السلام عليكم ورحمة الله

هذه رسالة من أحد الطلبة:
"سلام الله عليك أخي أمين اتمنى ان تكون بخير وعلى خير 
سأدخل في الموضوع مباشرة تبقى يومين على البكالوريا وانا لم اكمل مواد الحفظ ولم اعد قادرا على الاستمرار ماذا تنصحني ان شاء الله تشوف رسالتي وتقدر تجاوبني بارك الله فيك والسلام عليكم
"

وهذه إجابتي على سؤاله:
"أنصح بأن تراجع ما حفظته جيدا خاصة الفصل الأول. وإن  استطعت احفظ الأمور المهمة التي لم تحفظها مثلا إذا كنتَ لم تحفظ الشخصيات الجزائرية الثورية فاحفظها كالعربي بن مهيدي وبوضياف لأنها دائما ترد في البكالوريا. 
خذ نظرة على ملخصاتك (أو ملخصات غيرك) في المواد الأساسية لتذكر القوانين وبعض الأفكار.

الفكرة ببساطة أن تتدارك ما استطعت من النقائص دون إجهاد نفسك. واياك ثم اياك السهر في اسبوع البكالوريا، نم بشكل كافي وقم بتغذية جيدة واحرص على اجتناب الاخطاء كتغيير الموضوع بعد مضي نصف ساعة أو نسيان وثائقك من بطاقة التعريف وغيرها (وإن نسيتها ثم تذكرت فلا ترجع إن علمت أن رجوعك لن يكون في الوقت، اذهب ولو بغير الوثائق، لان الباب يغلق قبل ربع ساعة من الامتحان وان أُغلق فلا يفتح) 

ولا تنس اهم شيء هو الدعاء وأنك سائر الى معدل كتبه الله لك، ولست مطالبا بالنتائج، إنما أنت مطالب بالعمل والسعي، والله لن يضيع أجرك إن كان عملك له وحده. مهما كانت نتيجة البكالوريا، فالله لا يضيع أجر من أحسن عملا.

بالتوفيق والسداد.
"

وأريد أن أؤكد على نقطة نسيان الوثائق. احرصوا على أن يرتب كل واحد منكم أموره وأغراضه ليلة الامتحان أو قبلها وليس حين يستيقظ للامتحان، تفاديا للعجلة التي قد تؤدي الى نسيان الوثائق. لكن هب أنك نسيت الوثائق ثم تذكرت في طريقك الى الامتحان، إذا كنت متأكدا أنك اذا رجعت لاخذها ثم عدت فسيكون قبل 20 دقيقة من الامتحان فارجع وخذها، والا فإياك ثم إياك أن ترجع. لان الباب يغلق قبل ربع ساعة من الامتحان ولن يفتح لك باي حال من الاحوال. لذلك فلتكن في مركز الامتحان على الاقل 25 دقيقة قبل الامتحان.

النوم الجيد أهم من الدراسة في هذه الأيام لانكم تحتاجون الى التركيز أكثر من احتياجكم للمعلومة. لكن تحدثنا عن خطورة عدم وضع عدة منبهات وتوكيل عدة أشخاص من الأسرة لإيقاظك.

أنصح كذلك بأخذ نظرة على منهجية تحليل نص في حال ورود مقالات لا تعرفها ولا يمكنك الإجابة فيها جيدا.

هذه البكالوريا قد تكون أفضل بكالوريا لانها في العشر الأوائل من ذي الحجة وهي أفضل ايام السنة كاملة عند الله.

أسأل الله أن يوفقكم ويسددكم جميعا.

لكن هاهنا نقطة خطيرة جدا وهو أن يضيع عليك الامتحان بسبب النوم، وهذا أنا شهدته إذ حدث لزميلي في القسم. لما كان اخر يوم رجع من امتحان الفيزياء فنام قليلا من تعبه، ولم يستيقظ ففاته اخر امتحان وأعاد السنة. ضع أكثر من منبه أيام البكالوريا ووكل أكثر من شخص من عائلتك ليوقظوك.

كنتُ قد كتبتُ مقالا حول النوم لكن ذلك كان في فصل الشتاء أين كان الليل طويلا وفيه وقت للدراسة ليلا ثم النوم. أما الان فالليل مدته قصيرة. ولذلك أرى أن ينام الطالب بعد العشاء مباشرة ثم يستيقظ ويصلي الصبح، ثم يلبث قليلا لقراءة بعض الأذكار أو القران ثم أن يرجع مجددا للنوم، بخلاف ما قلته لكم من قبل من البقاء مستيقظين بعد الفجر. وهذا خاصة أيام البكالوريا. عليكم بالنوم بالقدر الكافي حتى إذا جاء وقت الامتحان كنت في قمة تركيزك ولست متعبا. امتحان العلوم مثلا أربع ساعات ونصف فلا بد من الراحة قبلها.

ضع هذه الاية نصبَ عينيك "قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا"، وانس أهدافك التي وضعتها في بداية السنة. مهما اجتهدت فهناك من اجتهد أكثر، وقد تُوفَق أنت ولا يوفق هو لحكمة يعلمها الله. كم مِن مَن نجحوا في البكالوريا بمعدلات عالية ثم أصابهم حادث مرور بعدها بقليل فكان سببا في نهاية حياتهم، وكم ممن تعب ثم تحصل على معدل أقل مما كان يرجوه ففتح الله له بابا في التجارة وأغناه، أو فتح له في تخصص غير الذي أراده فتميز فيه. البكالوريا ليست الباب الوحيد للنجاح لكنه تجربة تحسن شخصيتك وتطور منها فلا تعطوه أكبر من حجمه.

والداي وأساتذتي كانوا جميعا ينتظرون مني شيئا مشرفا وهذا كان ضغطا علي، لكن أكبر شيء خفف عني هو قول الله تعالى :"قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا"
هذا جعلني في النهاية أنسى هدفي وهو المركز الأول، وأنسى أن علي أن أفرح والدي. بل أركز فقط في اغتنام الوقت الباقي ثم الذهاب للامتحان لأفرغ كل ما تعلمته وحفظته وراجعته، لا أكثر ولا أقل.

اعلموا إخواني وأخواتي أن القلق في هذه الفترة هو الأمر الطبيعي، حتى من المجتهدين. بل إن عدم القلق هو الأمر الغريب العجيب. وهذا لأنكم تعبتم طوال السنة والان ترجون ثمرة تعبكم. قد تشعر أنك لم تدرس كفاية أو أنك نسيت الدروس، لكن واصل اجتهادك ومراجعتك الشاملة حتى اخر لحظة بقدر استطاعتك. واعلم أن هذا الإحساس بالقلق بالخوف طبيعي.

وأنا لا أقول هذا لرفع معنوياتكم بتحفيز واه أو كلام فاض، لا إن القلق اعتراني أنا شخصيا خاصة في الأسبوع الأخير حتى بلغي بي مبلغا جعل عيناي تفيضان دمعا. وإن كنتُ لا أحب مشاركة هذا لكن أخبركم به حتى تعلموا أن القلق شعور طبيعي.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أتمنى أنكم جميعا بخير.

بعد انتهاء السنة الدراسية وعودتي الى الجزائر صليتُ في أحد المساجد وإذ برَجل يوزعُ على المصلين قصاصات من الورق فيها "ادع لايمان بالنجاح في بكالوريا 2024". إنها طالبة علم أعدت هذه القصاصات وطلبت من الرجل توزيعها على المصلين. فنسأل الله لإيمان أن تنجح بأحسن مما ترجوه هي، ونسأل الله الموفِق أن يوفقها لكل خير وكل من قال امين. ولكم جميعا بالمثل وزيادة إن شاء الله.

لقد قطعتم شوطا كبيرا يا طلبة العلم في هذه السنة التي لا شك انها ليست بالسهلة، فاستمروا في اجتهادكم. لا يغتر المتقدم بتقدمه، ولا ييأسن المتأخر من تأخره. ليس هذا الوقت وقت الفتور. تذكروا انكم كلما اقتربتم من موعد البكالوريا تضاعفت أهمية الوقت. اجمعوا بين مراجعة القديم، وتعلم الجديد من الدروس، وليضع كل -بحسب تقدمه- الخطة ليتم البرنامج كاملا بحلول شهر ماي وليس جوان، لان الشهر الذي قبل البكالوريا هو مرحلة لاعادة الاطلاع على العام الدراسي بشكل شامل، حتى تطمئن أنك على اطلاع بكافة البرنامج.

تذكروا قول الله "وأَنْ ليس للانسان إلا ما سعى" ولم يقل ربنا "الا ما أنجز"، فالسعي بصدق النية واخلاصها لله تعالى والرغبة فيما يرضيه من اسعاد الوالدين واعفاف النفس هو المقصود الأهم، وما المعدل الا رقم كتبه الله لك وانت سائر اليه لا محالة، مع ضرورة الأخذ بالأسباب بقوة وعدم التواكل، فاطمئن أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.

لا تنسوا الدعاء لاخواننا في فلسطين، وسوريا، والسودان وكل مكان فيه الاسلام، بالنصرة والعزة والتمكين.
أتمنى لكم كل التوفيق،
والسلام عليكم

السلام عليكم ورحمة الله،
ان شاء الله أموركم كلها بخير،
قضية مهمة تشغل العديد من الطلبة هي قضية النوم وما يتعلق به من الجدال بين الدراسة الصباحية الباكرة والسهر ليلا.
لست بخبير في النوم، لكن أردت أن أشارك وجهة نظري:
أنا شخصيا أفكر في النوم على الخطوات التالية:

1متى يجب أن أستيقظ؟
2كم يجب أن أنام من الوقت؟
3عندئذ الفرق بينهما هو وقت النوم

أما الاولى فهي الأهم، اسأل نفسك عن وقت الاستيقاظ قبل أن تسأل عن وقت النوم، يجب أن تكون أولويتك والخط الأحمر الذي لا تنازُلَ عنه هو صلاة الصبح في وقتها في المسجد للرجال وفي وقتها في البيت للنساء. فوالله لو صرتَ الأول في البكالوريا، ثم اخترت أحسن تخصص، وصرت فيه الأفضل عالميا، وحزت بذلك أحسن الوظائف وأعلى الرواتب، لكانت صلاة الفجر -التي هي السنة قبل صلاة الصبح فقط- مرة واحدة في يوم واحد خيرا من ذلك كله. الدليل؟ قوله - صلى الله عليه وسلم-: "ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها". هذا فضلا عن البركة العظيمة للبكور في الدراسة وفي كل الأعمال لدعائه صلى الله عليه وسلم: "اللهم بارك لأمتي في بكورها". وتفكيرٌ أعلى درجة من الذي سبق هو الاستيقاظ قبل أذان الفجر ولو بنصف ساعة. لأن الله في الثلث الاخير من الليل ينزل الى السماء الدنيا نزولا يليق بجلاله وينادي "من يدعوني فأستجيبَ له؟ من يسألني فأعطيَه؟ من يستغفرني فأغفرَ له؟" فادع لنفسك بالتوفيق في ذلك الوقت، وادع كذلك لاخوانك في فلسطين وفي سوريا وفي السودان وكل بلاد المسلمين بالنصرة والتأييد. لكن حاول أولا أن تثبت على صلاة الصبح فقط حتى تصير عادة ثم اجتهد في التفكير الثاني، لأن من مداخل الشيطان اذا أردت أن تصلح نفسك أن يزين لك الاجتهاد في أصعب الأمور دون تدرج، وذلك حتى تترك الأمر برمته.

ثانيا، كم هي مدة النوم؟ أنا شخصيا أرى أن ست ساعات الى سبع جيدة جدا وكافية. من الناس من ينام أقل من ست ساعات وينهض بنشاط، وقد ورد عن علماء المسلمين أنهم كانوا يسهرون الليالي في طلب العلم، ثم يقومون من الليل، ومع ذلك ينهضون باكرا بقوة. لكن في مثل حالنا كطلبة علم، أنصح بالثبات أولا على روتين نوم ست الى سبع ساعات، اضافة الى أخذ قيلولة لا تتجاوز خمسا وعشرين دقيقة، بعد الظهيرة أو قبلها، فهي مفيدة جدا جدا جدا (لمزيد من التفاصيل العلمية ابحثوا عن power nap). هذه الكيفية من خلال تجربتي وتجربة الكثيرين أحسن من النوم في الليل لمدة ثمان ساعات دون قيلولة والله أعلم. ولاحظ هنا أنني أؤكد على ضرورة الالتزام بِرُوتين محدد، لانك اذا لم تثبت وقتا محددا للنوم والاستيقاظ فسيلازمك الارهاق والتعب.

ما هو وقت النوم اذن؟ هذا مثال للتوضيح وأنت حدد ما يناسبك:
اذان الفجر في الجزائر 6:20 تقريبا، اذن فيلكن الاستيقاظ على 6:00.
قلنا أن مدة النوم على الأقل ست ساعات، وعليه فانك على الساعة 00:00 يجب أن تكون نائما (من لاحظ منهجية العلوم هنا؟?)
لكن بما أن الدخول في النوم يستغرق وقتا، فالذهاب للنوم يكون 11:30 ليلا، وهذا هو الوقت الذي ينتهي فيه يومك اجباريا ولا دراسة بعده لان ذلك قد يهدم اليوم الموالي كله بسبب قلة النوم، "فالبداية الفعلية لليوم هي ليلته" كما قيل، وفيها تحدد مهام اليوم الموالي.

واعلم رعاك الله أن هذا الذي قلناه -وان كان ليس بصعب- الا انه لا يحدث بين عشية وضحاها، وانما ستكون أشق الأيام هي الأيام الاولى، فاصبر على الأقل اسبوعا أو أسبوعين على عقبات البداية، ومنها:

النعاس الشديد في الصباح عند الاستيقاظ وحتى بعد صلاة الصبح. وهذا أمر كنت أواجهه سنة البكالوريا ولا زلت، ولكن فلتصبر عليه ولا تنم حتى يحين وقت القيلولة. وهذا أمر أؤكد عليه لأن امتحانات المواد الأساسية في البكالوريا كلها صباحا ولا بد أن تعتاد على أن تكون في قمة نشاطك في ذلك الوقت وليس في الليل. ومن الأمور التي يمكنك فعلها ان أحسست بالنعاس الشديد شرب القهوة (لكن لا تكثر، مرة واحدة صباحا في اليوم تكفي)، الخروج في ذلك الصباح الباكر والتعرض للضوء والهواء، التحدث مع نفسك حتى لا تنام، دراسة المادة التي تحبها أو مشاهدة الاستاذ الذي تحب شرحه وكذا التغيير بين المواد حتى تحفز دماغك كي لا ينام، وشرب الكثير من الماء، والقيام بحركات رياضية لدرء النعاس.

عدم النعاس في الوقت المحدد للنوم وبالتالي الرغبة في السهر، وهذا أيضا طبيعي في البداية، لكن أجبر نفسك على النوم في الوقت المحدد. اذهب الى الفراش وان لم ياخذك النعاس، واقرأ أذكار النوم أو كتابا، وابتعد كل البعد عن كل الشاشات على الأقل ساعة قبل النوم (ادرس في الليل الأمور التي لا تحتاج الى شاشة كالتمارين المطبوعة أو حفظ الدروس أو غيرها لأن الشاشة تحفز العين وهو أمر لا نريده ليلا)

أتمنى لكم كل التوفيق، فاجتهدوا وتذكروا قول ربنا: "ومن يتوكل على الله فهو حسبه"
اليوم يوم الجمعة فأكثروا من الصلاة على حبيبنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وليقرأ كل منا سورة الكهف قبل غروب الشمس ليضاء له ما بين الجمعتين.
واخر ساعة قبل الغروب ساعة استجابة فألحوا على الله الدعاء لاخوانكم الذين يُقصَفون أُسَرا كاملة بلا رحمة.
يمكنكم الدعاء بهذا الدعاء:
اللهم لك الحمد كله ولك الشكر كله واليك يُرجَع الأمر كله علانيته وسره، سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته، اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد، اللهم احم غزة وأهلها، اللهم بردا وسلاما على أهل غزة، اللهم انصرهم، واهزم يا رب اليهودَ الغاصبين المعتدين فانهم لا يُعجِزونك.