بدونك سأفقد قوّتي، أعتقد أني أريد أن أموت، لا أملك القوة الكافية لمحاربة أي شيء أو حتى محاربة نفسي، وهو كل ما قمت بهِ منذ أن كنت انسانًا. لديّ القوة فقط كي أنام، أنام وأدير رأسي صوب الحائط وأنتظر..

البير الى ماريا

لن تجدي قلبًا مليئًا بالرقة واليأس مثل قلبي.

البير الى ماريا

من فترة بعيدة سمعت مُحاضرة للشعراوي قال فيها جملة كُلما تذكرتها اطمئن، قال: إذا رأيت الناس يتخلون عنك في وقت الشِدة فاعلم أن الله يُريد أن يتولى أمرك.

«لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ»
‏آل عمران- ١٢٨

«قُل إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ»
‏آل عمران- ١٥٤.

لقد أحببتٍ فيّ أفضل ما أنا عليه إلى حدود هذه اللحظة. رُبما لا يعد ذلك حبًا بعد وربما لن يعد ذلك حبًا حتى تحبّي ضعفي ومساوئي. كم سيستغرق ذلك؟ إنه لمن الرائع ومن المرعب أن يكون علينا أن نحب رغم الخطر وانعدام الثقة في عالم ضاج وتاريخ لا تساوي فيهِ حياة الأنسان شيئًا.

The songs in my pocket just crumble apart
Won't you sing me something for the dark?

"الحزن هو الثمن الذي ندفعه لقاء شجاعتنا كي نُحب الآخرين."

في هذا الخريف سأتمٌ عامي الثاني والسبعين، وعلى الرغم من ارتياحي بأنّي لا أبدو هَرمًا فإنَ كلا من تلك السنوات تثقل على كاهلي كما لو أنّها بلاطة. التقدّم في السنّ يريك أشياء غريبة. خذ مثلاً أنّي بت أعرف الآن أن الحياة تتقسّم جوهريًا إلى ثلاث مراحل. ففي المرحلة الأولى لا يتبادر إلى ذهن المرء أنه سيشيخ، ولا أن الوقت يمضي، ولا أنّنا منذ اليوم الذي نولد فيه نسير نحو غايةٍ وحيدة. وما إن ينقضي الشباب الباكر تبدأ المرحلة الثانية والتي يدرك المرء فيها هشاشة وجودهُ وما يظهر في البداية أنهُ قلق بسيط يأخذ بالاتساع في الوجدان مثل بحرٍ من الشكوك والهواجس التي ترافقك حتّى آخر يوم من عمرك. وفي الأخير، في نهاية الحياة تُفتتح المرحلة الثالثة وهي مرحلة قبول الواقع، وبالتالي، التسليم والانتظار. في خلال حياتي. عرفتٌ كثيرًا من الأشخاص الذين ظلّوا عالقين في أحد تلك الأشواط ولم يتمكنوا من تجاوزها أبدًا. إنه أمرٌ مريع.

أمير الضباب ?، كارلوس زافون

بالامس ودعت والدة رفيقتي جانبنا وذهبت الى الجانب الاخر. بنفس الطريقة التي وصفها احدهم عبر تويتر كان قد كتب فيها احمد الذي لم تفتت ذاكرتي اسمهُ ووصفه للمشهد " قبل ٤ سنين توفت امي، بطريقة دراماتيكية جدًا. قد تمكن الكانسر منها وبعد سنة كاملة من الألم والعناد والانهيارات والصمود تشافت، ثم بعدها بأسبوعين توفت. مثل اليوم من ٤ سنين جربت لأول مرة انعدام المعنى وقسوته. من ٤ سنين كنت مستغرب كيف للناس ان تمشي في الشوارع، الا يعد موتها حدثًا يجب ان تتوقف عنده الكائنات؟ مثل اليوم وقبل ٤ سنين لم اعد الشخص الذي كنت عليه وللأبد "

كيف لموت شخصان في بقاع مختلفة ان يتخذا الهيئة نفسها؟ ومن أين جاء الموت بهذهِ البشاعة ليسلب البشاشة ويخدش المتأملين بهذهِ السهولة؟