"إِلا قِيلا سَلامًا سَلامًا"

لا يسمعون فيها من القول إلا قيلا سلاما: أي أسلم مما تكره.

وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ

وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَر

فهل من قلبٍ يتحرّق؛ فيتحرّك!

- من رسالة للشاب محمد عرفات فك الله أسره من محبسه.

يا رب هوّن على عبادك ثِقَل هذه الدنيا..

277 يومًا.. بل قرنًا..
‏كل يوم أصعب وأوحش وأقسى من اليوم السابق، لم نرى يومًا واحدًا في متناول طاقة وتحمل الإنسان.. نكذب حينَ نقول أننا اعتدنا الألم!، ما زلنا نبكِي كل مرة، والذي يُبكينا أكثر أننا لا نعتاد.. ‏إننا نعيش هنا بوسيلة واحدة فقط، وهي قدرتنا العجيبة على تحمل الألم!

‏دخلنا في الشهر العاشر من المحرقة والموت بكل الأصناف.. الصيف الأقسى علينا في غزة، لا طعام، لا ماء، لا كهرباء، لا غاز، لا بيوت، لا مدارس، لا جامعات، لا مستشفيات، لا أحلام.. فقط نزوح، حر، خيام، تشرد، ذل، تعب، قتل، فقد، دمار، خراب، أوبئة، مجاعة، أمراض، وجوهٌ شاحبة، أقدام مغبَرّة، أحذية مُرقّعة، ملابس مهترئة خرجت من تحت الأنقاض بصعوبة، قلوبٌ مقهورة مفجوعة، بطونٌ جائعة، أجسادٌ هزيلة، أعين شاخصة، عقولٌ ذاهلة.. هذه الأيام تمر وتضر وتثقل الأرواح، هذه الأيام أعيت قُلوبنا في غزة وسُلبت من حياتنا كل ذكرى وورّثت لنا كُل الأوجاع والآلام، نهشت الحروب ما يكفي من أعمارنا، كل دقيقة مرت في هذه الأيّام يصعُب إزالتها من ذاكرتنا، كل الذي فات لم أشهد فيه مرارة أكثر من مرارة هذه الأيام، يا رب بكت العيون وضاقت الصدور وأنت وحدك علام الغيوب.

277 يومًا..
واللهِ ليس مُجرّد رقم!
‏يا رب كل هذا لحكمة لا يعلمها سواك..
حجم هذا الدمار والخذلان واشتداد الإجرام و حِدة القصف وتسارع الأحداث وتعاظم المصاب وتضييق الخناق والحصار لهذا الحد في هذا الوقت لحكمة وحدك الأعلم بها، ثبّتنا و اربط على قلوبنا حتى يحين الوقت الذي ستنكشف فيه حكمتك وتشفي بها صدورنا وصدور القوم المؤمنين.

أرى تشابهًا مُبهرًا بين الشيخ أحمد السيد -بارك الله فيه- ود.عبدالرحمن السميط -رحمه الله- ..♡´

فكيف بالسعادةِ الكبرى؟!

يا رب امنن علينا وقرّ اعيننا بإخواننا..

ونصنعُ جيلًا من الوعي حُرًا..