قناة احمد علي على تيليجرام ( شروحات تقنية ، تطبيقات ، أفلام ومسلسلات ، خلفيات ، و المزيد )
Last updated 1 week ago
يرمز تيليجرام إلى الحريّة والخصوصيّة ويحوي العديد من المزايا سهلة الاستخدام.
Last updated 3 months, 2 weeks ago
- بوت الإعلانات: 🔚 @FEFBOT -
- هناك طرق يجب ان تسلكها بمفردك لا اصدقاء، لا عائلة، ولا حتى شريك، فقط انت.
My Tragedy Lies With Those Things That Happen in One Second And Remain
- @NNEEN // 🔚: للأعلانات المدفوعة -
Last updated 4 days, 5 hours ago
14) استحباب رفع ما يُرجى بركته، وإهداؤه لأهل الفضل، كرفع أبى بكر بقية الطعام المبارك إلى رسول الله وإلى من بحضرته، وأن الصديق يجمل منه أن يهدي إلى الجليل من إخوانه يسير الهدية.
15) استحباب إيثار الفقراء بالشبع من الطعام ومواساتهم فيه، فلهذا أمر من كان عنده طعام اثنين أن يذهب بثالث، ومن كان عنده طعام أربعة أن يذهب بخامس أو سادس.
16) وفي هذا إشارة إلى أن البركة تتضاعف مع الكثرة والاجتماع على الطعام.
17) ومنها: أنه إذ أتى الإنسان بضيوف إلى منزله، فإنه يجوز له أن يكلهم إلى أهله وولده، ولا يحضر معهم في الأكل؛ فإن في ذلك كفاية إذا وثق من أهله وولده بالقيام بحقهم.
18) ومنها: اختصاص أبي بكر بالنبي ﷺ في عشائه عنده، واحتباسه إلى أن يمضي ما شاء الله من الليل.
19) ومنها: جواز الإهداء إلى الأخوان الطعام بالليل، مع العلم بأنهم قد تعشوا واكتفوا، وإن أدى ذلك إلى أن يبيت الطعام عندهم.
20) وفيه: دليل على انعقاد يمين الغضبان، كما حلف النبي ﷺ في غضبه ألا يحمل النفر من الأشعريين، ثم حملهم.
21) فيه دلالة على أن سهر الإنسان في عمل يعمله وحده، من غير مسامرة لغيره، أنه لا كراهة فيه، بخلاف المسامرة والمحادثة.
📜 صحيح البخاري 📜
41- بَابُ السَّمَرِ مَعَ الضَّيْفِ وَالأَهْلِ.
📝حديث رقم (602):
عَنْ عَبدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّ أَصْحَابَ الصُّفَّةِ كَانُوا أُنَاسًا فُقَرَاءَ، وَأَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «مَنْ كَانَ عِنْدَهُ طَعَامُ اثْنَيْنِ فَلْيَذْهَبْ بِثَالِثٍ، وَإِنْ أَرْبَعٌٍ فَخَامِسٌٍ أَوْ سَادِسٌٍ»، وَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ جَاءَ بِثَلاَثَةٍ، فَانْطَلَقَ النَّبِيُّ ﷺ بِعَشَرَةٍ، قَالَ: فَهُوَ أَنَا وَأَبِي وَأُمِّي، فَلاَ أَدْرِي قَالَ: وَامْرَأَتِي وَخَادِمٌ، بَيْنَنَا وَبَيْنَ بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ تَعَشَّى عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ، ثُمَّ لَبِثَ حَيْثُ صُلِّيَتِ العِشَاءُ، ثُمَّ رَجَعَ، فَلَبِثَ حَتَّى تَعَشَّى النَّبِيُّ ﷺ، فَجَاءَ بَعْدَ مَا مَضَى مِنَ اللَّيْلِ مَا شَاءَ اللهُ، قَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: وَمَا حَبَسَكَ عَنْ أَضْيَافِكَ، أَوْ قَالَتْ: ضَيْفِكَ، قَالَ: أَوَمَا عَشَّيْتِيهِمْ؟ قَالَتْ: أَبَوْا حَتَّى تَجِيءَ، قَدْ عُرِضُوا فَأَبَوْا، قَالَ: فَذَهَبْتُ أَنَا فَاخْتَبَأْتُ، فَقَالَ: يَا غُنْثَرُ، فَجَدَّعَ وَسَبَّ، وَقَالَ: كُلُوا لاَ هَنِيئًا، فَقَالَ: وَاللهِ لاَ أَطْعَمُهُ أَبَدًا، وَايْمُ اللهِ، مَا كُنَّا نَأْخُذُ مِنْ لُقْمَةٍ إِلاَّ رَبَا مِنْ أَسْفَلِهَا أَكْثَرُ مِنْهَا، قَالَ: يَعْنِي حَتَّى شَبِعُوا، وَصَارَتْ أَكْثَرَ مِمَّا كَانَتْ قَبْلَ ذَلِكَ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا أَبُو بَكْرٍ، فَإِذَا هِيَ كَمَا هِيَ، أَوْ أَكْثَرُ مِنْهَا، فَقَالَ لاِمْرَأَتِهِ: يَا أُخْتَ بَنِي فِرَاسٍ مَا هَذَا؟ قَالَتْ: لاَ وَقُرَّةِ عَيْنِي، لَهِيَ الآنَ أَكْثَرُ مِنْهَا قَبْلَ ذَلِكَ بِثَلاَثِ مَرَّاتٍ، فَأَكَلَ مِنْهَا أَبُو بَكْرٍ، وَقَالَ: إِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ، يَعْنِي يَمِينَهُ، ثُمَّ أَكَلَ مِنْهَا لُقْمَةً، ثُمَّ حَمَلَهَا إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَأَصْبَحَتْ عِنْدَهُ، وَكَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمٍ عَقْدٌ، فَمَضَى الأَجَلُ، فَفَرَّقَنَا اثْنَا عَشَرَ رَجُلاً، مَعَ كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ أُنَاسٌ، اللهُ أَعْلَمُ كَمْ مَعَ كُلِّ رَجُلٍ، فَأَكَلُوا مِنْهَا أَجْمَعُونَ، أَوْ كَمَا قَالَ.
📌 شرح المفردات:
(الصُّفَّةِ): هي مكان مقتطع من المسجد ومظلل عليه كان يأوي إليه الغرباء والفقراء من الصحابة رضي الله عنهم ويبيتون فيه وكانوا يقلون ويكثرون ويسمون أصحاب الصفة.
(فَلْيَذْهَبْ بِثَالِثٍ): يأخذ معه واحدا من أهل الصفة فيصبحون ثلاثة.
(وَإِنْ أَرْبَعٌ): أي عنده طعام أربع.
(قَدْ عُرِضُوا): عرض عليهم الطعام، فأبوا من أكله إلا بحضرة أبى بكر.
(فَاخْتَبَأْتُ): أى فاختفيت خوفا من خصام أبيه له وشتمه إياه.
(يَا غُنْثَرُ): سفلة الناس، أي يا ثقيل أو يا جاهل.
(فَجَدَّعَ): وجدع دعا عليه بالجدع وهو قطع الأنف أو الأذن أو الشفة.
(وَسَبَّ): أي شتم ولده ظنا منه أنه قصر في حق الأضياف
(كُلوا لا هنيئًا) إنما خاطب بذلك أهله لا أضيافه.
(وَايْمُ اللهِ) يمين الله.
(إِلاَّ رَبَا) زاد الطعام وكثر.
(يَا أُخْتَ بَنِي فِرَاسٍ): يا من هي من بني فراس واسمها زينب بنت دهمان.
(وَقُرَّةِ عَيْنِي) يعبر بها عن المسرة، وقرة عين المؤمن: هو ربه وكلامه وذكره وطاعته.
(وَبَيْنَ قَوْمٍ عَقْدٌ) عهد مهادنة.
(فَمَضَى الأَجَلُ) أي وجاؤوا إلى المدينة.
(فَفَرَّقَنَا) عند مسلم (فعرفنا) أي جعلنا عرفاء ونقباء على قومهم.
📌 الفوائد:
1) جواز السمر عند الأهل والضيف؛ فإن أبا بكر سمر عند أهله وضيفه لما رجع من عند النبي ﷺ بعد أن ذهب من الليل ما ذهب منه.
2) بيان فضيلة إيثار الرجل ضيفه في الطعام على نفسه، وولده، وثوابه، والترغيب فيه.
3) استحب للإمام التسوية بين أصحابه في الطعام، وحبس نصيب الغائب منهم، إلى أن يأخذه.
4) السنة في إبرار قسم الأضياف، إذا حلفوا أن يطعم معهم، صاحب المنزل بعد أن يحلف أن لا يطعم.
5) وفيه علامة من علامات النبوة، وهو تكثير الطعام.
6) استحباب قول الضيف لصاحبه: لا آكل حتى تأكل.
7) وفيه أن من حلف على شيء ورأى غيره خيرًا منه أنه يحنث نفسه، ويأتى الذى هو خير منه، ويكفر يمينه.
8) وفيه: أكل الصديق عند صديقه، وإن كان عنده ضيف، إذا كان فى داره من يقوم بخدمتهم ومؤنتهم.
9) وفيه أن الولد والأهل يلزمهم من التحفل بأمور الضيف، مثل ما يلزم صاحب المنزل.
10) وفيه: أن للرجل أن يسب أهله وولده على تقصيرهم ببر أضيافه وأن يغضب لذلك.
11) وفيه: أن الأضياف، ينبغى لهم أن يتأدبوا، وينتظروا صاحب الدار، ولا يتهافتوا على الطعام دونه.
12) وفيه جواز أكل الأضياف دون صاحب الدار إذا حان الطعام؛ لأن تأنيب أبى بكر لأهله يدل أن الضيف أولى بذلك من رب الدار.
13) وفيه أن من الخير: الأكل من طعام ظهرت فيه البركة.
📜 صحيح البخاري 📜
40- بَابُ السَّمَرِ فِي الفِقْهِ وَالخَيْرِ بَعْدَ العِشَاءِ.
📝حديث رقم (600):
عن قُرَّة بْن خَالِدٍ، قَالَ: انْتَظَرْنَا الحَسَنَ وَرَاثَ عَلَيْنَا حَتَّى قَرُبْنَا مِنْ وَقْتِ قِيَامِهِ، فَجَاءَ، فَقَالَ: دَعَانَا جِيرَانُنَا هَؤُلاَءِ، ثُمَّ قَالَ: قَالَ أَنَسٌ: نَظَرْنَا النَّبِيَّ ﷺ ذَاتَ لَيْلَةٍ، حَتَّى كَانَ شَطْرُ اللَّيْلِ يَبْلُغُهُ، فَجَاءَ فَصَلَّى لَنَا، ثُمَّ خَطَبَنَا، فَقَالَ: «أَلاَ إِنَّ النَّاسَ قَدْ صَلَّوْا ثُمَّ رَقَدُوا، وَإِنَّكُمْ لَمْ تَزَالُوا فِي صَلاَةٍ مَا انْتَظَرْتُمُ الصَّلاَةَ»، قَالَ الحَسَنُ: وَإِنَّ القَوْمَ لاَ يَزَالُونَ بِخَيْرٍ مَا انْتَظَرُوا الخَيْرَ.
قَالَ قُرَّةُ: هُوَ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ.
📝حديث رقم (601):
عن عَبْد اللهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: صَلَّى النَّبِيُّ ﷺ صَلاَةَ العِشَاءِ فِي آخِرِ حَيَاتِهِ، فَلَمَّا سَلَّمَ، قَامَ النَّبِيُّ ﷺ، فَقَالَ: «أَرَأَيْتَكُمْ لَيْلَتَكُمْ هَذِهِ، فَإِنَّ رَأْسَ مِئَةٍ، لاَ يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ اليَوْمَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ أَحَدٌ»، فَوَهِلَ النَّاسُ فِي مَقَالَةِ رَسُولِ اللهِ ﷺ، إِلَى مَا يَتَحَدَّثُونَ مِنْ هَذِهِ الأَحَادِيثِ عَنْ مِئَةِ سَنَةٍ، وَإِنَّمَا قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «لاَ يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ اليَوْمَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ»، يُرِيدُ بِذَلِكَ: أَنَّهَا تَخْرِمُ ذَلِكَ القَرْنَ.
📌 شرح المفردات:
(السَّمَرِ فِي الفِقْهِ): يدخل الفقه في عموم الخير، لكنه خصه بالذكر تنويها بذكره وتنبيها على قدره.
(الحَسَنَ) هو البصري، الإمام المشهور التابعي.
(وَرَاثَ) أى أبطأ.
(حَتَّى قَرُبْنَا مِنْ وَقْتِ قِيَامِهِ) أى حتى كان الزمان قريبا من وقت قيام الحسن من المسجد لأجل النوم أو من النوم لأجل التهجد.
(نَظَرْنَا) أي انتظرنا.
(لَمْ تَزَالُوا فِي صَلاَةٍ): أراد به ما لم يحدث.
(القَوْمَ لاَ يَزَالُونَ بِخَيْرٍ) يعنى عمم الحسن الحكم فى كل الخيرات.
(أَرَأَيْتَكُمْ): استفهام تعجب والكاف حرف خطاب.
(فَوَهِلَ النَّاسُ): أي غلطوا وذهب وهمهم إلى خلاف الصواب.
(عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ): المراد أرضه التي نشأ بها وبعث منها.
📌 الفوائد:
1) كراهة السمر بعد العشاء إلا لمصلٍ أو مسافرٍ أو دارسٍ علم، فالمنهى عنه بعد العشاء، إنما هو فيما لا ينبغى من الباطل واللغو، قاس الحسن سمره عند جيرانه لمدارسة العلم، بسمر النبي ﷺ إلى قرب من شطر الليل فى شغله بتجهيز الجيش، ثم خرج فصلى بالناس، ثم خطبهم مؤنسًا لهم من طول انتظارهم، ومعرفًا لهم ما يستحقون عليه من جزيل الأجر.
2) عمم الحسن الحكم في كل الخيرات تأنيسًا لأصحابه ومعرفًا لهم أن منتظر الخير في خير فلم يفتهم أجر ما كانوا يتعلمون منه في تلك الليلة.
3) في الحديث علم من أعلام النبوّة فإنه استقرئ ذلك فكان آخر من ضُبِط عمره ممّن كان موجودًا إذ ذاك أبو الطفيل عامر بن واثلة، وقد أجمع المحدثون على أنه كان آخر الصحابة موتًا، وأنه بقي إلى سنة عشر ومائة وهي رأس مائة سنة من مقالته عليه الصلاة والسلام.
4) إعلام منه ﷺ لهم أن أعمار أمته ليست بطول أعمار من تقدم من الأمم السالفة، ليجتهدوا فى العمل.
5) بيان أن العشاء الآخرة على ثلاثة أوقات؛ فأما من حين يدخل وقتها إلى أن يمضي ثلث الليل فأفضل وقت صليت فيه، وأما من بعد ذلك إلى أن يتم نصف الليل، ففي الفضل دون ذلك، وأما بعد نصف الليل ففي الفضل دون كل ما قبله.
6) فضل الجلوس في المسجد وعمارتها بالصلاة وانتظار الصلاة، وتفضيل الله جل وعلا بكتبه الصلاة لمنتظريها.
? صحيح البخاري ?
28- بَابُ مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الفَجْرِ رَكْعَةً.
? حديث رقم (579):
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الصُّبْحِ رَكْعَةً قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَقَدْ أَدْرَكَ الصُّبْحَ، وَمَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ العَصْرِ قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ، فَقَدْ أَدْرَكَ العَصْرَ».
29- بَابُ مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الصَّلاَةِ رَكْعَةً.
?حديث رقم (580):
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ الصَّلاَةِ، فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلاَةَ».
? شرح المفردات:
(فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلاَةَ): أي فقد أدرك وقت الصلاة، وقيل: فقد أدرك فضل الجماعة، وقيل: مدرك لحكمها كله، وهو كمن أدرك جميعها.
? الفوائد:
1) في الحديث أن من دخل في الصلاة فصلى ركعة وخرج الوقت كان مدركا لجميعها وتكون كلها أداء.
2) وفيه دليل أن من لم يدرك من الوقت ركعة، لم يدرك منها شيئًا.
3) وفيه رد قول أبى حنيفة فى المغمى عليه أنه إذ أفاق لأقل من ركعة قبل غروب الشمس أنه يلزمه قضاء خمس صلوات فدون، ولا يلزمه أكثر من ذلك؛ لأن من لم يدرك من الوقت إلا أقل من ركعة لم تلزمه صلاة الوقت فكيف تلزمه غير صلاة الوقت.
4) اتفق العلماءعلى أنه لا يجوز لمن ليس له عذر تأخير الصلاة حتى لا يبقى منها إلا هذا القدر.
5) أورد المصنف في باب من أدرك من العصر طريق أبي سلمة عن أبي هريرة وفي هذا الباب طريق عطاء بن يسار ومن معه عن أبي هريرة لأنه قدم في طريق أبي سلمة ذكر العصر، وقدم في هذا ذكر الصبح فناسب أن يذكر في كل منهما ما قدم لما يشعر به التقديم من اهتمام.
6) هذا الحديث نص في أن من صلى الفجر قبل طلوع الشمس فإنه مدرك لوقتها، حيث لا يوجد دليل على كراهة تأخير الفجر إلى الإسفار.
7) وفيه دليل على أن من صلى ركعة من الفجر قبل طلوع الشمس ثم طلعت الشمس أنه يتم صلاته وتجزئه.
8) وفيه من الفقه أن الله تعالى رفق بعبده، فاحتسب له بأول فعله في الوقت وأجرى آخرها مجرى أولها.
9) تحمل الأحاديث الواردة في النهي عن الصلاة عند طلوع الشمس على ما لا سبب له من النوافل.
10) هذا الحديث أصل في جواز قضاء الفوائت في الأوقات المنهي عن الصلاة فيها.
? صحيح البخاري ?
27- بَابُ وَقْتِ الفَجْرِ.
?حديث رقم (575):
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ حَدَّثَهُ: أَنَّهُمْ تَسَحَّرُوا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ، ثُمَّ قَامُوا إِلَى الصَّلاَةِ، قُلْتُ: كَمْ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: قَدْرُ خَمْسِينَ أَوْ سِتِّينَ، يَعْنِي آيَةً.
?حديث رقم (576):
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه؛ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ ﷺ ، وَزَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ تَسَحَّرَا، فَلَمَّا فَرَغَا مِنْ سَحُورِهِمَا، قَامَ نَبِيُّ اللهِ ﷺ إِلَى الصَّلاَةِ، فَصَلَّيَا، قُلْنَا لأَنَسٍ: كَمْ كَانَ بَيْنَ فَرَاغِهِمَا مِنْ سَحُورِهِمَا وَدُخُولِهِمَا فِي الصَّلاَةِ؟ قَالَ: قَدْرُ مَا يَقْرَأُ الرَّجُلُ خَمْسِينَ آيَةً.
?حديث رقم (577):
عن سَهْل بْن سَعْدٍ يَقُولُ: كُنْتُ أَتَسَحَّرُ فِي أَهْلِي، ثُمَّ يَكُونُ سُرْعَةٌ بِي، أَنْ أُدْرِكَ صَلاَةَ الفَجْرِ مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ.
?حديث رقم (578):
عن عَائِشَة أم المؤمنين رضي الله عنها، قَالَتْ: كُنَّ نِسَاءُ المُؤْمِنَاتِ يَشْهَدْنَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلم صَلاَةَ الفَجْرِ مُتَلَفِّعَاتٍ بِمُرُوطِهِنَّ، ثُمَّ يَنْقَلِبْنَ إِلَى بُيُوتِهِنَّ حِينَ يَقْضِينَ الصَّلاَةَ، لاَ يَعْرِفُهُنَّ أَحَدٌ مِنَ الغَلَسِ.
? شرح المفردات:
(مُتَلَفِّعَاتٍ) متلحفات من التلفع وهو شد اللفاع وهو ما يغطى الوجه ويتلحف به.
(بِمُرُوطِهِنَّ) جمع مرط وهو كساء من صوف أو خز يؤتزر به.
(يَنْقَلِبْنَ) يرجعن.
(الغَلَسِ) ظلمة آخر الليل، (مِنْ تَغْلِيسِ رَسُولِ اللهِ ﷺ) أي من أجل إقامتها في غلس وهو ظلمة آخر الليل بعد طلوع الفجر.
? الفوائد:
1) مقصود البخاري بهذا الحديث في هذا الباب: الاستدلال به على تغليس النبي ﷺ بصلاة الفجر؛ فإنه تسحر ثم قام إلى الصلاة، ولم يكن بينهما إلا قدر خمسين آية، وكان يطيل فيها القراءة، ومع هذا فكان ينصرف منها بغلس.
2) ومقصود البخاري بذكر الرواية مرة عن أنس ومرة عن أنس عن زيد: تبيين الاختلاف في إسناد هذا الحديث على قتادة، فهمام جعله عن قتادة عن أنس عن زيد بن ثابت، وسعيد بن أبي عروبة جعله عن قتادة عن أنس من مسنده، وفيه دلالة على أن الصواب عنده: أن الحديث عن أنس، عن زيد، فهو من مسند زيد، لا من مسند أنس.
3) جواز خروج النساء إلى المساجد لشهود الصلاة في الليل، وجوازه في النهار من باب أولى لأن الليل مظنة الريبة أكثر من النهار ومحل ذلك إذا لم يخش عليهن أو بهن فتنة.
4) لا خلاف بين حديث أبي برزة، وفيه أنه كان ينصرف من صلاة الغداة حين يعرف الرجل جليسه، وحديث عائشة: فإن معرفة الرجل رجلاً يجالسه في ظلمة الغلس لا يلزم منه معرفته في ذلك الوقت امرأة منصرفة متلفعة بمرطها، متباعدة عنه، وأراد أبا برزة أن الرجل إنما كان يعرف جليسه إذا تأمل وردد فيه نظره.
5) استحباب المبادرة إلى صلاة الفجر في أول وقتها.
6) استدل به بعضهم على جواز صلاة المرأة مختمرة الأنف والفم فكأنه جعل التلفع صفة لشهود الصلاة، وتعقبه عياض بأنها إنما أخبرت عن هيئة الانصراف.
7) أجمع العلماء على أن وقت صلاة الصبح طلوع الفجر، وهو البياض المعترض فى الأفق الشرقى، واختلفوا فى التغليس.
8) الراجح في تعارض الأحاديث بالإسفار والتغليس، أنه يعمل بالأقوى منها، وأحاديث التغليس أقوى إسناداً وأكثر، وكذلك أشار الشافعي إلى ترجيح أحاديث التغليس بهذا، وبكونه موافقاً ظاهر القرآن من الأمر بالمحافظة على الصلوات.
? صحيح البخاري ?
25- بَابُ وَقْتِ العِشَاءِ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ.
وَقَالَ أَبُو بَرْزَةَ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَسْتَحِبُّ تَأْخِيرَهَا.
?حديث رقم (572):
عَنْ أَنَسٍ بن مالك رضي الله عنه، قَالَ: أَخَّرَ النَّبِيُّ ﷺ صَلاَةَ العِشَاءِ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ، ثُمَّ صَلَّى، ثُمَّ قَالَ: «قَدْ صَلَّى النَّاسُ وَنَامُوا، أَمَا إِنَّكُمْ فِي صَلاَةٍ مَا انْتَظَرْتُمُوهَا».
وَفي رواية عن أَنَس: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِ خَاتَمِهِ لَيْلَتَئِذٍ.
? شرح المفردات:
(قَدْ صَلَّى النَّاسُ): أي المعهودون ممن صلى من المسلمين إذ ذاك.
(وَبِيصِ خَاتَمِهِ): أي بريقه ولمعانه.
(لَيْلَتَئِذٍ): أي ليلة إذ أخر العشاء.
? الفوائد:
1) استحب لمساجد الجماعات ألا يعجلوا بصلاة العشاء فى أول وقتها إذا كان ذلك غير مضر بالناس.
2) وفيه تعليم لأمته بآخر الوقت المختار للعشاء، إعلامًا منه بسعة الوقت.
3) جاءت أحاديث التأخير والتوقيت مرة مقيدة بالثلث وأخرى بالنصف فكان النصف غاية التأخير.
4) لم يثبت في امتداد وقت العشاء إلى طلوع الفجر حديثا صريحا.
واستدل الجمهور على امتداد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر بالحديث الصحيح، الذي أخرجه مسلم في صحيحه: «أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ فِيَّ النَّوْمِ تَفْرِيطٌ، إِنَّمَا التَّفْرِيطُ عَلَى مَنْ لَمْ يُصَلِّ الصَّلَاةَ حَتَّى يَجِيءَ وَقْتُ الصَّلَاةَ الْأُخْرَى».
5) وفيه فضل انتظار الصلاة، وجواز لبس الخاتم..
? صحيح البخاري ?
24- بَابُ النَّوْمِ قَبْلَ العِشَاءِ لِمَنْ غُلِبَ.
?حديث رقم (569):
عن عَائِشَة، قَالَت: أَعْتَمَ رَسُولُ اللهِ ﷺ بِالعِشَاءِ، حَتَّى نَادَاهُ عُمَرُ: الصَّلاَةَ، نَامَ النِّسَاءُ وَالصِّبْيَانُ، فَخَرَجَ، فَقَالَ: «مَا يَنْتَظِرُهَا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ غَيْرُكُمْ»، قَالَ: وَلاَ يُصَلَّى يَوْمَئِذٍ إِلاَّ بِالْمَدِينَةِ، وَكَانُوا يُصَلُّونَ فِيمَا بَيْنَ أَنْ يَغِيبَ الشَّفَقُ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ الأَوَّلِ.
? حديث رقم (570):
عن عَبْدِ اللهِ بْنُ عُمَرَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ شُغِلَ عَنْهَا لَيْلَةً، فَأَخَّرَهَا حَتَّى رَقَدْنَا فِي المَسْجِدِ، ثُمَّ اسْتَيْقَظْنَا، ثُمَّ رَقَدْنَا، ثُمَّ اسْتَيْقَظْنَا، ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ ﷺ، ثُمَّ قَالَ: «لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ يَنْتَظِرُ الصَّلاَةَ غَيْرُكُمْ»، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ: لاَ يُبَالِي أَقَدَّمَهَا أَمْ أَخَّرَهَا، إِذَا كَانَ لاَ يَخْشَى أَنْ يَغْلِبَهُ النَّوْمُ عَنْ وَقْتِهَا، وَكَانَ يَرْقُدُ قَبْلَهَا.
? حديث رقم (571):
عن ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قال: أَعْتَمَ رَسُولُ اللهِ ﷺ لَيْلَةً بِالعِشَاءِ، حَتَّى رَقَدَ النَّاسُ وَاسْتَيْقَظُوا، وَرَقَدُوا وَاسْتَيْقَظُوا، فَقَامَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ فَقَالَ: الصَّلاَةَ، قَالَ عَطَاءٌ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَخَرَجَ نَبِيُّ اللهِ ﷺ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ الآنَ، يَقْطُرُ رَأْسُهُ مَاءً، وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ، فَقَالَ: «لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي، لأَمَرْتُهُمْ أَنْ يُصَلُّوهَا هَكَذَا»، فَاسْتَثْبَتُّ عَطَاءً –القائل ابن جريح الراوي أحد الرواة عن عطاء- كَيْفَ وَضَعَ النَّبِيُّ ﷺ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ، كَمَا أَنْبَأَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ، فَبَدَّدَ لِي عَطَاءٌ بَيْنَ أَصَابِعِهِ شَيْئًا مِنْ تَبْدِيدٍ، ثُمَّ وَضَعَ أَطْرَافَ أَصَابِعِهِ عَلَى قَرْنِ الرَّأْسِ، ثُمَّ ضَمَّهَا يُمِرُّهَا كَذَلِكَ عَلَى الرَّأْسِ، حَتَّى مَسَّتْ إِبْهَامُهُ طَرَفَ الأُذُنِ، مِمَّا يَلِي الوَجْهَ عَلَى الصُّدْغِ، وَنَاحِيَةِ اللِّحْيَةِ، لاَ يُقَصِّرُ، وَلاَ يَبْطُشُ إِلاَّ كَذَلِكَ، وَقَالَ: «لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي، لأَمَرْتُهُمْ أَنْ يُصَلُّوا هَكَذَا».
? شرح المفردات:
(نَامَ النِّسَاءُ وَالصِّبْيَانُ): خصهم لضعفهم، وقلة ضبط نفوسهم عن النوم دون الرجال.
(وَلاَ يُصَلَّى يَوْمَئِذٍ إِلاَّ بِالْمَدِينَةِ): أي جماعة.
(الشَّفَقُ): وهو الحمرة، وقيل: البياض.
(لاَ يُقَصِّرُ، وَلاَ يَبْطُشُ): أي لا يبطئ ولا يستعجل.
(شُغِلَ عَنْهَا): أي صلاة العشاء.
(رَقَدْنَا): نمنا ونحن قاعدون ننتظر الصلاة.
(لأَمَرْتُهُمْ أَنْ يُصَلُّوهَا): أي في هذا الوقت.
(فَبَدَّدَ): فرق.
(قَرْنِ الرَّأْسِ): جانبه.
(الصُّدْغِ): هو ما بين لحظ العين إلى أصل الأذن.
?الفوائد:
1) مقصود البخاري بتخريج هذا الحديث في هذا الباب: أن من نام قبل صلاة العشاء مغلوباً على ذلك من غير تعمد له فإنه لا يدخل في النهي، لأن النهي إنما هو عن تعمد ذلك، فأما من لم يتعمده فلا يتوجه إليه النهي.
2) جواز تذكير الإمام بالصلاة ودعائه إلى الخروج إليها.
3) وفيه استحباب تأخير العشاء ما لم يشق على المأمومين، أو ما لم تخشى غلبة النوم، فإن النوم قبلها مكروه.
4) وفيه دليل على جواز إيقاظ النائم للصلاة المكتوبة، ولا سيما إذا ضاق وقتها.
5) وفيه أن شعر رسول الله ﷺ لم يكن محلوقًا؛ لأنه قال: خرج وهو يقطر رأسه، ولا يقطر إلا من الشعر الوافر.
6) وفيه أيضًا ما يدل على أن تفرد الإنسان بعبادة دون أهل الأرض في وقت يناله فضلاً.
7) قوله: (قَالَ: وَلاَ يُصَلَّى يَوْمَئِذٍ إِلاَّ بِالْمَدِينَةِ، وَكَانُوا يُصَلُّونَ): قال ابن رجب: الظاهر أنه مدرج من قول الزهري أو عروة (كلاهما من الرواة في الإسناد).
8) وفيه دلالة على أن وقت العشاء من مغيب الشفق إلى ثلث الليل، وهذا القدر متفق على أنه وقت للعشاء، وأن المصلي فيه مصل للعشاء في وقته.
9) ذهب قوم من العلماء إلى جواز تعمد النوم قبل صلاة العشاء، حين يوكل من أهله من يوقظه.
10) نوم الجالس لا ينقض الوضوء، والنوم الخفيف ليس بحدث.
? صحيح البخاري ?
23- بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ النَّوْمِ قَبْلَ العِشَاءِ.
?حديث رقم (568):
عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الأسلمي رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ كَانَ يَكْرَهُ النَّوْمَ قَبْلَ العِشَاءِ، وَالحَدِيثَ بَعْدَهَا.
? شرح المفردات:
(وَالحَدِيثَ): أى المحادثة.
? الفوائد:
1) كراهة النوم قبل العشاء، حتى لا يفوت وقتها باستغراق النوم ولئلا يتساهل الناس فى ذلك فيناموا عن صلاتها جماعة.
2) كراهة الحديث بعد صلاة العشاء فيما لا مصلحة فيها، لئلا يؤدى إلى السهر، ويخاف منه غلبة النوم عن قيام الليل أو الذكر فيه أو عن صلاة الصبح، ولأن السهر سبب الكسل فى النهار عما يتوجه من حقوق الدين ومصالح الدنيا.
3) لا كراهة في الحديث فيما فيه مصلحة وخير، وذلك كدراسة العلم وحكايات الصالحين ومحادثة الضيف والتأنيث للعروس والأمر بالمعروف ونحوه.
? صحيح البخاري ?
21- بَابُ وَقْتِ العِشَاءِ إِذَا اجْتَمَعَ النَّاسُ أَوْ تَأَخَّرُوا.
? حديث رقم (565):
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، هُوَ ابْنُ الحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: سَأَلْنَا جَابِرَ بْنَ عَبدِ اللهِ عَنْ صَلاَةِ النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ: «كَانَ يُصَلِّي الظُّهْرَ بِالهَاجِرَةِ، وَالعَصْرَ وَالشَّمْسُ حَيَّةٌ، وَالمَغْرِبَ إِذَا وَجَبَتْ، وَالعِشَاءَ إِذَا كَثُرَ النَّاسُ عَجَّلَ، وَإِذَا قَلُّوا أَخَّرَ، وَالصُّبْحَ بِغَلَسٍ».
? الفوائد:
1) أشار بهذه الترجمة إلى الرد على من قال إنها تسمى العشاء إذا عجلت والعتمة إذا أخرت أخذا من اللفظين، فاحتج عليه المصنف بأنها قد سميت في حديث الباب في حال التقديم والتأخير باسم واحد.
2) في الحديث دلالة على أن الصلاة في وقتها أفضل.
3) أجمع العلماء أن وقت العشاء الآخرة مغيب الشفق، وهو: الحمرة التى تكون فى المغرب بعد غروب الشمس، وقيل: البياض الذى بعد الحمرة، فإذا غاب ذلك البياض وجبت العشاء الآخرة.
4) فيه دليل على أن الأفضل في صلاة الإمام العشاء الآخرة مراعاة حال المأمومين المصلين في المسجد، فإن اجتمعوا في أول الوقت فالأفضل أن يصلي بهم في أول الوقت، وإن تأخروا فالأفضل أن يؤخر الصلاة حتى يجتمعوا؛ لما في ذلك من حصول فضل كثرة الجماعة، ولئلا يفوت صلاة الجماعة لكثير من المصلين.
? صحيح البخاري ?
20- بَابُ ذِكْرِ العِشَاءِ وَالعَتَمَةِ وَمَنْ رَآهُ وَاسِعًا.
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: عَنِ النَّبِيِّ ﷺ: «أَثْقَلُ الصَّلاَةِ عَلَى المُنَافِقِينَ العِشَاءُ وَالفَجْرُ».
وَقَالَ: «لَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي العَتَمَةِ وَالفَجْرِ».
قَالَ أَبُو عَبدِ اللهِ –هو البخاري-: وَالاِخْتِيَارُ أَنْ يَقُولَ العِشَاءُ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمِنْ بَعْدِ صَلاَةِ العِشَاءِ}.
وَيُذْكَرُ عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: «كُنَّا نَتَنَاوَبُ النَّبِيَّ ﷺ عِنْدَ صَلاَةِ العِشَاءِ فَأَعْتَمَ بِهَا».
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، وَعَائِشَةُ: «أَعْتَمَ النَّبِيُّ ﷺ بِالعِشَاءِ.».
وَقَالَ بَعْضُهُمْ، عَنْ عَائِشَةَ؛ «أَعْتَمَ النَّبِيُّ ﷺ بِالعَتَمَةِ.».
وَقَالَ جَابِرٌ: «كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يُصَلِّي العِشَاءَ».
وَقَالَ أَبُو بَرْزَةَ: «كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يُؤَخِّرُ العِشَاءَ».
وَقَالَ أَنَسٌ:«أَخَّرَ النَّبِيُّ ﷺ العِشَاءَ الآخِرَةَ».
وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ، وَأَبُو أَيُّوبَ، وَابْنُ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ: «صَلَّى النَّبِيُّ ﷺ المَغْرِبَ وَالعِشَاءَ».
?حديث رقم (564):
عن عَبْد اللهِ، قَالَ: صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ لَيْلَةً صَلاَةَ العِشَاءِ، وَهِيَ الَّتِي يَدْعُو النَّاسُ العَتَمَةَ، ثُمَّ انْصَرَفَ فَأَقْبَلَ عَلَيْنَا، فَقَالَ: أَرَأَيْتُمْ لَيْلَتَكُمْ هَذِهِ، فَإِنَّ رَأْسَ مِئَةِ سَنَةٍ مِنْهَا، لاَ يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ أَحَدٌ.
? شرح المفردات:
( أَعْتَمَ) أي: أخر حتى اشتدت عتمة الليل وهى ظلمته، والمعنى: أخر صلاة العتمة وأبطأ بها.
(صَلَّى لَنَا): أي لأجلنا أو اللام بمعنى الباء.
(لاَ يَبْقَى): أي لا يعيش، أراد قيام ساعة الأحياء حينئذ وموتهم كلهم، وهذه الساعة الوسطى، والساعة الصغرى موت كل إنسان في نفسه، فمن مات فقد قامت ساعته الصغرى، ومن ظن أنه أراد بذلك قيام الساعة الكبرى فقد وهم.
? الفوائد:
1) جواز تسمية العشاء بالعتمة من غير كراهة، وإن كان تسميتها بالعشاء أفضل اتباعاً لقول الله عز وجل: {وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ}.
2) علق البخاري حديث أبي موسى بصيغة التمريض؛ حيث قال (وَيُذْكَرُ عَنْ أَبِي مُوسَى) مع أنه قد أخرجه في صحيحه مسندا برقم (567)؛ فدل على أن هذه الصيغة عنده لا تقتضي ضعفًا فيما علقه بها، إلا أن أغلب ما يعلق بها ما ليس على شرطه.
3) غاير المصنف بين هذه الترجمة والتي قبلها مع أن سياق الحديثين الواردين فيهما واحد وهو النهي عن غلبة الأعراب على التسميتين وذلك لأنه لم يثبت عن النبي ﷺ إطلاق اسم العشاء على المغرب وثبت عنه إطلاق اسم العتمة على العشاء.
4) ماورد من النهي عن تسمية العشاء العتمة هو من باب خلاف الأولى، ولا بعد في أن ذلك كان جائزا فلما كثر إطلاقهم له نهوا عنه.
5) فضيلة صلاتي الصبح والعتمة، فهي أثقل الصلاة على المنافقين، وهو وقت راحة البدن، فإنهما يخلوان في الأكثر من رؤية أكثر الناس، فالمنافق والمرائي الذي لا يصلي إلا لأجل الناس، لا يمكنه في العصر والظهر ما يمكنه في الفجر، فإنه يغلظ في الفجر والعتمة.
6) فيه أن الله تعالى أطلع رسوله ﷺ على ذلك الغيب.
7) وفيه تذكير بقصر الأعمار وقلة البقاء في الدنيا.
قناة احمد علي على تيليجرام ( شروحات تقنية ، تطبيقات ، أفلام ومسلسلات ، خلفيات ، و المزيد )
Last updated 1 week ago
يرمز تيليجرام إلى الحريّة والخصوصيّة ويحوي العديد من المزايا سهلة الاستخدام.
Last updated 3 months, 2 weeks ago
- بوت الإعلانات: 🔚 @FEFBOT -
- هناك طرق يجب ان تسلكها بمفردك لا اصدقاء، لا عائلة، ولا حتى شريك، فقط انت.
My Tragedy Lies With Those Things That Happen in One Second And Remain
- @NNEEN // 🔚: للأعلانات المدفوعة -
Last updated 4 days, 5 hours ago