- وصفُ اللهِ بالإرادة - على التحقيق، وهو ما عليه جملة سلفنا المتقدمين - تابعٌ لإحداثِه الفعلَ عن اختيارٍ وسلطنةٍ وتمكّنٍ من الفعل والترك (ولذلك كانت من "صفات الأفعال" كما قال عليه السلام).
..
- إذا اتضح هذا؛ فالمعنى أنّه سبحانه موصوفٌ بالعلم والقدرة والاختيار - وغيرِها من صفات الذات - في الأزل، وليس موصوفًا بالإرادة في الأزل؛ لأنّ وصفه بالإرادة تابعٌ لصدور الفعل عنه عن اختيارٍ كما تقدّم، وكلُّ أفعاله سبحانه حادثةٌ غيرُ أزليّةٍ، فلا يوصَف بالإرادة في الأزل.
..
- ومَن وَصف اللهَ بالإرادة في الأزل؛ فلازمُ قولِه أن يكون فعلُه سبحانه أزليًّا قديمًا، وهذا قولٌ بتعدّد القدماء. (والظاهر أنه عليه السلام وصفه بأنّه "ليس بموحِّدٍ" لهذه العلّة)

تفصيل الشرح:
الخلو: الخالي.
(1) أي إنّه سبحانه خالٍ من صفات خلقه، أو مخلوقاته؛ فيبطل بذلك مذهب الأشاعرة القائلين بالصفات الموجودة الزايدة، ومذهبُ الكرامية. ويبطل مذهب بعض الصوفيّة القائلين بعروض الماهيّات الممكنة للوجود القائم بالذات، سبحانه وتعالى عمّا يقولون علوًّا كبيرًا.
(2) أي إنّ خلقه خالون من صفاته، أو المراد أنّه لا يحلّ في شيءٍ مطلقا؛ فيبطل مذهب جملةٍ من النصارى، ومذهبُ جملةٍ من الغلاة الذين قالوا بأنّ الله يظهر في المعصومين ع، ومذهبُ أكثر الصوفيّة الذين قالوا بحلول الله في السالك، حتّى لقد قال قائلهم: هو أنا وأنا هو!

~المجلسيّ رح [بتصرّف]