هي أيام ثقال مَرّت وضرّت وأوجعت، وأنهكت، وأرهقت أرواحنا، هونها يا الله فليس لنا سواك، لقد ضاقت ولا ملجأ إلا إليك اللهم ألطف بنا فيما أجرت، ولا تحملنا مالا طاقة لنا به، وَنَسألُكَ اللهم جبرًا وإنْ كُنَّا لا نستَحِق

يجب أن تُدرك بأن حوائج الناس مقضية مقضية، لكن عندما يختارك الله لتكون سبباً في قضائها فهذا فضلٌ منه، وأفضل الناس عند الله شخص تُقضى على يده للناس حاجات.

‏﴿وَاللَّهُ يَقبِضُ وَيَبسُطُ﴾ إذا شعرت في أي وقتٍ أنَّك في قبض، أيّ في ضيق، فأبسط في الصدقة، في الكلمة الطيبة، في عون الناس، في الغفران والتجاوز، في الإحسان، لعلَّ الله يبسط لك.

عندما تخور قواك، ويستنزف الهمُّ طاقة إشراقك، فتلجأ إلى ترداد لا حول ولا قوَّة إلا بالله فاعلم أنَّك هُديت إلى ركنٍ حصين؛ ذلك بأنَّ استشعار معنى الحوقلة بحدِّ ذاته يرمِّم صدوع القلب، فكيف بك عندما تلمس أثرها على أيَّامك.

‏اللهم احفظ بعينك التي لا تنام كل شبر في غزة، اللهم إنا نستودعك رفح وأهلها يا من لا تضيع عنده الودائع

اللهم إنا نرجو جبرك، ونرتقب فرجك، فلا نعول إلا عليك، ولا نؤمل إلا فيك، فارزقنا يا ربنا بشرى تمحو حزننا، وتطفئ حربنا، وتعيد لنا بهجة الحياة.

علمتني هذه الحـرب أن سرعة نسيان الناس لك بعد موتك مخيفة، فلا ترضي أحد سوى الله !!

‏اللهم إنا نسألك في غزة أماناً لا خوف بعده، وكرامة لا إهانة بعدها، وسعادة لا شقاوة بعدها

‏إذا كان صبرُ ساعة في سبيل الله خيرٌ من قِيام ليلة القَدر عِند الحَجر الأسودُ، فَكيف بنا وقد صبرنا 200 يوم أي 4800 ساعة، لله دَرَّنا ما أعظَم أجرُنا ومَا أروع صَبرنا واحتسابنا

‏اللهمَّ إنَّكَ عفُوٌّ تُحِبُّ العفوَ فاعفُ عنَّا، وعن والدِينا، وعن شُهدائنا وعن صحبِنا، وعن أحبَّائنا، وعن معارِفنا، وعمَّن بالخيرِ ذكرَنا، وعن كلِّ مؤمنٍ دخلَ بيتَنا، وعن المسلمينَ والمسلمات الأحياء منهم والأموات.