الغالبية من الجيل الجديد هش، لأنه جيل استحقاقي بحت، لا ينظر على الأشياء على أنها نعمة بل أنه يَستحق، والمُسْتَحِق للشيء لا يَمْتن له ولا يشعر بعظمته. فيظن أنه مُسْتَحِق للحب، مُسْتَحِق للرعاية، مُسْتَحِق للرفاهية بمجرد الوجود!
و يَدين له الوجود بالعالم، لكنه لا يَدين للوجود بشيء! لذلك عندما تجري أحداث سيئة في حياته يغضب وينهار؛ لأنه يشعر بفقدان موقعه الاستحقاقي.

- شروق أبو خميس.

"الحمدُ لله الذي كتب على نفسه الرحمة وسبقت رحمته غضبه؛ وَوَسِعت كل شيء.

يا رب يا واسع! يا رب أخرجني من ضيق نفسي وسخطي عليها لِسعة فضلك وجودك وغفرانك لعبادك المُسرفين على أنفسهم."

من أهم المعاني التي يحتاج الإنسان المسلم تحصيلها في طريقه في الدنيا كما أشار الدكتور أحمد عبد المنعم: محاربة الوهن. والوهن هو ذلك الذي يصيبنا، الوهن المذكور في الحديث، والذي كان يخشاه علينا الحبيب مصطفى عليه الصلاة والسلام، والذي يتركّز معناه في حُب الدنيا وكراهية الموت، ونحن اليوم في هذا العصر الضخم المغري والمتداخل الذي يسحب الإنسان ويشغله؛ أحوج ما نكون لمقاومة هذه العواصف وغسل كلّ تلك الرواسب؛ وتعليق قلوبنا بالآخرة والمعاني الثقيلة الذي تُعطي الإنسان القوة والصلابة والتسامي…

‏وفي الصلاة على النبي ﷺ فضلٌ عظيم، لا يزهد فيه إلا محروم.

- ابن حزم.

ليلة شديدة شديدة على غزة، ككل الليالي، ومصيبتها أنها ككل الليالي، وأكثر.

30 شهيدا في قصف الاحتلال منزلا بمخيم النصيرات وسط القطاع

"لبشَريَّتِك طاقة، ولله تدبير!"

لا يسعُنا تجنب الإحباط طوال الوقت، وبخاصة ذلك الإحباط الذي ينشأ من تعبِنا في سبيلِ شيء ما وعدم الحصول عليه رغم ذلك، نغرق في شعور مُمِضٍّ بانعدامِ الجدوى وحسرة عدم الوصول رغم تقطّع الأنفاسِ من الركض.

لكنَّنا عندما نتعلم عن الله، عن ألوهيته التي يستحق بها العبادة، وربوبيته التي تستوجب علينا فهم أفعاله في ملكه، وأسمائه وصفاته الجالبة للطمأنينة والسكينة، يتذكر أحدنا أمام ذلك كله أنه عبدٌ لا رب؛ تتاحُ له الأسبابُ وتخرجُ عن يديه النتائج، ويُؤمَر بالسعي ولا يُسألُ عن الوصول.

لقد تعبنا وقابلنا الإحباط كثيرًا في طريق الحياة الطويل والصعب والمليء بالمزالق، لكنَّ شيئًا واحدًا بإمكانه أن يكون مواساتنا وسلوانا، وهو أننا عبيد إلهٍ يُتعبَّدُ بالجهد لا بالثمرة، ربٍّ يُربِّينا بالحرمان كما يُربّي بالحصول، ذي أسماء حسنى وصفاتٍ علا يُسفر تأمل واحدها فقط طيران القلب في السماء ورضا النفس عنه وعما كتب لها، عدلٍ حكيمٍ حينَ فرضَ العمل رتّب جزاءه في دارٍ أخرى، لا يغلبُ فيها قويٌّ ضعيفا، ولا تُغني فيها الواسطات عن أصحابها شيئا، ولا يُنال فيها خيرٌ إلا بجودة العمل وحسن النية.

- شيماء هشام سعد.

صارت الجموع تتعامل مع غزة كأنها من جنس آخر، وخلق آخر، وكوكب آخر؛ بردها يتحمل، ونارها لا تحرق، وفقدها لا يهلك، وكل عذاباتها موازية تطاق، لأن الصراخ مكرر، ومشهد الأشلاء مكرر، ولون العواجل مكرر، بينما لا يعلم غزة إلا غزة وحدها، ووحدها تعرف كم هي وحدها.