أن ولاية أمير المؤمنين علي عليه السلام هي من أركان الإسلام وحيث لا تُقبل عبادة العبد إلا على ولاية أمير المؤمنين ، قال الرسول صل الله عليه واله وسلم : (... يا علي والذي بعثني بالنبوة واصطفاني على جميع البرية لو أن عبدا عبد الله ألف عام ما قبل ذلك منه إلا بولايتك وولاية الأئمة من ولدك وإن ولايتك لا تقبل إلا بالبراءة من أعدائك وأعداء الأئمة من ولدك، بذلك أخبرني جبرئيل عليه السلام فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) ، لذلك فأن عبادة الله لو تكُن ألف سنة لا تُقبل ! ، ألا بولاية علي بن أبي طالب ، وهنا تدرك أن سنة الرسول صل الله عليه وآله وسلم لا تكتمل إلا بولاية علي بن أبي طالب ..
و لا تكتمل الولاية إلا بالبراءة من أعداء آل محمد (عليهم أفضل الصلاة والسلام) ، و لا يكتمل حب آل محمد دون البراءة من أعداءهُم، كما قال الإمام الصادق عليه السلام : (كذب من أدعى محبتنا ولم يتبرأ من أعدائنا) ،
فيأتي شخص من غير طائفة يقول أنا أحب أهل البيت وأحلف بهُم و هوَ ليس متبرأ من أعدائهُم و متبع أعدائهُم ، فلا يأخذ حسنة محبة آل البيت لأن الحب لم يكتمل .

- حَنِيْن حَيْدَر .

إِنَّ الجِهاد يُقسَم إلىٰ ثَلاثَة أقسَامٌ .
١. مُجِهادَة النَّفِس .
٢. مُجِهادَة الشَّيْطَان .
٣. مُجَاهَدة العَدوّ .
وَ الجِهَاد مَأخوذٌ مِنَ الجِهد بِمَعنىٰ المَشّقَة .
أ‌و بِمَعنىٰ القُدرَة وَ الطّاقَة .
وَ أعظَم جُهاد ، هِوَ مُجَاهَدة النَّفِس وَ الشّيْطَان .
كَما فِي قَوْلِهِ تَعالىٰ : (فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًاً كَبِيرًاً ).. الْفُرْقَانُ:52] .
وَ مَعناها لا تُطِعِ الْكافِرِينَ‏ فيما يريدونك عليه و هو تهييج له و للمؤمنين‏ وَ جاهِدْهُمْ بِهِ‏ القرآن أو يترك طاعتهم‏ جِهاداً كَبِيراً يعني انّهم يجتهدون في إبطال حقّك فقابلهم بالاجتِهاد في مخالفتهم و إزاحة باطلهم فانّ مجاهدة السّفهاء بالحجج أكبر من مجاهدة الأعداء بالسّيف .
وَبيّنت هَذهِ الآيَة إنَّ جِهَاد النَفسُ هوَ جِهَاد كَبير [ أَيْ تَامّاً شَدِيدًاً ] وَ يَثبِت ذَلِك مَا وَرَدَ عَنْ الرّسُولِ الْأَعْظَمِ (صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) بِوَاسِطَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ: إِنّ رَسُولَ اللَّهِ بَعَثَ سَرِيَّةً فَلَمَّا رَجَعُوا قَالَ: مَرْحَبًاً بِقَوْمٍ قَضَوُا الْجِهَادَ الْأَصْغَرَ وَبَقِيَ عَلَيْهِمْ الْجِهَادُ الْأَكْبَرُ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْجِهَادُ الْأَكْبَرُ؟ قَالَ: جِهَادُ النَّفْسِ.وَقَالَ (صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ): "أَفْضَلُ الْجِهَادِ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ الَّتِي بَيْنَ جَنْبَيْهِ" .

حَنيْن حَيّدَر .