مِذُّ عام،
كتبتُ لكَ
" جدي عليكَ السلام "
واليوم،
آتٍ إليكَ بعدَ عام،
لأُّقبِّلَ مرقَدَكَ،
وأتلو عليكَ آياتِ الرَّحمن.

جدي، حبيبي، مُعلِمي، أبي وأخي.

فِراقُكَ كانَ ليسَ بهينٍ لا واللهِ،
فَقد كُنا
نتأدبُّ بالبلاء ونتوجعُ بالحَمدِ.

جدي،
أشتاقُ مجالستك، أحاديثُك التي لا تُمَلّ - أيامُ الأفندي - وحِصص المحاصيل الزراعية وأمورٌ شتّى لم تَعُد بحوزةِ ذاكِرتي،
فذاكِرتُنا ليست كما على عَصرِكم يا جدي.

بيتُك، أعتابُ البابِ، أزهارُ الدَّارِ وعَمَّتي،
اشتاقوا لك،
باتوا على غير العادة،
يتماشونَ مع الأيام بلطفٍ من اللهِ وحُبِّ نبي.

جدي،
في تِلك اللحظةِ تماماً،
حينما تلقّينا خَبر الوفاةِ
لم نُصدِّقَ ما جرى،
وكأنهُ وهم
موهومون بالأيامِ التي مضت معكَ
بصحتكَ ،عافيتِكَ وبروحِ شبابِكَ.

أبي كاتمٌ لدموعهِ راضٍ بقضاءِ الله،
أُمي بدأ نحيبها،
اخوتي صغاراً وكِباراً قد اجهشوا بكاءً،
وأنا.

مَنزِلُك يا جدي حينها،
كان دامياً بأصواتِ البُّكاء،
فكُّلُهم مُحبيك،
ولا حول لنا ولا قوةَ إلا بالله.

جدي لن تُنسى،
لا مِن قريبٍ ولا مِن غريب،
فحين يخاطبُكَ الغريبِ
قد أحسَّ أنهُ يخاطِبُ أباه،
وفي ضِحكاتِكَ مع الأطفال
كمٌ مِن الحُب لن ينسوه،
وحين وجودِنا معكَ
ولو في عِزِّ الصقيع
كُنا ننعمُ بالدِّفء.

جدي،
كُلُّ الكلماتِ بالية أمامَ رحيلِك،
ليتهُ يكونُ بِوسعي كتابةُ شيءٍ يليقُ بمقامِك وكرمِ اسمِك وحُسنُ وجهِك.
عليك السلام، وعلى الرسولِ الأكرم كُلُّ السلام.

٢٣ - ٠٩ - ٢٠٢٤ م

مضى عامٌ على رحيلك

عليكَ السلام يا خير من رأتهُ عيني في سائر العصر والزمان،
عليكَ السلام يا مَن لم تَغِب لحظةً عن الأذهان،
عليكَ السلام ورحمةٌ من الرَّحمن.

- محمد أحمد الدرويش.

حتى قناتي نسيتوها؟ ?

مِن مشروع روايتي الأول. ?

١٣ أيار ٢٠٢٣م

متِّعوني بسماعِ رأيكم: @m_d_issa

- محمد الدرويش.

" اللقاءُ الأول "

استيقظتُ صباحاً بِسُرعة، على غير العادة وكُلّي مفعمٌ بالحُّب.
أرسلتُ لها بِضعاً مِن الرَّسائل كاد ألّا يتجاوزَ عددهم العِشرونَ رسالة.
غَسَلتُ وجهي، نظفتُ أسناني، غيرتُ ملابسي وذهبتُ للموقف.
صَعَدتُ الباص ورِحتُ على الفور مُشغِلاً كماً مِن الأغاني الفيروزية.

فعلتُ باقةً يومية، لأنني لست بحاجتها أسبوعاً كاملاً، " حتى أنا الذي لم تكُن تَهِمُني أسعارُ الباقات، صارت مهمةً بعد أنّ قُضي على رأس مالي. "
أرسلتُ لها بأنني قد خرَجتُ من المنزل.
و كالعادة، الإنترنت لديها مقطوع ولأسفي الشديد لا يمكنني الاتصال بها والسببُ أهلُها.
وصلتُ للجامعة، كُنتُ برفقةِ أخي.
ذهبنا لمقصفِ الكُلية، أتى العامل فورَ وصولنا قائلاً: ماذا نريدُ أنّ نشربُ يا رفاق؟
رددتُ عليه بسُرعة: اصبرنا قليلاً لحين وصولِ، باقي الرفاق.
قال: حسناً، بالانتظار.

مارك: لِمَ تَضحكُ عليه؟
ماريوس: دعني وشأني يا أخي، إنهُ يفكِّرُ بأنهُ إذا عاملنا بِكُّل تلك الرِّقة سيضحكُ علينا بكلامهِ ونطلِبَ المشروب.
مارك: و لِمَ لا نشرب القهوة أو النسكافيه؟
ماريوس: معدتي تبكي يا رجل وأنت آتي تقول لي قهوة!
أطلب لنفسك، أنا لا أريد.

فجأةً، رسالةُ نصية مضمونُها " قم بوصل الإنترنت، حبيبتُك تبكي "
ذهبتُ للواتساب، و إذ بالقلوب المكسورة تَعِمُ أرجاء المِنطقة!
ماريوس: ما بك!!
مينيريا: لقد ذهب مِني الامتحان!
ماريوس: دعينا مِن مزحكِ يا عزيزتي.
مينيريا: لا أُمازِحُك، فهذا الذي حصل!
ماريوس: بالطبع لن تأتي،
فإن خلدتِ لنومكِ باكِراً،
من سيسهرُ الليالي؟
من سيبقى متصلاً على الفيسبوك للفجر هاا؟
" تطبيق الفيسبوك لولا وجودك على الحياة كانت انكسرت ميزانيتُه و أُغلِق من قرن. "
مينيريا: حبيبييييي، أُمازِحك!
الناس تستيقظُ على أبواقِ " يا فتاح يا عليم" ، حبيبي يستيقظُ على النكد والمشاكل.
ها أنا قد وصلتُ المدينة، عشرُ دقائقَ وسأكون بين ربوعكم.
ماريوس: تباً لهذا المُزاح، بانتظارك.
مينيريا: أتعلمُ ما أُحِبُ بك؟
ماريوس: أنفي؟
أرسَلَتْ لي بحراً مِن ملصقاتٍ ساخرة، وقالت:
لا يا حبيبي، أُحِب عصبيتك.
ماريوس: حسناً، بانتظارك.
مينيريا: ماريوسسسسس، أُحِبببببُك!
ماريوس: وأنا أيضاً.
مينيريا: بَقينا على اتفاقنا صحيح؟
بأن لن أراك قبل الامتحان، لأن وجودك يُربِكُني!
ماريوس: حسناً سأترُكُكِ على راحتِك، ولكنني لن أقدر على رؤيتك حين انتهائك من امتحانك.
مينيريا: حبيبي، ما رأيك بأن أعملَ لديك كأُمٍ ليس لديها عمل سِوى إرضاؤك؟
لا تحزن، سآتي لأراك ما قبل وبعد.
انتظرني عند درج الكلية الخلفي، لا أريد أحداً مِن زملائي أن يراني، سيأخذونني منك.
ماريوس: حسناً، سانتظرك حالاً.
اعتذرتُ من أخي وقلتُ له بأنَّ لدي إيداعٌ في المصرف وصديقتي بطريقها قادمة لندرسُ سويةً.
و بالطبع لم أحزن على تَركِهِ وحيداً، لأنه هو من قام بهذا الشيء قبلي فقد اتصل مراراً وتكراراً لصديقته ولكنها ولسوء حظه، نائِمة.

ذهبتُ للمكان المُتفق عليه،
و إذ بصديقي أحمد في طريقه للكُلية.
قلت بيني وبين نفسي " يا ربي، إنهُ أولُ لقاء، يسّر الأمر "
أحمد: صباح الخير، كيف حالك؟
كيفَ تجهيزُك للامتحان؟
ماريوس: صباح النور، بخير .
ما معنى امتحان يا أحمد، لم أدرس المادةَ بتاتاً!
أحمد: كُلنا على هذا الحال..

دار حديثٌ طويل بيننا،
وقلبي بات بالأرض، خوفاً مِن قدومها وعدم رحيل أحمد.
وصلتني رسالةٌ منها تقولُ لي بأنها قد أصبحت ضمن الكلية.
ارتبك قلبي، وكنتُ لا أعلمُ كيف سأتهربُ مِن حديث أحمد الذي لا يُملُ صراحةً!
قلت له:
أحمد، لا يجب علي أن أخجل مِنك، صديقتي وصلت للكُلية وها هي تنتظرني خلفك.
اذهب معنا إنّ شئت، سنستمتع بأحاديثِك.
أحمد: لا عليك يا صديقي، أنا ذاهبٌ الآن أراك في وقتٍ لاحق.
ماريوس: احجِز لي مقعداً خلفك، سأقومُ بتغيير قاعتي، سنستمتع في الضحك على نفسنا بهذا الامتحان.
أحمد: لا عليك ولكننا لن نضحك على شيء، سأُقدِّمها مع صديقتي وهي من المتفوقين.
سأساعدك بكل ما أملكُ من حِبر.
ماريوس: لا أعلم كيف سأشكرك، ولكن شكراً.
أحمد: أهلاً و سهلاً، اذهب، صديقتُك بانتظارك.
ماريوس بخجل: حسناً حسناً، سلام.

ذهبتُ إليها، و إذ بهي تهز بساقها، انفجرت قائلة:
من حقك الطبيعي بأن تتحدث وتضحك مع صديقك وأنا ما عليَّ إلا بانتظارك.
لو أنني أنا من فعلتُ ذلك، كنت ستولِدَ حرباً عالميةً الآن!
ماريوس: يا حبيبي، حقاً اعتذر، و لكن كنتُ...
مينيريا: كفاك تبريراً، اصمت فهِمتُ الباقي.
ماريوس: حبيبي، دعنا نذهب لجانب كلية الهندسة الكهربائية، الجو أفضلُ هُناك.

ذهبنا، وقلبي كان يرتجف خوفاً، يا رباه كيف لي بأنّْ أقولَ لها كلماتٍ غزلية!
إنني أخجل!
كيف قُلتُ لها بأنني أُحِبُها
حتى اللحظة متعجبٌ مِن قوةِ قلبي!

مَشينا تحت ظل الشجر.
و لا يوجدُ بيننا سوى كلمةٍ واحدةٍ
مفعمةٌ بالخجل " كيف حالُك "
لم أكُّف عن نظراتي لها،
على عكس اتفاقنا بالأمس.

ما بتصدقوا قديش مشتاق الكم
وللكتابة
ولكلشي صدقاً.
بس أقسم بالله،
ضغوطات الحياة أكبر مني.

دعواتكم.
لنا عودة،
والعودُ أحمدُ. ♥️

في ما يُريد، لا في ما تُريد.

فاللهُّمَ خيرَ الأمور. ♥️?

ياجماعة ماعم يتفعل إيموجي الأضحكني ???