واعلم أن الإنسان ما دام يُؤمّلُ الحياة فإنّه لا يقطع أمله في الدنيا، وقد لا تسمح نفسه بالإقلاع عن لذّاتها وشهواتها من المعاصي وغيرها، ويرجّيه الشيطان التوبة في آخر عُمُره، فإذا تيقن الموت، وأيس من الحياة، أفاق من سكرته بشهوات الدنيا، فندم حينئذ ندامةً يكاد يقتل نفسه، وطلب الرجعة إلى الدنيا ليتوب ويعمل صالحا، فلا يجاب إلى شيء من ذلك، فيجتمع عليه سكرة الموت مع حسرة الفوت.

وقد حذّر الله تعالى عباده من ذلك في كتابه ليستعدوا للموت قبل نزوله، بالتوبة والعمل الصالح؛ قال الله تعالى: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ، وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ، أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ}.
[لطائف المعارف، لابن رجب]

تلاوة من سورة الزمر
القارئ: عبدالرحمن الشويع
مسجد المحارب ، الكويت
.

سبحان الله
الحمد لله
لا إله إلا الله
الله أكبر

https://t.me/fadlehhcbu

كان من هدي السلف مع اقتراب شهر رمضان ترويض النفس على الطاعة خاصة الصلاة حتى إذا دخل شهر رمضان كانوا مستعدين للتهجد وقيام الليل

فليس من المعقول أن تكون طيلة السنة تنام عن صلاة قيام الليل ثم مع دخول شهر رمضان سوف تستطيع القيام في صلاة التراويح هذا من الخيال سيكون هذا الأمر في غاية المشقة

نعم قد تجتهد على هذه الحال بعض الأيام ثم نفسك التي لم تروضها من قبل لن تعينك على قراءة القرآن ولا على القيام ولا حتى على الصلاة في جماعة

وهذا أمر مجرب تجد أول أيام رمضان المساجد مليئة من المصليين ومن الذين يقرؤن القرآن وما هي إلا أيام قليلة وإذ المساجد فارغة ولم يبقَ إلا ثلة من الصادقين الذين كانوا مجتهدون من قبلُ

فالعاقل من اشتغل في هذه الأيام بمجاهدة النفس والطاعة والعبادة حتى إذا جاء رمضان يكون في غاية النشاط لاستقبال هذا الشهر المبارك الذي من قامه إيمانًا واحتساب غفر له ما تقدم من ذنبه جعلنا الله وإياكم منهم.

قال الله تعالى : ( وإنها لكبيرة ) أي : مشقة ثقيلة إلا على الخاشعين .

قال ﷺ : جُعلت قرّة عيني في
الصلاة .

قال النبي ‏ﷺ : أرحنا بها يا بلال .

قال ابن القيم عن بعض السلف: إنِّي أدخل في الصلاة فأحمل همَّ خروجي منها ويضيق صدري إذا عرفتُ أني خارج منها.

قال أبو زيد: سُقت نفسي إلى الله وهى تبكى، فما زلت أسوقها حتى انساقت إليه وهى تضحك.