"لكل منّا خيبته الخاصة بالاخر."

"أضعت ايامي في الطريق و أضاعتني."

"أكره الغضب.. الذي كان في الأصل حزنًا فلم أبكيه و لم أحاول إصلاحه.. إنما تجاوزته حتى أصبحت غاضبه على نحو يصعب التعامل معه"

لن يَدُلَّكِ شيءٌ عليَّ
أخفيتُ خُطواتي في سَرَابِ اللَّيل
وأوصيتُ الرِّيحَ أن يَمْسَحَ كُلَّ آثاري
وهبتُ صوتي للصّدى
فلمْ يكُنْ شيئاً إلّا الصّمت
ومشيتُ،مشيتُ كثيراً إلى ما لا أعرفُ
مشيتُ تحتَ النُّجوم فضَلَّلَتني
مشيتُ على شاطئ البَحرِ
فأغواني بالغرَقِ وأنا غريق
مشيتُ في المُدُنِ والسّاحات
مشيتُ على الحجارةِ والرِّمال والشّوك
كُلُّ هذا من أجل أن أضيع
من أجلِ أن لا تقتفوا آثاري
وتجدوني فارغاً،
مُتعباً من طوُلِ الطّريق
الّذي لا يُفضي إلى شيء
كُلُّ طريقٍ هو طريقٌ لطريقٍ آخر
أعيَتْنِي كُثرةُ الطُرُقاتِ وإنعدامُ الوصول
ولكنّها الرّغبةُ في الرّحيل
هيَ ما يدفَعُني للسَّيرِ العَجُول..
لنْ يدُلَّكِ عليَّ شيء..
لا الطريقُ ولا خُطايَ الذّائبةُ عليه
لنْ يدُلَّكِ صمتي على ما أُخفيه
ولنْ يكونَ كلامي كافياً لتُدركي ما أعنيه
أنا سرابُ الغيابِ والشَّكُ في المعنى
أنا المُتعبُ من تأويلِ
ما لم أستطع عليه صبراً
لذلك…سأبحثُ عن طريقٍ يتَّسِعُ لرحيلي
وسأترُكُ للضِّياعِ ما تبقّى من بقاياي.

*محمد الرتيمي.

يا رفاق ، هل من طريقة نعود بها ادراجنا هرباً من كل هذه الأيام السيئة؟

*عبدالله الاحيمر.

قال لي طبيبٌ
أنني سأموت بعد ستة أشهر
كان ذلك في نهاية الخريف
قلتُ لنفسي: هذا يعني في حزيران المقبل
لن أحتفل بالهزيمة مرّة أخرى
لن يزداد النبض في قفصي الصدري
ولن يعلو صوت أحمد سعيد في ذاكرتي.
جاء حزيران وارتفع الضغط والنبض
ومات طبيبي.

طبيب آخر أعلن عن موت محقق بعد أربعة أشهر
هذا يعني أنني لن أبلغ الستين
ورغم هذا فرحت من أجل زوجتي
لن تحتار هذه السنة في اختيار هديتي.

أمّا الثالث مسيو ميشيل دوكنوا
فقد أعلن أنني لا أعيش بعد الكريسمس
حزنتُ كثيراً من أجل زوجتي وأصدقائي
كنتُ أنا من أختار النبيذ
وأعدّ الطاولة.
جاءت أعياد الميلاد
وكنت في الحانة أقرأ صفحة الوفيات:
"مات الدكتور ميشيل دوكنوا إثر حاث مؤسف"

نظرت إلى دفتري
عندي مواعيد
مع أصدقاء لأكثر من ستة أشهر
ونيّة طيبة
في تحقيق كلّ ما ترغب به النادلة.

*عدنان محسن.

تقشير الشفتين بالأظافر
يريحكَ
ما دام لا طعام من صنع أمك سيأتي
ولا قبلةً من حبيبتك
بعد قليل.

وكذلكَ غرس دبّوسٍ بالخفيةِ
عبر جيب بنطلونِك
في أعلى الفخذ
حين تتحدّثُ رغماً عنكَ مع كلّ من لا تريد.

هكذا تحتفظ بانهياركَ
واتزانكَ
دونَ أن يراكَ سواك.

*مروان البطوش.

كلما تشاجرنا
أُنهيَ الفيلم الرومانسيَ في مُنتَصَفه
بَرَدَ الحساء
و إختفت زجاجات النبيذ في ظروف غامضة..

كلما تشاجرنا..
تغير لون الحائطِ من الأزرقِ للرمادي..
سَكَت الطائرُ و انسحبت القطة
و إدعى الاطفالُ الصمم
غرقوا في العابهم الاكترونيةِ ، احكموا الغطاءَ من حولهم..

كلما تشاجَرنا
أدِرتَ سيارتَك و ذهبتَ لمكانٍ ما..
و أنا تمددتُ على السريرِ وحيدة
جاهزةً لقصيدةٍ ساخطةٍ أُخرى
لصباحٍ من غيرِ "صباح الخير" ..
لصداعٍ لا تجدي معه القهوة و الأدوية..
و لا تلفون أمي .

يحدث هذا خمس و عشرين مرة في الشهر..
و تحدث خمس و عشرين قصيدة ..

أظُنُ أني أمرأة مختلفة
شجاعةً جداً
و مجنونة
لأستمِر في الشجار
في النومِ وحيدة
في وضع الزينةِ و الخروج للناس
و الإدعاء بأن لا شي يحدُث بالداخل
في كتابةَ قصائد اعلمُ أن مصيرها الموت.

*أمل عمر.

أن تكتب قصيدة
يعني أن تتمدد عاريا أمامهم
تشعر بالخزي..
بدلا من الإحساس بالخجل
لن يعرف أحد
أين نسيت ملابسك
البنطال ألف ممدودة للسماء
أفكارك نفسها
علقت عليها معطفك
الحذاء نقطتان..
توحيان
باكتمال القصيدة في وقت آخر..
أما حقيبة اليد
التي خبأت بها الألم
تتحرك يمينا ويسارا
حركة طفيفة
فترتبك حروفها
يظهر الأمل..
كخاتمة ساذجة
الأمل
ذاك الذي
لم نكن نخطط له

*جيهان عمر.