر حتى و إن حاولت مِرارًا أن أدّعي بأنه لا يعنيني أبدًا. لا شيء يناسبني، و لا شيء في مكانه الصحيح، لا توجد لدي رغبات سِوى أن في داخلي رغبة عميقة و قوية في الهروب إلى اللاشيء.

و كل ما أستطيع فعله نحوك، أن أمتن لكل شيء جعلك في طريقي.. أن يعتريني شعورًا واحدًا عميقًا و هو أني لولا أُغادر الحياة إلا بِك لكنت كفايتي عن كل شيء، و لو انقطعت بنا السُبل.. و مات الكلام بيننا، سأظل أُحبّ كل ما جمعني بك يومًا ما، حاشى أن تخلو أيامي مِنك، لكنك جئت عوضًا لي عن كل ما فات، جئتني بعد أن عصفتني الحياة إلى ما لا أطيق، جئتني كهُدنة.. أستريح بها عن كل ما مرني في حياتي، لا أستطيع أن أقول هذا كل شيء فحسب، و أن أقول لقد نلّت كل ما أوده، لكنني أستطيع أن أقول بأنكَ الخير الذي خصّه الله لي من الحياة، و بأنني سأنظر إليكَ بعين المُحبّ دائمًا، أنظر إليك كشيء أنتمي إليه إلى الأبد.

‏رح تطاردك صورة
‏صورة قديمة لذكرى بتستمر تتناساها

‏ولن تنساها*

في ساعة الأستجابة هذه.. ادعوا لي أنا بحاجة ماسّة لدعائكم.

لا يمكنك أن تدرك كم كلفني هذا الصمت.. و كم كنت أود أن أقول بأنني أحبّك، قلبي يتمنى لكنني لا أملك حيلة لجعل كل شيء أفضل، هناك خوف يستقر في أعماقي، هناك رغبات كثيرة لا يمكنني عدّها، واحدة منها رغبتي في البقاء معك، أن أضع رأسي المُثقل بالهموم على كتفك.. أن أُغمض عيناي دون أن أُفكر بأي شيء أُجزم حينها بأن كل العُقد ستُحل، كل المتاعب ستتلاشى، كل ما يأسنا منه سوف يتكلله أملاً يُحيينا من جديد.

الصدقة قد تكون بمبلغ قليل لكّنه عند الله عظيم و تفتح لك ابوابًا مُغلقة.. الصدقة فضلها لا يُعد و لا يُحصى تصدّقوا أحبابي عن أنفسكم و عن من تحبون في هذا النهار الفضيل لعلّ بالصدقة يتحقق ما تظنّه صعب المنال ??