وتضيقُ دُنيانا فنحسَبُ أنَّنا
سنموتُ يأساً أو نَموت نَحيبا
واذا بلُطفِ اللهِ يَهطُلُ فجأةً
يُربي منَ اليَبَسِ الفُتاتِ قلوبا
قل للّذي مَلأ التّشاؤمُ قلبَه
ومضى يُضيِّقُ حولنا الآفاقا
سرُّ السعادةِ حسنُ ظنّك بالّذي
خلق الحياةَ وقسَّم الأرزاقا
إن فاتَ قلبكَ أمرًا كُنت تطلبه
وبتّ ليلتكَ في حزنٍ وفي حِيرة
فلتحمد الله لاتجزع لفائتةٍ
لعل مافات من آمالِنا خِيرة

وأنت الذي لم يعُد فيك شيءٌ مُلتئِم
‏أيّ صبرٍ هذا الذي أبقاك مُبتسِم؟

يا من في لقياهُ تُردُ سعادتي
وفي لمسهِ تزدادُ أشواقي
فأنتَ لي
كَـ يابسةٍ بعد يوم ممطرٍ
تُنعش، تُشرق و تَسعدُ الذاتِ
فَـ ارأف بحالَ من جفيتَ وِصالهُ
و لا تخَف، فـ في انتظاركَ ملذاتِ
فالروحُ في الروحِ تُقيمُ وانت
تُقيمُ في قلبي و في احشائي

ماذا جنيتُ لكي تَملّ وصالي
إنّي سألتكَ هل تجيبُ سؤالي
حاولتُ أن ألقى لهجركَ حجّةً
فوقعتُ بين حقيقةٍ وخيالِ
كنتُ القريب وكنتَ أنت مقرّبي
يومَ الوفاقِ و بهجةَ الإقبالِ
فغدوتَ أشبهَ بالخصيمِ لخصمهِ
عجبًا إذًا لتقلّبِ الأحوالِ
يا صاحبًا سكن الملالُ فؤادهُ
أسمعت مني سيّء الأقوالِ!..
لتميل عنّي ثم تكره رؤيتي
ويكون حلمكَ أن ترى إذلالي
أنا ما طلبتك أن تعود لصُحبتي
بعد القطيعةِ أو ترِقّ لحالي
فأنا بغيركَ كاملٌ متكمّلٌ
وكذاك أنتَ على أتمّ كمالِ
لا أنتَ لي نقصٌ ولا أنا سالبٌ
منكَ الكمالَ فعِش عزيزًا غالي
واقطع وصالك ما استطعتَ وعِش
على هجري فإني لا أراكَ تُبالي..

اهي قصةٌ بدأت بحُبٍ صادقٍ
وتنوعت يومًا بكل جمالِ
فقضت ظروفُ الدهر أن تمضي بها
وبنا لأسوءِ منتهى ومآلي
أنا لن أجادلك الوفاء فما مضى
قد يُستحالُ رجوعه بجدالِ
لو أن فيك من الوفاءِ بقيّةً
لذكرتَ أيامًا مضت وليالي
ووهبتني أسمى خِصالك مثلما
أنا قد وهبتُك من جميلِ خصالي..
كم قلتُ إنك خيرُ من عاشرتُهم
فأتيتَ أنت مخيبًا آمالي.

يا رب إن عظُمت ذُنُوبي كَثرة‏
فقد علمتُ بأن عفوك أعظم
إن كان لا يرجوك إلا مُحسِنٌ ‏
فبمن يلوذُ ويستَجِيرُ المُجرِمُ
أدعوك ربي كما أمرت تَضرُعاً‏
فإذا رَدَدتَ يدي فمن ذَا يَرحمُ
مالي إليك وسيلةٌ إلا الرَجَـا
وجَميلُ عَفوك ثم إني مُـسلِمُ

اللهم انزل السكينة على قلبه والطف بحاله، اللهم ارحمه بلطفك و رحمتك يا الله، اللهم لا تعطه على قدر ذنوبه يارب و اعطه على قدر لطفك و كرمك بعبادك يا كريم ?

"وإن طالت وإن ثَقُلت
‏غدًا ننسى، غدًا نرضى
‏غدًا مِيزانُنا يُقضى
‏فَمِن كدرٍ إلى أُنسٍ
‏ومن ضيقِ إلى سِعَةٍ
‏وننسى كُلّ .. ما كَانا"

وأرجو أن لا تُجرب فداحة الشعور اللذي امر به الان .