قصص وعبر

Description
📚 📚 #مكتبة الروايات والقصص ™ 📚 📚

قناة متخصصة بنشر القصص الهادفة 🕊️

أنشر فيها أجمل وأروع القصص الهادفة .. 📡
We recommend to visit

القناة الرسمية والموثقة لـ أخبار وزارة التربية العراقية.
أخبار حصرية كل مايخص وزارة التربية العراقية.
تابع جديدنا لمشاهدة احدث الاخبار.
سيتم نقل احدث الاخبار العاجلة.
رابط مشاركة القناة :
https://t.me/DX_75

Last updated 1 year, 9 months ago

القناة الرسمية لابن بابل
الحساب الرسمي الموثق على فيسبوك: https://www.facebook.com/Ibnbabeledu?mibextid=ZbWKwL

الحساب الرسمي الموثق على يوتيوب :https://youtube.com/@iraqed4?si=dTWdGI7dno-qOtip

بوت القناة ( @MARTAZA79BOT

Last updated 7 months, 3 weeks ago

Last updated 3 months, 3 weeks ago

2 years, 10 months ago

(27) ?تـاريـــــ?ـــــخـنـا?
?قصة التتار?
د. راغب السرجاني

سنة 620 هجرية

بينما كان جنكيز خان يبسط سطوته على الدولة الخُوارِزمية استمرَّت الحملات التترية على منطقة روسيا .
ولي تعليق على حادثتين وَقَعَتَا في هذه السنة ؛ لتوضِيح حال المسلمين في هذه الفترة ، والوقوف على الخذلان الذي أصابهم ، وكيف أنهم استحقوا الهزيمة ، ولم يُؤهلوا للنصر .

الحادثة الأولى :

هذه الحادثة ذكرها ابن الأثير رحمه الله في الكامل في التاريخ وقدَّم لها بعبارة :
« حادثة غريبة لم يُوجد مثلها ! » .
والحادثة فعلاً غريبة ، ومأساوية إلى أبعد درجة !
والحادثة تذكر أن مملكة الكُرْج النصرانية بعد أن أتمَّت صلحها مع المسلمين ، وصل إلى قمَّة الحكم فيها امرأة ؛ فطلب منها الوزراء والأمراء وكبار رجال الدولة أن تتزوَّج رجلاً يُدير عنها شئون البلاد ، ويكون في الصورة أمام الأعداء وفي المفاوضات .. وغير ذلك ؛ فأرادت أن تتزوَّج من بيت مُلك وشرف ؛ ولكنها لم تَرَ في مملكة الكُرْج مَنْ يصلح لهذا الزواج ، وسمع بهذا أحد ملوك المسلمين وهو « مغيث الدين طغرل شاه بن قلج أرسلان » وهو من ملوك السلاجقة ، وكان يحكم منطقة الأناضول ( تركيا الآن ) ، وكان له ولد كبير ، فأرسل إلى الملكة يطلبها للزواج من ابنه ، فرفضت الملكة وقالت : لا يمكن أن يملك أمرنا مسلم .
فماذا فعل الملك مغيث الدين بن قلج أرسلان ؟ لقد قال لهم : إن ابني يتنصَّر ويتزوَّجها ! فوافقوا على ذلك ، وبالفعل تنصَّر الولد ، وتزوَّج من ملكة الكُرْج ، وانتقل إلى مملكتهم ؛ ليكون حاكماً عليهم ، وبقي على نصرانيته ، ولا حول ولا قوَّة إلا بالله !
لقد وصل المسلمون في هذه الآونة إلى درجة من التردِّي يستحيل معها النصر ، فكيف تأتي فكرة التنصُّر في ذهن الملك وابنه أصلاً ، فضلاً عن تطبيقها ، ولو كان سيحكم الأرض كلها بعد التنصُّر ؟! ثم أيأتي ذلك من ملك عظيم يملك الأناضول ؟! لو أتى ذلك من ضعيف مستعبد ؛ لقلنا : لعلَّه استُكْرِه على ذلك . أما أن يأتي العرض من الملوك ، وهم الذين يُطلبون ، فهذا ما لا يتخيَّله عقل !
{ فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ } سورة الحج : 46
ولاستكمال الصورة يجدر بنا أن نذكر مصيره ؛ لكي نرى كيف يكون حال مَنْ باع دينه بدنياه ؛ لقد تنصَّر الأمير المسلم وتزوَّج الملكة الكرجية ، ومرَّت الأيام ، ثم علم الأمير الزوج أن زوجته الملكة تهوى مملوكاً لها ، وكان يسمع عنها القبائح الشنيعة ولا يتكلَّم ، فهو وحيد في مملكة واسعة ، ثم إنه دخل عليها يوماً فرآها مع مملوكها في فراشه ، فأنكر ذلك ، وأراد أن يمنعها من استمرار العلاقة ، فقالت له الملكة بكل جبروت :
« إمَّا أن ترضى بهذا وإلا فلا تبقَ » .
فقال : أنا لا أرضى بهذا . فنقلته إلى بلد آخر ، ووكلت به من يمنعه من الحركة ، وحجرت عليه ، ثم تزوَّجت غيره ! نعوذ بالله من الخذلان ! ونسأل الله أن يجعل خير أعمالنا خواتيمها ، وخير أيامنا يوم أن نلقاه .

الحادثة الثانية :

حدث في العام نفسه أمر قد يعتقد البعض أنه مصادفة ، وأن توقيته غريب ؛ فالمصائب كانت كثيرة على الأُمَّة في هذه السنين ، والحالة الإقتصادية متردِّية ، وكذلك الحالة السياسية والعسكرية والأخلاقية ؛ وفوق كل المصائب التي ذكرناها فقد هجم الجراد بكميات هائلة على أكثر أقاليم المسلمين ، وأهلك الكثير من الغلات والخضر بالعراق والجزيرة وديار بكر والشام وفارس وغيرها .
أكان هذا على سبيل المصادفة ؟! أبداً والله .. إنه لفي كتاب الله عز وجل :
{ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } سورة الأعراف : 96
هذه حقائق ثابتة في كتاب الله عز وجل .. إذا ترسَّخت التقوى في الأُمَّة فُتحت عليها البركات من السماء والأرض .
وإذا رُفعت التقوى كما رأينا من حال المسلمين في تلك الحقبة من الزمان رأينا الأزمات والشدائد والمصائب ؛ بل إن الله عز وجل ذكر الجراد خاصَّة كوسيلة من وسائل إثبات قدرته على مَنْ لم يتَّبِع نهجه وشرعه ؛ قال الله عز وجل عن قوم فرعون :
{ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلاَتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ } سورة الأعراف : 133
وسبحان الله ! كلنا رأى الجراد الذي هجم على العالم الإسلامي في عام 2004 م ثم 2005 م ، ويُكَرِّر هجمته من آنٍ لآخر ؛ وأنا أرى أن هذا ليس مصادفة ، ولكنه لفت نظر للمسلمين ، وتذكير لهم بالتاريخ ، ودعوة لهم للعودة إلى الله عز وجل ؛ وإلا فرحلة الجراد القادم لن تكون رحلة عابرة ؛ بل ستكون إقامة واستيطاناً !
ونعوذ بالله من غضبه !
ونسأله أن يُبَصِّرَنَا بسننه ، وأ

ن يرزقنا التقوى والإخلاص وا

2 years, 10 months ago

(26) ?تـاريـــــ?ـــــخـنـا?
?قصة التتار?
د. راغب السرجاني

إجتياح بَيْلَقَان

وهي من مدن إيران حاليّاً ، وللأسف فإنها لم تفعل مثل فعل تبريز ، ودخل التتار البلدة في رمضان 618 هجرية ، ووضعوا فيها السيف ، فلم يُبقوا على صغير ولا كبير ولا امرأة ؛ حتى إنهم كما يقول ابن الأثير رحمه الله : كانوا يشقُّون بطون الحبالى ويقتلون الأجنَّة ، وكانوا يرتكبون الفاحشة مع النساء ثم يقتلونهن ، ولما فرغوا من البشر في المدينة نهبوا وخرَّبُوا وأحرقوا كعادتهم ؛ ولا حول ولا قوَّة إلا بالله !

على أبواب كَنْجَة

سار التتار إلى مدينة كَنْجَة المسلمة ، وفعل أهلها مثلما فعل أهل تبريز ، وفعل التتار معهم مثلما فعلوا مع أهل تبريز ؛ لقد أعلن أهل كَنْجَة الجهاد وأعدُّوا العدَّة المستطاعة ، فما دخل تتري واحد مدينتهم ، بل تركوها إلى غيرها .
ليس من قبيل المصادفة أن البلاد التي رفعت راية الجهاد ، وأعدَّت له هي البلاد التي لم يجرؤ التتار على غزوها ! ليس هذا من قبيل المصادفة أبداً ؛ إنها سُنَّة من سنن الله عز وجل ، ولو فعلت ذلك كل مدن المسلمين ما استطاع التتار ولا غيرهم أن يطئوا بأقدامهم النجسة أرض المسلمين ، لقد حافظ المسلمون على هذه البلاد سنوات وسنوات ، لا بكثرة الأعداد ، ولا بالإتفاقيات والمعاهدات ؛ إنما حافظوا عليها بجهاد صادق ، ودماء زكية ، وقلوب طاهرة مخلصة .
وسُنَّة الله لا خلف لها .. إنما الذين يُخالفون هم العباد .
والله عز وجل :
{ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } سورة يونس

إجتياح داغستان والشيشان

وهما تقعان في شمال أَذْرَبِيجَان على ساحل بحر قزوين من ناحية البحر الغربية ، وهما من البلاد المسلمة الواقعة تحت الإحتلال الروسي الآن ، ونسأل الله لهما التحرير الكامل ، وقد قام التتار كعادتهم بتدمير كل شيء في هذه البلاد ، وقَتْل معظم مَنْ وجدوه في طريقهم ، وكانت أشدّ المدن معاناة من التتار هي مدينة شماخي المسلمة ( في داغستان الآن ) .

إجتياح الجنوب الغربي من روسيا

إستمرَّ التتار في صعودهم في اتجاه الشمال ، وبعد الإنتهاء من الشيشان وصلوا إلى حوض نهر الفولجا الروسي ، واستمرُّوا في قتال أهل هذه المناطق ، وكانوا جميعاً من النصارى ، وأثخنوا فيهم القتل ، وارتكبوا معهم من الفظائع ما كانوا يرتكبونه مع المسلمين .
وبذلك انتهت سنة 618 هجرية ، وقد وصل التتار إلى أرض الروس ، وأصبحت كل البلاد ما بين شرق الصين وجنوب غرب روسيا ملكاً لهم .

سنة 619 هجرية

في هذه السنة استمرَّت العمليات التترية في منطقة أرض الروس ، وأكَّد التتار سيطرتهم على المناطق الإسلامية الشاسعة ما بين الصين والعراق ؛ فثَبَّتُوا أقدامهم في كل بقاع الدولة الخُوارِزمية ، وهذا يشمل الآن أسماء الدول الآتية من الشرق إلى الغرب :

1- كازاخستان .
2- قيرغيزستان .
3- طاجيكستان .
4- أوزبكستان .
5- تركمانستان .
6- باكستان ؛ ( باستثناء المناطق الجنوبية فيها ، والمعروفة بإقليم : كَرْمَان ) .
7- أفغانستان .
8- معظم إيران ( باستثناء الحدود الغربية لها مع العراق والتي يسكنها الإسماعيلية ) .
9- أَذْرَبِيجَان .
10- أرمينيا .
11- جورجيا .
12- الجنوب الغربي لروسيا .

???????

☘️نلتقي غداً مع حلقة جديدة ، بإذن الله تعالى

لمشاهدات.جميع.منشواراتي.اظغط.هنا.?.?.?.?.?
https://plus.google.com/117309860813808019617
او.تليجرام
قناه.حلاوة.القصص.في.عبرتها.tt
https://t.me/elgndby

?اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين?

2 years, 10 months ago

قناه.حلاوة.القصص.في.عبرتها.tt
https://t.me/elgndby

(25) ?تـاريـــــ?ـــــخـنـا?
?قصة التتار?
د. راغب السرجاني

الغزو التتري للشيشان وروسيا

كثير من المسلمين يُحبَطون من رؤية الظالمين يتمكنون من رقاب المؤمنين , ويتعلقون بأهداب أمل بعيد أو مستحيل أن تنزل صاعقة من السماء على الكافرين فتهلكهم ، بينما يراقب المسلمون الموقف عن بعد !! ..
لا بد أن يعتمد المسلمون على أنفسهم ، وعلى سواعدهم ، وعلى شرعهم ومنهجهم .. لا بد أن يقدم المسلمون العمل الخالص لله عز وجل ، والصحيح على منهاج النبوة ، لكن بغير عمل ، لن تنزل الصاعقة على العدو .. وبغير جهد وبذل وعطاء .. لن يتم نصر :
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } سورة محمد : 7
هذه سنة سارية في تاريخ المسلمين منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، وتتكرر الآن في قصة التتار .
حاصر التتار هَمَذَان ( من مدن إيران حاليّاً ) ، ثم دار القتال بعد ذلك مع أهلها بعد أن انقطع عنهم الطعام ، ووقعت مقتلة عظيمة في الطرفين ، لكن في النهاية انتصر التتار ، واجتاحوا البلد ، وسفكوا دماء أهلها وأحرقوا ديارها ، ثم تجاوزوها إلى أردويل ( أَرْدَبِيل من مدن إيران أيضاً ) فملكوها وقتلوا من فيها وخرَّبُوا وأحرقوا .

على أبواب تبريز

إتجه التتار إلى تبريز ( المدينة الإيرانية الكبيرة ) ، وكان التتار قد رضوا سابقاً بالمال والثياب والدواب من صاحبها المخمور أوزبك بن البهلوان ، ولم يدخلوها لأنهم جاءوا إليها في الشتاء القارس ؛ أما الآن وقد تحسَّن الجوُّ وصفت السماء ، فلا مانع من خيانة العهود ونقض المواثيق .
لكنهم في طريقهم إلى تبريز علموا بأمر قد جدَّ على هذه البلدة ؛ لقد رحل عنها صاحبها المخمور أوزبك بن البهلوان ، وتولَّى قيادة البلاد رجل جديد هو شمس الدين الطغرائي ، وكان رجلاً مجاهداً يفقه دينه ودنياه ، فقام يُحَمِّس الناس على الجهاد وعلى إعداد القوَّة ، وقوَّى قلوبهم على الإمتناع ، وحذَّرهم عاقبة التخاذل والتواني ، وعلَّمهم ما عرفوه نظريّاً ولم يُطَبِّقُوه عمليّاً في حياتهم على الإطلاق : عَلَّمهم أن الإنسان لا يموت قبل ميعاده أبداً ، وأن رزقه وأجله قد كُتبا له قبل أن يُولد ، وأن المسلمين مهما تنازلوا للتتار فلن يتركوهم ؛ إلا إذا احتمى المسلمون وراء سيوفهم ودروعهم ، أما بغير قوَّة فلن يُحمى حقٌّ على وجه الأرض .
تحرَّكت الحمية في قلوب أهل تبريز ، وقاموا مع قائدهم البارِّ يُحَصِّنُون بلدهم ، ويُصلحون الأسوار ، ويُوَسِّعُون في الخندق ، ويُجَهِّزُون السلاح ، ويضعون المتاريس ، ويُرَتِّبُون الصفوف ، لقد تجهَّز القوم وللمرة الأولى منذ زمن للجهاد !
وسمع التتار بأمر المدينة ، وبحالة العصيان المدني فيها ، وبحالة النفير العام ؛ سمعوا بدعوة الجهاد ، والتجهز للقتال ... سمع التتار بكل ذلك ، فماذا فعلوا ؟
قد يعتقد بعض القرَّاء أن التتار قد غضبوا وأرعدوا وأزبدوا ، وغلت الدماء في عروقهم ، وعلت أصواتهم ، وجمعوا جيوشهم ، وعزموا على استئصال المدينة المتهوِّرة . أبداً .. كل ذلك لم يحدث ! لقد أخذ التتار قراراً عجيباً !
لقد قرَّرُوا عدم التعرُّض لتبريز ، وعدم الدخول في قتال مع قوم قد رفعوا راية الجهاد في سبيل الله ! لقد ألقى اللهُ عز وجل الرعب في قلوب التتار على كثرتهم من أهل تبريز على قلتهم ؛ لقد نُصر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرعب مسيرة شهر ، وكذلك ينصر بالرعب كلُّ مَنْ سار على طريقه صلى الله عليه وسلم .
لقد فعل الجهاد فعله المتوقَّع ؛ بل إن القوم لم يُجاهدوا ، ولكنهم فقط عقدوا النيَّة الصادقة ، وأعدُّوا الإعداد المستطاع ؛ فتحقَّق الوعد الرباني الذي لا خلف له وهو وقوع الرهبة في قلوب أعداء الأُمَّة ، وهذا درس لا يُنسى :
{ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ } سورة الأنفال : 60
فكانت هذه صورة مشرقة في وسط هذا الركام المظلم .
ورحم الله شمس الدين الطغرائي الذي جدَّد الدين في هذه المدينة المسلمة .. تبريز .

???????

☘️نلتقي غداً مع حلقة جديدة ، بإذن الله تعالى

لمشاهدات.جميع.منشواراتي.اظغط.هنا.?.?.?.?.?
https://plus.google.com/117309860813808019617
او.تليجرام
قناه.حلاوة.القصص.في.عبرتها.tt
https://t.me/elgndby

?اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين?

2 years, 10 months ago

قناه.حلاوة.القصص.في.عبرتها.tt
https://t.me/elgndby

(24) ?تـاريـــــ?ـــــخـنـا?
?قصة التتار?
د. راغب السرجاني

عودة التتار إلى أَذْرَبِيجَان

دخلت سنة 618 هجرية ، وعاد التتار إلى إقليم أَذْرَبِيجَان المسلم من جديد ، ودخلوا مدينة مَرَاغَة المسلمة ، ومن عجيب الأمور أن امرأة كانت ترأس هذه المدينة ، ولا أدري لماذا أعطى المسلمون زمامهم لامرأة ، وخاصةً في هذا التوقيت الحساس ؟! إلا إذا كانت البلاد قد عدمت الرجال الذين يصلحون للقيادة !
حاصر التتار مَرَاغَة ونصبوا حولها المجانيق ، وأخذوا يضربون المدينة من كل مكان ، فخرج أهلها للقتال ، فإذا بالتتار يدفعون بالأسارى المسلمين الذين أتوا بهم من بلاد متعدِّدة ليُقاتلوا عنهم ، والتتار يحتمون بهم ، ومَنْ تأخَّر من الأسارى عن القتال قُتل ، فبدأ الأسارى المسلمون يُقاتلون إخوانهم المسلمين في مَرَاغَة طمعاً في قليل من الحياة ، وسبحان الله ! إن كان الموت لا محالة آتٍ ؛ فلماذا تقتل إخوانك قبل أن تُقتل ؟! ولو انقلب الأسارى على التتار حمية لإخوانهم في مَرَاغَة ، لكان في ذلك فرصة النجاة لبعض المسلمين ؛ ولكن ضاعت المفاهيم ، وعميت الأبصار ، ولا حول ولا قوَّة إلا بالله !
دخل التتار مدينة مَرَاغَة المسلمة في 4 من صفر سنة 618 هـ 1221 م ، ووضعوا السيف في أهلها ، فقُتل منهم ما يخرج عن الحدِّ والإحصاء ، ونهبوا كل ما صلح لهم وكل ما استطاعوا حمله ، أمَّا ما كانوا يعجزون عن حمله فكانوا يحرقونه كله ، ولقد كانوا يأتون بالحرير الثمين كأمثال التلال فيُضرمون فيه النار ! ويذكر ابن الأثير رحمه الله :
أن المرأة من التتار كانت تدخل الدار فتقتل جماعة من أهلها ! وذكر أيضاً : أنه قد سمع بنفسه من بعض أهل مَرَاغَة أن رجلاً من التتر دخل درباً فيه مائة رجل مسلم ، فما زال يُقاتلهم واحداً واحداً حتى أفناهم ، ولم يمدّ أحد يده إليه بالسوء ! ضُربت الذلَّة على الناس ، فلا يُدافعون عن أنفسهم قليلاً ولا كثيراً ، ونعوذ بالله من الخذلان !

التهديد بغزو شمال العراق

بدأ التتار يُفَكِّرون في غزو مدينة أربيل في شمال العراق ، ودبَّ الرعب في مدينة أربيل ، وكذلك في مدينة الموصل غرب أربيل ، وفكَّر بعض أهلها في الجلاء عنها للهروب من طريق التتار ، وخشي الخليفة العباسي الناصر لدين الله أن يعدل التتار عن مدينة أربيل لطبيعتها الجبلية ؛ فيتَّجِهون إلى بغداد بدلاً منها ، فبدأ يفيق من السبات العميق الذي أصابه في السنوات السابقة ، وبدأ يستنفر الناس لملاقاة التتار في أربيل إذا وصلوا إليها ، وأُعلنت حالة الإستنفار العامِّ في كل المدن العراقية ، وبدأ جيش الخلافة العباسية في التجهُّز .
تُرى ! كم من الرجال استطاع الخليفة أن يجمع ؟
لقد جمع الخليفة العباسي «الناصر لدين الله» ثمانمائة رجل فقط ! ولا أدري كيف سينصر الخليفةُ دينَ الله كما يُوحي بذلك اسمه بثمانمائة رجل ؟! أين الجيش القوي ؟! وأين الحمية للخلافة ؟! وأين التربية العسكرية ؟! وأين الروح الجهادية ؟!
لم يكن الناصر لدين الله خليفة ، وإنما كان «صورة» خليفة ، أو «شبح» خليفة !
لم يستطع قائد الجيش «مظفر الدين» طبعاً أن يلتقي بالتتار بهذا العدد الهزيل ، ولكن انسحب بالجيش ، ومع ذلك سبحان الله ! فقد شعر التتار أن هذه خدعة ، وأن هذه هي مقدِّمة العسكر ، فليس من المعقول أنَّ جيش الخلافة العباسية المرهوبة لا يزيد عن ثمانمائة جندي فقط ! ولذلك قرَّرُوا تجنُّب المعركة وانسحبوا بجيوشهم .
وانسحاب جيوش التتار يحتاج منَّا إلى وقفة وتحليل ؛ فقد كان الرعب يملأ التتار من إمكانيات الخلافة العباسية ؛ التي كانت ملء سمع وبصر الدنيا ، وكانت تزهو على غيرها من الأمم بتاريخ طويل ، وأمجاد عظيمة ، ولا شكَّ أن دولة لقيطة مثل دولة التتار ليس لها على وجه الأرض إلا بضع سنوات ستحسب ألف حساب لدولة عظيمة ؛ يمتدُّ تاريخها إلى أكثر من خمسمائة سنة ؛ لذا فالتتار كانوا يُقَدِّرون إمكانيات العراق بأكثر من الحقيقة بكثير ؛ ومن ثَمَّ فقد آثروا ألا يدخلوا مع الخلافة في صدام مباشر ، واستبدلوا بذلك ما يُعرف «بحرب الإستنزاف» ؛ وذلك عن طريق توجيه ضربات خاطفة موجعة للعراق ، وعن طريق الحصار الطويل المستمرِّ ، وأيضاً عن طريق عقد الأحلاف والإتفاقيات مع الدول والإمارات المجاورة ؛ لتسهيل الحرب ضد العراق في الوقت المناسب .
لذلك فقد انسحب التتار بإرادتهم ؛ ليطول بذلك عمر العراق عدَّة سنوات أخرى ، كما سيأتي .

???????

☘️نلتقي غداً مع حلقة جديدة ، بإذن الله تعالى

لمشاهدات.جميع.منشواراتي.اظغط.هنا.?.?.?.?.?
https://plus.google.com/117309860813808019617
او.تليجرام
قناه.حلاوة.القصص.في.عبرتها.tt
https://t.me/elgndby

?اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين?

2 years, 10 months ago

قناه.حلاوة.القصص.في.عبرتها.tt
https://t.me/elgndby

(23) ?تـاريـــــ?ـــــخـنـا?
?قصة التتار?
د. راغب السرجاني

تهديد الخلافة العباسية

حقَّق جنكيز خان حلماً غالياً ، ما كان يتوقَّع أن يكون بهذه السهولة ، وهذا الحلم هو احتلال أفغانستان .
ولكن ! لماذا يكون احتلال أفغانستان بالتحديد حلماً لجنكيز خان أو لغيره من الغزاة ؟!
لماذا يكون احتلال أفغانستان خاصَّة خطوة مؤثِّرة جدّاً في طريق سقوط الأُمَّة الإسلامية ؟!
ولماذا يجب أن يكون سقوط أفغانستان في يد محتلٍّ أياً كان نذير خطر شديد للأُمَّة بأسرها ؟!

الواقع أن سقوط أفغانستان يحمل بين طيَّاته كوارث عدَّة :

أولاً :
الطبيعة الجبلية للدولة تجعل غزوها شبه مستحيل ؛ وبذلك فهي تمثِّل حاجزاً طبيعيّاً قويّاً في وجه الغزاة ، وهذا الحاجز يُخَفِّف الوطأة على البلاد المجاورة لأفغانستان ، فإن سقطت أفغانستان كان سقوط هذه البلاد المجاورة محتملاً جدّاً ، وسيكون غزو أو مساومة باكستان وإيران ثم العراق بعد ذلك أسهل جدّاً .

ثانياً :
الموقع الإستراتيجي المهم لأفغانستان يُعطيها أهمية قصوى ؛ فهي في موقع متوسِّط تماماً في آسيا ، والذي يحتلُّها سيملك رؤية باتساع 360 درجة على المنطقة بأسرها ؛ فهو على بُعد خطوات من دول في غاية الأهمية ، إنه لا يُراقب باكستان وإيران فقط ، ولكنه يُراقب أيضاً دولاً خَطِرة مثل روسيا والهند ؛ وفوق ذلك فهو قريب نسبيّاً من الصين ؛ وبذلك تُصبح السيطرة على كامل آسيا بعد احتلال أفغانستان أمراً ممكناً .

ثالثاً :
صلابة شعبها ؛ الطبيعة الجبلية لأفغانستان أكسبت شعبها صلابة وقوَّة قد لا تتوافر في غيرها من البلاد ، فإن سقط هؤلاء فسقوط غيرهم سيكون أسهل .

رابعاً :
النزعة الإسلامية ؛ يتمتَّع سكَّان هذا البلد بنزعة إسلامية عالية جدّاً ، وبروح جهادية بارزة ، وليس من السهل أن يقبلوا الإحتلال ، وظهر ذلك واضحاً في انتصارهم مرَّتين على التتار ؛ بينما فشلت كل الجيوش الإسلامية في تحقيق مثل هذا النصر ، ولا شكَّ أن سقوط هؤلاء يُعَدُّ نجاحاً عظيماً للقوى المعادية للمسلمين .

خامساً :
الجانب النفسي ؛ فوق كل ما سبق ، فإن الأثر المعنوي السلبي على الأُمَّة الإسلامية ، والإيجابي على التتار ، سوف يكون عاملاً شديد التأثير في الأحداث ، فأنَّى لأُمَّة محبطة أن تُفَكِّر في القيام ، وأَنَّى لأُمَّة ذاقت طعم النصر الصعب أن تُفَرِّط في الانتصارات السهلة ! هذا عادة لا يكون !
وبذلك يكون التتار قد وصلوا من الصين إلى كازاخستان ثم أوزباكستان ثم التركمانستان ثم أفغانستان ثم إيران ثم أَذْرَبِيجَان ثم أرمينيا ثم جورجيا ، وقد اقتربوا جدّا من العراق . كل هذا في سنة واحدة ! سنة 617 هـ 1220 م ! حتى إن ابن الأثير رحمه الله يُعَلِّق على هذا فيقول :
« وقد جرى لهؤلاء التتر ما لم يُسمع بمثله من قديم الزمان وحديثه ؛ فهذه طائفة تخرج من حدود الصين ، لا تنقضي عليهم سنة حتى يصل بعضهم إلى بلاد أرمينيا ، ويُجاورون العراق من ناحية هَمَذَان ، وتالله ! لا أشكُّ أن مَنْ يجيء بعدنا إذا بَعُدَ العهد ويرى هذه الحادثة مسطورة فإنه سيُنكرها ويستبعدها ، والحقُّ بيده ، فمتى استبعد ذلك فلينظر أنا سطَّرنا نحن ، وكل مَنْ جمع التاريخ في أزماننا هذه ، في وقت كلُّ مَنْ فيه يعلم هذه الحادثة ، فقد استوى في معرفتها العالم والجاهل لشهرتها » .

???????

☘️نلتقي غداً مع حلقة جديدة ، بإذن الله تعالى

لمشاهدات.جميع.منشواراتي.اظغط.هنا.?.?.?.?.?
https://plus.google.com/117309860813808019617
او.تليجرام
قناه.حلاوة.القصص.في.عبرتها.tt
https://t.me/elgndby

?اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين?

2 years, 10 months ago

(22) ?تـاريـــــ?ـــــخـنـا?
?قصة التتار?
د. راغب السرجاني

لقد أخذ جيشه وبدأ يَتَّجه جنوباً للهروب من جيش جنكيز خان ، أو على الأقلِّ لتجنُّب الحرب في هذه الظروف .
ولكنَّ جنكيز خان كان مصرّاً على اللقاء ؛ فأسرع خلف جلال الدين ! وبدأ جلال الدين يفعل مثلما فعل أبوه من قبل ! لقد بدأ ينتقل من مدينة إلى مدينة متوجِّهاً إلى الجنوب ، حتى وصل إلى حدود باكستان الآن فاخترقها ، ثم تعمَّق أكثر حتى اخترق كل باكستان ووصل إلى نهر السند ، الذي يفصل في ذلك الوقت بين باكستان وبين الهند ، فأراد جلال الدين أن يعبر بجيشه نهر السند ليفرَّ إلى الهند ؛ مع أن علاقاته مع ملوك الهند المسلمين لم تكن على ما يرام ، ولكنه وجد ذلك أفضل من لقاء جنكيز خان !
وعند نهر السند فوجئ جلال الدين وجيشه بعدم وجود سفن لنقلهم عبر النهر الواسع إلى الناحية الأخرى ؛ فطلبوا سفناً من مكان بعيد ، وبينما هم ينتظرون السفن إذ طلع عليهم جيش جنكيز خان !
لم يكن هناك بُدٌّ من القتال ، فنهر السند من خلفهم ، وجنكيز خان من أمامهم ، ودارت موقعة رهيبة بكل معاني الكلمة ؛ حتى إن المشاهدين لها قالوا : إن كل ما مضى من الحروب كان لعباً بالنسبة إلى هذا القتال ، واستمرَّ اللقاء الدامي ثلاثة أيام متصلة ، واستحر القتل في الفريقين ، وكان ممن قُتل في صفوف المسلمين الأمير ملك خان ، والذي كان قد تصارع من قبلُ مع «سيف الدين بغراق» على الغنائم ، وها هو لم يظفر من الدنيا بشيء ، بل ها هي الدنيا قد قتلته ، ولم يتجاوز لحظة موته بدقيقة واحدة ، ولكن شتان بين مَنْ يموت وهو ناصر للمسلمين بكل طاقته ، ومَنْ يموت وقد تسبَّبَ بصراعه في فتنة أدَّت إلى هزيمةٍ مُرَّة !
في اليوم الرابع انفصلت الجيوش لكثرة القتل ، وبدأ كل طرف يُعيد حساباته ، ويُرَتِّب أوراقه ، ويضمِّد جراحه ، ويُعِدُّ عُدَّته ، وبينما هم في هذه الهدنة المؤقَّتة جدّاً جاءت السفن إلى نهر السند ، ولم يُضَيِّع جلال الدين الوقت في تفكير طويل ، بل اتخذ القرار السريع الحاسم وهو : «الهروب» ، وقفز الزعيم المسلم إلى السفينة ، ومعه خاصَّته ومقرَّبوه ، وعبروا نهر السند إلى بلاد الهند ، وتركوا التتار على الناحية الغربية من نهر السند . ولكن .. هل ترك المسلمون التتار وحدهم في هذه الأرض ؟
كلا ! إنما تركوهم مع بلاد المسلمين ، ومدن المسلمين ، وقرى المسلمين ؛ تركوهم مع المدنيين دون حماية عسكرية ، وجيوش التتار لا تُفَرِّق بين مدني وعسكري ، إضافة إلى الحقد الشديد في قلب جنكيز خان نتيجة كثرة القتلى في التتار في الأيام الأخيرة ، فانقلب جنكيز خان على بلاد المسلمين يصبُّ عليها جام غضبه ، ويفعل بها ما اعتاد التتار أن يفعلوه وأكثر .
كانت أشدُّ المدن معاناة هي مدينة غزنة ، التي انتصر عندها المسلمون منذ أيام أو شهور عندما كانوا متحدين ؛ دخل جنكيز خان المدينة الكبيرة عاصمة جلال الدين بن خُوارِزم فقتل كل رجالها بلا استثناء ، وسبى كل الحريم بلا استثناء ، وأحرق كل الديار بلا استثناء ! وتركها كما يقول ابن الأثيررحمه الله : خاوية على عروشها ، كأن لم تغنَ بالأمس !
ويجدر بالذكر أن نُشير إلى أنه في جملة الذين أمسك بهم جنكيز خان من أهل المدن كان أطفال جلال الدين ابن خُوارِزم ؛ وقد أمر جنكيز خان بذبحهم جميعاً ، وهكذا ذاق جلال الدين من المرارة نفسها التي ذاقها الملايين من شعبه .
روى البيهقي بسند صحيح مرسل ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
« كُنْ كَمَا شِئْتَ كَمَا تَدِينُ تُدَانُ » .

???????

☘️نلتقي غداً مع حلقة جديدة ، بإذن الله تعالى

لمشاهدات.جميع.منشواراتي.اظغط.هنا.?.?.?.?.?
https://plus.google.com/117309860813808019617
او.تليجرام
قناه.حلاوة.القصص.في.عبرتها.tt
https://t.me/elgndby

?اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين?

2 years, 10 months ago

(21) ?تـاريـــــ?ـــــخـنـا?
?قصة التتار?
د. راغب السرجاني

مدينة كابول مدينة إسلامية حصينة ؛ محاطة من معظم جهاتها تقريباً بالجبال ؛ فشمالها جبال هندوكوش الشاهقة ، وغربها جبال باروبا ميزوس ، وجنوبها وشرقها جبال سليمان . ودارت موقعة كابول الكبيرة ، وكان القتال عنيفاً جدّاً ، أشدَّ ضراوة من موقعة غزنة ، وثبت المسلمون ، وحقَّقُوا نصراً غالياً على التتار ؛ بل وأنقذوا عشرات الآلاف من الأسرى المسلمين من يد التتار . وفوق ارتفاع المعنويات ، وقتل عدد كبير من جنود التتار ، وإنقاذ الأسرى المسلمين ، فقد أخذ المسلمون غنائم كثيرة نفيسة من جيش التتار ؛ ولكن سبحان الله ، بدلاً من أن تكون هذه نعمة على جيش المسلمين ، أصبحت هذه الغنائم نقمة شديدة وهلكة محقَّقة !
عن عمرو بن عوف رضي الله عنه قال :
قال رسول الله ﷺ :
« فَوَاللهِ مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ وَلَكِنِّي أَخْشَى أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا ، وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ » .
لقد كانت قلوب المسلمين في هذه الحقبة من الزمان مريضة بمرض الدنيا العضال ؛ إلا ما رحم الله عز وجل ؛ كانت حروبهم حروباً مادية قومية ، حروب مصالح وأهواء ، ولم تكن في سبيل الله عز وجل ، كان انتصارهم مرَّة وأخرى لحب البقاء ، والرغبة في الملك ، والخوف من الأسر أو القتل ؛ فكانت لهم جولة أو جولتان ، لكن ظهرت خبايا النفوس عند كثرة الأموال والغنائم .
لقد وقع المسلمون في الفتنة !
إختلف المسلمون على تقسيم الغنيمة !
قام «سيف الدين بغراق» أمير الترك ، وقام «ملك خان» أمير مدينة هراة ، كل منهما يطلب نصيبه في الغنائم ؛ فحدث الإختلاف ، وارتفعت الأصوات ، ثم بعد ذلك ارتفعت السيوف !
نعم ؛ إرتفعت السيوف ليتقاتل المسلمون على تقسيم الغنيمة ، وجيوش التتار ما زالت تملأ معظم مدن المسلمين !
وسقط من المسلمين قتلى على أيدي المسلمين ، وكان ممن سقط أخٌ لسيف الدين ، فغضب سيف الدين وقرَّر الإنسحاب من جيش جلال الدين ومعه الثلاثون ألف مقاتل الذين كانوا تحت قيادته !
وحدث ارتباك كبير في جيش المسلمين ، وحاول جلال الدين أن يحلَّ المشكلة ، وأسرع إلى سيف الدين يرجوه أن يعود إلى صفِّ المسلمين ؛ فالمسلمون بحاجة إلى كل جندي وإلى كل طاقة وإلى كل رأي ، وفوق ذلك هذا الإنسحاب سوف يُؤَثِّر على معنويات المجموعة الباقية ؛ لأن الفرقة التركية كانت من أمهر فرق المسلمين ، وأصرَّ سيف الدين على الانسحاب ، فاستعطفه جلال الدين بكل طريق ، وسار بنفسه إليه وذَكَّره بالجهاد ، وخوَّفه من الله تعالى ؛ لكنه لم يتذكَّر وانسحب فعلاً بجيشه !
إنكسر جيش المسلمين انكساراً مخزياً ، لقد انكسر ماديّاً ، وكذلك انكسر معنويّاً ! ولم يُفلح المسلمون في استثمار النصر الغالي ؛ الذي حَقَّقُوه في غزنة وكابل .
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال
: قال رسول الله ﷺ :
« إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ وَإِنَّ اللهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا ؛ فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ، فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ » .
لم يُدرك المسلمون في هذه الآونة حقيقة الدنيا ، وأنها دار استخلاف واختبار وامتحان ، وليست دار قرار وبقاء وخلود ، نسي المسلمون امتحان ربهم عز وجل ، ولم يستعدُّوا له . نسي المسلمون التحذير النبوي الخطير .. « فَاتَّقُوا الدُّنْيَا » .. فسقط المسلمون سقطة هائلة .
وبينما هم كذلك إذ جاء جنكيز خان بنفسه على رأس جيوشه ليرى هذا المسلم الذي انتصر عليه مرَّتين ، ودبَّ الرُعب والهلع في جيش المسلمين ، فقد قَلَّت أعدادهم وتحطَّمت معنوياتهم ، ورأى جلال الدين أن جيشه قد ضعف جدّاً ؛ فماذا فعل ؟!

???????

☘️نلتقي غداً مع حلقة جديدة ، بإذن الله تعالى
لمشاهدات.جميع.منشواراتي.اظغط.هنا.?.?.?.?.?
https://plus.google.com/117309860813808019617
او.تليجرام
قناه.حلاوة.القصص.في.عبرتها.tt
https://t.me/elgndby

?اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين?

2 years, 10 months ago

(20) ?تـاريـــــ?ـــــخـنـا?
?قصة التتار?
د. راغب السرجاني

التتار يتوجهون إلى أفغانستان

بتدمير إقليمي خراسان وخُوارِزم يكون التتار قد سيطروا على المناطق الشمالية ومناطق الوسط من دولة خُوارِزم الكبرى ، ووصلوا في تقدُّمهم إلى الغرب قريب من نهاية هذه الدولة ( على حدود العراق ) ، لكنهم لم يقتربوا بعدُ من جنوب دولة خُوارِزم ؛ وجنوب دولة خُوارِزم كانت تحت سيطرة جلال الدين بن محمد بن خُوارِزم شاه ، وهو إبن الزعيم الخُوارِزمي الكبير محمد بن خُوارِزم ، الذي فرَّ منذ شهور قليلة أمام التتار ، وهرب إلى جزيرة ببحر قزوين حيث مات هناك .
وجنوب دولة خُوارِزم كان يشمل وسط وجنوب أفغانستان وباكستان ، وكان يفصل بينه وبين الهند نهر السند ، وكان جلال الدين زعيم الجنوب يتَّخذ من مدينة غزنة مقرّاً له ؛ ( مدينة غزنة في أفغانستان الآن ، وتقع على بُعد حوالي مائة وخمسين كيلو متراً جنوب مدينة كابول ، وهي مدينة حصينة تقع في وسط جبال باروبا ميزوس الأفغانية ) .
ولما انتهى جنكيز خان من أمر الزعيم الرئيسي للبلاد محمد بن خُوارِزم شاه وأسقط دولته ، بدأ يُفَكِّر في غزو وسط أفغانستان وجنوبها لقتال الإبن «جلال الدين» ، فوجَّه إلى غزنة جيشاً كثيفاً من التتار .
وبالطبع .. كان جلال الدين قد جاءته أخبار الإجتياح التتري الشرس لمناطق الشمال والوسط من الدولة الخُوارِزمية ، وبلغه ما حدث لأبيه ، وكيف مات في جزيرة ببحر قزوين ، وأصبح هو الآن الزعيم الشرعي للبلاد ؛ ومن ثَمَّ عظمت مسئوليته جدّاً ، فبدأ يُعِدُّ العدَّة لقتال التتار ، وجمع جيشاً كبيراً من بلاده ، وانضمَّ إليه أحد ملوك الأتراك المسلمين اسمه سيف الدين بغراق ، وكان شجاعاً مقداماً صاحب رأي ومكيدة في الحروب ، وكان معه ثلاثون ألف مقاتل ، ثم انضمَّ إليه أيضاً ستون ألفاً من الجنود الخُوارِزمية ؛ الذين فرُّوا من المدن المختلفة في وسط وشمال دولة خُوارِزم بعد سقوطها ، كما انضمَّ إليه أيضاً ملك خان أمير مدينة هراة بفرقة من جيشه ؛ وذلك بعد أن أسقط جنكيز خان مدينته ؛ وبذلك بلغ جيش جلال الدين عدداً كبيراً ، ثم خرج جلال الدين بجيشه إلى منطقة بجوار مدينة غزنة تُدْعَى بَلْق ، وهي منطقة وعرة وسط الجبال العظيمة ، وانتظر جيش التتار في هذا المكان الحصين ، ثم جاء جيش التتار !
دارت بين قوَّات جلال الدين المتحدة وقوَّات التتار معركة من أشرس المواقع في هذه المنطقة ، وقاتل المسلمون قتال المستميت ، فهذه أطراف المملكة الخُوارِزمية ، ولو حدثت هزيمة فليس بعدها أملاك لها ، وكان لحمية المسلمين وصعوبة الطبيعة الصخرية والجبلية للمنطقة ، وكثرة أعداد المسلمين ، وشجاعة الفرقة التركية بقيادة سيف الدين بغراق ، والقيادة الميدانية لجلال الدين ، كان لكل ذلك أثر واضح في ثبات المسلمين أمام جحافل التتار ، واستمرَّت الموقعة ثلاثة أيام ، ثم أنزل الله عز وجل نصره على المسلمين ، وانهزم التتار للمرَّة الأولى في بلاد المسلمين ! وكثر فيهم القتل ، وفرَّ الباقون منهم إلى ملكهم جنكيز خان ، والذي كان يتمركز في الطَّالَقَان في شمال شرق أفغانستان .
إرتفعت معنويات المسلمين جدّاً ؛ فقد وقر في قلوب الكثيرين قبل هذه الموقعة أن التتار لا يُهزمون ، ولكن ها هو ذا إتحاد الجيوش الإسلامية في غزنة يؤتي ثماره .
واطمأنَّ جلال الدين إلى جيشه ، فأرسل إلى جنكيز خان في الطَّالَقَان يدعوه إلى قتال جديد ، وشعر جنكيز خان بالقلق لأول مرَّة ، فجهَّز جيشاً أكبر ، وأرسله مع أحد أبنائه لقتال المسلمين ، وتجهَّز الجيش المسلم ، والتقى الجيشان في مدينة كابول الأفغانية .

???????

☘️نلتقي غداً مع حلقة جديدة ، بإذن الله تعالى

لمشاهدات.جميع.منشواراتي.اظغط.هنا.?.?.?.?.?
https://plus.google.com/117309860813808019617
او.تليجرام
قناه.حلاوة.القصص.في.عبرتها.tt
https://t.me/elgndby

?اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين?

2 years, 10 months ago

(19) ?تـاريـــــ?ـــــخـنـا?
?قصة التتار?
د. راغب السرجاني

4- إجتياح نيسابور

وهي مدينة كبيرة أخرى من مدن إقليم خراسان ، ( وهي تقع الآن في الشمال الشرقي لدولة إيران ) ، واتجه إليها التتار بعد أن تركوا خلفهم مدينة مرو وقد خربت تماماً ، وهناك حاصروا مدينة نيسابور لمدَّة خمسة أيام ، ومع أنه كان بالمدينة جمع لا بأس به من الجنود المسلمين ؛ فإن أخبار مرو كانت قد وصلت إلى نيسابور ، فدبَّ الرعب والهلع في أوصال المسلمين ، وما استطاعوا أن يقاوموا التتار ، ودخل التتار المدينة ، وأخرجوا كل أهلها إلى الصحراء ، وجاء مَنْ أخبر إبن جنكيز خان أن بعضاً من سكان مدينة مرو قد سلم من القتل ؛ وذلك أنهم ضُربوا بالسيف ضربات غير قاتلة ، وظنهم التتار قد ماتوا فتركوهم ؛ لذا فقد أمر إبن جنكيز خان في مدينة نيسابور أن يُقتل كل رجال البلد بلا استثناء ، وأن تُقطع رؤوسهم لكي يتأكَّدُوا من قتلهم ، ثم قام اللعين بسبي كل نساء المسلمين في مدينة نيسابور ، وأقاموا في المدينة خمسة عشر يوماً يُفَتِّشون الديار عن الأموال والنفائس ، ثم تركوا نيسابور بعد ذلك أثراً بعد عين ، ولا حول ولا قوَّة إلا بالله !

5- إجتياح هراة

وهي من أحصن البلاد الإسلامية ، وكانت مدينة كبيرة جدّاً كذلك ، وتقع في الشمال الغربي لأفغانستان ، وتوجَّه إليها إبن جنكيز خان بقوَّاته البشعة ، ولم تَسْلَم المدينة من المصير الذي قابلته مدينتا مرو ونيسابور ، فقُتل فيها كل الرجال ، وسبيت كل النساء ، وخُرِّبت المدينة كلها وأُحرقت ، وإن كان أميرها وكان يُدعى : ملك خان قد استطاع الهروب بفرقة من جيشه في اتجاه غزنة ( في جنوب أفغانستان ) ! وهكذا كان الملوك والرؤساء في ذلك الزمن يُوَفَّقُون إلى الهروب ، بينما تسقط شعوبهم في براثن التتار !
وبسقوط هراة يكون إقليم خراسان قد سقط بكامله في أيدي التتار ، ولم يُبقوا فيه على مدينة واحدة .

إجتياح خُوارِزم

وخُوارِزم هي مركز عائلة خُوارِزم شاه ، وبها تجمُّع ضخم جدّاً من المسلمين ، وحصونها من أشدِّ حصون المسلمين بأساً وقوَّة ، وهي تقع الآن على الحدود بين أوزبكستان وتركمانستان ، وتقع مباشرة على نهر جيحون ، وكانت تمثِّل للمسلمين قيمة اقتصادية واستراتيجية وسياسية كبيرة .
ولأهمية هذه البلدة فقد وجَّه إليها جنكيز خان أعظم جيوشه وأكبرها ، وقد قام هذا الجيش بحصار المدينة لمدَّة خمسة أشهر كاملة دون أن يستطيع فتحها ، فطلبوا المدد من جنكيز خان ، فأمدهم بخلق كثير ، وزحفوا على البلد زحفاً متتابعاً ، وضغطوا عليها من أكثر من موضع ؛ حتى استطاعوا أن يُحدثوا ثغرة في الأسوار ، ثم دخلوا المدينة ، ودار قتال عنيف بين التتار والمسلمين ، وفني من الفريقين عدد كبير جدّاً ؛ إلا أن السيطرة الميدانية كانت للتتار ، ثم تدفَّقت جموع جديدة من التتار على المدينة ، وحلَّت الهزيمة الساحقة بالمسلمين ، ودار القتل على أشدِّه فيهم ، وبدأ المسلمون في الهروب والاختفاء في السراديب والخنادق والديار .
ولم يتركهم التتار ، إذ قاموا بهدم سدٍّ ضخم كان مبنيّاً على نهر جيحون ، وكان يمنع الماء عن المدينة ، وبذلك أطلقوا الماء الغزير على خُوارِزم ، فأغرق المدينة بكاملها .. ودخل الماء كل السراديب والخنادق والديار ، وتهدَّمت ديار المدينة بفعل الطوفان الهائل ، ولم يَسْلَم من المدينة أحد البتَّة ! عمل بشع حقاً ! فمن نجا من القتل قُتل تحت الهدم ، أو أُغرق بالماء ، وأصبحت المدينة العظيمة خراباً ، وتركها التتار وقد اختفت من على وجه الأرض ، وأصبح مكانها ماء نهر جيحون ، ومَنْ مَرَّ على المدينة الضخمة بعد ذلك لا يستطيع أن يرى أثراً لحياة سابقة ؛ وهذا لم يُسمع بمثله في قديم الزمان وحديثه ، اللهم إلا ما حدث مع قوم نوح عليه السلام ، ونعوذ بالله من الخذلان بعد النصر .
وتمَّت كل هذه الأحداث في عام واحد هو العام السابع عشر بعد الستمائةٍ من الهجرة ، وهذا من أعجب الأمور التي مرَّت بالأرض على الإطلاق ! ولا حول ولا قوَّة إلا بالله !

???????

☘️نلتقي غداً مع حلقة جديدة ، بإذن الله تعالى
لمشاهدات.جميع.منشواراتي.اظغط.هنا.?.?.?.?.?
https://plus.google.com/117309860813808019617
او.تليجرام
قناه.حلاوة.القصص.في.عبرتها.tt
https://t.me/elgndby

?اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين?

2 years, 10 months ago

(18) ?تـاريـــــ?ـــــخـنـا?
?قصة التتار?
د. راغب السرجاني

3- مأساة مرو

ومرو مدينة كبيرة جدّاً في ذلك الوقت ، وتقع الآن في دولة تركمانستان المسلمة ، على بعد أربعمائة وخمسين كيلو متراً تقريباً غرب مدينة بلخ الأفغانية ، وقد ذهب إليها جيش كبير من التتار على رأسه بعض أولاد جنكيز خان ، واستعانوا في هذه الموقعة بأهل بلخ المسلمين كما ذكرنا من قليل وتحرَّك الجيش التتري المرهوب الذي لم تذكر الروايات عدده ، ولكنه كان جيشاً هائلاً يُقَدَّر بمئات الألوف ؛ هذا غير المسلمين من شمال أفغانستان ، وعلى أبواب مرو وجد التتار أن المسلمين في مرو قد جمعوا لهم خارج المدينة جيشاً يزيد على مائتي ألف رجل ، وهو جيش كبير جدّاً بقياسات ذلك الزمان ، وكانت موقعة رهيبة بين الطرفين على أبواب مرو ؛ وحدثت المأساة العظيمة ، ودارت الدائرة على المسلمين ، وانطلق التتار يذبحون في الجيش المسلم حتى قتلوا معظمه ، وأسروا الباقي ، ولم يسلم إلاَّ أقل القليل ، ونهبت الأموال والأسلحة والدوابُّ من الجيش ، ويُعَلِّق ابن الأثير رحمه الله في أسى وإحباط على هذه الموقعة فيقول :
« فلمَّا وصل التتر إليهم التقوا واقتتلوا ، فصبر المسلمون ، وأمَّا التتر فلا يعرفون الهزيمة » .
وتخيَّل جنداً يقاتلون عدوَّهم وهم يعتقدون أن هذا العدوَّ لا يُهزم ؛ كيف تكون نفسياتهم ؟ وكيف تكون معنوياتهم ؟
وقعت الهزيمة المُرَّة بالجيش المسلم ، وفُتح الطريق إلى مدينة مرو ذات الأسوار العظيمة ؛ وكان بها من السكان ما يزيد على سبعمائة ألف مسلم من الرجال والنساء والأطفال .
وحاصر التتار المدينة الكبيرة ، وقد دبَّ الرعب في قلوب أهلها بعد أن فني جيشهم أمام عيونهم ، ولم يفتحوا الأبواب للتتار مدَّة أربعة أيام ، وفي اليوم الخامس أرسل قائد جيش التتار إبن جنكيز خان رسالة إلى قائد مدينة مرو يقول فيها :
« لا تُهلك نفسك وأهل البلد ، واخرج إلينا نجعلك أمير هذه البلدة ، ونرحل عنك » .
فصدَّق أمير البلاد ما قاله زعيم التتار ، أو أوهم نفسه بالتصديق ، وخرج إلى قائد التتار ، فاستقبله قائد التتار استقبالاً حافلاً ، واحترمه وقرَّبه ، ثم قال له في خبث :
« أخرج لي أصحابك ومقرَّبيك ورؤساء القوم حتى ننظر مَنْ يصلح لخدمتنا ، فنُعطيه العطايا ، ونقطع له الإقطاعات ، ويكون معنا » .
فأرسل الأمير المخدوع إلى معاونيه وكبار وزرائه وجنده لحضور الإجتماع المهمِّ مع ابن جنكيز خان شخصيّاً ، وخرج الوفد الكبير إلى التتار ، ولما تمكَّن منهم التتار قبضوا عليهم جميعاً وقيَّدوهم بالحبال ! ثم طلبوا منهم أن يكتبوا قائمتين طويلتين :
- أمَّا القائمة الأولى : فتضمُّ أسماء كبار التجار وأصحاب الأموال في مدينة مرو .
- وأما القائمة الثانية : فتضمُّ أسماء أصحاب الحِرف والصُنَّاع المَهَرة ؛ ثم أمر إبن جنكيز خان أن يأتي التتار بأهل البلد أجمعين ، فخرجوا جميعاً من البلد ، حتى لم يبقَ فيها واحد ، ثم جاءوا بكرسي من ذهب قعد عليه ابن جنكيز خان ثم أصدر الأوامر الآتية :
الأمر الأول : أن يأتوا بأمير البلاد وبكبار القادة والرؤساء فيُقتلوا جميعاً أمام عامَّة أهل البلد ! وبالفعل جاءوا بالوفد الكبير وبدأوا في قتلهم واحداً واحداً بالسيف ، والناس ينظرون ويبكون .
الأمر الثاني : إخراج أصحاب الحِرف والصُنَّاع المَهَرة ، وإرسالهم إلى منغوليا للاستفادة من خبراتهم الصناعية هناك .
الأمر الثالث : إخراج أصحاب الأموال وتعذيبهم ؛ حتى يخبروا عن كل ما لهم ، ففعلوا ذلك ؛ ومنهم مَنْ كان يموت من شدَّة الضرب ولا يجد ما يكفي لافتداء نفسه .
الأمر الرابع : دخول المدينة وتفتيش البيوت بحثاً عن المال والمتاع النفيس ؛ حتى إنهم نبشوا قبر السلطان سنجر أملاً في وجود أموال أو ذهب معه في قبره .
واستمرَّ هذا البحث ثلاثة أيام .
ثم الأمر الخامس المفزع : أمر إبن جنكيز خان لعنه الله ولعن أباه أن يُقتل أهل البلاد أجمعون ! وبدأ التتار يقتلون كل سكَّان مرو .. يقتلون الرجال .. والنساء .. والأطفال ، قالوا : إن المدينة عَصت علينا وقاومت ، ومَنْ قاوم فهذا مصيره .
يقول ابن الأثير رحمه الله :
« وأمر إبن جنكيز خان بعد أن قُتلوا جميعاً أن يقوم التتار بإحصاء القتلى ، فكانوا نحو سبعمائة ألف قتيل ، فإنَّا لله وإنا إليه راجعون ! » .
قُتل من مدينة مرو سبعمائة ألف مسلم ومسلمة ، وهذا ما لا يُتَخَيَّل ، وحقّاً فإنه لم تمرُّ على البشرية منذ خُلق آدم ما يُشبه هذه الأفعال من قريب ولا بعيد ، ولا حول ولا قوَّة إلا بالله ! وفنيت مدينة مرو ، واختفى ذكرها من التاريخ !

???????

☘️نلتقي غداً مع حلقة جديدة ، بإذن الله تعالى
لمشاهدات.جميع.منشواراتي.اظغط.هنا.?.?.?.?.?
https://plus.google.com/117309860813808019617
او.تليجرام
قناه.حلاوة.القصص.في.عبرتها.tt
https://t.me/elgndby

?اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين?

We recommend to visit

القناة الرسمية والموثقة لـ أخبار وزارة التربية العراقية.
أخبار حصرية كل مايخص وزارة التربية العراقية.
تابع جديدنا لمشاهدة احدث الاخبار.
سيتم نقل احدث الاخبار العاجلة.
رابط مشاركة القناة :
https://t.me/DX_75

Last updated 1 year, 9 months ago

القناة الرسمية لابن بابل
الحساب الرسمي الموثق على فيسبوك: https://www.facebook.com/Ibnbabeledu?mibextid=ZbWKwL

الحساب الرسمي الموثق على يوتيوب :https://youtube.com/@iraqed4?si=dTWdGI7dno-qOtip

بوت القناة ( @MARTAZA79BOT

Last updated 7 months, 3 weeks ago

Last updated 3 months, 3 weeks ago