"الحقُ نورٌ لا يخبو، ولو اجتمعت عليه جيوشُ الظالمين؛ فالثابتُ عليه يستندُ إلى قوّةٍ لا تُهزم، هي قوّةُ الله.المؤمنُ المُوقِن يمضي في طريقه، ويدرك أن نُصرةَ الله قريبة؛ فلا يلتفت لتهديد، ولا يخشى بطشَ أحدٍ، فهو في حِمى الله وكفايته.
﴿وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ﴾
﴿قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ﴾"

ليس من مسؤوليتك أن تلقى الله وقد انتصر الحق،لكن مسؤوليتك أن تلقى الله وأنت على الحق وتنصر الحق ..

كلما زاد خذلانهم، وكلما زاد المخذلون لهم ولمن يناصرهم، تيقنّا أن عين البوصلة عندهم وأنهم أهل النصر الموعود.
اللهم أنجز لهم ما وعدتهم.

"لَقَدِ ٱبۡتَغَوُاْ ٱلۡفِتۡنَةَ مِن قَبۡلُ وَقَلَّبُواْ لَكَ ٱلۡأُمُورَ حَتَّىٰ جَآءَ ٱلۡحَقُّ وَظَهَرَ أَمۡرُ ٱللَّهِ وَهُمۡ كَٰرِهُونَ"

المعنى العام
لقد حرص هؤلاء المنافقون على الإفساد بتفريق كلمة المؤمنين، وتشتيت شملهم من قبل غزوة تبوك، ونوَّعوا وصرَّفوا لك - أيها الرسول - الأمور بتدبير الحيل، لعل حيلهم تؤثر في عزمك على الجهاد، حتى جاء نصر الله وتأييده لك، وأعز الله دينه وقهر أعداءه، وهم كارهون لذلك؛ لأنهم كانوا يرغبون في انتصار الباطل على الحق.

قال السعدي رحمه الله:" ثم ذكر أنه قد سبق لهم سوابق في الشرِّ، فقال: ﴿لقد ابتَغَوُا الفتنة من قبلُ﴾؛ أي: حين هاجرتم إلى المدينة، بذلوا الجهد، ﴿وقَلَّبوا لك الأمورَ﴾؛ أي: أداروا الأفكار، وأعملوا الحيل في إبطال دعوتِكم وخِذْلانِ دينِكم، ولم يُقَصِّروا في ذلك. ﴿حتى جاء الحقُّ وظهر أمرُ الله وهم كارهون﴾: فبَطَلَ كيدُهم، واضمحلَّ باطلُهم؛ فحقيقٌ بمثلِ هؤلاء أن يحذِّر الله عبادَه المؤمنين منهم، وأن لا يبالي المؤمنونَ بتخلُّفهم عنهم."

قال البغوي:" أي : طلبوا صد أصحابك عن الدين وردهم إلى الكفر ، وتخذيل الناس عنك قبل هذا اليوم ، كفعل عبد الله بن أبي يوم أحد حين انصرف عنك بأصحابه . ( وقلبوا لك الأمور ) وأجالوا فيك وفي إبطال دينك الرأي ، بالتخذيل عنك وتشتيت أمرك ، ( حتى جاء الحق ) النصر والظفر ، ( وظهر أمر الله ) دين الله ، ( وهم كارهون )."

قال ابن كثير:" أي: لقد أعملوا فكرهم وأجالوا آراءهم في كيدك وكيد أصحابك وخذلان دينك وإخماله مدة طويلة، وذلك أول مقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة؛ رمته العرب عن قوس واحدة، وحاربته يهود المدينة ومنافقوها، فلما نصره الله يوم بدر وأعلى كلمته قال عبد الله بن أُبي وأصحابه: هذا أمر قد توجه، فدخلوا في الإسلام ظاهرًا، ثم كلما أعزَّ الله الإسلام وأهله غاظهم ذلك وساءهم ولهذا قال تعالى: ﴿حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ﴾."

عن أبي عنبة الخولاني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا يَزالُ اللهُ يَغْرِسُ في هذا الدينِ غَرْسًا، يَسْتَعْمِلُهم فيه بطاعتِه إلى يومِ القيامةِ" رواه ابن ماجه .

اللهم اجعلنا من ذلك الغرس ..

قال العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله:
« فَمَن تَعلَّم القُرآن وَعَمل بِه، غَمرته الخَيرات فِي الدُّنيا والآخِرة، وَكان بَعض عُلماء التَّفسير يقُول: اشتَغَلنا بِالقُرآن فَغَمرَتنا البَركات والخَيرات في الدُّنيا؛ تَصدِيقًا لقَوله تعالى: ( كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) ».
📖 [العَذبُ النَّمِير (٧/١)]

والإعداد الروحي يجعل المسلم موقنًا بأنه إذا مات في سبيل الله ينتقل من حياةٍ بعضها شقاء إلى حياة كلها سعادة، فكونوا مسلمين كاملين، أي كونوا عاملين في سبيل الله، وإياكم أن تكونوا أنصاف أو أرباع مسلمين!

البشير الإبراهيمي | الآثار ٤/ ٢١٠

اذا لم تدمع عينك
ولم يحزن قلبك
ولم تتحرك مشاعرك لهول ما يحدث
فأنت لست بشرا..

يارب نعوذ بك من هذا العجز ونحن نرى إخواننا تحت هذا العذاب ، اللهم إنا نشكوا إليك ضعفنا وقلة حيلتنا وهواننا على اخواننا ، اللهم انصرهم ووفقنا لنصرتهم يا أرحم الراحمين

إذا أردتَ الانتفاعَ بالقرآن:
فاجمعْ قلبك عند تلاوته وسماعه،
وألْقِ سمعَك،
واحضُرْ حُضورَ من يخاطبه به من تكلمّ به سبحانه منه إليه؛ فإنّه خطابٌ منه لك على لسان رسوله.
قال تعالى: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ اَوَ اَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾ [ق: 37].