في الخارج، تتراكم الثلوج على الشرفة
في الداخل، تتوهج المدفأة
الحجرة دافئة، أكثر من اللازم، ربما
ذلك الدفء الذي يشعرك بالنعاس
إلا أنك تبقى مستيقظًا على أية حال
تتابع تبدل الضوء؛ ذهبي، أحمر، لا شيء، ثم ذهبي ثانية
الحذاء بمحازاة الجدار، مبتلًا لم تزل
المعطف معلق على الباب
الثلج يذوب في بركة على الأرض
والوشاح ملقى على الكرسي، خيوطه المنفلتة تمشط الهواء

تجلس جوار النافذة
متابعًا تساقط الثلوج ملتحفًا البطانية التي تخدش بشرتك
تحكمها، فتذكرك بالبلوفرات التي كانت تغزلها جدتك
بغرز ضيقة للغاية؛ لتحفظ الحرارة
بالكثير من الخيوط في كل صف
والكثير من الحب الذي عجزت عن الإفصاح عنه

الثلج أخف الآن، مكتوم
تفكر في هدوئه
في كيف أن الصمت هو ما يتبقى بعد ما يستقر كل شيء..
الدفء يعم - فقط - عندما تسمح له بالدخول.

.

ماي أيجون - ترجمة ضي رحمي

صباح الخير يا سوريا
وأنتِ تخرجين من فستانكِ المجروح
إلى فستانٍ نصنعه لكِ بقلوبنا
رجالاً و نساء، شبابًا و درّاق
من كلّ بيتٍ زر
من كلّ طائفةٍ تفاحة
من كلّ مدينةٍ برتقالة
من كلّ فمٍ قبلةٍ وصباح الخير

صباح الخير عليكِ يا سوريا
وعلى زقزقة بناتكِ.

هادي عجم

ليلة ماطرة
أتخيّل لو أستيقظ في ساعات مبكّرة من الصباح والبرد يلسع أكتافي، فأرتدي معطفي وحذاء الفرو المنزلي خاصّتي، والضباب على شبابيك البيت وفي عينيّ، أمرّ بالصدفة بجانب الباب، وإذ برسالة ورقية على الأرض مختومة بالشمع، معطرة ب "كول ووتر"، مجرّد رسالة واحدة فيها خبر عنك كأنها تحمل العالم كله في صباح، أو حتى مظروف فارغٌ من الورق، يحمل كل القلوب الدافئة، يكفي فقط أن يكون معنوناً ب "إلى أقحوانتي"، وموقّعاً باسمك
أتخيل فقط
وأنا طافحة بالخوف والغيوم، وبذكريات هرمة تتكئ على علامات استفهام
أكسر كل العكازات
لكي لا تخيف الأسئلة خيالي الحرّ كعصفورٍ فيطير،
أقرأ في النشرة الجوية أن غداً أيضاً ممطر بالحنين.

يُسمع الآن
"وبكرا لا بدّ السما ما تشتّيلي عالباب
شمسيات وأحباب
ياخدوني بشي نهار"

I would like to share with you my music while working ??

لم أكن يومًا جميلة
ولا بارعة في طرق إغواء الرّجال
الذين يعترفون لي بحبهم

بعيني الخبيثتين
أجعلهم يتمنون لو كنتُ حبيبتهم
لليلة واحدة.

أحيانًا، أشعرُ أنني سيئة
لديّ رغبة بالانتقام
من طفولةٍ ثقيلة

أمنعني من الحب
وأحيانًا أتعثر بظلّ رجلٍ
أحببته
ربّما لدقيقة، أو ساعة
حينما كان قلبي ميتًا
وفضولًا للآخرين
واستراح لأوّل مرّة..

التّعاسة تلازمني
والكبرياء يجرحني
وليس لي أي بيتٍ أعودُ إليه.

مشوهة من كثر الأحزان،
ولا أحد يعرف أنني لا أحتاجُ
إلا لذراعين؛
لأبكي
فأنا خائفة طوال الوقت.

دعاء سويلم

صباح الخير يا جميلة
أتمنى أن تكوني بصحة جيدة
نشيطة كعادتك، ومليئة بالحياة
وأن تجدي شجرة وارفة
ليكون قلبك آمناً
وأن يعود بريق عينيك
فتلمعان كما النجوم
وأن تشعري بالربيع يجري في عروقك
أن تفتحي نافذتك صباحاً
لتطمئنّ الشمس عليك
أتمنى أيضاً
أن يهدأ قلقك
وتنمحي ندوبك
وأن تشعري كثيراً
ولا تفقدي أجمل مافيك
إحساسك.

عزيزي .....

- تعلم أن حديثَا بيننا لا ينقطع... رأيتهما اليوم، كلاهما ممسك بيد الآخر، ظهرهما للعالم وعيونهما للأمام "نحو مستقبل ما".

للإمساك باليد أسباب عدة، كأن تعين أحدهم على القيام أو الجلوس أو حتى عبور الشارع. نمسك بيد أطفالنا صغارًا ليستقيم مشيهم، ونمسك بيد آبائنا كبارًا للغرض نفسه. الأيدي ملكات العالم، أياد تطهو وأياد ترسم وأياد تعزف الموسيقى وأياد تكتب ما نعجز عن البوح به.

أفكر في يدك؛ الطيبة الحنون، التي منذ عرفتها لم أفارقها، أم لم تفارقني؟ اليد بيت، هكذا أقول لنفسي؛ فيها تأمن وتهدأ وترتاح. ويدك بيتي، حيث لا ماضٍ ولا مستقبل، حاضر فحسب.

عزيزي، أحبك وأحب يدك وأحب طمأنينتنا معًا.

- أنا لحبيبي وحبيبي إليّ…

كن بخير..

2021/7/12
ضي رحمي

أحيانًا
ينتهي الحب بضجة؛
يعوي مثل وحش حزين
يصبغ كل شيء بالدماء
يفتح الباب ليتأكد أن الجميع
يمكنهم سماع ما يحدث بالداخل.

أحيانًا
ينتهي بهدوء؛
يحزم حقائبه ولا يترك شيئًا خلفه
- ولا حتى زر معطف -
يقول: آسف
ويحكم غلق الباب
ثم يأخذ التاكسي إلى المطار
ويجلس صامتًا عند بوابة الإقلاع.

.
تريستا ماتيير - ترجمة ضي رحمي

سَندتُ جبيني إلى قلبها
وأغمضتُ، مضطرباً لاهفا

أُملّي خلايايَ من عطرِها
وأُسلمُ أمري لها، نازِفا

ويا حبذا جَزَعي، بينما
تُهدّئُ بي خافقاً عاصِفا!

وتحكي برفقٍ، كما لو تَمسُّ
برفقٍ، مكانَ الأسى الراجفا

تُلامس وجهيَ، فيما أنا
أُحدّقُ في عينِها آسفا..

#خالد_القادري

سؤال:

عزيزتي إيرما،
هناك ذاك الشيء الليلي - القديم الرطب - المخلوق ذو البشرة الطحلبية الذي يتسلل من تحت سريري ويوقظني في الثالثة فجرًا. ليفتح قسرًا عينيّ ويحتكر أفكاري. هذا الشيء الذي يبقيني أرقة، كيف أتخلص منه؟

ترجمة ضي رحمي