القناة الرسمية والموثقة لـ أخبار وزارة التربية العراقية.
أخبار حصرية كل مايخص وزارة التربية العراقية.
تابع جديدنا لمشاهدة احدث الاخبار.
سيتم نقل احدث الاخبار العاجلة.
رابط مشاركة القناة :
https://t.me/DX_75
Last updated 1 year, 8 months ago
Last updated 2 months, 2 weeks ago
قال ابن القيم
(ﺃﻧﻮاﻉ اﻟﻘﻠﻮﺏ)
ﻓﺼﻞ: ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﻘﻮﻯ اﻟﻌﺒﺪ ﻋﻠﻰ ﺣﻀﻮﺭﻩ ﻓﻲ اﻟﺼﻼﺓ ﻭاﺷﺘﻐﺎﻟﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺮﺑﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺇﺫا ﻗﻬﺮ ﺷﻬﻮﺗﻪ ﻭﻫﻮاﻩ، ﻭﺇﻻ ﻓﻘﻠﺐ ﻗﺪ ﻗﻬﺮﺗﻪ اﻟﺸﻬﻮﺓ ﻭﺃﺳﺮﻩ اﻟﻬﻮﻯ ﻭﻭﺟﺪ اﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﻣﻘﻌﺪا ﺗﻤﻜﻦ ﻓﻴﻪ ﻛﻴﻒ ﻳﺨﻠﺺ ﻣﻦ اﻟﻮﺳﺎﻭﺱ ﻭاﻷﻓﻜﺎﺭ؟
ﻭاﻟﻘﻠﻮﺏ ﺛﻼﺛﺔ:
ﻗﻠﺐ ﺧﺎﻝ ﻣﻦ اﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺟﻤﻴﻊ اﻟﺨﻴﺮ، ﻓﺬﻟﻚ ﻗﻠﺐ ﻣﻈﻠﻢ ﻗﺪ اﺳﺘﺮاﺡ اﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻣﻦ ﺇﻟﻘﺎء اﻟﻮﺳﺎﻭﺱ ﺇﻟﻴﻪ ﻷﻧﻪ ﻗﺪ اﺗﺨﺬ ﺑﻴﺘﺎ ﻭﻭﻃﻨﺎ ﻭﺗﺤﻜﻢ ﻓﻴﻪ ﺑﻤﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﻭﺗﻤﻜﻦ ﻣﻨﻪ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﺘﻤﻜﻦ.
اﻟﻘﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ: ﻗﻠﺐ ﻗﺪ اﺳﺘﻨﺎﺭ ﺑﻨﻮﺭ اﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺃﻭﻗﺪ ﻓﻴﻪ ﻣﺼﺒﺎﺣﻪ ﻟﻜﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﻇﻠﻤﺔ اﻟﺸﻬﻮاﺕ ﻭﻋﻮاﺻﻒ اﻻﻫﻮﻳﺔ، ﻓﻠﻠﺸﻴﻄﺎﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺇﻗﺒﺎﻝ ﻭﺇﺩﺑﺎﺭ ﻭﻣﺠﺎﻻﺕ ﻭﻣﻄﺎﻣﻊ، ﻓﺎﻟﺤﺮﺏ ﺩﻭﻝ ﻭﺳﺠﺎﻝ.
ﻭﺗﺨﺘﻠﻒ ﺃﺣﻮاﻝ ﻫﺬا اﻟﺼﻨﻒ ﺑﺎﻟﻘﻠﺔ ﻭاﻟﻜﺜﺮﺓ، ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﻏﻠﺒﺘﻪ ﻟﻌﺪﻭﻩ ﺃﻛﺜﺮ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﻏﻠﺒﺔ ﻋﺪﻭﻩ ﻟﻪ ﺃﻛﺜﺮ.
ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺗﺎﺭﺓ ﻭﺗﺎﺭﺓ.
(اﻟﻘﻠﺐ اﻟﺜﺎﻟﺚ) ﻗﻠﺐ ﻣﺤﺸﻮ ﺑﺎﻹﻳﻤﺎﻥ ﻗﺪ اﺳﺘﻨﺎﺭ ﺑﻨﻮﺭ اﻹﻳﻤﺎﻥ، ﻭاﻧﻘﺸﻌﺖ ﻋﻨﻪ ﺣﺠﺐ اﻟﺸﻬﻮاﺕ، ﻭﺃﻗﻠﻌﺖ ﻋﻨﻪ ﺗﻠﻚ اﻟﻈﻠﻤﺎﺕ، ﻓﻠﻨﻮﺭﻩ ﻓﻲ ﺻﺪﺭﻩ ﺇﺷﺮاﻕ، ﻭﻟﺬﻟﻚ اﻹﺷﺮاﻕ ﺇﻳﻘﺎﺩ ﻟﻮ ﺩﻧﺎ ﻣﻨﻪ اﻟﻮﺳﻮاﺱ اﺣﺘﺮﻕ ﺑﻪ، ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻟﺴﻤﺎء اﻟﺘﻲ ﺣﺮﺳﺖ ﺑﺎﻟﻨﺠﻮﻡ ﻓﻠﻮ ﺩﻧﺎ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻳﺘﺨﻄﺎﻫﺎ ﺭﺟﻢ ﻓﺎﺣﺘﺮﻕ.
ﻭﻟﻴﺴﺖ اﻟﺴﻤﺎء ﺑﺄﻋﻈﻢ ﺣﺮﻣﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺆﻣﻦ، ﻭﺣﺮاﺳﺔ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻪ ﺃﺗﻢ ﻣﻦ ﺣﺮاﺳﺔ اﻟﺴﻤﺎء، ﻭاﻟﺴﻤﺎء ﻣﺘﻌﺒﺪ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻭﻣﺴﺘﻘﺮ اﻟﻮﺣﻲ ﻭﻓﻴﻬﺎ ﺃﻧﻮاﺭ اﻟﻄﺎﻋﺎﺕ، ﻭﻗﻠﺐ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻣﺴﺘﻘﺮ اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭاﻟﻤﺤﺒﺔ ﻭاﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭاﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﻓﻴﻪ ﺃﻧﻮاﺭﻫﺎ، ﻓﻬﻮ ﺣﻘﻴﻖ ﺃﻥ ﻳﺤﺮﺱ ﻭﻳﺤﻔﻆ ﻣﻦ ﻛﻴﺪ اﻟﻌﺪﻭ ﻓﻼ ﻳﻨﺎﻝ ﻣﻨﻪ ﺷﻴﺌﺎ إلا خطفه .
قال ابن القيم في كتابه مدارج السالكين
ﻭاﻟﻤﻘﺼﻮﺩ: ﺃﻥ اﻷﺩﺏ ﻣﻊ اﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ: ﻫﻮ اﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺪﻳﻨﻪ، ﻭاﻟﺘﺄﺩﺏ ﺑﺂﺩاﺑﻪ ﻇﺎﻫﺮا ﻭﺑﺎﻃﻨﺎ.
ﻭﻻ ﻳﺴﺘﻘﻴﻢ ﻷﺣﺪ ﻗﻂ اﻷﺩﺏ ﻣﻊ اﻟﻠﻪ ﺇﻻ ﺑﺜﻼﺛﺔ ﺃﺷﻴﺎء:
معرﻓﺘﻪ ﺑﺄﺳﻤﺎﺋﻪ ﻭﺻﻔﺎﺗﻪ،
ﻭمعرﻓﺘﻪ ﺑﺪﻳﻨﻪ ﻭﺷﺮﻋﻪ، ﻭﻣﺎ ﻳﺤﺐ ﻭﻣﺎ ﻳﻜﺮﻩ.
ﻭﻧﻔﺲ ﻣﺴﺘﻌﺪﺓ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻴﻨﺔ ﻣﺘﻬﻴﺌﺔ ﻟﻘﺒﻮﻝ اﻟﺤﻖ ﻋﻠﻤﺎ ﻭﻋﻤﻼ ﻭﺣﺎﻻ.
ﻭاﻟﻠﻪ اﻟﻤﺴﺘﻌﺎﻥ.
ا نتهى كلامه
قال ابن القيم في زاد المعاد
ﻭﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﻋﻼﺟﺎﺕ اﻟﻤﺮﺽ ﻓﻌﻞ اﻟﺨﻴﺮ، ﻭاﻹﺣﺴﺎﻥ، ﻭاﻟﺬﻛﺮ، ﻭاﻟﺪﻋﺎء، ﻭاﻟﺘﻀﺮﻉ، ﻭاﻻﺑﺘﻬﺎﻝ ﺇﻟﻰ اﻟﻠﻪ، ﻭاﻟﺘﻮﺑﺔ، ﻭﻟﻬﺬﻩ اﻷﻣﻮﺭ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻓﻲ ﺩﻓﻊ اﻟﻌﻠﻞ ﻭﺣﺼﻮﻝ اﻟﺸﻔﺎء ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ اﻷﺩﻭﻳﺔ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ، ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺤﺴﺐ اﺳﺘﻌﺪاﺩ اﻟﻨﻔﺲ، ﻭﻗﺒﻮﻟﻬﺎ، ﻭﻋﻘﻴﺪﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻭﻧﻔﻌﻪ.
قصيدة أبوالبقاء الرندي في رثاء الأندلس
لِكُلِّ شَيءٍ إِذا ما تَمّ نُقصانُ
فَلا يُغَرَّ بِطيبِ العَيشِ إِنسانُ
هِيَ الأُمُورُ كَما شاهَدتُها دُوَلٌ
مَن سَرّهُ زَمَن ساءَتهُ أَزمانُ
وَهَذِهِ الدارُ لا تُبقي عَلى أَحَدٍ
وَلا يَدُومُ عَلى حالٍ لَها شانُ
يُمَزِّقُ الدَهرُ حَتماً كُلَّ سابِغَةٍ
إِذا نَبَت مَشرَفِيّات وَخرصانُ
وَيَنتَضي كُلَّ سَيفٍ للفَناء وَلَو
كانَ ابنَ ذي يَزَن وَالغِمد غمدانُ
أَينَ المُلوكُ ذَوي التيجانِ مِن يَمَنٍ
وَأَينَ مِنهُم أَكالِيلٌ وَتيجَانُ
وَأَينَ ما شادَهُ شَدّادُ في إِرَمٍ
وَأينَ ما ساسَه في الفُرسِ ساسانُ
وَأَينَ ما حازَهُ قارونُ من ذَهَبٍ
وَأَينَ عادٌ وَشدّادٌ وَقَحطانُ
أَتى عَلى الكُلِّ أَمرٌ لا مَرَدّ لَهُ
حَتّى قَضوا فَكَأنّ القَوم ما كانُوا
وَصارَ ما كانَ مِن مُلكٍ وَمِن مَلكٍ
كَما حَكى عَن خَيالِ الطَيفِ وَسنانُ
دارَ الزَمانُ عَلى دارا وَقاتِلِهِ
وَأَمَّ كِسرى فَما آواهُ إِيوانُ
كَأَنَّما الصَعبُ لَم يَسهُل لَهُ سببٌ
يَوماً وَلا مَلَكَ الدُنيا سُلَيمانُ
فَجائِعُ الدُهرِ أَنواعٌ مُنَوَّعَةٌ
وَلِلزَمانِ مَسرّاتٌ وَأَحزانُ
وَلِلحَوادِثِ سلوانٌ يُهوّنُها
وَما لِما حَلَّ بِالإِسلامِ سلوانُ
دهى الجَزيرَة أَمرٌ لا عَزاءَ لَهُ
هَوَى لَهُ أُحُدٌ وَاِنهَدَّ ثَهلانُ
أَصابَها العينُ في الإِسلامِ فاِرتزَأت
حَتّى خَلَت مِنهُ أَقطارٌ وَبُلدانُ
فاِسأل بَلَنسِيةً ما شَأنُ مرسِيَةٍ
وَأَينَ شاطِبة أَم أَينَ جيّانُ
وَأَين قُرطُبة دارُ العُلُومِ فَكَم
مِن عالِمٍ قَد سَما فِيها لَهُ شانُ
وَأَينَ حمص وَما تَحويِهِ مِن نُزَهٍ
وَنَهرُها العَذبُ فَيّاضٌ وَمَلآنُ
قَوَاعد كُنَّ أَركانَ البِلادِ فَما
عَسى البَقاءُ إِذا لَم تَبقَ أَركانُ
تَبكِي الحَنيفِيَّةُ البَيضَاءُ مِن أَسَفٍ
كَما بَكى لِفِراقِ الإِلفِ هَيمَانُ
عَلى دِيارٍ منَ الإِسلامِ خالِيَةٍ
قَد أَقفَرَت وَلَها بالكُفرِ عُمرانُ
حَيثُ المَساجِدُ قَد صارَت كَنائِس ما
فيهِنَّ إِلّا نَواقِيسٌ وصلبانُ
حَتّى المَحاريبُ تَبكي وَهيَ جامِدَةٌ
حَتّى المَنابِرُ تَبكي وَهيَ عيدَانُ
يا غافِلاً وَلَهُ في الدهرِ مَوعِظَةٌ
إِن كُنتَ في سنَةٍ فالدهرُ يَقظانُ
وَماشِياً مَرِحاً يُلهِيهِ مَوطِنُهُ
أَبَعدَ حِمص تَغُرُّ المَرءَ أَوطانُ
تِلكَ المُصِيبَةُ أَنسَت ما تَقَدَّمَها
وَما لَها مِن طِوَالِ المَهرِ نِسيانُ
يا أَيُّها المَلكُ البَيضاءُ رايَتُهُ
أَدرِك بِسَيفِكَ أَهلَ الكُفرِ لا كانوا
يا راكِبينَ عِتاق الخَيلِ ضامِرَةً
كَأَنَّها في مَجالِ السَبقِ عقبانُ
وَحامِلينَ سُيُوفَ الهِندِ مُرهَفَةً
كَأَنَّها في ظَلامِ النَقعِ نيرَانُ
وَراتِعينَ وَراءَ البَحرِ في دعةٍ
لَهُم بِأَوطانِهِم عِزٌّ وَسلطانُ
أَعِندكُم نَبَأ مِن أَهلِ أَندَلُسٍ
فَقَد سَرى بِحَدِيثِ القَومِ رُكبَانُ
كَم يَستَغيثُ بِنا المُستَضعَفُونَ وَهُم
قَتلى وَأَسرى فَما يَهتَزَّ إِنسانُ
ماذا التَقاطعُ في الإِسلامِ بَينَكُمُ
وَأَنتُم يا عِبَادَ اللَهِ إِخوَانُ
أَلا نُفوسٌ أَبيّاتٌ لَها هِمَمٌ
أَما عَلى الخَيرِ أَنصارٌ وَأَعوانُ
يا مَن لِذلَّةِ قَوم بَعدَ عِزّتهِم
أَحالَ حالَهُم كفرٌ وَطُغيانُ
بِالأَمسِ كانُوا مُلُوكاً فِي مَنازِلهِم
وَاليَومَ هُم في بِلادِ الكُفرِ عُبدانُ
فَلَو تَراهُم حَيارى لا دَلِيلَ لَهُم
عَلَيهِم من ثيابِ الذُلِّ أَلوانُ
وَلَو رَأَيت بُكاهُم عِندَ بَيعهمُ
لَهالَكَ الأَمرُ وَاِستَهوَتكَ أَحزانُ
يا رُبَّ أمٍّ وَطِفلٍ حيلَ بينهُما
كَما تُفَرَّقُ أَرواحٌ وَأَبدانُ
وَطفلَة مِثلَ حُسنِ الشَمسِ إِذ برزت
كَأَنَّما هيَ ياقُوتٌ وَمُرجانُ
يَقُودُها العِلجُ لِلمَكروهِ مُكرَهَةً
وَالعَينُ باكِيَةٌ وَالقَلبُ حَيرانُ
لِمثلِ هَذا يذوبُ القَلبُ مِن كَمَدٍ
إِن كانَ في القَلبِ إِسلامٌ وَإِيمانُ
يقول الله تبارك وتعالى
{ﻭﻟﻨﺒﻠﻮﻧﻜﻢ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ اﻟﺨﻮﻑ ﻭاﻟﺠﻮﻉ ﻭﻧﻘﺺ ﻣﻦ اﻷﻣﻮاﻝ ﻭاﻷﻧﻔﺲ ﻭاﻟﺜﻤﺮاﺕ ﻭﺑﺸﺮ اﻟﺼﺎﺑﺮﻳﻦ * اﻟﺬﻳﻦ ﺇﺫا ﺃﺻﺎﺑﺘﻬﻢ ﻣﺼﻴﺒﺔ ﻗﺎﻟﻮا ﺇﻧﺎ ﻟﻠﻪ ﻭﺇﻧﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﺭاﺟﻌﻮﻥ * ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺻﻠﻮاﺕ ﻣﻦ ﺭﺑﻬﻢ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﻭﺃﻭﻟﺌﻚ ﻫﻢ اﻟﻤﻬﺘﺪﻭﻥ}
قال السعدي في تفسيره
ﺃﺧﺒﺮ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﺒﺘﻠﻲ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺑﺎﻟﻤﺤﻦ، ﻟﻴﺘﺒﻴﻦ اﻟﺼﺎﺩﻕ ﻣﻦ اﻟﻜﺎﺫﺏ، ﻭاﻟﺠﺎﺯﻉ ﻣﻦ اﻟﺼﺎﺑﺮ، ﻭﻫﺬﻩ ﺳﻨﺘﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﻋﺒﺎﺩﻩ؛ ﻷﻥ اﻟﺴﺮاء ﻟﻮ اﺳﺘﻤﺮﺕ ﻷﻫﻞ اﻹﻳﻤﺎﻥ، ﻭﻟﻢ ﻳﺤﺼﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﻣﺤﻨﺔ، ﻟﺤﺼﻞ اﻻﺧﺘﻼﻁ اﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻓﺴﺎﺩ، ﻭﺣﻜﻤﺔ اﻟﻠﻪ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﺗﻤﻴﻴﺰ ﺃﻫﻞ اﻟﺨﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ اﻟﺸﺮ. ﻫﺬﻩ ﻓﺎﺋﺪﺓ اﻟﻤﺤﻦ، ﻻ ﺇﺯاﻟﺔ ﻣﺎ ﻣﻊ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻣﻦ اﻹﻳﻤﺎﻥ، ﻭﻻ ﺭﺩﻫﻢ ﻋﻦ ﺩﻳﻨﻬﻢ، ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ اﻟﻠﻪ ﻟﻴﻀﻴﻊ ﺇﻳﻤﺎﻥ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ، ﻓﺄﺧﺒﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﺒﺘﻠﻲ ﻋﺒﺎﺩﻩ {ﺑﺸﻲء ﻣﻦ اﻟﺨﻮﻑ}
ﻣﻦ اﻷﻋﺪاء {ﻭاﻟﺠﻮﻉ}
ﺃﻱ: ﺑﺸﻲء ﻳﺴﻴﺮ ﻣﻨﻬﻤﺎ؛ ﻷﻧﻪ ﻟﻮ اﺑﺘﻼﻫﻢ ﺑﺎﻟﺨﻮﻑ ﻛﻠﻪ، ﺃﻭ اﻟﺠﻮﻉ، ﻟﻬﻠﻜﻮا، ﻭاﻟﻤﺤﻦ ﺗﻤﺤﺺ ﻻ ﺗﻬﻠﻚ.
{ﻭﻧﻘﺺ ﻣﻦ اﻷﻣﻮاﻝ}
ﻭﻫﺬا ﻳﺸﻤﻞ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻨﻘﺺ اﻟﻤﻌﺘﺮﻱ ﻟﻷﻣﻮاﻝ ﻣﻦ ﺟﻮاﺋﺢ ﺳﻤﺎﻭﻳﺔ، ﻭﻏﺮﻕ، ﻭﺿﻴﺎﻉ، ﻭﺃﺧﺬ اﻟﻈﻠﻤﺔ ﻟﻷﻣﻮاﻝ ﻣﻦ اﻟﻤﻠﻮﻙ اﻟﻈﻠﻤﺔ، ﻭﻗﻄﺎﻉ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ.
{ﻭاﻷﻧﻔﺲ}
ﺃﻱ: ﺫﻫﺎﺏ اﻷﺣﺒﺎﺏ ﻣﻦ اﻷﻭﻻﺩ، ﻭاﻷﻗﺎﺭﺏ، ﻭاﻷﺻﺤﺎﺏ، ﻭﻣﻦ ﺃﻧﻮاﻉ اﻷﻣﺮاﺽ ﻓﻲ ﺑﺪﻥ اﻟﻌﺒﺪ، ﺃﻭ ﺑﺪﻥ ﻣﻦ ﻳﺤﺒﻪ، {ﻭاﻟﺜﻤﺮاﺕ}
ﺃﻱ: اﻟﺤﺒﻮﺏ، ﻭﺛﻤﺎﺭ اﻟﻨﺨﻴﻞ، ﻭاﻷﺷﺠﺎﺭ ﻛﻠﻬﺎ، ﻭاﻟﺨﻀﺮ ﺑﺒﺮﺩ، ﺃﻭ ﺑﺮﺩ، ﺃﻭ ﺣﺮﻕ، ﺃﻭ ﺁﻓﺔ ﺳﻤﺎﻭﻳﺔ، ﻣﻦ ﺟﺮاﺩ ﻭﻧﺤﻮﻩ.
ﻓﻬﺬﻩ اﻷﻣﻮﺭ، ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﻘﻊ، ﻷﻥ اﻟﻌﻠﻴﻢ اﻟﺨﺒﻴﺮ، ﺃﺧﺒﺮ ﺑﻬﺎ، ﻓﻮﻗﻌﺖ ﻛﻤﺎ ﺃﺧﺒﺮ، ﻓﺈﺫا ﻭﻗﻌﺖ اﻧﻘﺴﻢ اﻟﻨﺎﺱ ﻗﺴﻤﻴﻦ: ﺟﺎﺯﻋﻴﻦ ﻭﺻﺎﺑﺮﻳﻦ، ﻓﺎﻟﺠﺎﺯﻉ، ﺣﺼﻠﺖ ﻟﻪ اﻟﻤﺼﻴﺒﺘﺎﻥ، ﻓﻮاﺕ اﻟﻤﺤﺒﻮﺏ، ﻭﻫﻮ ﻭﺟﻮﺩ ﻫﺬﻩ اﻟﻤﺼﻴﺒﺔ، ﻭﻓﻮاﺕ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻨﻬﺎ، ﻭﻫﻮ اﻷﺟﺮ ﺑﺎﻣﺘﺜﺎﻝ ﺃﻣﺮ اﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺼﺒﺮ، ﻓﻔﺎﺯ ﺑﺎﻟﺨﺴﺎﺭﺓ ﻭاﻟﺤﺮﻣﺎﻥ، ﻭﻧﻘﺺ ﻣﺎ ﻣﻌﻪ ﻣﻦ اﻹﻳﻤﺎﻥ، ﻭﻓﺎﺗﻪ اﻟﺼﺒﺮ ﻭاﻟﺮﺿﺎ ﻭاﻟﺸﻜﺮاﻥ، ﻭﺣﺼﻞ ﻟﻪ اﻟﺴﺨﻂ اﻟﺪاﻝ ﻋﻠﻰ ﺷﺪﺓ اﻟﻨﻘﺼﺎﻥ.
ﻭﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﻭﻓﻘﻪ اﻟﻠﻪ ﻟﻠﺼﺒﺮ ﻋﻨﺪ ﻭﺟﻮﺩ ﻫﺬﻩ اﻟﻤﺼﺎﺋﺐ، ﻓﺤﺒﺲ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻦ اﻟﺘﺴﺨﻂ، ﻗﻮﻻ ﻭﻓﻌﻼ ﻭاﺣﺘﺴﺐ ﺃﺟﺮﻫﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﻠﻪ، ﻭﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻳﺪﺭﻛﻪ ﻣﻦ اﻷﺟﺮ ﺑﺼﺒﺮﻩ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﺼﻴﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﺼﻠﺖ ﻟﻪ، ﺑﻞ اﻟﻤﺼﻴﺒﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﻧﻌﻤﺔ ﻓﻲ ﺣﻘﻪ، ﻷﻧﻬﺎ ﺻﺎﺭﺕ ﻃﺮﻳﻘﺎ ﻟﺤﺼﻮﻝ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺧﻴﺮ ﻟﻪ ﻭﺃﻧﻔﻊ ﻣﻨﻬﺎ، ﻓﻘﺪ اﻣﺘﺜﻞ ﺃﻣﺮ اﻟﻠﻪ، ﻭﻓﺎﺯ ﺑﺎﻟﺜﻮاﺏ، ﻓﻠﻬﺬا ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻭﺑﺸﺮ اﻟﺼﺎﺑﺮﻳﻦ}
ﺃﻱ: ﺑﺸﺮﻫﻢ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻳﻮﻓﻮﻥ ﺃﺟﺮﻫﻢ ﺑﻐﻴﺮ ﺣﺴﺎﺏ.
ﻓاﻟﺼﺎﺑﺮﻳﻦ، ﻫﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻓﺎﺯﻭا ﺑﺎﻟﺒﺸﺎﺭﺓ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ، ﻭاﻟﻤﻨﺤﺔ اﻟﺠﺴﻴﻤﺔ، ﺛﻢ ﻭﺻﻔﻬﻢ ﺑﻘﻮﻟﻪ: {اﻟﺬﻳﻦ ﺇﺫا ﺃﺻﺎﺑﺘﻬﻢ ﻣﺼﻴﺒﺔ}
ﻭﻫﻲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺆﻟﻢ اﻟﻘﻠﺐ ﺃﻭ اﻟﺒﺪﻥ ﺃﻭ ﻛﻠﻴﻬﻤﺎ ﻣﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﺫﻛﺮﻩ.
{ﻗﺎﻟﻮا ﺇﻧﺎ ﻟﻠﻪ}
ﺃﻱ: ﻣﻤﻠﻮﻛﻮﻥ ﻟﻠﻪ، ﻣﺪﺑﺮﻭﻥ ﺗﺤﺖ ﺃﻣﺮﻩ ﻭﺗﺼﺮﻳﻔﻪ، ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻭﺃﻣﻮاﻟﻨﺎ ﺷﻲء، ﻓﺈﺫا اﺑﺘﻼﻧﺎ ﺑﺸﻲء ﻣﻨﻬﺎ، ﻓﻘﺪ ﺗﺼﺮﻑ ﺃﺭﺣﻢ اﻟﺮاﺣﻤﻴﻦ، ﺑﻤﻤﺎﻟﻴﻜﻪ ﻭﺃﻣﻮاﻟﻬﻢ، ﻓﻼ اﻋﺘﺮاﺽ ﻋﻠﻴﻪ، ﺑﻞ ﻣﻦ ﻛﻤﺎﻝ ﻋﺒﻮﺩﻳﺔ اﻟﻌﺒﺪ، ﻋﻠﻤﻪ، ﺑﺄﻥ ﻭﻗﻮﻉ اﻟﺒﻠﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺎﻟﻚ اﻟﺤﻜﻴﻢ، اﻟﺬﻱ ﺃﺭﺣﻢ ﺑﻌﺒﺪﻩ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ، ﻓﻴﻮﺟﺐ ﻟﻪ ﺫﻟﻚ، اﻟﺮﺿﺎ ﻋﻦ اﻟﻠﻪ، ﻭاﻟﺸﻜﺮ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺪﺑﻴﺮﻩ، ﻟﻤﺎ ﻫﻮ ﺧﻴﺮ ﻟﻌﺒﺪﻩ، ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺬﻟﻚ، ﻭﻣﻊ ﺃﻧﻨﺎ ﻣﻤﻠﻮﻛﻮﻥ ﻟﻠﻪ، ﻓﺈﻧﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﺭاﺟﻌﻮﻥ ﻳﻮﻡ اﻟﻤﻌﺎﺩ، ﻓﻤﺠﺎﺯ ﻛﻞ ﻋﺎﻣﻞ ﺑﻌﻤﻠﻪ، ﻓﺈﻥ ﺻﺒﺮﻧﺎ ﻭاﺣﺘﺴﺒﻨﺎ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﺃﺟﺮﻧﺎ ﻣﻮﻓﻮﺭا ﻋﻨﺪﻩ، ﻭﺇﻥ ﺟﺰﻋﻨﺎ ﻭﺳﺨﻄﻨﺎ، ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺣﻈﻨﺎ ﺇﻻ اﻟﺴﺨﻂ ﻭﻓﻮاﺕ اﻷﺟﺮ، ﻓﻜﻮﻥ اﻟﻌﺒﺪ ﻟﻠﻪ، ﻭﺭاﺟﻊ ﺇﻟﻴﻪ، ﻣﻦ ﺃﻗﻮﻯ ﺃﺳﺒﺎﺏ اﻟﺼﺒﺮ.
{ﺃﻭﻟﺌﻚ}
اﻟﻤﻮﺻﻮﻓﻮﻥ ﺑﺎﻟﺼﺒﺮ اﻟﻤﺬﻛﻮﺭ {ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺻﻠﻮاﺕ ﻣﻦ ﺭﺑﻬﻢ}
ﺃﻱ: ﺛﻨﺎء ﻭﺗﻨﻮﻳﻪ ﺑﺤﺎﻟﻬﻢ {ﻭﺭﺣﻤﺔ}
ﻋﻈﻴﻤﺔ، ﻭﻣﻦ ﺭﺣﻤﺘﻪ ﺇﻳﺎﻫﻢ، ﺃﻥ ﻭﻓﻘﻬﻢ ﻟﻠﺼﺒﺮ اﻟﺬﻱ ﻳﻨﺎﻟﻮﻥ ﺑﻪ ﻛﻤﺎﻝ اﻷﺟﺮ، {ﻭﺃﻭﻟﺌﻚ ﻫﻢ اﻟﻤﻬﺘﺪﻭﻥ}
اﻟﺬﻳﻦ ﻋﺮﻓﻮا اﻟﺤﻖ، ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﻮﺿﻊ، ﻋﻠﻤﻬﻢ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻟﻠﻪ، ﻭﺃﻧﻬﻢ ﺇﻟﻴﻪ ﺭاﺟﻌﻮﻥ، ﻭﻋﻤﻠﻮا ﺑﻪ ﻭﻫﻮ ﻫﻨﺎ ﺻﺒﺮﻫﻢ ﻟﻠﻪ.
ﻭﺩﻟﺖ ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ، ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺼﺒﺮ، ﻓﻠﻪ ﺿﺪ ﻣﺎ ﻟﻬﻢ، ﻓﺤﺼﻞ ﻟﻪ اﻟﺬﻡ ﻣﻦ اﻟﻠﻪ، ﻭاﻟﻌﻘﻮﺑﺔ، ﻭاﻟﻀﻼﻝ ﻭاﻟﺨﺴﺎﺭ، ﻓﻤﺎ ﺃﻋﻈﻢ اﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ اﻟﻔﺮﻳﻘﻴﻦ ﻭﻣﺎ ﺃﻗﻞ ﺗﻌﺐ اﻟﺼﺎﺑﺮﻳﻦ، ﻭﺃﻋﻈﻢ ﻋﻨﺎء اﻟﺠﺎﺯﻋﻴﻦ، ﻓﻘﺪ اﺷﺘﻤﻠﺖ ﻫﺎﺗﺎﻥ اﻵﻳﺘﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻃﻴﻦ اﻟﻨﻔﻮﺱ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺼﺎﺋﺐ ﻗﺒﻞ ﻭﻗﻮﻋﻬﺎ، ﻟﺘﺨﻒ ﻭﺗﺴﻬﻞ، ﺇﺫا ﻭﻗﻌﺖ، ﻭﺑﻴﺎﻥ ﻣﺎ ﺗﻘﺎﺑﻞ ﺑﻪ، ﺇﺫا ﻭﻗﻌﺖ، ﻭﻫﻮ اﻟﺼﺒﺮ، ﻭﺑﻴﺎﻥ ﻣﺎ ﻳﻌﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺒﺮ، ﻭﻣﺎ ﻟﻠﺼﺎﺑﺮ ﻣﻦ اﻷﺟﺮ، ﻭﻳﻌﻠﻢ ﺣﺎﻝ ﻏﻴﺮ اﻟﺼﺎﺑﺮ، ﺑﻀﺪ ﺣﺎﻝ اﻟﺼﺎﺑﺮ.
ﻭﺃﻥ ﻫﺬا اﻻﺑﺘﻼء ﻭاﻻﻣﺘﺤﺎﻥ، ﺳﻨﺔ اﻟﻠﻪ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺧﻠﺖ، ﻭﻟﻦ ﺗﺠﺪ ﻟﺴﻨﺔ اﻟﻠﻪ ﺗﺒﺪﻳﻼ ﻭﺑﻴﺎﻥ ﺃﻧﻮاﻉ اﻟﻤﺼﺎﺋﺐ. ا. ه
يقول الله تبارك وتعالى
{ﻣﺎ ﺃﺻﺎﺏ ﻣﻦ ﻣﺼﻴﺒﺔ ﺇﻻ ﺑﺈﺫﻥ اﻟﻠﻪ ﻭﻣﻦ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻳﻬﺪ ﻗﻠﺒﻪ ﻭاﻟﻠﻪ ﺑﻜﻞ ﺷﻲء ﻋﻠﻴﻢ *
قال السعدي رحمه الله في تفسيره
ﻫﺬا ﻋﺎﻡ ﻟﺠﻤﻴﻊ اﻟﻤﺼﺎﺋﺐ، ﻓﻲ اﻟﻨﻔﺲ، ﻭاﻟﻤﺎﻝ، ﻭاﻟﻮﻟﺪ، ﻭاﻷﺣﺒﺎﺏ، ﻭﻧﺤﻮﻫﻢ، ﻓﺠﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﺃﺻﺎﺏ اﻟﻌﺒﺎﺩ، ﻓﺒﻘﻀﺎء اﻟﻠﻪ ﻭﻗﺪﺭﻩ، ﻗﺪ ﺳﺒﻖ ﺑﺬﻟﻚ ﻋﻠﻢ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ، ﻭﺟﺮﻯ ﺑﻪ ﻗﻠﻤﻪ، ﻭﻧﻔﺬﺕ ﺑﻪ ﻣﺸﻴﺌﺘﻪ، ﻭاﻗﺘﻀﺘﻪ ﺣﻜﻤﺘﻪ، ﻭاﻟﺸﺄﻥ ﻛﻞ اﻟﺸﺄﻥ، ﻫﻞ ﻳﻘﻮﻡ اﻟﻌﺒﺪ ﺑﺎﻟﻮﻇﻴﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﻘﺎﻡ، ﺃﻡ ﻻ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻬﺎ؟ ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻡ ﺑﻬﺎ، ﻓﻠﻪ اﻟﺜﻮاﺏ اﻟﺠﺰﻳﻞ، ﻭاﻷﺟﺮ اﻟﺠﻤﻴﻞ، ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭاﻵﺧﺮﺓ، ﻓﺈﺫا ﺁﻣﻦ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ اﻟﻠﻪ، ﻓﺮﺿﻲ ﺑﺬﻟﻚ، ﻭﺳﻠﻢ ﻷﻣﺮﻩ، ﻫﺪﻯ اﻟﻠﻪ ﻗﻠﺒﻪ، ﻓﺎﻃﻤﺄﻥ ﻭﻟﻢ ﻳﻨﺰﻋﺞ ﻋﻨﺪ اﻟﻤﺼﺎﺋﺐ، ﻛﻤﺎ ﻳﺠﺮﻱ ﻟﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﻬﺪ اﻟﻠﻪ ﻗﻠﺒﻪ، ﺑﻞ ﻳﺮﺯﻗﻪ اﻟﺜﺒﺎﺕ ﻋﻨﺪ ﻭﺭﻭﺩﻫﺎ ﻭاﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻤﻮﺟﺐ اﻟﺼﺒﺮ، ﻓﻴﺤﺼﻞ ﻟﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﺛﻮاﺏ ﻋﺎﺟﻞ، ﻣﻊ ﻣﺎ ﻳﺪﺧﺮ اﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﻳﻮﻡ اﻟﺠﺰاء ﻣﻦ اﻟﺜﻮاﺏ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻮﻓﻰ اﻟﺼﺎﺑﺮﻭﻥ ﺃﺟﺮﻫﻢ ﺑﻐﻴﺮ ﺣﺴﺎﺏ} ﻭﻋﻠﻢ ﻣﻦ ﻫﺬا ﺃﻥ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻋﻨﺪ ﻭﺭﻭﺩ اﻟﻤﺼﺎﺋﺐ، ﺑﺄﻥ ﻟﻢ ﻳﻠﺤﻆ ﻗﻀﺎء اﻟﻠﻪ ﻭﻗﺪﺭﻩ، ﺑﻞ ﻭﻗﻒ ﻣﻊ ﻣﺠﺮﺩ اﻷﺳﺒﺎﺏ، ﺃﻧﻪ ﻳﺨﺬﻝ، ﻭﻳﻜﻠﻪ اﻟﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﺇﺫا ﻭﻛﻞ اﻟﻌﺒﺪ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﺴﻪ، ﻓﺎﻟﻨﻔﺲ ﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺇﻻ اﻟﺠﺰﻉ ﻭاﻟﻬﻠﻊ اﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﻋﺎﺟﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺒﺪ، ﻗﺒﻞ ﻋﻘﻮﺑﺔ اﻵﺧﺮﺓ، ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﺮﻁ ﻓﻲ ﻭاﺟﺐ اﻟﺼﺒﺮ. ﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻘﻮﻟﻪ: {ﻭﻣﻦ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻳﻬﺪ ﻗﻠﺒﻪ}
ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻡ اﻟﻤﺼﺎﺋﺐ اﻟﺨﺎﺹ، ﻭﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻌﻤﻮﻡ اﻟﻠﻔﻈﻲ، ﻓﺈﻥ اﻟﻠﻪ ﺃﺧﺒﺮ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺁﻣﻦ ﺃﻱ: اﻹﻳﻤﺎﻥ اﻟﻤﺄﻣﻮﺭ ﺑﻪ، ﻣﻦ اﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﻣﻼﺋﻜﺘﻪ ﻭﻛﺘﺒﻪ ﻭﺭﺳﻠﻪ ﻭاﻟﻴﻮﻡ اﻵﺧﺮ ﻭاﻟﻘﺪﺭ ﺧﻴﺮﻩ ﻭﺷﺮﻩ، ﻭﺻﺪﻕ ﺇﻳﻤﺎﻧﻪ ﺑﻤﺎ ﻳﻘﺘﻀﻴﻪ اﻹﻳﻤﺎﻥ ﻣﻦ اﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻠﻮاﺯﻣﻪ ﻭﻭاﺟﺒﺎﺗﻪ، ﺃﻥ ﻫﺬا اﻟﺴﺒﺐ اﻟﺬﻱ ﻗﺎﻡ ﺑﻪ اﻟﻌﺒﺪ ﺃﻛﺒﺮ ﺳﺒﺐ ﻟﻬﺪاﻳﺔ اﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺃﺣﻮاﻟﻪ ﻭﺃﻗﻮاﻟﻪ، ﻭﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﻭﻓﻲ ﻋﻠﻤﻪ ﻭﻋﻤﻠﻪ.
ﻭﻫﺬا ﺃﻓﻀﻞ ﺟﺰاء ﻳﻌﻄﻴﻪ اﻟﻠﻪ ﻷﻫﻞ اﻹﻳﻤﺎﻥ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ اﻷﺧﺒﺎﺭ: ﺃﻥ اﻟﻤﺆﻣﻦﻳﻦ ﻳﺜﺒﺘﻬﻢ اﻟﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎﺓ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻓﻲ اﻵﺧﺮﺓ.
ﻭﺃﺻﻞ اﻟﺜﺒﺎﺕ: ﺛﺒﺎﺕ اﻟﻘﻠﺐ ﻭﺻﺒﺮﻩ، ﻭﻳﻘﻴﻨﻪ ﻋﻨﺪ ﻭﺭﻭﺩ ﻛﻞ ﻓﺘﻨﺔ، ﻓﻘﺎﻝ: {ﻳﺜﺒﺖ اﻟﻠﻪ اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻦﻭا ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ اﻟﺜﺎﺑﺖ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎﺓ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻓﻲ اﻵﺧﺮﺓ}
ﻓﺄﻫﻞ اﻹﻳﻤﺎﻥ ﺃﻫﺪﻯ اﻟﻨﺎﺱ ﻗﻠﻮﺑﺎ، ﻭﺃﺛﺒﺘﻬﻢ ﻋﻨﺪ اﻟﻤﺰﻋﺠﺎﺕ ﻭاﻟﻤﻘﻠﻘﺎﺕ، ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻤﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﻣﻦ اﻹﻳﻤﺎﻥ.ا. ه
القناة الرسمية والموثقة لـ أخبار وزارة التربية العراقية.
أخبار حصرية كل مايخص وزارة التربية العراقية.
تابع جديدنا لمشاهدة احدث الاخبار.
سيتم نقل احدث الاخبار العاجلة.
رابط مشاركة القناة :
https://t.me/DX_75
Last updated 1 year, 8 months ago
Last updated 2 months, 2 weeks ago