وغَمِّي لا يُزيلُه إلَّا قُرْبكَ يا بنَ موسى

(عن سليمان بن مهران قال: دخلت على الصادق وعنده نفر من الشيعة، فسمعته وهو يقول: “معاشر الشيعة، كونوا لنا زينًا ولا تكونوا علينا شينًا.”)

أحيانًا يتحول الغطاء الديني إلى وسيلة لتصدر المشهد أو جذب الأنظار، مما يؤدي إلى نتائج عكسية تضر بجوهر القيم التي نسعى لإبرازها. قد تبدو بعض الأفعال وكأنها تعبير عن الالتزام، لكنها إذا قُدمت بطريقة خاطئة أو أصبحت مادة للتندر والاستهزاء، فإنها تفقد هدفها النبيل وتُسيء أكثر مما تُصلح.

الالتزام الحقيقي لا يحتاج إلى استعراض، بل يظهر في الأفعال الصادقة والنوايا الخالصة التي تعكس التواضع والأخلاق. فإن كنا نريد أن نكون زينًا لا شينًا، علينا أن نكون أكثر وعيًا في تقديم رسالتنا، كي لا تتحول إلى ترند عابر يُستهزأ به بدلاً من أن يُحترم.

قال ابن قتيبة في كتابه «الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية لابن قتيبة» (ص54):
«وتحامى كثير من المحدثين أن يحدثوا بفضائله كرم الله وجهه أو أن يظهروا ما يجب له، وكل تلك الأحاديث لها مخارج صحاح، وجعلوا ابنه الحسين عليه السلام خارجياً شاقاً لعصا المسلمين حلال الدم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من خرج على أمتي وهم جميع فاقتلوه كائناً من كان)) وسووا بينه في الفضل وبين أهل الشورى لأن عمر لو تبين له فضله لقدمه عليهم ولم يجعل الأمر شورى بينهم وأهملوا من ذكره أو روى حديثاً من ‌فضائله، حتى تحامى كثير من المحدثين أن يتحدثوا بها وعنوا بجمع فضائل عمرو بن العاص ومعاوية كأنهم لا يريدونها بذلك وإنما يريدونه فإن قال قائل: أخو رسول الله صلى الله عليه وسلم علي وأبو سبطيه الحسن والحسين وأصحاب الكساء علي وفاطمة والحسن والحسين، تمعرت الوجوه وتنكرت العيون وطَرَّت حسائك الصدور، وإن ذكر ذاكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من كنت مولاه فعلي مولاه)) .
و (أنت مني بمنزلة هارون من موسى) وأشباه هذا التمسوا لتلك الأحاديث المخارج لينتقصوه ويبخسوه حقه بغضاً منهم للرافضة»

جريمة حب الإمام علي عليه السلام أعظم من الطعن بالله تبارك اسمه عند المحدثين

قال الفخر الرازي: أن هؤلاء المحدثين يجرّحون الرواةَ بأقلّ العلل؛ أنه كان مائلاً إلى حبِّ علي رضي الله عنه فكان رافضيًا فلا تُقبل روايته، وكان معبد الجُهَني قائلاً بالقدر فلا تُقبل روايته، فما كان فيهم عاقل يقول: إنه وصف الله تعالى بما يبطل إلهيته وربوبيته فلا تُقبل روايته؟! إن هذا من العجائب. تأسيس التقديس، دار نور الصباح، ص216.

ورد عن الامام جعفر الصادق عليه السلام:

كان رسول الله يأكل أكل العبد،
ويجلس جلسة العبد، ويعلم أنّه عبد.

المصدر: الكافي ج٦ ص٢٧١

https://t.me/razawia لكلِّ قلبٍّ رضويٍّ عاشق ??