قال تعالي: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾[آل عمران: 103].

رُصُّوا صفوفكم وواصلوا مسيركم نحو ربكم عاملين بدينه ولدينه الذي ارتضى لكم وإلا فترقبوا تخلُّف النصر والتوفيق والمعيّة بقدر تخلفكم عن امتثال أوامر ربكم، فلن تستقيم لكم حتى تستقيموا لخالقكم سبحانه.

النفع المتعدي ليس أفضل مطلقًا؛ بل ينبغي للإنسان أن يكون له ساعات يُناجي فيها ربه، ويخلو فيها بنفسه ويحاسبها، ويكون فعله ذلك أفضل من اجتماعه بالناس ونفعهم، ولهذا كان خلوة الإنسان في الليل بربه أفضل من اجتماعه بالناس.

‏|| ابن تيمية، شرح العمدة (٣/٦٥٠)

قال رسول الله ﷺ:
"إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته". ثم قرأ: «وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد».

رواه البخاري

"مِن خيرِ مَعاشِ الناسِ لهم، رجلٌ مُمسكٌ عنانَ فرسِهِ في سبيل الله، يَطيرُ على مَتنهِ، كلما سمعَ هَيْعَةً، أو فَزْعةً طار عليه، يبتغي القتل والموت مَظانَّهُ".

- رواه مسلم

علموا أطفالكم أن الحرب حرب عقيدة، لا حديدة ولا أرض ولا وطن ولا حدود ولا جنسيات..!

فمن اختزل الصراع مع الكفار علىٰ شظايا الأرض وأطلالها لا خير فيه بعد تحريرها!

ومن دلائل عظمة القرآن وإعجازه أنه حينما ذكر الزواج، لم يذكر الحب وإنما ذكر المودة والرحمة والسكن.

سكن النفوس بعضها إلى بعض، وراحة النفوس بعضها إلى بعض.

«وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً»
[الروم– 21].

إنها الرحمة والمودة مفتاح البيوت، والرحمة تحتوي على الحب بالضرورة، والحب لا يشتمل على الرحمة، بل يكاد بالشهوة أن ينقلب عدواناً.

والرحمة أعمق من الحب وأصفى وأطهر، فيها الحب وفيها التضحية، وفيها إنكار الذات، وفيها التسامح، وفيها العطف، وفيها العفو، وفيها الكرم، وكلنا قادرون على الحب بحكم الجبلة البشرية، وقليل منا هم القادرون على الرحمة.

اللهم إني أسألك رحمة
اللهم إني أسألك مودة تدوم
اللهم إني أسألك سكنًا عطوفًا وقلبًا طيبًا
اللهم لا رحمة إلا بك ومنك وإليك.
..

من كتاب " عصر القرود "
د مصطفى محمود ..رحمه اللَّه

اللهم اقذف في قلبي رجاءك واقطع رجائي عمَّن سواك حتى لا أرجو أحدًا غيرك اللهم وما ضَعُفت عنه قوتي، وقَصُر عنه علمي ولم تنته إليه رغبتي ولم تبلغه مسألتي ولم يجر على لساني، مما أعطيت أحدًا من الأولين والآخرين من اليقين، فخُصّني به يا أرحم الراحمين.🤍

"احتضنوا الأموات بدعائكم فلا أحد يعلم بأي حال هم الآن اللهُم ارحم كل غالي فقدناه وكل ميت لم يجد من يدعو له ومن سكنوا القبور ، اللهُم آنس وحشتهم ونوّر قبورهم واغفر ذنوبهم وابنِ لهم بيوتًا في الجنة اللَّهم ارحم موتانا الذين هُم بجوارك، واجعلهم في نعيمٍ لا ينفد ، وأُنسٍ لا ينضب ، وهناءٍ لا ينقطع ، اللَّهم اجعل ميعادنا بهم جناتك جنات الخلود"

"الدُّنْيَا سِجْنُ المُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الكَافِرِ".

قال الحسن البصري :

واللهِ إنْ أصبَحَ فيها مُؤمِنٌ إلا حزينًا، وكيفَ لا يحزَنُ المُؤمِنُ وقد حُدِّثَ عن اللهِ عَزَّ وجَلَّ وعن أنَّهُ وارِدٌ جَهَنَّمَ ولَم يأتِهِ أنَّهُ صادِرٌ عنها، واللهِ لَيَلْقَيَنَّ أمراضًا ومُصِيباتٍ وأُمُورًا تَغِيظُهُ ولَيُظْلَمَنَّ فما ينتَصِرُ، يبتَغِي من ذلِك الثوابَ من اللهِ عَزَّ وجَلَّ..وما يزالُ فيها حزينًا خائِفًا حتَّى يُفَارِقَها، فإذا فَارَقَها أفضَى إلى الراحَةِ والكرامَةِ.

الزهد لابن المبارك.

إنّ المرء لا يخشى أن يُحرم العلم بقدر خشيته أن يُحرم الأدب، من حُرم الأدب فهو وايم الله الهالك.
يارب أدّبنا وهذّبنا وعلّمنا، وفهّم عقولنا الصغيرة كيف نكلّمك وكيف ندعوك، وكيف نحسن الظن بك، وكيف نفهم عنك، وكيف نعاملك في خلقك.
نعوذ بك يا جليل يا جميل أن نسيء الأدب معك، أنت المتكرّم بكل هذه الإكرامات المتتالية للحدّ الذي نستحي معه أن نقصّر في شكرك، نعوذ بك ثم نعوذ، أن يُثقلنا التقصير فينزل بنا من رتبة المُهمل الذي لا يشكر كما ينبغي لرتبة قليل الأدب!
حنانيك يارب!