البحتري: لا أرتني الأيامُ فقدَكَ ما عِشـ..ـتُ ولا عرَّفتكَ -ما عشتَ- فقدي أعظمُ الرُّزءِ أن تُقدَّمَ قبلي .. ومن الرُّزءِ أن تؤخَّرَ بعدي حسدًا أن تكونَ إلفًا لغيري .. إذ تفرَّدتُ بالهوى فيكَ وحدي :)

.. وأنِّي على الحالَينِ في العتبِ والرضا
مقيمٌ على ما كان يَعرفُ من وُدِّي

- أبو فراس الحمداني.

وللبيد رضي الله عنه:

أوَ لم تكن تدري نوارُ بأنني
وصَّالُ عقدِ حبائلٍ جذَّامُها؟!

ترَّاكُ أمكنةٍ إذا لم أرضَها
أو يعتلِق بعضَ النفوسِ حمامُها

فما أُشرفُ الأيفاعَ إلا صبابةً
ولا أنشدُ الأشعارَ إلا تداويا..

- المجنون.

الرضيّ:
كان اتفاقٌ بيننا .. جارٍ على غير اتفاقِ

واستروحَ المهجورُ من .. زفراتِ همٍّ واشتياقِ

فاقتصَّ للحقبِ الموا..ضي بل تزوَّدَ للبواقي

حزينةَ العينين، يا فرحةَ .. البحر انتشى، والموج حين اجترأ
يدَيْكِ، فالرمل سرابٌ ولا .. منبعَ في مسرايَ، أو ملتجأ
سواكِ، والأمس تهاويله .. تظميءُ شوقًا لاهبًا، ما هَدَأْ
يا طِفلةَ العينين، يا دفقةَ .. الريِّ على هاويةٍ من ظمأْ
رُدّي إلى يوميَ أفراحَهُ .. أنتِ صوابي، في الزمانِ الخطأْ

- أبو همام.

رأيتُ الحبيبَ لا يُمَلُّ حديثُهُ
ولا ينفعُ المشنوءَ¹ أن يتوَددا

-عبد بني الحسحاس.

¹المشنوء: المبغض.

قد كان مني الوجدُ غبَّ تذكُّرٍ
إن كان منك الصدُّ غبَّ تناسي

تجري دموعي حيث دمعك جامدٌ
ويرق قلبي حيث قلبك قاسي!

- البحتري

ذو الرمة:

ألا لا أرى الهجرانَ يشفي من الهوى
ولا واشيا عندي بِمَيٍّ يَعيبُها

إذا هَبَّتِ الأرواحُ من نَحوِ جانبٍ
به أهلُ مَيٍّ هاج شوقي هُبوبُها

هَوىً تَذرِفُ العَينانِ مِنهُ وإنَّما
هوى كُلِّ نَفسٍ حَيثُ كَانَ حَبيبُها

أعلِّلُ عنك قلبًا ضاق حتى
غدا ما للمنى فيه مجالُ

إذا عاداتُ هجرِك آيسَتني
رجوتُ، وقلتُ: يعقبُها الوصالُ

أشمسَ الركبِ يومَ أنرتِ فيه
أليس الشمسُ كانت لا تُنالُ؟!

غريمُكِ يوم وعدكِ ليس يُقضى
وعثرةُ يومِ حبك لا تُقالُ

هنيئًا للعواذلِ منك قلبٌ
يُقلَّبُ كيفما شاؤوا وقالوا

أروكِ جفايَ فاستشعرتِ حِلًّا
وفيه دمي، وغيرُ دمي الحلالُ

وجسَّركِ الجمالُ على التجني
ألا يا قبحَ ما صنع الجمالُ!

- مهيار.