يا كرام، لا تنسوا غزّة، لا تتوقفوا عن الوقوف مع أهلها ولو بتوفير الطعام والشراب والمأوى، فالحال شديد والوضع صعب، والله المستعان.

أكثروا من الصلاة علي رسول الله ﷺ.

يخرج النبي ﷺ ذات يوم ومعه من معه من صحابته، يخرج قاصدًا المقبرة، ذلك الصندوق المبهم الذي يحوي أناسًا دافعوا عنه في يوم من الأيام، يحوي أناسًا اعتنقوا دينه، وآمنوا بمبادئه وبذلوا أرواحهم لنصرة الحق، يأتيهم ليخصهم بدعاء ممزوج بلهفة الشوق، وكأن الشوق يذكر بالشوق:

وأبرَحُ ما يكونُ الشوقُ حِينًا
إِذا دنَتِ الْخِيَامُ مِن الخِيَامِ

فينظر إلى صحابته ويقول: «وَدِدتُ أنَّا قد رأينا إخوانَنا!»، تعجب الصحابة الذين يحيطون به، وفي اعتقادهم أنهم إخوةٌ له، فقالوا: أولسنا إخوانك يا رسول الله؟ فقال النبي ﷺ: «أنتم أصحابي، وإخواني الذين لم يأتوا بعد».

إن ملامح وجهك، ونبرات صوتك، وجمال أحاديثك: مما كان النبي ﷺ يتمنى أن لو رآها، وسمعها، وعاش معها.

هناك انكسار ما في قلب الرجل النبيل، انكسار شوق، وحنين خاص لا يمكن التعبير عنه باللغة، ولكن زفرات الشوق هي من تعبر عنه: «وَدِدْنا أَنَّا قد رأينا إخوانَنا».

يتحدث ذات شوق وشيء أقدس من الدموع يلوح في أحرفه: «مَن أَشَدُّ أمتي لي حبًّا: ناس يكونون بعدي، يود أحدهم لو رآني بأهله وماله».

هل خطر ببالك أن هذا النبي المهموم بدعوته، والمشغول بأحداث زمنه المَّوار، والمنصرف لتدبير شؤون دولته، سيعبر يومًا ما عن شوقه إليك؟

نعم شوقه إليك أنت أيها القارئ!

لقد كان النبي مشتاقًا إليك، حَدِبًا عليك، يتمنى أن يراك، وأن يجلس معك، وأن يحدِّثَك حديثًا مليئًا بالحب.

[علي بن جابر الفيفي | الرجل النبيل]

دقات قلب المرء قائلة له
إن الحياة دقائق وثواني

فارفع لنفسك بعد موتك ذكرها
فالذكر للإنسان عُمر ثاني

- أحمد شوقي

يتكاسل البعض عن ‌أذكار الصباح⁩ والمساء؛ ظنًّا منهم بوجوب قولها كاملة مرتبة كما هي في ‌حصن المسلم⁩، أو اللوحات.

‏يكفي قول واحد أو أكثر كما قال النووي.
‏لا تعجز عن المعوّذات والإخلاص ثلاثًا، وآية الكرسي.

‏المهم لا تحرم نفسك التحصين من شرور الإنس والجن.

‏وإن قلتها كلّها فهو أفضل وأكمل.

ش. عبدالله العجيري

﴿إِنَّ المُتَّقينَ في جَنّاتٍ وَنَهَرٍ۝في مَقعَدِ صِدقٍ عِندَ مَليكٍ مُقتَدِرٍ﴾