الوتر يا صحبة ?

ما قدّر الرحمنُ أن تحظَى بهِ!
لو سارَ كلّ الكونِ ضدكَ فهوَ لك.

اللّٰه تعالى أكرم من أن يراكَ تجاهد تقلّب قلبك فلا يولّيه شطره ?.

‏فكم مرةٍ زارك الفزعُ والخوف وبدَّدتْهُ سورةُ الفلق !
‏كم مرَّة قلتَ وأنت ترقُبُ الأمنَ والنّجاة ( قُل أعوذُ بِرَبِّ الفلق ) و ( قُل أعوذُ بربِّ النَّاس ) فغَشيتْ قلبَك الخائف سكينةٌ سرَتْ لرُوحك، وأزالت كُربتك ووَحشتَك?!

‏فربُّ الناس والفلقِ يسمعك والملكُ الذي خلَقَ، والإلهُ الذي تلُوذُ به الخلائقُ، والعظیم الذي يصغُرُ أمامه كل شيء في الوجود..

‏إنه ابتهاجٌ بسورتين تخبرانِ برعاية الله وحفظه لهذا الإنسان، الذي ليس له حولٌ ولا قوة إلا بهذا الربِّ العظيم !

‏تأتيه خائفًا قد أرهقت المخاوفُ قلبك والفزع يحيط بك والقلق يرسم أبشع الخيالات في ذهنك فتُعلِن اللجوءَ الكامل إليه والركون الأبديَّ لجَنابِه فتنزلُ على قلبِك الخائف معاني السكينة و الطمأنينة وتُحيط بك الحماية..

مَن لَزم قِيام الليل، بلَّغهُ الله مبلغًا لا يدركهُ خياله، وأعطاهُ أعظَم مما يتمنَى.

قيام الليل ?

"يتولاكَ الله..
بينمَا تظنُ أنكَ بِمُفردِكَ

- وتركم وأذكروني بدعائكم ?

ويعزّ خاطِرُك على الله، فلا تحزن.

والله أن المرء لينال بالدعاء مالا يناله بجُهده ولا سيّره ولا عزمه، و لا يلحّ عبد مؤمن على الله في حاجة إلا قضاها الله له، فالإلحاح في الدعاء مما يحبه الله ويرضاه، فكل خير تريده يتحقق بالدعاء، وكل شر تخشاه يدفع بالدعاء.
الوتر ??.