ذم الشح:

الناس في المال طرفان ووسط.
فمنهم مسرف مذموم، و شحيح مخذول ،وكلاهما لا يعرف ولا يعترف بخصلته، فلا يدري الشحيح غالبا أنه شحيح ،بل قد يظن نفسه متوسطا أو كريما!!
وأكثر الناس مصاب بالشح ،لانه مخلوق معهم،ومن طبيعتهم قال تعالى( وأحضرت الانفس الشح)
و(كان الانسان قتورا)
و(تحبون المال حبا جما).
👈ومع ذلك فهو مأمور شرعا بمجاهدته،وحمل النفس على البذل والانفاق المباح

⚡️والشح هو البخل الشديد مع الحرص وقبض اليد،وامساك النفقة،
و لاشك في أن الشح من أقبح الصفات ، وأرذل الخصال ويورد صاحبه المهاوي والحسرات ،ومن نجاه الله منه أنجح وأفلح
وحذر منه الشرع
قال سبحانه: وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الحشر:9]

وعن جابِرِ بنِ عبدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عنهما أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((اتَّقوا الظُّلمَ؛ فإنَّ الظُّلمَ ظُلُماتٌ يومَ القيامةِ، واتَّقوا الشُّحَّ؛ فإنَّ الشُّحَّ أهلَك مَن كان قَبلَكم؛ حمَلَهم على أنْ سَفَكوا دِماءَهم، واستحَلُّوا محارِمَهم)
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ((إياكم والشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم ، أمرهم بالقطيعة فقطعوا ، وأمرهم بالفجور ففجروا ..))(رواه أبو داود وأحمد وللفظ وصححه الشيخ أحمد شاكر) .
والشح كذلك مناف للإيمان ، ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ((لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في جوف عبد أبدا ، ولا يجتمع الشح والإيمان في قلب عبد أبدا))(رواه النسائي وصححه الألباني ، وأحمد ، وقال الشيخ أحمد شاكر : إسناده صحيح) .
والشح يهلك صاحبه ، ومجتمعه قال - صلى الله عليه وسلم - : ((... وأما الملهكات : فشح مطاع ، وهوى متبع ، وإعجاب المرء بنفسه ))(ذكره الألباني في صحيح الجامع ، وقال : حسن من حديث ابن عمر).
:
💥ولهذا كان عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه يُكثر من الدعاء في طوافه يقول: اللهم قني شح نفسي.
فقال له رجل: ما أكثر ما تدعو بهذا.
فقال: إذا وُقيت شح نفسي وُقيت الشح والظلم والقطيعة.

والأمر الذي يثير العجب أن الشحيح يعيش الفقر والحرمان وإن كان من أغنى الناس
، مما يروى في هذا (أن الحسن البصري - رحمه الله - دخل على عبد الله بن الأهتم يعوده في مرضه ، فرآه ينظر إلى صندوق في بيته ، ثم قال : يا أبا سعيد ، ما تقول في مائة ألف في هذا الصندوق لم أؤد منها زكاة ، ولم أصل منها رحمـا ؟ قال الحسن : ثكلتك أمك ، ولم كنت تجمعها ؟ قال : لروعة الزمان ، وجفوة السلطان ، ومكاثرة العشيرة . ثم مات ، فلما فرغوا من دفنه قال الحسن - رحمه الله - : انظروا إلى هذا المسكين ، أتاه شيطانه فخدره روعة زمانه ، وجفوة سلطانه ، ومكاثرة عشيرته ، عما رزقه الله إياه وغمره فيه .
وينبغي ان يعلم أن من أدى الواجب ، من الزكاة ، والديون،والنفقات التي عليه،وأكرم ضيفه فقد خرج من حد الشح.
فعن أنس بن مالك، عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: " برئ مِنَ الشُّحِّ مَنْ أَدَّّى الزَّكَاةَ، وَقَرَى الضَّيْفَ، وَأعْطَى في النَّائِبَةِ
وأمامن يمسك المال حفاظا عليه من السرف أو التبذير ، أو زيادة الرفاهية،ويقوم بالواجب فليس بشحيح.
لأن السرف مذموم شرعا أيضا وهو أشد قبحا من الشح،لمافيه من اتلاف المال
قال تعالى : ( وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ) . الإسراء/26-27 .

قال ابن كثير رحمه الله :

" لما أمر بالإنفاق نهى عن الإسراف فيه ، بل يكون وسطًا ، كما قال في الآية الأخرى: وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا [ الفرقان: 67 ] .
وبالله التوفيق.

🚩غلبة الوساوس والهواجس في الصلاة:

🔔قال شيخ الاسلام:
"وقد تنازع العلماء فيمن غلب عليه الوسواس في صلاته هل عليه الإعادة؟
علي قولين :
١/ الأئمة كأحمد وغيره علي أنه لا إعادة عليه،
🏳️واحتجوا بما في / الصحيح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إذا أذن المؤذن أدبر الشيطان وله ضراط حتي لا يسمع التأذين، فإذا قضي التأذين أقبل، فإذا ثُوِّب بالصلاة أدبر، فإذا قضي التَّثْوِيبُ أقبل حتي يخطر بين المرء ونفسه، فيقول : اذكر كذا اذكر كذا لما لم يكن يذكر حتي يظل الرجل لا يدري كم صلي، فإذا وجد أحدكم ذلك فليسجد سجدتين قبل أن يسلم ) .
( فقد عم بهذا الكلام ولم يأمر أحدًا بالإعادة .
٢/ والقول الثاني : عليه الإعادة، وهو قول طائفة من العلماء : من الفقهاء من أصحاب أحمد وغيره؛ كأبي عبد الله بن حامد وغيره لقوله في الحديث : ( ولم يكتب له منها إلا عشرها ) .

👈🏻والتحقيق، أنه لا أجر له إلا بقدر الحضور، لكن ارتفعت عنه العقوبة التي يستحقها تارك الصلاة، وهذا معني قولهم : تبرأ ذمته بها، أي : لا يعاقب علي الترك، لكن الثواب علي قدر الحضور، كما قال ابن عباس : ليس لك من صلاتك إلا ما عقلت منها، فلهذا شرعت السنن الرواتب جبرًا لما يحصل من النقص في الفرائض .

💎والله أعلم . الفتاوى ١٥/ ٢٣٥

سلسة الفوائد: 👇
  مرتبة برقم الفائدة.

1/  الحكم في من شك في عدد الركعات .
2 / فضل انتظار الصلاة  .
3 / ثوب الشهرة, ما هو وماحكمه؟
4  /مقدار ما يعطى الفقير من الزكاة .
5  /مراتب الناس في الصلاة .
6 / كفارة الصيام واليمين .
7 -كراهة العد والاحصاء للمال
8- التراد والتراجع بين  الزوجين. 
9 -ضرورة معرفة منهج المؤلف .

10- مواضع سجود السهو .
11- حكم القراءة بالصامت في الصلاة
12- حجاب القواعد من النساء .
13 سترة المصلي .
14 الترتيب بين أعضاء الوضوء .
15 الصلاة الوسطى .
16 الدعاء بين السجدتين .
17 صفة العمرة .
18 وقت صلاة العشاء .
19 حكم التسبيح والتعوذ في الآيات
20 الاشارة بالسبابة في التشهد.

21 دعاء الاستفتاح .
22 دفع الزكاة للخادم .
23 إلغاء شرط الطلاق .
24 فضائل شعبان .
25 الخطأ في جهة القبلة .
26 ستر العورة .
27 صبغ الشيب بالسواد .
28 إحذر المقارنات .
29 مصليات الحرم ـ والصلاة على الكراسي .
30 أهم مسائل الزكاة .

31- في زكاة الفطر .
32 في حكم لبس الباروكة .
33 في مختصر أذكار الصباح والمساء
34 تبادل الهدايا بالقرعة .
35 في المزاح .
36 الاقامة التي تقطع السفر .
37 لقطة الحرام .
39 فضائل تلاوة القرآن الكريم .
40 تفسير (واستعينوا بالصبر والصلاة) .
41- المتشبع بما لم يعط .
42 الزهد والورع .
43 جمع العصر مع الجمعة .
44 نسيان الحلق في العمرة .
45- الصلاة في الطائرة. 
46-من  أولوا الأرحام الواجب صلتهم.
47- من علاجات الارق…
48-حكم الصور المجسمة.
49- فضل الوقف وصوره.

السؤال :
فضيلة شيخنا المبارك، سمعت أحد الفضلاء ينقل عنكم جواز جمع صلاة الجمعة مع العصر، فأحببت أن أقف على اختياركم هذا مكتوبًا، أحسن الله إليكم، وزادكم من علمه وإفضاله؟
الأجوبة المحررة
الصلاة.

الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده؛ أما بعد:
فأقول: نعم، هذا ما أختارُه وأفعلُه، وهو ما ظهر لي؛ فإنَّ مَنْ منَع جمع العصر مع الجمعة[1] لم يذكر على المنع دليلًا إلا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يصل العصر مع الجمعة[2]، وأقول: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يصلِّ الجمعة في السفر قطُّ، فكيف يُدَّعى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يجمع الجمعة مع العصر، ويُجعل ذلك أصلًا لمنع الجمع؟! ونحن -في السفر- كثيرًا ما نوافق صلاة الجمعة في المسجد الحرام وغيره ونحن عازمون على الارتحال، وهذا هو المقتضي لجمع التقديم، وفي تركه مشقَّة. هذا ومحلُّ ما ذكرتُه هو جمع العصر مع الجمعة في السفر، أمَّا في الحضر فمنعُه متوجِّه؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلَّى الجمعة في المدينة، وقد نزل المطر عليهم في أثناء الصلاة[3]، فلم يجمع العصر مع الجمعة.
وبعدُ فأنبه على أنه بعد كتابة هذه الفتوى وقفتُ على كلام النووي وغيره من الشافعية وفيه جوازُ جمع العصر مع الجمعة تقديمًا حتى في الحضر في المطر، فينظر في ذلك “المجموع”[4] و”روضة الطالبين”[5] كلاههما لأبي زكريا النووي، وقال زكريا الأنصاري في “أسنى المطالب”[6]: ” ويجوز جمع الجمعة والعصر تقديمًا، كما نقله الزركشي، واعتمده، كجمعهما بالمطر بل أولى” اهـ يشير إلى قول الزركشي في “البحر المحيط”[7]: “والمشهور الجواز”. والله أعلم.
أملاه:
عبدالرحمن بن ناصر البراك
حرر في 5 ربيع الآخر 1446هـ

طلب الكمال في الدنيا مستحيل.
قال حكيم الزمان:

وهذه الدنيا مهما حاولت تعديلها او اصلاحها تظل مائلة
وكلما اعتقدت انك انهيت اعمالك او اصلاحاتك او علاجاتك وظننت انك وصلت درجة الراحة تبعثت عليك أشياء من جديد ،،فتكابد لاصلاحها مرة أخرى،،،( لقد خلقنا الانسان في كبد)

فلا يمكن لاحد أن يذوق طعم الراحة التامة قبل ان تدخل قدمه الجنة .
سُئِل الإمامُ أحمدُ بن حنبل :
متى الرَّاحةُ يا إمام ؟
فقال : عند أوّل قَدَمٍ تضُعُها في الجنّة.
وقال الشاعر:
طُبعَت على كدرٍ وأنت تريدُها
صفوًا من الأقذاءِ والأكدارِ

ومكلّف الأيَّامٍ ضدَّ طباعها
متطلّبٌ في الماءِ جذوة نارِ.

قال ابن القيم رحمه الله تعالى :

(وهَكَذَا يَفْعَلُ الرَّبُّ سُبْحَانَهُ بِعِبَادِهِ فِي عُقُوبَاتِ جَرَائِمِهِمْ، فَيُؤَدِّبُ عَبْدَهُ الْمُؤْمِنَ الَّذِي يُحِبُّهُ وَهُوَ كَرِيمٌ عِنْدَهُ بِأَدْنَى زَلَّةٍ وَهَفْوَةٍ، فَلَا يَزَالُ مُسْتَيْقِظًا حَذِرًا، ،،،⚡️⚡️
وَأَمَّا مَنْ سَقَطَ مِنْ عَيْنِهِ وَهَانَ عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ يُخَلِّي بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَعَاصِيهِ، وَكُلَّمَا أَحْدَثَ ذَنْبًا أَحْدَثَ لَهُ نِعْمَةً، وَالْمَغْرُورُ يَظُنُّ أَنَّ ذَلِكَ مِنْ كَرَامَتِهِ عَلَيْهِ، وَلَا يَعْلَمُ أَنَّ ذَلِكَ عَيْنُ الْإِهَانَةِ، وَأَنَّهُ يُرِيدُ بِهِ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ وَالْعُقُوبَةَ الَّتِي لَا عَاقِبَةَ مَعَهَا، ، 💥
كَمَا فِي الْحَدِيثِ الْمَشْهُورِ: ( «إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا عَجَّلَ لَهُ عُقُوبَتَهُ فِي الدُّنْيَا، وَإِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ شَرًّا أَمْسَكَ عَنْهُ عُقُوبَتَهُ فِي الدُّنْيَا، فَيَرِدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِذُنُوبِهِ» )
زاد المعاد ٣/٥٠٣

‏قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

" فمن ناقش المؤمنين على الذنوب- وهو لا يناقش الكفار والمنافقين على كفرهم ونفاقهم، بل وربما يمدحهم ويعظمهم- دلَّ على أنه من أعظم الناس جهلاً وظلماً، إن لم ينته به جهله وظلمه إلى الكفر والنفاق".

منهاج السنة النبوية ٤/ ٣٧٣-٣٧٤).

قاعدة مطردة:
كل شيء عُصِي الله به فإنه يفسده على صاحبه.

قال ابن القيم رحمه الله:
"وهذه القاعدة مطردة في كل شيء عصي الرب به، فإنه يفسده على صاحبه،

فمن عصاه بماله أفسده عليه،
ومن عصاه بجاهه أفسده عليه،
ومن عصاه بلسانه أو قلبه أو عضو من أعضائه أفسده عليه، وإن لم يشعر بفساده.

ﻓﺄﻱ ﻓﺴﺎﺩ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﻓﺴﺎﺩ ﻗﻠﺐ ﺧﺮﺏ ﻣﻦ ﻣﺤﺒﺔ اﻟﻠﻪ ﻭﺧﻮﻓﻪ ﻭﺭﺟﺎﺋﻪ ﻭاﻟﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻭاﻹﻧﺎﺑﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﻭاﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ﺑﺬﻛﺮه ﻭاﻷﻧﺲ ﺑﻪ ﻭاﻟﻔﺮﺡ ﺑﺎﻹﻗﺒﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ؟!
ﻭﻫﻞ ﻫﺬا القلب ﺇﻻ ﻗﻠﺐ ﻗﺪ اﺳﺘﺤﻜﻢ ﻓﺴﺎﺩه ﻭاﻟﻤﺼﺎﺏ ﻻ ﻳﺸﻌﺮ!

ﻭﺃﻱ ﻓﺴﺎﺩ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﻓﺴﺎﺩ ﻟﺴﺎﻥ ﺗﻌﻄﻞ ﻋﻦ ﺫﻛﺮه ﻭﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﻪ ﻭﺗﻼﻭﺓ ﻛﻼﻣﻪ، ﻭﻧﺼﻴﺤﺔ ﻋﺒﺎﺩه ﻭﺇﺭﺷﺎﺩﻫﻢ ﻭﺩﻋﻮﺗﻬﻢ ﺇﻟﻰ اﻟﻠﻪ؟!

ﻭﺃﻱ ﻓﺴﺎﺩ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﻓﺴﺎﺩ ﺟﻮاﺭﺡ ﻋﻄﻠﺖ ﻋﻦ ﻋﺒﻮﺩﻳﺔ ﻓﺎﻃﺮﻫﺎ ﻭﺧﺎﻟﻘﻬﺎ ﻭﺧﺪﻣﺘﻪ ﻭاﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺿﺎﺗﻪ؟!

ﻭﺑﺎﻟﺠﻤﻠﺔ فما عصي الله بشيء إلا أفسده على صاحبه".

الصواعق المرسلة (٥٢٥/١).