وفي رواية مولانا الرضا (عليه السلام):
" كانت لنا أم صالحة ماتت وهي عليهما ساخطة، ولم يأتنا بعد موتها خبر أنها رضيت عنهما ".

الهجوم على بيت فاطمة، عبد الزهراء مهدي، ص453

ثمّ قالت: أيُّها النّاس، اعلموا أنّي فاطمة وأبي محمد(صلى الله عليه وآله). ?

ووالِ أُناسًا قولُهم وحديثُهم
روىٰ جدّنا عن جبرئيل عن الباري✨️

"فوِّضْ أموركَ للرحمنِ في ثقةٍ
فلمْ تخبْ عندَ ربِّ العرْشِ آمالُ"✨️

أن تنير لنا في أيّامنا القادمة طريق السّعادة وتضمنها بلطفك ورحمتك وتجعلها مباركة ببركة الضّامن من آل محمّد مولاي وسيّدي الإمام موسى الرّضا عليه السّلام.. يا الله✨️****

خطر الغلو في الشّخصيات القياديّة
وآثاره الوخيمة

معظم الأديان تضمّنَت الغلو:
إنَّ الذي يتتبّع تاريخ الأديان في المجتمع البشري ومضامينها، يجد أنَّ معظم الأديان تضمّنَت الغلو في الشخصيات القيادية فيها، عن المستوى الحقيقي لهم، سواءٌ كان تشخيص هذا المستوى الحقيقي طِبْقاً للبديهيّات العقليّة، التي تمّ الإغماض عنها، أم وَفْقاً لأصل ذلك الدِّين.

فالبديهيّات العقليّة تقتضي أنَّ قادة الأديان هم بشر، ونوعٌ واحدٌ، لهم إمكانات وطاقات محدودة. نعم، يمكن مِن البشر مَن يرتقي في مَراقي الكمال إلى درجات عالية، ويمكن أن ينزل إلى أدنى الدرجات.

لذلك نرى الفرقَ الكبيرَ بين العلماء الصالحين المهَذِّبين لأنفسهم، وبين كبار المجرمين، ولكن كبار هؤلاءِ المجرمين مقارنةً مع العلماء الصالحين مثلاً، لم يكونوا منذ طفولتهم أشقياءَ، وإنّما اختُبروا في الحياة، فاختاروا مواقفَ مختلفة، وانساقوا واتّجه كلٌّ إلى سبيله الذي انتهى إليه.

آفة الغلوّ من أكبر المفاسد في الأديان:
إنَّ ادّعاء الألوهية لبعض الحكماء أو العلماء، كما في أتباع بوذا في شرق آسيا، هو أمر طارئ مخالف للبداهة العقليّة، وكذلك في الأديان الإلهيّة السماويّة فقد وقع الغلوّ فيها.

فالأغراض السيّئة والمصالح والمنافسة مع الأديان الأخرى تدفع إلى المغالاة في القادة، وهذا الغلوّ غير مختصٍّ بالقادة الأوّلين، فهو موجود في القادة اللاحقين، وفي جملة من الأديان والمذاهب المعاصرة يوجد غلوّ قبيح للغاية في قادتها، ومِن أكبر المفاسد في الأديان هي آفة الغلوّ؛ لأنّها تمحق الدّين.

والأصل في الأديان هو الالتفات إلى ألوهية الله تعالى ووحدانيّته ومميزاته عن الكائنات الأخرى وموقعه، وصفات جماله وجلاله وهيبة مقامه إلهيّاً، والاحتفاظ للبشر وغيرهم بمكانتهم وانتماءاتهم النوعيّة.

النزعات الفاسدة والغلو:
النزعات الفاسدة دائماً هي مَن تسوق جماعةً من أهل الأديان إلى الغلو في الشخصيات القيادية، ورفعهم على الصالحين من الأوّلين والآخرين. وكثيراً ما تقع آفة الغلوّ حتى في التعاطي مع العلماء، فمثلاً العَالِمُ يقول بالرأي عن اجتهاده، ومقَلِّدَه يستَيقِن به اليقين التّامِ، فكيف يكون المقَلِّد أوضح مِن المجتهد في ذلك؟ ممّا ينبغي بالإنسان المؤمن أن يحذرَ مِن الغلوّ في هذا الشأن.

فهم الدين ورعاية الحكمة فيه:
إنَّ مِن أهمِّ مقاصد القرآن الكريم هو التعريف بالله تعالى وبالعباد الصالحين، وتنزيل كلٍّ بمنزلته، وتحديد حدود البشر والأنبياء (عليهم السلام) من خلال أسلوب الخطاب معهم، وذكر أحوالهم وعبوديّتهم لله، وكذلك من خلال ذكر حاجتهم إلى تسديد الله سبحانه، وذكر ممارساتهم الاعتياديّة؛ كالزواج والطعام وما شابه، ولكن مع ذلك يقع الغلوّ فيهم جهلاً وعمداً.

ويجب أن يكون فَهمنا للدِّين وخطابنا مع رعايةِ الحكمةِ فيه أيضاً، ملائماً وحكيماً، يحافظ على العقائد الصحيحة، ولا يشَكِّك النّاسَ فيها.

• السّيّد محمّد باقر السّيستانيّ دام توفيقه

"وإذا تخلّى النّاسُ عنك جميعهم
ورأيت ظلًا قد أتاك فذا أنا"✨️

الخط المنحرف واضح ليس معتم لهذي الدّرجة حتّى لا يُميّز اتباعه بين الحقّ والباطل، لكن هي العقول إذا عُطِّلت والقلوب إذا رَانَت والأهواء إذا اتُبِعَت فيصير الواحد جاهل بالجهل المركّب، في الوقت الّذي يجب أن يكون فيه الإنسان مدرك لمخاطر الفتن وأهوال البدع فلا يشتبه مثلًا في إقامة الشّعائر الخاصّة بأهل البيت عليهم السّلام لمن هو دونهم ولا يتخذ منه سبيلًا لطريق زاده ويركن الأرفع قدرًا ومنزلة.
المشكلة تنحدر عند الوعي فلو ظهر كلّ منحرف ومخادع وما وجد من يهتف له بشعارات برّاقة وانصياع مطلق لما رأى في ظهوره خيرًا ولما طغى وأخذ مساحة في ميدان هو ليس له بأهل.

ماذا يقول فقيه أهل البيت رضوان الله عليه المرجع السّيّد محمّد سعيد الحكيم: «نصيحَتُنا للشباب تَنبَعُ من واقِعِهم، فإنّ الشبابَ مُستَهدَفونَ لكُلّ دعوَة، فَكُلُّ داعٍ يَطمعُ فيهِم ويُحاولُ اِستغلالَ عواطِفِهم وعقولِهِم وحيَوِيّتهِم ونشاطَهُم من أجلِ أن يُرَوِّجَ دعوتَهُ بهِم. وهُم بَعْدُ لم يمرُّوا بالتجارُب فيَسهُل إقناعُهُم. ومن هُنا ننصَحُهُم بأن يتَثبّتوا في أمرِهم ويَتبيّنوا عواقِبَ الدعوَة ونتائِجها ومَنافِعها ومَضارّها، ولا يَندَفِعوا وراءَ الدعوَة لبَريقِها وجمالِ صورَتِها من دونِ تبَصُّرٍ في العواقِب...»

ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم.