في الحقيقة .. مهما سعى العبد في التجرّد من العبودية فلن يقدر .. فإما هو عبدٌ لله أو عبدٌ لهواه و الشيطان ..
ومهما تنكّر للصبر فإنه إن لم يصبر على الطاعة وجد نفسهُ بالضرورة صابراً على المعصية ..

وللإمام إبن القيّم رحمه الله كلماتٌ من ذهب في هذا الباب إذ يقول :" طَالب الله وَالدَّار الْآخِرَة لَا يَسْتَقِيم لَهُ سيره وَطَلَبه إِلَّا بحبسين حبس قلبه فِي طلبه ومطلوبه وحبسه عَن الِالْتِفَات إِلَى غَيره وَحبس لِسَانه عَمَّا لَا يُفِيد وحبسه على ذكر الله وَمَا يزِيد فِي إيمَانه ومعرفته وَحبس جوارحه عَن الْمعاصِي والشهوات وحبسها على الْوَاجِبَات والمندوبات فَلَا يُفَارق الْحَبْس حَتَّى يلقى ربه فيخلصه من السجْن إِلَى أوسع فضاء وأطيبه وَمَتى لم يصبر على هذَيْن الحبسين وفر مِنْهُمَا إِلَى فضاء الشَّهَوَات أعقبه ذَلِك الْحَبْس الفظيع عِنْد خُرُوجه من الدُّنْيَا فَكل خَارج من الدُّنْيَا إِمَّا متخلص من الْحَبْس وَإِمَّا ذَاهِب إِلَى الْحَبْس وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق " [ الفوائد ] .

حميراء | تأملات.

المقارنة تقتل !

لو مثّلتُ المقارنة بشيء لكان سكيناً حاداً جداً .. !
وحدة من المشاهد التي تؤلمني جداً - رغم أنه لا دخل لي - أن أرى زوجةً تُقارنُ زوجها بزوج صاحبتها أو مشهور آخر .. إما أن تقارن علاقتهما فتقول هو يفعلُ لها كذا وزوجي لا يفعل .. أو تقارن مالهُ بمال رجلٍ آخر ..

تشق علي رؤية هذا المشهد خاصة إذا كان زوجها يسعى بجدٍ ليُطعمها الحلال !

يؤذيني أن يسعى طرف - أياً كان - للحلال فلا يُهتّم لأمره .. بل و يتّهم بالتقصير أيضاً .. !

( وليس الأمر كأنني أُدينُ المرأة في المقارنة دون الرجل .. كلاهما في الذنب سواء .. فقط هذا المنشور يتحدث عن الحالة السابق ذكرها .. )

أي سكينة تبقى في علاقة جنت عليها المقارنات يا اخوان ؟
تالله إن الزواج ميثاقٌ غليظ وجب على كل زوجين حمايته من كلّ ما يتعرّض له .. و من جملة ذلك قصرُ الطرف على ما مُتّع به الغير من متاع الدنيا .. فلا تُمَدّ الأعينُ لما عند الناس ولو مزاحاً ..

اعلموا أن شكر النعم يورث البركة .. فاحمدوا الله على ما آتاكم و اشكروه على ما تفضّل عليكم يبارك لكم في ما رزقكم و يزيدكم من فضله .. إنه هو الكريم الجواد..

قال تعالى :﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾[ إبراهيم: 7]

حميراء | خربشات.

الأمر يا إخوتاه عظيم !

هي حربٌ قائمة لإبطال الدعوة المحمدية !
دعاوى إلحادية من جهة لتخطف " المتحررين " من قيود الشرع .. و ماعلموا أنهم بخروجهم من رق العبودية لله التي فيها عزّهم = وقعوا في عبودية الهوى و الشيطان فكتبت عليهم الذلة و المسكنة ..

دعاوى للطعن في العلماء الثقاة .. ورثة الأنبياء كما سماهم النبي ﷺ .. بسبهم و قذفهم ( بلا بيّنة و لا حجة و لا برهان ) من جهة ؛ أو الطعن في مصنفاتهم من جهة أخرى .. فلا يؤخذ من علمهم شيئا .. ولا يُبيّن للناس الحق .. ولا يُعلّموا أمر دينهم ..

بل و طعون حتى في الأحاديث الصحيحة .. طعون في صحيح البخاري- الذي هو أصح كتاب بعد كتاب الله عز وجل - حتى إذا شك الناس في السنة => أوصلهم شكهم إلى تكذيب القرآن و الشك فيه ؛ باعتبار الرجال الذين نقلوا الحديث هم نفسهم الرجال الذين نقلوا لنا القرآن !

فلا يبقى لنا دينٌ و لا ملة ..
ألا فانظروا إلى خطورة ما يسعون إليه!
ألا إنهم دُعاة إلى النار فاحذروهم !!

- حميراء.

كثير من الناس يخافون صوت الرعد .. و يؤرقهم خوفهم منه ..

💭 ترى ماذا عُلّمنا في ديننا أن نصنع إذا سمعنا الرعد ؟

👈 قال الإمام إبن باز رحمه الله : "جاء في بعض الأحاديث أنه يقال عند سماع الرعد: سبحان من سبح الرعد بحمده، والملائكة من خيفته وكان ابن الزبير يفعل ذلك إذا سمعه، أما البرق فلا أذكر شيئًا في هذا، لا أذكر شيئًا يقال عند رؤية البرق، ما أعلم شيئًا من السنة في وقت هذا، نعم." [ فتاوى نور على الدرب ]

الرعد و البرق و الريح .. كلها مخلوقاتٌ تدل على عظمة الخالق عز وجل .. فيجب علينا إذن أن نستشعر هذا المعنى العظيم ، و يزداد إيماننا بالله عز وجل .. وبهذا يتقوّى المسلم!

قال تعالى:﴿ هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ * وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ﴾ [ الرعد: ١٢-١٣ ]

حميراء | طبطبة .

قد يرى الإنسان في نومه ما يُزعجه و يغضبه و يخيفه و يُصرف عن بالهِ أنه في منامٍ أصلاً .. وهذا أسوأ ما في الأمر !

و كانت هذه لتؤرق كثيراً من الناس إذا رأوا مناماً مُخيفاً و مزعجاً ..

وتلك اللحظات - أعني تلك التي تلي فتح العينين مباشرة - يكون الإنسان فيها أشد ما يكون إلى طبطبة تأخذه لبرّ الأمان ..

ولا أعرف خيراً من قول نبيّنا ﷺ :{ وإذَا رَأَى ما يَكْرَهُ فَلْيَتَعَوَّذْ باللَّهِ مِن شَرِّهَا، ومِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ، ولْيَتْفِلْ ثَلَاثًا، ولَا يُحَدِّثْ بهَا أحَدًا؛ فإنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ } [ صحيح البخاري ] 💗💗💗

- حميراء .

والأمر يا إخوة بسيط !
لننظر للمسألة بدون عواطف جياشة ولندع الهوى جانباً ..

منذ ظهرت الحركات والتجمعات والمؤتمرات والأحزاب المسماة زوراً بالـ "إسلامية" لم تشهد الأمة سوى الويلات والخراب والتفرقة والبعد عن الدين؛ فأنت ترى المسلمين قديمًا متمسكين مفتخرين بشعائرهم الظاهرة كاللحية والحجاب والذي تميزوا به عن الكفار، أمّا الآن فصار إقناعهم به عسيراً والداعي إليه إرهابياً، ومن مساوئ هذه الحركات: تشويه معاني الجهاد الشرعي الذي تركه من أسباب الذل المذكورة فالحديث.
فانقسمت الأمة إلى فريقين، أحدها يهرب من الجهاد هروبه من الأسد (ولو كان جهاداً شرعياً) ولا يفهم منه سوى تفجير النفس كما يراه منهم، والآخر أهل حماسة وتهور واندفاع لا ينظرون إلى المآلات، شعارهم "نلقي بأنفسنا إلى التهلكة" يفسدون أكثر مما يصلحون، ومستمرون في حملات التشويه.

أرادوا أسلمة السياسة، فأصبحوا يُسيِّسون الإسلام، وهذا جزاء البعد عن حقيقة الدين الصافي من الشوائب التي ألصقها به أهل الزيغ والضلال -عليهم من الله ما يستحقون-.

ولا أكذبكم أني في ريب من قصد هؤلاء والجهات التي يعملون لصالحها، أهي خطة شيطانية تسعى لهدم الإسلام بالتحريش والتفريق بين المسلمين وتكثير خلافهم وإضعاف قوتهم وتدمير ديارهم ؟

إن كانت كذلك.. فقد نجح كل مخادع ومخدوع متعصب لهذه الحركات، ألم يحن للمسلمين أن يستفيقوا من سباتهم ؟ ويطلبوا العلم النافع الذي يقودهم إلى العمل الصالح ؟ ويعودوا -صغيراً وكبيراً، حاكماً ومحكوماً- إلى أسباب العزة ؟

إن تولينا إستبدلنا الله بقوم غيرنا، الخوف علينا لا على دينه سبحانه وتعالى.

- وَذَكّرْ .

" إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم ! "

ولابّد للعلم من علماء يأخذون بالألباب و الأفهام من ظلمات الجهل إلى نور العلم و نعيمه ..

فللعلماء التوجيه والإرشاد و العلم أمانة يحملونها .. فماذا إن اختطفها خائن وخدع الناس في دينهم ؟

وهذا - يا إخوة - مما ابتليت به هذه الأمة و خاف عليها النبي ﷺ ذلك ؛ قال ﷺ : { إنَّما أخافُ علَى أمَّتي الأئمَّةَ المضلِّينَ } [ صحيح الترمذي ] ..

يُقالُ إن من البيان لسحرا .. وكثيرٌ من أئمة الضلال يسحرون الناس ببيانهم .. لكن العجيب أن كثيراً من القوم اليوم يبيعون عقولهم و يسلّمون دينهم مجاناً ! يثملون بالهوى لا بسحر البيان و علم الكلام !

لمجرّد أن قول أحدٍ من الناس وافق هواه يُسلّمه المَشْيَخَةَ ! ويصبح الشيخ العلاّمة كذا قدّس الله سرّه ! ولو كان المسكينُ يعلم أنه ليس بشيخ ولا قدم له في العلم .. لكنه الهوى!

و مما رأيناه ؛ يخطف هؤلاء الخَوَنَة المسلمين بمخالفة الهدي النبوي و تمييع الدين .. من نقاط ضعف وثغور أوجدها الشيطان و الهوى ..

فتُخطف عقول النساء بموضوع الحجاب وشكله .. فمنهن من ترفضه مُطلقاً فتبحث من يجيز التبرج .. ومن يقول ببدعة الحجاب .. - وهي تعلم في قرارة نفسها بأن السِتر خيرٌ من التعرّي على كل حال - أو من يقول ببدعة النقاب وأن الحجاب لا يشمل الوجه و الكفيّن - وهي تعلم أن أساس جمال المرأة و زينتها في وجهها إبتداءاً - أو من يجيز لِبس البنطلون و وضع المساحيق ..

أو من باب التعدد .. فيقول على دين الله الكذب .. ويفسّر الآيات على غير معناها ! يخالف بقوله عمل النبي ﷺ و صحابته الكرام .. [ وذاك صنيعهم و دأبهم في كل مسألة على كل حال ] .. لكن التعدد .. مابه ؟
الفكرة يا إخوة أن هذا الدين أنزله الله ﷻ جُملة واحدة .. فلا يمكن تفصيصه بأخذ أمرٍ و ترك أمر آخر .. قال الله تعالى :{ هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ } [ آل عمران ]

فالحاصل أن التعدد أمر جائز و مباح و حق للرجل فيه .. هذا أمر الله و شرع الله الحكيم العليم .. ولعل الحرب ضده إنما بدأها أعداء الله في الإعلام و المسلسلات أولا .. و ما نراه و نشاهده من عمل الجُهّال في مجتمعاتنا .. فيصبح تهديداً أو يقع ظُلما و جورا في حق الزوجة الأولى .. أو نِكاية فيها .. وهذا من الخطأ ! فالذي أباح التعدد حرّم الظلم و توعّد بالوعيد الشديد لمن يظلم أو يميل لواحدة دون الأخرى ..
فلو يتأمل العاقل يجد أن التعدد أمرٌ طَيّبٌ و حِكمة بالغة من لدن خبير حكيم .. و أرى أن نخصص لهذه المسألة منشوراً خاصاً لاحقاً بإذن الله .

أو يأتِ الشباب المتحمس من باب الثورات و الجهاد .. والحماسة عند هؤلاء في هذا السن فِطرية .. فلو يسمع مثلاً أنشودة جِهادية .. أو خِطاباً يقول : " ثووووورووووا " .. لثار ! ولرغب في الجهاد ولو أن يجاهد أخاه الصغير في المنزل .. ولذا كان من أئمة الضلال من يحشد الشباب في الملاعب ! ليقول " ثووووووورووووا " ! فثاروا .. وذاقت البلاد ويلاتٍ لسنوات .. لكن الله سَلّم .. و رجع السِلم ..

ويغيض أعداء الدين أن تكون دولة مسلمة مستقرّة ! لأنك كما تعلم .. الإستقرار أساس الإزدهار !

فالمصيبة أن يُضرب الدين و يهاجم .. بإسم الدين .. !

- يتبع -

خَربشات ..

لا يُنال العِلمُ بالسرعة و التسرّع و إحداث جلبة في أخذه ، بل يُنال بالتأني و التدرّج و الهدوء .

ومن قالَ لكَ عكس هذا فإنه يَكْذِبُ عليكَ لَمّا عَلِمَ شوقك لنيل العلم و الظَفَرِ به ، فلما رآك كذلك صادك و دَلّس عليك و قالَ تعال أدلك و أعلمك كيف تصبح عالما في ثلاث أيام بدون روت هه ..

كفعل إبليس يَومَ دَلَّسَ على أبويك زاعما أن يدلهما على شجرة الخُلد و قد نُهوا عنها ..

ولو تتأمل كيف حصّل عُلماء الأمة العِلم ؟ لوجدت عاملاً مشتركاً بينهم جميعا : وهو الإخلاص و الرغبة في رفع الجهل عن النفس .

أن تكون " عالما " أو " طالب علم " هو تحصيل حاصل .. ولا يُمكن أن يكون هو الهدف و إلا زلّت قدمك ..

وكَذَبَ عليك من قال لكَ بِعكسِ ذلك ..

- حميراء.