لديَّ شعورٌ دفين بأنِّي أودُّ المغادرة، لا أعلمُ المغادرةُ من أين، ولا أعلمُ المغادرةُ إلىٰ أين.
ولا أعرفُ ما مَصدرُ ذلك الشعور، لكنه هُنا في مكانٍ ما .. يَقبعُ ذلك الشعور.

- عـمَّـار بَـرَكَـات

"وَلَنَا أحلامنا الصُّغرى، كأن نصحو من النوم مُعافين من الخيبة، لم نحلم بأشياء عصيِّة، نحن أحياء وباقون وللحلمِ بقيّة."

❤️‍🩹

• يقول الرّافعي:

«كنتُ رجلًا غَزِلًا ولم أكن فاسقًا، ولستُ كهؤلاء الشبَّانِ، أُصيبوا في إيمانهم باللّه فأُصيبوا في إيمانهم بكلِّ فضيلة..قلبي يُحبُّ وإنّما، أخلاقُهُ فيه ودينُه»

- وصدق العريان لما قال عن الرّافعي:

«هذا الرجلُ كان عاشقًا غلبه الحبُّ على نفسه، وما غلبَهُ على دينِهِ وخُلُقِه».

يُربّينا الدّين على الإخاء، ذاكَ الرّباط القلبيّ الخَفِيّ، كأنّ الواحد منّا يتَقَطّع أشتاتًا هنا وهناك! جسدًا متفرّقًا في كلّ مكان، أشعر به كأنّه بي، وأخاف علينا كأنّه أنا، وإن باعَدَت بيننا المَسافات يومًا، تَجمَعُنا السَّجَدات دومًا.

إن اتباعَ الهوىٰ مَذموم والانصياع لنفسك ولما تهوىٰ يُوردك موردَ الذلِّ والهلاك.
والهوىٰ في أصله هو كل ما تهواه النفس من تركِ معروفٍ أُمرتَ بهِ أو إتيانِ مُنكرِ نُهيتَ عنه.
هناكَ من الأنفس من تهوىٰ الراحة والكسل، وهناك من تهوىٰ النظر للمحرمات وهناك من تهوىٰ اتباع الشهوات، وهناك من تهوىٰ مواعدةً في الخلوات، وهناك من تهوىٰ الاستهانة بالطاعات، وغيرها وغيرها.
والحقيقة أن المرء لا يدرك أن الانصياع للهوىٰ قد يكون في أوله لذة، لكنها لذة تذهب وتعقبها حسرة ونارًا مُحرقة في القلب، واجتناب الهوىٰ فيه عُسرٌ في أوله لكن هذا العُسر يذهب ثم يعقبهُ شعورٌ طيِّب ولذةٌ باقية.

- عـمَّـار بَـرَكَـات

"إنّ فى عينيهِ بكاءً لا يستطيعُ أنْ يُزيلَه مَع الدّمعِ؛ وسيقتُلُه هذا البكاءُ الّذى لا يُبكَىٰ!"

على الإنسان أن يُدرك..

أنّ أوقات الانشغال نعمة، وأنّ التعب المُثمر نعمة، وكلّ دقيقةٍ تقضيها في الاشتغال على نفسك وعقلك وقلبك، هي استثمارٌ مؤجّل لو لَم تَرَ النتائج الآن! النفس تميل لراحتها، ولاتعلم أنها ترتاح بالتعب.

كل لحظة قراءة استصعَبتَها لكنك أكمَلتَ الكتاب، كلّ مشروعٍ لم تتركه في المنتصف، كلّ فكرةٍ عزمت على إتمامها، كلّ لحظةٍ استثمرت ما فيها، كلّ برنامجٍ ودورةٍ ومحاضرةٍ ولقاءٍ أخذت منه حدّ الارتواء!

كلّ دفترٍ ملأته، و قلمٍ أنهَيتَه، وكتابٍ قرأته، وحقيبةٍ حملتها، وخطىً سِرتَها، وساعة خَلَوتَ بها، كل هذا يشهد لك، كلّه ذاتَ يومٍ يَرفَعُك.

- قصي عاصم

يَعِز عليه أن يعودَ محمَّلًا بالخيبة والخذلان، يعز عليه أن يرجع من طريقٍ قد بَذلَ فيه نفسه وقلبه وروحه، يعز عليه أن يعود من طريقٍ قد بعث فيه أملًا نحو الحياة ثم لم يلبث أن وجد فيه الموت الزؤام، يعز عليه شعوره أنه يهوي من السماء السابعة إلىٰ مكانٍ سحيق.

- 29 أكتوبر