ونادِ إذا ما قُمتَ في الليل سامِعًا
          قريبًا مُجِيبًا بالفواضِلِ يبتدي
ومُدَّ إليه كفَّ فقرِكَ ضارِعًا
        بقلبٍ مُنيبٍ، وادعُ تُعطَ وتُرشَدِ

المرداوي.

كان شيخ الإسلام ابن تيمية كثيرًا ما ينشد:
تموتُ النفوسُ بأوصابِها
               ولم تَشكِ عُوَّادَها ما بها
وما أنصفت مُهجةٌ تشتكي
                أذاها إلى غيرِ أحبابها

وقال بعض الفضلاء في هذا المعنى:
"بِتُّ مُقتنعًا أنّ مِن منازل المروءة تركَ الشكوى وبثَّ الوجد على الملأ؛ فالأحزان عِرضُ القلب لا يحِلّ سُفورها إلا لمَن ثبتت محرميته بالمحبة".

"فإن المؤمن إما أن يحزن على تفريطه وتقصيره في خدمة ربه وعبوديته، وإمّا أن يحزن على تورّطه فى مخالفته ومعصيته وضياع أيامه وأوقاته. وهذا يدلُّ على صحّة الإيمان فى قلبه وعلى حياته، حيث شعر قلبه بمثل هذا الألم فحزن عليه، ولو كان قلبه ميتًا لم يحس بذلك، ولم يحزن، ولم يتألَّم، فما لجرح بميت إيلامُ. وكلّما كان قلبه أشدَّ حياةً كان شعوره بهذا الألم أقوى، ولكن الحزن لا يجدى عليه، فإنه يضعفه كما تقدم. بل الذى ينفعه أن يستقبل السيرَ، ويجدَّ، ويشمِّر، ويبذل جهدَه".

ابن القيّم، طريق الهجرتين.

"أخي الحبيب، الأمة تحتاج أمثالك ممن يدركون أن نصرة هذا الدين العظيم ليست بالشعارات ولا بالهتافات ولا بالدعاوي والكلمات، بل بأعظم صورة من صور الجهاد في زماننا= طلب العلم، فما لي أراك مستلقيًا تقلِّب هاتفك بتملل وقد غارت عيناك وشحب وجهك وهزل جسمك دونما شيء يُذكَر؟ إنما كل هذا نتاج أيام من اللهو وليال من السهو، هكذا تصبح حال من لا يكد نفسه فيما ينفعه وستتأزم كلما طال بك الأمد، فانتشل نفسك!".

﴿قالَ رَبِّ إِنّي ظَلَمتُ نَفسي فَاغفِر لي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفورُ الرَّحيمُ﴾

«اعلم أن ﷲ ﷻ جميلُ السِّتر، عظيم التجاوز، كثير الإحسان؛ فلا تجعل الذنبَ مهما عظُم بابًا لليأس والوقوف، ولكن اجعله بحسن التوبة مفتاحًا لتطهير النفس والحذر من الانسياق خلف أهوائها، وطريقًا للارتقاء بها إلى عليائها».
هدايات القرآن.

"العاقل هو من يعتبر بأحوال البشر وتجارب الزمان، ولا يضع نفسه موضع تجربة في أمر قد جرَّبه غيره، وذاق ويلاته، طمعًا في أن يسلم من العطب الذي أصاب من سبقه، فتلك أماني الحالمين -أي: اللذات المُهلكة- الذين ما زالوا يتمنون ويأملون حتى لحقوا بركب من سبقهم من الهالكين".

"إن الهروب إلى العلاقات المحرمة يُورّط المرء في مشكلات أكثر مما هو متورط فيها، والانعزال التام عن الناس يمكّن الوحدة من النفس والذهن، أما خداع النفس ورسم صورة وهمية على السوشيال ميديا فلن يسمن ولن يغني من جوع؛ إن كل هذه العوامل لا تشكل حلولًا وإنما هي هروب مؤقت من الألم الذي ما يلبث أن يعود مرة أخرى. والفقيه من واجه الحياة كما هي مستعينًا بالمنهاج القرآني، ثم بعائلته إذا سنحت الفرصة، وبإخوانه ممن حوله. وأخيرًا، بتعلم كيفية مواجهة المشكلات وإدارة المشاعر وفهم طبيعه الدنيا والحياة، ثم مقاومة الألم والصبر على البلاء ودفع الباطل قدر وسعه حتى يلقى الله وهو عنه راضٍ. فمن استعان بالله وتوكل عليه، أعانه الله ووفقه إلى الخير".
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
رسائل ما قبل الانتحار، د. هاني عرفة.

نبه ابن حزم إلى خطورة وأهميّة البوح التنفيسيّ لكلّ إنسان، ويحكي عن بعض المحبين الذين لم يجدوا أخًا لهم يصلح للبوح، قائلًا: "كان ينفرد في المكان النازح عن الأنيس، ويناجي الهواء، ويكلم الأرض، ويجد في ذلك كما يجد المريض في التأوّه، والمحزون في الزفير؛ فإن الهموم إذا ترادفت في القلب ضاق بها، فإن لم يفِضْ منها شيء باللسان، ولم يسترح إلى الشكوى لم يلبث أن يهلك غمًا ويموت أسفًا".
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
رسائل ما قبل الانتحار، د. هاني عرفة.
استفادة من رسائل المنتحرين.

‌"ثم خفف الله على الإنسان، فأودع فيه قوّة التخيل، يستريح إليها من الحقائق".

الرافعي.