-
لا تنسونا من صالح دُعائكم كَرمًا.

-
**يا اللَّه أعطنا ما أعطيته أولياءك،

أنتَ الذي عوّدتنا الكرم ولم نكن قطّ بدعائك أشقياء.**

**اللهمَّ ذكِّر بي مَن يدعو لي،

ذكِّر بي مَن تُفتح لصوتهِ أبواب السّماء،

ذكِّر بي مَن لا تُرَدُّ لهُ دعوةٌ عندك.**

بِسمِ اللَّه،

لا تتعجّل فترة البِنَاء وتختزلها .. لا تُزكّي نفسك ولم ترقى بعد أن تكون طُويلب علم، ولا تصدّرك في موطنٍ لم يكن لك بدايةً، ينبغي أن تتعلّم كيفَ تنجو بنفسك أولًا لينجو بك النّاس، ليس أنانيةً يا صاحبي بقدر ما هو فقهٌ وإدراك تأخر وقته، وأضعنا أعمارنا وليتنا فهمنا،

اعكف على صلاح قلبك وعملك .. زكّي مواطن قوتك وهذّب ضعفك ومرض قلبك، واستدرك لنفسك ما ضيّعته منك الجاهلية واربأ بنفسك عن أمراض القلوب والكِبر الخفيّ، لا تُقارن نفسك بحصاد أحد ولا تفعل لمُجرد الكثرة ولا تنتظر أحدًا .. أنت وحدك ابن أمة اسلامية، ولا تُخادع نفسك بالثغور وتنسى نفسك، أسقط النّاس من حساباتك، الإيثار من فضلة ما لديك حين تنجو بنفسك أولًا، يقول ابنُ عطاء السكندري:
"تشوفك إلى ما بطن فيك من العيوب، خيرٌ من تشوفك إلى ما حجب عنك من الغيوب"، فلأن تطلع على عيب جديد خير لك من أن تطلع على الغيب.

ألم ترى أنّك أصبحت جسرًا يعبر به النّاس، وأسقطت نفسك؟

ألم تُقم آلاف الحُجج على نفسك؟

ألم تطلب العلم لتفتخر به و لم يكن لقلبك منه حظٌ أو نصيب؟

ألم يحن الوقت لتستيقظ من غفلتك وتنظر إليكَ وتتبع عيبك وزللك؟

ألست تأمر الناس بالبرّ وطيب الكلام والطاعة بالجوارح وأنت أبعد ما يكون؟

أسأل نفسك أين ثمرة العلم من معاملاتك؟ بئست الغاية أن يكون طلبك للعلم لتحصيل شهادة، وحتى يُقال فلان، وأقول لك علمٌ لا يوصلك لهذين ورب الكعبة خاسر علمٌ منتهٍ بك إلى خيبة (علمٌ لا يوصلك إلى معرفةِ نفسكَ وربك).

أفق،
الموت أقرب إليك من شِراك نعلك، و أخذ من أقرانك من أخذ، ورُبما الآن دورك وليتك تُفق قبل الحسرة،

في الزوايا خبايا يا صاحبي، وفي النّاس بقايا لا تعرفهم أنت حسبهم اللَّه يعرفهم، لهم سِر وليل أسرَع به للجنّات .. وأنت؟!
لا شئ مرّ العُمر بك ومازلت عند نفس الموضع، البِناء والتزكية ليست وليدة ليلة .. الساحة ملأى ممن فيهم خير؛ فليتك تُفق لنفسك،

ما أحوجك إلى توبـةٍ نصُوح تغسِل الرُّوح، وتَشفي القُروح؛ وتجعلك أهلًا للَّه، ليل العابدين يشكو غيابك وتدّعي أنٌك طالب علم؟

ما أحوجك لأن تخلو بكتاب اللَّه فتُحيي قلبك الميت، وتُخرج منك أمينَ أُمّة مُجاهد، اسأل نفسك صادقًا كم يفصلك عن هدايته؟ كم هي المسافة بينك وبينه بين بيناته، وعرفانه، وزواجره، ومذكراته، وأحكامه؟

ما أحوجك لمُجالسة رسول اللَّه وصحبه ومن تبعهم بإحسان فتتشرّب عنهم صِبغة الدين والتربية، كُتب السنة تنتظر يا ولدي، وميراث رسول اللَّه يُقسم.

ما أحوجك للإسلام والإيمان يا فتى، وما أبعدك.

اسمع مِنّي
اعتزل، لا أقول لك اترك الميدان وغادِر، ولا أقول لا يكن لك تواصل مع أحد، ولا أقول لك اترك كل الدورات و المجموعات،

إنما اعتزل وإن كُنت وسط الزِحام، اختلى بنفسك واشغلها بعيبك واصلاحه، اجعل وقتك لنفسك ولا تستحي أن تقول أنّك لست أهلًا الآن، ولا أنّك مشغول الآن .. لا تدع أحدًا يأخذ منك ما شاء من وقتك بعين الحياء؛ ليس هذا عُذر صدقني، اجعل طاقاتك لك لنفسك إنت أولًا، هذه العُزلة،

‏يجب أن تكونَ صاحبَ عملٍ في عُزلتك، فلا تعتزل لتنام، وتزيد في الطعام، وتتفرغ للأحزان وتعظيم الابتلاءات في عينيك!

العزلة تُخلّصك من فُضول الكلام و مخالطة الأنام و الصوم يخلصك من فضول الطعام و التهجّد و القيام يخلصك من فضول المَنام

هذه المجاهدة لصون جوارحك من المعاصي نَظرًا و سماعًا، و لِتَسْلم من شرور الناس، و تتخفّف و تتفرّغ من مزيد عبادةٍ ، و تصون سِرّك من التشويش عليك، شروط العزلة في حروف اسمها (ع: العلم ز: الزهد ل: العمل)

العمر يجري والفتن تقتات ما في القلب من إيمان، والمُنتكسين من حولك في زيادة ولست معصوم، والموت واقع لا محالة.. فأفِق يرحمك اللَّه يوم القيامة ستقف أمام اللَّه بقلبك وعملك، وقد أفلح من تزكى،

الوصية الأخيرة:
اقرأ باسم ربك .. لتتربى
اقرأ وربك الأكرم .. لتُكرم
واسجد واقترب .. بدءٌ بالقراءة والعلم، وانتهاءٌ بالعبادة والاقتراب، القراءة باسم الله دليل على النجاح في مشروع المعرفة، وسجود المقترب دليل على نجاح الوصل بالله،

**واعلم أنّ ميّدانك الأوّل نفسك؛

فإن انتصرت عليها كُنت على غيرها أقدر، وإذا أخفقت في جهادها كنت على سِواها أعجز؛

فجرّب معها الكفاح أولًا،

واعلم أنّ مُهمتك أمّةً تُحيها، وإنّما تبدأ حياة الأمّة بحياتك أنت أولًا، والمجتمعُ المتأدبُ هو جملة أفراد، والفرد فيه خلية كالأسرة، وهو النواة، وفساده فساد الكل .. إِنَّ ٱللَّهَ لَا یُغَیِّرُ مَا بِقَوۡمٍ حَتَّىٰ یُغَیِّرُوا۟ مَا بِأَنفُسِهِمۡۗ**

اللهمّ إنك سألتنا من أنفسنا ما لا نملك إلا بك، فأعطنا من أنفسنا ما يُرضيك عنّا، رقّنا إلى مَقام رضاك، أعِنّا على تثبيت قدم التوجه إليك، آتِ نفوسنا تقواها، وزكّها أنت خيرُ من زكّاها.

الأخير هُنا إلى أجل غير معلوم، عسى اللَّه أن يجمعنا في الجنّات.

|• واجبات عمليّة في برّ الوالدين: ١- عاملهما بالتبجيل والاحترام بالقول والفعل. ٢- الأدب معهما والإحسان إليهما. ٣- لا تُؤذيهما بلفظ جارح أو بنفخة ضجر، وخاطبهما بالقول السهل الجميل. ٤- لا ترفع صوتك عليهما ولا تحد النظر إليهما، وضع يديّك بجانبك إذا كلمتهما.…

|• واجبات عمليّة في برّ الوالدين:

١- عاملهما بالتبجيل والاحترام بالقول والفعل.

٢- الأدب معهما والإحسان إليهما.

٣- لا تُؤذيهما بلفظ جارح أو بنفخة ضجر، وخاطبهما بالقول السهل الجميل.

٤- لا ترفع صوتك عليهما ولا تحد النظر إليهما، وضع يديّك بجانبك إذا كلمتهما.

٥- قبّل يديهما ورأسيهما وتبسّم في وجهيهما.

٦- لا تجلس وهما قائمان أو في مكان أعلىٰ منهما.

٧- لبّي طلباتهما واقض حاجاتهما وأنفق عليهما ولا تبخل عليهما بمال.

٨- خذهما إلى الطبيب بنفسك إذا مرضا، واخدمهما بيديك.

٩- اجلس إليهما، وآنسهما وأنصت لهما إذا تكلما، وأظهر اعجابك ولا تمسك هاتفك.

١٠- لا تتآلم عندهما ولا تشكو حزنك إليهما؛ فإن ألمك يُؤلمهما .. بل أظهر لهما أنك في خير وعافية.

١١- الدعاء لهما في حياتهما ومماتهما، والصدقة عليهما

**جزىٰ اللَّه نَبيّنا ﷺ عن أُمَّتِه أفضل الجزاء، وصلَّىٰ اللَّهُ عليه أطيَب الصلاة.

١٦ رجب ١٤٤٥ هجريًا**

واسَيتَ عُمَيرًا في النُّغَير، هنيئًا لعُمَيرَ بأن وجدَك،
مَن يُواسيني أنا بفِراقك أنت يا سيدي يا رسول اللَّه؟

مِسكينةُ المدينة وكل الدُنيا، ومساكينٌ نحن فقدنا رسول اللَّه ﷺ.

بِـسـمِ الـلَّـهِ ربِّ الـغُـلام. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مِنْ أَشَدِّ أُمَّتِي لِي حُبًّا، نَاسٌ يَكُونُونَ بَعْدِي، ” يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ رَآنِي بِأَهْلِهِ وَمَالِهِ “ ” يَوَدُّ أَحَدُهُمْ…