‏الزاد قليل، والطريق طويل، والكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، والأجل قادمٌ عن قريب، وأهوال يوم القيامة تشيب منها رؤوس الولدان، فبأيِّ شأنٍ دنيوي أنتَ مُنشغل عن كل هذا كله!
يا عبد الله، اتقِ الله فإنَّك واقف بين يديه، مُحاسب على ما فعلت، فما بين مغفرة وعذاب.

{ سَابِقُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ }

بدأَ الأمر بلحظةٍ كان قلبي يهمسُ فيها اللهمَّ
لحظةٌ ظننتها عابرة إلا أنها لم تكن
لحظةٌ لم يعد بعدها عالمي كما كان
لحظةٌ باتت تُسيِّر دنياي كما تشاء
لحظةٌ يقف أمامها منطق الكون عاجزاً
لحظةٌ رفضها عقلي مراتٍ ومرات
واستسلم لها قلبي كما لم يفعل قط في دنياه

اللهمَّ
ولا شيءَ بعدها
سوىٰ كل الكلمات التي يفيض بها قلبي
وتزدحم بها روحي
وتسرق هانئ النوم من عيني.

‏"إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا"

إن اللُّغة العرَبيّة لا نَكاد نعلمُ منْ شأنها إلاّ فُتوحَاتها وانْتِصاراتها الَّتي لاَ تُبارىٰ، ولاَ نعرفُ شبيهاً بهذهِ اللغَة الَّتي ظَهرت للباحِثين كاملةً مِنْ غيْرِ تدرّج وبقيّت حَافظةً لكيانِها مِنْ كلّ شائبة، العربيّة هِيَ اللُّغَة التي اصْطفَاها لَكُم…

اللهم واغرس في نفوسنا أحلامًا أعظَمُ مِن فَراغٍ اعتدناه، وضَياعٍ ألِفناه، واجعل من نفوسنا جِبالًا تثبُتُ بالتّعَب، ولا تعرف راحةَ الجالسين، اللهم مَكّن قلوبنا حتى تَتّسع لغاياتٍ نسيرُ لها، وأهدافٍ نَحلُمُ بها، اللهم وإن كنّا وحدنا فاجعلنا أُمّة.?

لا تنسَ؛ هذا كله بعِلم الله، وكتابة الله وخلق الله ومشيئة الله وتقدير الله.

- فما دوري أنا؟

يجيبك رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اعملوا فكلٌ ميسّر لما خُلِق له".

والله يسمع ويبصر ويدبّر وكلنا راجعون إلى الله.

كان من دعائه ﷺ:
"يا ولِيَّ الإسلامِ وأهلِهِ ، مسِّكْنِي بالإسلام حتى ألقاك عليه"

"كشخص سريع التأثر بالأشياء؛ فكلمة واحدة كفيلة بأن تقلب يومي رأسًا على عقب، ورسالة لطيفة تحمل من الحروف قليلها لها القدرة على جعلي أبتسم ببلاهة طوال اليوم، إنارة شاشة هاتفي باسم من أحب تحولني لفراشة أقفز فرحًا، ونظرة قاسية مِمّن اعتدت الحنان منهم قد تجعلني أبكي طوال الليل، أنا شخص بسيط تحييني التفاصيل الصغيرة"

الحمدلله يارب، لا لشيء إلا إنّك أهلًا لذلك.