**لقد دخلتُ غـ.ـزّة لبضع دقائق أثناء الحرب ورأيتُ جزءاً بسيطاً من هول الحَـ..ـرب والبشاعة الّتي يواجهونها وخذلان العالَم لهم الّا القليل.

لقد كنتُ متّجهاً من منطقة قد بدأ جيش الاحــ..ـتلال القاء القصّاصات الورقية ليُحذّر أهلها من أنّه سيبدا الإبادة فيها وهذه حقيقة الأمر.

ركِبتُ باصاً شعبيّاً يُعرَف بـ "الكيّة" وكان القَصف يحيط بنا من كلّ جانب.
لا أُخفي عليكم ، لقد كنتُ وجِلاً من أنّي سأموت، كنتُ اتوقّع من أنّ صاروخاً موجّهاً سيستهدف السيّارة الّتي ستقلّنا الى الجانب الآخر.

لقد كنتُ أنظر الى ما يجري حولي، لم أرى اي مظهر من مظاهر الحياة،
جُلّ ما رأيته هو دخانٌ يتصاعد وأناسٌ يفرّون من الموت.

ولمن يعلم ذلك فغــ..ـزّة قطاع صغير عرضاً ، صغير جدّاً
أما طولا فهو لا يتجاوز الأربعين كيلو متراً أي مسافة الطريق من مدينة الكوت الى قضاء الحي.
ولكَ ان تتخيل أنّ هنالك قرابة المليوني ونصف المليون إنسان يعيش هناك.

لم أشعر بشيء سوى الموت المُحدق بي كلّ جانب.
تألّمتُ كثيراً ولم أعرف ما الّذي أحضرني الى هذا المكان.

مسكينٌ هذا المكان ، ومساكينٌ أهله .

حُرموا من أبسط مقوّمات الحياة.

تمنيّت العودة الى بلدي ليحتضنني الأمان تارةً أخرى.

إنتبهت من نومي ليتبيّن أنّ ذلك كلّه حلماً، لكن كان كابوساً تخلّصت منه خلال دقائق.

أما أهل القِطاع المساكين فلم يتخلّصوا منه، هو فعلاً كابوس ولكنّهم لم يستيقظوا منه منذ ما يقارب الإحدى عشر شهراً (مايقارب السّنة)،
وقد إستفرد بهم عدوّ مجنون مجرم مشرك متوحّش.

وخذلهم إنسان مسلم عربيّ وهب لنصرتهم نفرٌ قليل مؤمن رافض للظلم.

والآن هل مازالَ أحدٌ يعيب على من يقــ..ـاوم**؟

كفى تجهيلاً!‏
احتفظت بكتابة هذه الكلمات لحين إنتهاء زوبعة "العملاء والجهلة"!‏
فقد تكشّفت الأقنعة خلال الأيام الماضية، وبإختصار فكل من قال بأنَّ القانون يسمح بزواج البنت بعمر ‌‏9 سنوات، إما جاهل أو عميل، وكل من قال القانون المقدّم يَحرم المرأة من الميراث، إما جاهل أو عميل، وكل ‏من قال بأن القانون يربط النفقة بالاستمتاع، إما جاهل أو عميل، من غير فرق بين أن يكون الشخص ‌‏(مهندس، محامي، طبيب، فاشنيستا، ممثل، ديّوث، رقّاص، قرقوز، شخصية وهميّة)!‏
عفواً على التعبير ولكن حقيقة من هرّج ضد القانون ـ في الحقيقة ـ مأمور بهذا التهريج، لأنّه لم يطلّع على ‏القانون أصلاً وقد كتب قص ولصق فقط.‏
القانون منشور وهو عبارة عن صفحتين لم يتناول أي من القضايا التي رُوّجت ضدّه، وإنّما قال كلمة واحدة: ‏كما أنَّ المسيحي له الحق بأن تكون أحواله الشخصية وفق الكنيسة، والسني الحنفي يتمتع بالقانون الحالي ‏المطابق في قسم كبير منه للفقه الحنفي، كذلك الشيعي له الحق بأن يكون له قانون يتطابق مع شريعته التي يؤمن ‏بها.‏
وأحال التفاصيل إلى كتابة مدوّنة تُعرض على البرلمان خلال ستّة أشهر، وفق ما يراه الفقهاء الذين هم ‏أصحاب اختصاص في هذا الأمر، وكل ذلك تفعيلاً للمادة 41 من الدستور العراقي، علماً أن هذا الأمر ‏موجود في دول كثيرة اليوم مثل: الكويت، البحرين، إيران، بريطانيا و..!‏
والآن..‏
أخي الشيعي.. أختي الشيعية..‏
أنت الذي روّجت بالسلب، وعلّقت بالسلب وربما بالطعن على الدين والعمامة، والإسلام أو ربما وقفت ‏متفرجاً، فقد وقعت في فخ هؤلاء، وصدّقت أكاذيبهم عليك أن تراجع نفسك مرّتين بل ثلاث مرات:‏

الأولى: لماذا تميل مع كل ريح؟ لماذا لم تسأل اهل الإختصاص قبل التعليق؟ لماذا لم تقرأ القانون ‏قبل أن تنشر؟ أنت وقعت ضحيّة لمن كنت تثق بهم من مشاهير وقد كذبوا عليك، كما هم يكذبون عليك في ‏قضايا كثيرة، وهذا موقف يكفي أن تجدد النظر فيمن تتابع ومن تَسمع له.‏

الثانية: هل أنت مؤمن بشريعة السماء أم لا؟ بعيداً عن التفاصيل حين تَعترض على حكم من أحكام الله ‏تعالى، فهناك خلل في إيمانك، فحين ترد الحكم أنت ترد على الله وترد على رسول الله، يعني أنك لا تؤمن بأن ‏الله حكيم ولا تؤمن بأن النبي صادق ينطق عن الله، يعني أنك تتبع هواك، فعليك أن تجدد النظر مع نفسك ‏وتراجعها هل أنا مؤمن بحكم الله أم اتبع اهوائي وما يناسبني من أحكام الدين فقط!‏

الثالثة: ماذا لو ظهر الإمام؟ فكل هذه الهجمة والبيانات والمنشورات ضد تطبيق حكم واحد من أحكام ‏الله، فماذا لو جاء الإمام الحجة عجل الله فرجه الشريف وأراد تطبيق القرآن الكريم وأحكام السماء، فهل ‏ستقف معه أم ضده؟ إذا كنت تقف معه، فلماذا لا تقف مع تطبيق الحكم الآن؟ أنت أمام امتحان حقيقي ‏وواقعي، فتأمّل جيداً.‏
كُلي ثقّة بأن هذا القانون سوف يمضي يوماً ما رغماً على أنف كل سفير وسفيرة، وتافه وتافهة، وسينعم ‏الناس بحكم الله و فِقه جعفر الصادق عليه السلام، نعم سيَشعر بعضهم أنّ بعض التشريعات تضرُّ به، ولكن ‏عليه أن لا ينسى قول الله تعالى: [فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي ‏أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا]‏

لولا السيّدة زينب عليها السّلام.

.

**أخي وحبيبي ونورَ عيني يامن شَججْت هامتك للحُسين حتى سالَ دمُك من أعلى رأسك الى أخمُصِ قدمك، ولطمتَ الصّدر حتّى ٱحمرّ وبكيت على مصاب أبي عبد الله (ع) حتى كِدتَ تبكي دماً عليه..

هل لي بكلمة معك من القلب مباشرة حتّى تدخل في قلبك لانّ مايخرح من القلب يدخل الى القلب كما تعلم.

أوّلاً: هل لطمت وشَججتَ راسك لانّك عارف بحقّ الحُسين عليه السّلام؟
أتعرفُ قدره وتعرف من هو وما فضله ومكانة أمّه وابيه وجدّة؟
هل تعرِفه حقّاً ولانّك عرفته وعرفت مكانته وعلِمت حَجم الثّلمةُ الّتي حدثت في الإسلام عندة مقتله وشهادته؟
ام أنّك لا تعلَم؟

فإن علمتَ فبها ونعمت وإن لم تعلم فهل يعقل ان يَفعل الإنسان بنفسه ويجزع على شخص لا يعرِفه، إذ إنّ اساس إرتباط المؤمن بإمامه هو معرفته به وعلمه ومعرفة قدره، فإن كنت لا تعلَم فتعلّم جزاك الله خيراً، فلا يَصحّ أن تبقى خاوي الفِكر قليل الوَعي.

ثانيا: أنت تعلم جيّداً أنّ الشّعائر مُستحبّه وبها يُنال لا الأجر والجزاء بل تمام الأجر والجزاء وأن لديننا أصول وفروع، وأنت تعلم أنّ لفروع الشّجرة أصل وهذا الأصل هو المُغذّي الأساس لكُل الشّجرة، ولهذا الأصل جذر.

ومعرفتنا بفروع ديننا وأصوله وأساسه وجذوره يقودنا الى معرفة مُنزّل الدّين والرّسول الّذي جاء بالدّين والعِترة الّتي ضلّت مشعلاً مضيئاً للأمّة بعد الرّسول ،

ومعرفتنا بالعترة تعني معرفتنا كَم تعرّضت هذه العترة الطّاهرة الى الظّليمة والحرمان وما عرفت الأمّة حقّ قدرهم .

وأنّ الحسين عليه السّلام جاء ليقوم الدّين وينهض وقتل من اجل "لا اله الا الله" الكَلمة الحقّة والإخلاص الحق والإقرار الحق ، وان لا نشرك مع الله أحداً كالجِبت والطّاغوت ولا نطيع ايّ حاكم ظَلَم.

وانّه قُتل أجل الصلاة، صلاة العِترة ، ومِن أجل الآذان ، آذانٌ يقال به "أشهد أنّ علياً وليّ الله" .

فهل يجازى امامنا بعد كلّ هذا بشخصٌ يبكي عليه ويلطمُ الصّدرَ ولا يُصلّي؟!!!!!

تالله إنّها لظليمةٌ كبيرة بحقّ سيد الشّهداء.

ﻻ اقول لا تلطم وانت لا تصلّي بل..
أوصيك بالصّلاة الصّلاة مع اللّطم والبكاء على الحسين عليه السلام لتنالوا الأجر العظيم والجزاء الأوفر والعطاء التّام.

ولا يقبلون ولا يشفعون أهل بيتِ النّبوة لمُستخِفّ بصلاته وراجعوا أحاديثهم إن شئتم.

ثالثا: أقول كما تعلّمت ما أقول في يومِ عاشوراء..

اعظم الله اجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجلعنا وإياكم من الطالبين بثأره مع المهدي من آل محمد عليهم السّلام.**

#عاشوراء

**إيّاك أن تدركك الصّرعة عند العَثرة!
فلا تُقال العَثرة ولا تُمكّن من الرّجعة.

هذه وصيّة للرّسول الأكرم(ص) للصّحابي الجليل أبي ذرّ الغفاري وفيها ما فيها من عبر ودروس لو أنّ أحدهم أراد أن يحرّك قلمه ليكتب عنها عنها لما توقّف.

فالعثرة هي الزّلة او الخطأ وحتماً ربّما يكونُ ذنباً، والصّرعة هي الموت، وقوله اياك ان ان تدركك الصّرعة عند العثرة أي: لاتموت على خطأك وذنبك وإيّاك من هذا ولمّا لا يعلَم الإنسان متى يموت ولا يعرف أجله وُجبَ عليه التّوبة.

فلا يوجد فينا من يعرف أجله متى ،
"وماتدري نفسٌ بأيّ أرضٍ تموت"

فالحَذَر الحذَر وإيّاك بالتّسويف في التوّبة، فمن يقول سأتوب بعد مدّة كذا او سأتوب العام القادم في مجالس الحُسين عليه السلام هذا واهم فالحُسين لا يقبل أن تبقى عامٌ كامل بذنوبك وأنت تعلم وتسوّف بالتّوبه.

وهذه الفِكرة لَعمري إنّها من وساوس إبليس اللّعين وقد تنطلي على الشّباب مُمْهلاً نفسه ليتمتّع بشبابه!!
ألا يعلم أنّ هذه الرّغبة مؤقته؟
ألا يدري أنها آنيّة وماهي إلّا لحظات..!!

فإذا كان الإنسانُ بالغاً فهذا إنْ أذنب سيُكتب عليه الذّنب ولذا صار لازماً عليه أن يكفّ عمّا يفعل ووُجب علينا نُصحه.
ولا ننسى..

مَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ عَمَلاً صالِحاً

فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّـهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ

وَ كانَ اللَّـهُ غَفُوراً رَحِيماً.

البابُ للتّوبة مفتوح،، فما عُذر من أغفل دخول الباب بعد فتحه؟!!!!**

داحيَ باب خيبر(حِصن اليَهود) هو علي عليه السّلام وهو قائدنا. ونحن كشيعةٍ على نهجه لذلك فإن الكيان الّلقيط المحتـ.ـل لا قالع لِحصنه ودفاعاته غير الشّيعة. والله إنّ هذه حقيقة تترائى لي وبوضوع هذه عقيدتنا كشيعة. لا الغرب ولا دول أوربّا قادرة على تغيير…

**قد يترك الإنسان المعصية ويعيش في دائرة الطّاعة لله ويبدأ بالإرتياح لحالته هذه ولكن..

يحاربه إبليس بشتّى الطّرق ليُرجعه الى ماكان عليه قبل رفع سيف التّوبه بوجه المعصية،

فيُحبّب اليه الخيال فيجعله يُذنب دون أن يُذنب ويعكّر صفاء روحه دون الولوج بالذّنوب.

فيشعر أنّ ثمّة خطأ ما ولا يعلم.

ليعرف بعدها أنّ الخطأ وصفاء روحه الّذي تعكّر ماهو الا بسبب اتّباعه لخطوات الشّيطان.

نعم قد يكون الخيال بحدود معيّنة غير مأثومٌ عليه، ولكن لا يعني هذا أن أجَرّ بحبال نفسي الأمّارة بالسّوء الى ما توصّلت له نفسي المُطمئنة من راحة وسكينه بترك ما حرّم الله عليّ.

فالمؤمن عليه أن يتّقي ويحذَر حتّى من خياله وتصوّراته ويرجع الى نفسه ويعلَم أنّ هذا التّصوّر يخدم من ؟

هل يخدم ديني، هل يُقرّبني من الله تعالى؟
أم أنّه عكس ذلك تماماً ؟
يخدم إبلس ويعينه على نفسي ويمكّنه منّي؟

ولكل انسان خيال ومُخيّلة قد تكون واسعة جدّاً ولكن حتّى الأفكار بحاجة الى التقويم وإن كان ذلك صعبٌ أحياناً.

ينقل أحد العُلماء ويقول: كان ابي يقول (وابوه مرجعاً) أنّه في تلك اللحظات الّتي اريد بها ان أرقد الى النّوم وكعادة أيّ شخص يريد النّوم لا بُدّ له من التّقلب والتفكير لدقائق قبل ان ينام،

فكان ينقل بأنّه كان لا يسمح لأي فكرة تطرأ على عقله بالمرور الّا اذا كانت هذه الفكرة جيّدة وتخدم نفسي وديني لا العكس.

فكان يتفكّر في النّفس والأحاديث والمواضيع الّتي قد تتجمّع لتُشكّل محاضرة تامّة فيُلقيها في اليوم التّالي.

أقول لو أن ّكل أحدٍ منا إستعمل فِكره بهذه الطّريقة ووجّهه الى حيث يريد لما تجرّأَ علينا شيطان نفسنا ولا نفسنا الامّارة بالسّوء ولا حتّى سلاطيننا .

فكما يَحذر المؤمن من افعاله عليه ايظاً ان يَحذر من افكاره لانّ ما تفكّر فيه حتماً ستفعله وسينعكس عليك في قابل الأيّام**.

الحياة بين عالمين أحدهما مادّي والآخر الهي معنوي تحتاج الى علم ومعرفة بماهيّة الأمور والأحوال وعلى ايّ شيء تقوم ومنطلاقاتها وآفاقها.

فالإنسان بفكره النّيّر ونهجه القويم يستطيع ان يرى هذا العالم بمنظور حسن وجيّد ويعيش حياته برضا وحمد وثناء لله تعالى

والإنسان وافعاله انّما هو نتيجة طبيعيّة لفكره فإن كان فِكره فكر دينيّ الهيّ عاش راضيا وان كان فكره فكر مادّي ضلّ متخبّطاً في وحل المقارنات وعدم الرّضا لا على حالته الماديّة ولا على محطيه الشّخصي ولا عن ايّ شيء.

فبالمنظور الدّيني يعرف الإنسان المؤمن نفسه"في أين والى أين ومن أين".
يعرف حدود هذه الدّنيا وسبب وجوده ويعلَم إنّ لهذا الكون المُسخّر لخدمته خالق مُبدع مدبّر "يعلم خائنةَ الأعين وماتخفي الصّدور" ويعلم جيّدا أنّ هذه دار فناء وإنّه"خلق للبقاء لا للفناء" والبقاء البقاء لا يكون في هذا العالم ولا على هذه الأرض إنّما في"جنّة عرضها السّماوات والأرض".
وأنّه راحل لا مَحالة.
ولكن هذا لا يعني أنّه سيعيش على الهامش منتظراً موته.. لا لا
هو يعمل لدنياه كانّه يعيش ابدا ويعمل لآخرته كأنّه يموت غداً.

فهو لا يَفرح بما آتاه الله لانّه يعلم أنّه لن يدوم ولا يأسى على ما فاته لانّ يثق بالله ولديه التّوكّل التام والمُطلق لله تعالى.

امّا بالمنظور المادّي البَحت فهو يرى انّه مادّة مطلقه ولكنّه حي فقط وأنّه كأي طاقة في هذه الكون تتحول من شكل لآخر بمرور الوقت.

لا هدف من وجوده ولا مرجعيّة أخلاقيّة له. فهو فقط يعيش على مبدأ المنفعة فعلاقته بعائلته علاقه ماديّة وان كان فيه الحنين للتّولد والتكاثر.

وعلاقته بأصدقائه على اساس الأُنس وقضاء الوقت لا اكثر وعلى هذه الشّاكلة إلى ان يموت وتنتهي حياته.

وبهذا يكون امام الإنسان هذين المنظورين يسلك فيهم ايً شاء وأُحكم بقوانينه وعاش حسب ما يريد ويرغب ولكن الحقيقة الّتي لا مفرّ منها هو العاقبة.

فشتان بين عاقبةٍ إيمانيّة وماديّة
بين عاقبة حسنة على ما أراد الله تعالى وبين عاقبة وضعها ابليس واعوانه، عاقبة مادية..

–(وما الحياةُ الدّنيا إلا لَعِبٌ ولهوٌ وللدّارُ الآخرةُ خيرٌ للذينَ يتّقونَ أفلا تَعقلونَ) الأنعام 32.

قدوم شهر مُحرّم الحَرام يعني لي أموراً عدّة واستوحي واستلهم منه الكثير من الدّروس والمعاني والعِبر ولن أجعل منه موسماً عاديّاً أبداً.

فبداية هو شهرٌ لتجديد البيعة والولاء للعترة الطّاهرة وللحسين السّبط الشهيد بان نسير على نهجه وعلى خطاه وهو إمامنا المُفترص الطّاعة نعمل بما يأمرنا وننتهي عمّا ينهانا وهذا أقلّ النّصرة وادناها.

وامّا ما تفتحها لنا هذه النّهضة الحسينيّة من آفاق وقواعد نسيرُ بها فهي كثيرة جدّاً ومنها
عدم الولاء والبيعة لحاكم ظالمٍ ابداً ولو كلّفني ذلك حياتي واهلي ومالي واصحابي وكل مالديّ لانّ الولاء للحاكم الظّالم تعني تمكينه من اموري والسّماح له بالقرار نيابة عنّي دون قيد او شرط

وإن كان الحاكم ظالماً يعني أنّي شريك معه بالظّلم واقلّ التقادير أنّي راضٍ عنه والرّاضي بفعل قوم كالداخل به معهم والظّالم عليه اثمان، إثم العَمل بالظّلم وإثم الرّضى بالظّلم.

ايظاً أداء تكليفي تجاه نصرة المظلوم وعدم الرّكون في زوايا المسجد فقط كذلك الّذي طلب الامام الحسين نصرته فقال له بانّ صلاة ركعتين في المسجد الحرام افضل من جهادك، فترك شؤون الأمّة وما يحيط بها من تحدّيات ومؤامرات دوليّة علمانية غربية وأوربيّة،

من سيواجه هذه التّحديات إن كنّا قد ركنّا انفسنا بين زوايا المسجد واعتزلنا السياسة وإدارة شؤون الأمّة، فإن تركها أهلها جائوا برعاتهم وعملائهم وملّكوهم أمرنا.

ولا يخفى على أحدٍ ما لهذا الشّهر الحرام من أهميّة في تِبيان مظلوميّة أهل بيت رسول الله(ص) والسّبب الحقيقي الّذي أوصل الأمّة الإسلاميّة الى هذا التقاعس والتخلّف عن نُصرة إمامهم وحجّة الله في الأرض،
وليت شِعري بمَ يبدأ التبيين ابرزيّة الخميس ام بيوم السّقيفة ام بغيره وغيره…

هذه وغيرها الكثير الكثير من الدّروس والعِبر يمكن ان نستوحيها من كربلاء ونسلتهمها ونتعلّم منها العِبر لقيادة الأمّة الإسلامة نحو التسامي والإرتقاء والخروج من كونها مُستهلكة ومستضعفة مُقسّمة الى امم بعدد الدّول المرسومة من قبل الإحتلال بإتفاقيات لا نعلمها ولا نعلم خفايا سوى التّقسيم والإضعاف لكي لا تصبح "أمتكم أمتة واحدة".

هذا فكري وهذا نهجي وهذا ما افهمه واستطيع ان استفيد منه في قضيّة كربلاء وثورة الإمام الحُسين عليه السّلام.

كلمتان لأمير **المؤمنين في نَهج البَلاغة تدخلان الى قلب كل مؤمن وفيهما من الخير الكثير الكثير وتستحقان أن يّكتب فيهما مجلّدات لا كتاب أو كتابين.

يقول ألآمير (ع) في وصف التوحيد والعَدل في الله تعالى

{التّوحيد أن لاتتوهّمه، والعَدل أن لا تتَهمه}

أي أنّ الله تعالى لا يُمكن لك أن تتخيّله او تصفه لإنّك بوصفك او توهمكَ له وتصوّره فإنّك مُتوهّم وقد صورته وجسمته وهذا ليسَ توحيد إذ أنّ التوحيد أن لا تتوهّمه.

والعَدل أن لا تتّهمه
أي أنّ الله سبحانه وتعالى عادل وكل ما يحصل لكَ ولهذا العالم فهو من عدله وبحكته وله إرادة فيه وهو مُدبّر الأمور ويعلم الخير والصّلاح فيمن وفي أين وكيف، لِعلمه وحكمته.

فإنّك إن إتّهمته بأنّه أفقرك أو قصّر معك فأنت لا تعتقد بعدالته وحاشا له.

فالعَدل أن لا تتّهمه.

سبحانه وتعالى عمّا يصفون.**